رم - كشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الجمعة، أسماء 3 أسرى إسرائيليين ستفرج عنهم غدا السبت ضمن صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في بيان، إنه "في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج يوم غد السبت عن الأسرى الصهاينة التالية أسماؤهم: إلياهو داتسون يوسف شرابي وأور ابراهم ليشها ليفي وأوهاد بن عامي"، دون مزيد من التفاصيل.
من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الوفد الإسرائيلي المفاوض سيغادر غدا السبت، إلى العاصمة القطرية الدوحة، بعد إطلاق سراح الدفعة الجديدة من الأسرى.
ونقل موقع "واللا" العبري أن عائلات الأسرى الإسرائيليين أُبلغت بأن الوفد المفاوض سيتوجه إلى الدوحة بعد انتهاء عملية إطلاق سراح الأسرى.
في غضون ذلك، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة ستكون أكثر تعقيدًا، لكنه أعرب عن تفاؤله بإمكانية تحقيقها. وأضاف، في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، أن هدفه هو الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، سواء الأحياء أو الأموات، في غزة.
في الأثناء، دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة نتنياهو إلى استكمال صفقة التبادل لضمان إطلاق سراح جميع الأسرى.
وفي بيانها الأسبوعي، طالبت الهيئة بإرسال وفد التفاوض إلى قطر بتفويض واضح لتحقيق عودة الأسرى، "سواء الأحياء لإعادة تأهيلهم أو المتوفين لدفنهم بكرامة".
وأكدت الهيئة أن 79 أسيرًا لا يزالون محتجزين في ظروف قاسية، مشددة على ضرورة التحرك الفوري لإتمام الصفقة.
وعند إتمام تسليم هذه الدفعة، وهي الخامسة، تكون "القسام" سلمت 16 أسيرا إسرائيليا ضمن صفقة التبادل الحالية، التي تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن محتجزين إسرائيليين.
ووفق مؤسسات حقوقية فلسطينية، تعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم نحو 600 محكومون بالمؤبد.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.
الاحتلال يماطل
في المقابل، أكدت حركة حماس التزامها بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بما يحقق مصالح الفلسطينيين.
كما اتهمت الحركة الاحتلال بالمماطلة في تنفيذ البروتوكول الإنساني، خاصة فيما يتعلق بتوفير الإيواء والخيام ومعدات رفع الأنقاض والوقود ومتطلبات الترميم. وأكدت أنها طالبت الوسطاء بمضاعفة جهودهم للضغط على الاحتلال وإلزامه بتنفيذ الاتفاق.
وشددت الحركة على وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة "مشروع ترمب ونتنياهو" لتهجير الفلسطينيين، مؤكدة أن الخطة الأميركية تحظى برفض عربي وإسلامي ودولي.
ترمب: سوف نعيد جميع الأسرى
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه "لن يهدأ له بال قبل الإفراج عن جميع الرهائن"، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"الهيبة التي أعادها لبلاده" كانت عاملا أساسيا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، إن ترمب ونتنياهو يدركان "أن السلام لا يتحقق إلا من خلال القوة"، على حد وصفه.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، عبّر جونسون عن شكره للأخير على ما وصفه بالتزامه "بجعل الشرق الأوسط والعالم أكثر أمنًا".
من جانبه، قال نتنياهو إنه ناقش مع ترمب "سبل القضاء التام على حركة حماس، ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي"، مضيفا أنه لا مستقبل للسلام في الشرق الأوسط ما دامت حماس تسيطر على قطاع غزة، على حد قوله.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
المصدر : الجزيرة