جولة ميدانية من الجنوب للشمال .. !


رم -

خاص

كشف نائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور ممدوح العبادي، عن تفاصيل عمله الوزاري، مشيرًا إلى أنه اعتمد على خبرته الطويلة التي اكتسبها من عمله في الوزارة والقطاع الخاص والنقابات المهنية، مما مكّنه من بناء شبكة علاقات متينة مع مختلف المؤسسات الطبية، بما فيها الخدمات الطبية الملكية.


وأوضح العبادي في كتابه السياسي "الأمين"، أنه انتهج سياسة العمل الميداني، حيث كان يقوم بجولات صباحية في مختلف المحافظات، بينما يعقد الاجتماعات الإدارية مساءًا، حرصًا على التشاور مع جميع الأطراف المعنية بالقطاع الصحي.
وروى إحدى محطات جولاته الميدانية، حينما زار مدينة الطفيلة صباحًا، ثم توجه مباشرة إلى محافظة المفرق دون إبلاغ مسبق، في خطوة تعكس نهجه العملي في متابعة القطاع الصحي بشكل مباشر. وأشار إلى أن مثل هذه الجولات عززت من حضوره الميداني وفرضت واقعًا جديدًا على الإدارات الصحية، مؤكدًا أن العمل الوزاري الفعّال لا يقتصر على المكاتب، بل يتطلب تواصلًا مباشرًا مع المواطنين والمسؤولين في مواقعهم.
وتاليًا النص كما ورد في الكتاب:
"خلال عملي في الوزارة، كان مساري واضحا؛ لأنني لم أكن غريبا عنها؛ إذ اكتسبت خبرة جيدة عندما عملت في وظائف متعددة في الوزارة لما يقارب عشر سنوات، وتنقلت بين عمان والزرقاء وإربد ومأدبا والسلط، كما عملت في القطاع الخاص لمدة تقارب عشر سنوات أيضاً، فضلا عن خبرتي نقيبا للأطباء مرتين اثنتين، ومثلهم عضوا في مجلس النقابة. كل ذلك منحني القدرة على بناء علاقات متشابكة مع المؤسسات الطبية المتعددة، بما في ذلك الخدمات الطبية الملكية .
انتهجت سياسية العمل الميداني، فكنت أقوم بجولات صباحية، وأعقد الاجتماعات الإدارية مساء، إلى جانب الحرص على التشاور مع أصحاب العلاقة والاختصاص في الخدمات الطبية الملكية، والقطاع الخاص، وقطاع الجامعة الأردنية.
جولاتي لم تستثن أي منطقة في البلاد، من العقبة جنوبا حتى المخيبة «التحتا» و «الفوقا» شمالاً، التي أعفيت أهلها من دفع رسوم المعالجة، نظرا لوضعهم المادي الصعب .
في إحدى زياراتي إلى الجنوب، اتصلت بالمسؤول الطبي عن الطفيلة، وأخبرته بأنني سأكون في اليوم التالي عندهم، ووصلت على الموعد فلم أجده كما توقعت؛ لأن لا أحد كان يصدق أن وزيراً من الممكن أن يأتي من العاصمة ويصل إلى الطفيلة الساعة الثامنة صباحاً. تجولت في المدينة والمستشفى وبعض القرى، وأنهيت جولتي الساحة الحادية عشرة صباحاً. وفي طريق العودة إلى عمان، وبالقرب من منطقة المطار، قلت للسائق: «أعتقد أن كل الزملاء المديرين في القطاع الصحي الحكومي، يعلمون بأن الوزير اليوم في جولة جنوبا، فلنتجه إلى الشمال، فسلك السائق على الفور الطريق المؤدي إلى مدينة المفرق، ووصلت الساعة الثانية ظهرا، فاستقبلني : عند باب المستشفى مدير صحة المفرق الدكتور سليمان العفاش، وهو صديق قديم بحكم أنني كنت نقيبًا قبلها بنحو شهرين، وهو من أهل البادية الشمالية. وعلى ما أذكر قال لي: يا أبا صالح سمعت أنك اليوم في الجنوب!»، « فقلت له من هون ما في تهربوا ، كنت في الجنوب، وأنا الآن في الشمال».




عدد المشاهدات : (4549)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :