التل يكتب : مفردات عربية لحماية الاردن


رم - بلال حسن التل

بينت في مقال سابق، كيف ان اللغة العربية كانت سببا من اسباب انتصار غزة، لأن اللغة ليست حروفا ابجدية للتخاطب، بل هي خزان للمفاهيم والقيم التي تتجسد سلوكا ومواقفا، ترسم شكل حياة المجتمع، والعلاقة بين مكوناته، بل وحمايته عندما تهدده مخاطر و تواجهه تحديات. مثلما هو حال وطننا الاردن، الذي نطن اننا لكي نحميه فأننا بحاجة الى استحضار المكنون الفكري والثقافي للكثير من مفردات لغتنا العربية.

اول المفردات التي نحتاج الى تجسيدها في واقعنا الاردني، هي مفردة الصبر ومفهوم المصابرة، الذي كان عنصرا هاما من عناصر انتصار غزة، فنحن في الاردن نعيش ظروفا اقتصادية صعبة، وربما تزيد صعوبتها في المرحلة القادمة، مما يحتاج منا الى الصبر والمصابرة والتحمل لظروف بلدنا الاقتصادية ،مع العمل الجاد الصبور للتغلب عليها، وعدم الاكتفاء بالتباكي، وندب سؤ الحظ،ولوم الحكومة، فليس من المعقول ان يقف كل الاردنيين في طابور انتظار الوظيفية الحكومية، والعمل المكتبي، بينما يزدحم بلدنا بمئات الاف من العمالة الوافدة، من الذين ويمارسون اعمالا كان الاردنيون يمارسونها الى عقود قريبة، كالاعمال الزراعية، والمهن اليدوية، والعمل في البناء والانشاءات، فهذا الجيل ليس اكثر كرامة من جيل ابائه واجداده، بل ليس أكرم من رسل الله فقد ا عمل الكثيرون منهم اعملا وحرفا يدوية، فالصبر على تعب العمل اليدوي من سبل الخلاص لبلدنا، ومن ثم الخلاص من ازمتنا الاقتصادية وافرازاتها من فقر وبطالة.

المفردة العربية الثانية التي نحتاج الى استحضارها لحماية بلدنا، هي (فتبينوا) التي حث عليها القرآن الكريم، وفي قراءة اخرى (فتثبتوا)، فبلدنا يتعرض لحرب الجيلين الرابع والخامس من اجيال الحرب، وهي الحرب الإلكترونية، واهم اسلحتها الإشاعات التي تتعمد نشر الاخبار المختلقة التي لا اساس لها من الصحة، بهدف هز ثقتنا بانفسنا،و بوطننا، و بمؤسساتنا، من خلال الاشاعه المحرمة تحريما قاطعا في ديننا، لانها باب من ابواب نشر الفاحشة، ولونا من الون الكذب، وصنفا من أصناف النفاق، ومدخلا من مداخل العدو، لتفريق صفنا لذلك علينا ان نتسلح لمواجهة ذلك كله بسلاح التثبت والتبين، اي التحقق من صدق مايصلنا من معلومات او اخبار قبل نساعد على نشرها وتداولها ، فنكون عنصرا من عناصر ضعف بلدنا، وسببا من أسباب فرقة صفنا.

وحتى لا يتفرق صفنا ويضعف بلدنا، علينا ان نستحضر في حياتنا مكنونات مفردة (واعتصموا)،
والاعتصام هو التمسك ، لذلك علينابان نتمسك بعهد حماية الاردن، وهويتنا الوطنية الاردنية، في إطار تلاحم وطني حول اردننا الاغلى والاعز.

وحتى يكون اعتصمنا فعالا في حماية وطننا الاردني، علينا ان نستخصر مكنونات مفردة الرباط والمرابطة، والتي تعني في معنى من معانيها الإنتباه والحذر، وتعني ايضا ان نكون الحصن الذي يحمي الوطن، وهي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد أردني، عليه ان يستذكر قول رسول الله (انت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتينا من قبلك) ، ولأن الاسلام يحث على حب الوطن و الاستشهاد في سبيلة، فعلى كل أردني ان يتذكر دائما انه على ثغرة من ثغور الاردن، عليه حمايتها من اشاعة هدامة تستهدف وحدة صفه، اوعصابة تستهدف شيابه بالمخدرات، او تستهد امنه بالسلاح المهرب، او تستهدف امتداده غربي النهر بالتهجيرالقسري.

هذه بعض المفردات اللغوية التي نحتاج الى استحضار وتجسيد معانيها في وقعنا الاردني، لذلك كان المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية، فاللغة عنوان وجود، ومضمون هوية حضارية، ودرع وطن.



عدد المشاهدات : (4558)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :