الدكتور محمود عواد الدباس.
ثمة أسباب غير معروفة وغير مفهومة تقف وراء استمرار الاستقالات من عضوية حزب (اراده) الذي يصنف أنه( يسار الوسط) حسبما كان يصدر عن أعضائه . نعم أن الأحزاب بشكل عام ومن الناحيتين النظرية والواقعية أنها و في مسيرتها تشهد حدوث استقالات من عضويتها كما تشهد انتساب آخرين إليها لكن في حزب( إرادة) ومنذ تأسيسه فهو يواجه ذات الحال بدرجة كبيرة .
نعم أن الانتسابات إلى الحزب كانت كبيرة لكنها تصبح في النهاية عددا . لكن الاستقالات وحينما تكون من شخصيات عامة من أعضاء الحزب فإن تلك الاستقالات يكون لها بعد نوعي . في ذات الاتجاه فإن تلك الاستقالات لم تقف عند أعضاء الحزب بل إنها وصلت إلى أعلى مستويات الهيكل التنظيمي داخل الحزب و لعل أبرزها استقالة الأمين العام السابق للحزب من موقعه تبعها تقديم استقالته من عضوية الحزب نفسه ! .سبق ذلك كله بروز اسم الحزب في ما تم تسميته خلال الانتخابات (بيع مقاعد نيابية) ومع أن الحزب نفى ذلك بالمعنى المباشر المعروف قائلا أنها نفقات تخص من تقدموا الترتيب في القائمة الحزبية .لكن بقي اسم الحزب في نظر الناخبين مرتبط بمقولة ( بيع المقاعد النيابية ) .
ضمن البرلمان . وحيث أن الحزب قد حصل على( ١٩ ) مقعدا نيابيا حسب التصريحات الرسمية عقب إعلان نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة .مع الإشارة هنا إلى أن الغالبية العظمى منهم كانوا من الذين نجحوا على مستوى الدوائر الفردية(16 عضو ) .مما يعنى أن فوزهم جاء نتيجة ظروفهم الذاتية و ليس استنادا إلى قوة الحزب . بالطبع فإن هذه النتيجة تنطبق على بقية الأحزاب التي فازت في البرلمان باستثناء حزب واحد. لكن المفاجأة التي حصلت بعد دخول الحزب الى البرلمان أن نواب حزب ( إرادة) وعلى الرغم من لونهم السياسي وهو (يسار الوسط) كما أشرنا مسبقا الا أنهم شكلوا كتلة نيابية مع نواب الحزب الوطني الإسلامي وهو حزب يصنف أنه( يمين الوسط ) مما أثار استغرابا من المراقبين نظرا لاختلاف اللونين السياسيين بين الحزبين . تبع ذلك دخول هذه الكتلة النيابية المشتركة في الائتلاف النيابي المعاكس لكتلة نواب العمل الإسلامي في انتخابات المكتب الدائم لمجلس النواب. لذلك تم منح الحزب موقع النائب الثاني لرئيس مجلس النواب .
قبل أيام عادت موجة الاستقالات النوعية من الحزب تطفو على المشهد السياسي من جديد . حيث قدمت عدة شخصيات بارزة من أعضاء الحزب استقالتهم . كان طبيعيا أن يتم الرد عليها عبر تصريحات من الأمانة العامة للحزب فقط. والتي قالت إن بعض الاستقالات كانت منذ مدة وأن الافضل هو تقدميها ضمن الأطر الحزبية .لكن ردا اخر جاء من أحد نواب الحزب من الذين نجحوا على مستوى الدائرة الانتخابية العامة حيث قال وكان قوله بلغة تحدي حينما قال (أن الحزب باق و يتمدد ) !!! . مضيفا أن الحزب يضم( 10200 ) عضو فلا مشكلة في استقالة المئات. وكرد مباشر و سريع على تصريحاته الإعلامية أقدم أحد الشخصيات العامة من أعضاء الحزب على إعلان استقالته من الحزب و نشرها إعلاميا . اليوم و بعد هذا الاستعراض لسلسلة الأحداث التي تخص حزب (إرادة) علينا أن نذهب نحو التوقعات المستقبلية لمستقبل الحزب .قناعتي أن الحزب مقدم على استقالات أخرى نوعية كبيرة جدا ولها حاضنة عددية . واظن انها ستكون من أعضاء الحزب الذين يشغلون مواقع في مجالس المحافظات ( اللامركزية ) . وقد يتبع ذلك استقالة نواب ( إرادة ) من حزبهم من الذين نجحوا على مستوى الدوائر الفردية وعددهم( 16 عضو ) يلي ذلك توزعهم على أحد أو أكثر من الأحزاب التالية داخل البرلمان (الميثاق أو عزم أو تقدم أو الاتحاد الوطني ) .
ختاما . كما بدأنا أول المقالة . نكرر القول إن ثمة أسباب عميقة وكبيرة جدا لكنها مجهولة وغير معروفة هي وراء الاستقالات المتتالية من حزب( إرادة ) . كما أن نتيجتها الرئيسية هي الإضعاف التدريجي للحزب و تجميده وذهاب بريقه و عدم قدرته على التوسع من جديد وربما غياب تمثيله في المؤسسات العامة المنتخبة . ليبقى السؤال المهم هنا : هل الهدف مما يتم هو فقط تحجيم الحزب أم أنها أبعد من ذلك كخطوات متسلسلة في اتجاه حله وحذفه من سجل الأحزاب السياسية ؟ و بكل تأكيد يبقى الجواب مجهولا إلى الآن ؟.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |