الموالاة في (الصويفية ) .. فيما المعارضة في (وسط البلد ) .. كلام يهمكم ؟


رم - الدكتور محمود عواد الدباس.

(الموالاة و المعارضة ) في الاردن كلاهما يقفان خلف الملك في رفض تصريحات ترامب المتمثلة في تهجير أهل غزة إلى خارجها نحو الأردن ومصر وغيرهما . يوم أمس الجمعة اختار كل منهما ( الموالاة و المعارضة ) مساحة جغرافية واحدة أو أكثر كي يعلن موقفه منها .( الموالاة ) التي كانت الأوسع انتشارا أقامت وقفة في منطقة (الصويفية ) في العاصمة عمان مع وقفات أخرى مماثلة في بقية المحافظات . في هذه المقالة ستتناول فقط وقفة( الصويفية) والتي ضمت شخصيات و أحزاب سياسية وسطية مبتعدا عن تناول وقفات المحافظات لسبب سياسي واحد وهو إجراء مقارنة ما بين وقفة (الموالاة) في ( الصويفية) مع مسيرة (المعارضة السياسية ) ومنها حزب العمل الإسلامي وأحزاب سياسية أخرى من يسارية و قومية والتي تمت في منطقة (وسط البلد) من امام الجامع الحسيني .

كلاهما البارحة (موالاة و معارضة ) اكدوا عبر الهتافات أو الكلمات ذات الموقف الوطني المطلوب وهو كما أسلفنا رفض تصريحات ترامب الهادفة إلى تهجير أهل غزة إلى خارجها . أيضا وفي مجال الالتزام بمؤشرات الهوية الوطنية فقد كان هناك تقاربا كبيرا بينهما . في وقفة (الصويفية) تم رفع الأعلام الأردنية فقط مع ارتداء الكوفيات الحمراء بأعداد كبيرة جدا من المشاركين في الوقفة . في ذات الالتزام الوطني بمؤشرات الهوية الوطنية فإن ( المعارضة ) و بدرجة متوسطة حرصت على الالتزام بهذه المؤشرات من حيث الاكتفاء برفع العلم الأردني مع ارتداء الكوفية الحمراء . هنا و في تفسير سلوك (المعارضة) وهو سلوك في الاتجاه المطلوب فإن ذلك يعود إلى إدراكهم لخصوصية الموقف فهو اليوم اردني بدرجة كاملة .ولا مجال أن تتضمن الوقفات والمسيرات التداخل مع مؤشرات هوية وطنية أخرى .

على الجانب الآخر المكمل للمقارنة بينهما . هل كان هنالك ثمة اختلافات بينهما في بعض تفاصيل اخرى . نعم…يوجد… من ذلك أنه و في مسيرة (الصويفية ) فالخطاب السياسي فيها كان مقتصرا على تأييد الملك في رفض طروحات ترامب الخاصة بـ التهجير والتوطين وبالتالي الوطن البديل.في هذه الوقفة هتف المشاركون هنالك مرددين( لاءات) الملك الثلاثة ( لا للتهجير . لا للتوطين .لا للوطن البديل ). كما تغنوا عبر هتافاتهم بالملك وبعدد من الرمزيات الوطنية الأردنية . من الأمثلة على ذلك هتاف ( مية على مية ..كل الاردن هاشمية ) . مع الإشارة هنا إلى أن العنصر الشبابي هو الأبرز في مسيرة (الصويفية) . بكل صدق اقول لقد تجلت الهوية الوطنية الأردنية في هذه الوقفة . في المقابل و من أجل اكتمال الصورة العامة . نسأل ماذا عن خطاب المعارضة في (وسط البلد ) ضمن مساحة الاختلاف مع خطاب (الصويفية) . الخطاب لديهم كان واضحا . هتفوا برفض التجهيز . برفض التوطين . ورفض الوطن البديل . مع المطالبة بتوسع في خطوات التحرك الأردني في العلاقة مع إسرائيل وما ما هو أبعد منها .كما وجهو على لسان نجم المسيرة ينال فريحات نقدا لوزير الخارجية بما يخص تصريحاته نحو حركة حماس في رسالة تحذير مبطنة إليه أن لا يعود إلى ذلك .ونقدا لرئيس مجلس النواب الذي رفض تخصيص جلسة نيابية خاصة لمناقشة تداعيات تصريحات ترامب . أيضا في مسيرة( وسط البلد) . فليس هناك هتافات للملك وليس هناك أيضا ذكر لعدد من الرمزيات الأردنية كالتالي تم الهتاف لها في مسيرة( الصويفية ) . وبدلا من ذلك هتفوا للمقاومة ومن الأمثلة على ذلك ( قال القائد اسماعيل .هذا النهج ولا تفكير . لو خضعت كل الدنيا فلن نعترف بإسرائيل ).وهتاف ( بدنا نحرق إسرائيل ). كما هتفوا ضد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية . أما رؤيتهم للأردن ودوره في الصراع فهي واضحة في هذا الهتاف بهذا الصراع ( مع الأردن على طول ..على درب الشهداء الأبرار ). مع الإشارة هنا إلى أن تكرار التكبيرات ما بين هتاف و هتاف ساهم في تقوية خطابهم حيث تجعل المستمع يواصل الاستماع إليهم.

في استخلاص أوسع وعبر نظرة إلى الوراء . وبما يتعلق بنوعية الظروف التي يتصدر فيها خطاب المعارضة المشهد السياسي على حساب خطاب الموالاة .فالجواب بكل صراحة . أن ذلك يحدث عندما تكون درجة الخطر على الأردن هي درجة ثانية .من الأمثلة على ذلك : اعتراف ترامب بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل والعدوان على غزة . في المقابل فإن تيار الموالاة يتصدر المشهد عندما يكون الخطر على الأردن هو درجة رقم واحد. أي عندما يكون هنالك خطر وجودي على كيان الدولة الأردنية وهويتها السياسية و الاجتماعية. وقتها يتحول الأردن إلى جدار ناري ملتهب . ولعل وقفة( الصوفية ) أوضح دليل على ذلك مع وجود أمثلة أخرى في سنوات ماضية .

ختاما . بحسب التطورات القادمة فيما يخص القضية الفلسطينية وتداعيات ذلك المباشرة على الأردن . فإن تطورات معينة قد تساهم في جعل خطاب الموالاة يتراجع يقابله ارتفاع في خطاب المعارضة و تصدر المشهد في شكل العلاقة مع إسرائيل . أيضا فإن تطورات أخرى قد تساهم في جعل خطاب المعارضة يتراجع يقابله ارتفاع في خطاب الموالاة وتصدر المشهد السياسي. بالطبع ليس عندي إجابة قاطعة نحو مضمون التطورات السياسية القادمة و التي تخص القضية الفلسطينية وتداعياتها المباشرة أو غير المباشرة على الأردن و بالتالي ايهما كنتيجة لذلك ستحدد من يتصدر المشهد السياسي في المراحل القادمة .هل هو خطاب الموالاة أن خطاب المعارضة . فلننتظر القادم لكي نعرف الإجابة!.



عدد المشاهدات : (5062)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :