الدكتور محمود عواد الدباس.
سلسلة لقاءات سيعقدها الرئيس الأمريكي ترامب مع أهم ثلاثة أطراف في التعامل مع القضية الفلسطينية. وهم (رئيس الوزراء الإسرائيلي. وملك الأردن . والرئيس المصري ). الأولوية هذه المرة في اللقاءات هي لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو . وهو اللقاء الأخطر . ثم لقاء الملك عبدالله وهو اللقاء الأكثر أهمية لسبب أن الأردن هو الأقرب إلى الضفة الغربية . ثم يأتي ثالثا في أهمية اللقاءات الأمريكية مع رؤساء الدول العربية هو لقاء الرئيس المصري بحكم قرب مصر من غزة . بكل تأكيد أن الصعوبات التي تواجه الملك في لقائه مع ترامب أنها تأتي بعد لقاء الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حيث يسعى الأخير من أجل الحصول على تصريحات إعلامية أمريكية تؤكد استمرار وزيادة الدعم الأمريكي لإسرائيل في مخططاتها .يساعده على ذلك وجود قرارات و تصريحات أمريكية مسبقة في هذا الاتجاه . بناء على ذلك وفيما يخص لقاء الملك عبدالله مع ترامب فإن هذا اللقاء فيما لو تم تتويجه عبر مؤتمر صحفي .فالمؤكد أن المسافة ستكون واسعة جدا ما بين الطرفين في مواقفها . مما يعني نقل الاختلاف في المواقف من مرحلة السرية عبر الاتصالات الهاتفية بينهما و مرحلة المواجهة غير المباشرة عبر التصريحات التي صدرت عن الطرفين في مناسبات معينة قريبة كي تنتقل الى التصريحات المباشرة و المتناقضة علنيا ما بين الطرفين في المؤتمر الصحفي مهما حاول الطرفان إظهار غير ذلك . من هنا فالأفضل أن يكون اللقاء الأردني الأمريكي لقاء مغلقا يعقبه تقرير صحفي مع الابتعاد عن المؤتمر الصحفي للأسباب المذكورة أعلاه كما أسلفنا .
لسلامة التحليل المقارن . فإن ذلك يتطلب العودة الى الوراء لعدة سنوات ماضية والى بداية العام ٢٠١٧م إلى نهايته تلك السنة .خلال هذه الفترة كان المجال متاحا لسماع وجهة النظر الأردنية . لكن الرئيس الأمريكي بعد تلك المدة ذهب بعيدا في دعم الطرف الآخر . حيث اعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ثم قام بنقل مقر السفارة الأمريكية إليها .ثم أتبع ذلك بصفقة القرن والتي تعني علاقات طبيعية ما بين إسرائيل وبقية الدولة العربية دون انتظار الاتفاق على حل سياسي عادل ومقبول من الفلسطينيين .
اليوم في العام ٢٠٢٥ م نعود إلى استخدام ذات الخطة وهو عقد لقاء يجمع الملك عبدالله مع الرئيس الأمريكي في بداية ولايته الثانية . ليكون السؤال الآتي .ما هو الهدف من الزيارة ؟. الهدف واضح. وهو محاولة تقليل حجم الدعم والاندفاع الأمريكي نحو إسرائيل والذي سيتم تأكيده عبر لقاء ترامب مع نتنياهو . خاصة وأن عقلية نتنياهو عبر لقاءاته الدولية يسعى نحو تحقيق إنجازات دولية لتعزيز وجوده السياسي داخل إسرائيل وأبرزها عبر لقائه مع الرئيس الأمريكي ترامب من خلال تأكيد الموافقة الأمريكية على خطط إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية. بناء على ذلك فإن المساحة التي يمكن أن يؤثر بها الأردن على الإدارة الأمريكية هي التنبيه إلى خطورة السير وراء الرؤية الإسرائيلية الأحادية .وبالتالي التفكير في صيغ سياسية أخرى لحل الصراع العربي الإسرائيلي .يساعد على ذلك وجود ثغرة يمكن النفاذ منها في الحوار مع ترامب . وهي قول أحد المساعدين لترامب قبل اسبوع او أكثر وهو نص نشر على عدة مواقع إعلامية أردنية .(... إذا كان الأردن و مصر يرفضان التهجير فإن عليهما تقديم حلول أخرى ذلك أن الرئيس الأمريكي منفتح على الخيارات ).
ختاما .تاني زيارة الملك إلى واشنطن الأسبوع القادم من أجل الاجتماع مع الرئيس الأمريكي في ظروف اصعب من الظروف التي كانت في اللقاء الذي تم بينهما في بداية العام ٢٠١٧ م. حيث تزايدت المواقف الأمريكية المنحازة إلى إسرائيل منذ نهاية العام ٢٠١٧ م . لكن ومع ذلك نأمل أن ينجح الأردن في إقناع ترامب في خطورة السير وراء الرؤية الإسرائيلية الأحادية إضافة إلى إيجاد ثغرة للعبور السياسي إلى العقل الأمريكي قد تضمن تعطيل المشروع الإسرائيلي بصيغته الحالية في فلسطين (في الضفة اولا .وفي غزة ثانيا ). وتضمن أيضا فتح المجال أمام الحوار نحو صيغ أخرى للحل السياسي.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |