د.العموش يكتب : العودة إلى الداخل


رم - د.سامي علي العموش
في ظل هذا المخاض والتخبط السياسي عبر منطقة ملتهبة بحكم الظروف وبعد الانتخابات الأمريكية والنتائج التي أفضت إليها كان لا بد للأردن من إعادة ترتيب البيت الداخلي بتعزيزه وتقويته وإعطاء الأولوية الأردنية ووضعها فوق كل اعتبار من خلال إبراز الدور الأردني وإعادة التموضع بناء على المعطيات الجديدة والتي برزت بحكم الظرف وهذا بحد ذاته يتطلب استراتيجية متكاملة في الجوانب الإعلامية والاقتصادية والاجتماعية والتأكيد على مفهوم المواطنة بكامل أشكالها وهنا لابد للأيام القادمة أن تكون حبلى بأحداث وظروف يتطلبها طبيعة الظرف الدقيق وهذا يعيدنا بالذاكرة إلى زيادة اللحمة الوطنية القائمة على العقلانية والايمان بالوطن أولا وقبل كل شيء ويبرز هنا دور الأحزاب والمؤسسات الأكاديمية والقوى السياسية والاجتماعية المنتشرة في أنحاء الوطن، أما على المستوى الاقتصادي فلا بد من التأكيد على إعادة النظر والفهم الاستراتيجي لهذه الناحية المهمة والتي يجب أن نعمل جميعا لتحسين ظروفها بالأدوات المتاحة وتذليل العقبات وفتح الأبواب بدون خوف أو تردد وأن تنتهي الأقلام المرتجفة والغير قادرة على صنع القرار من الجلوس على المكاتب وأن تكون النظرة دائما إلى الأمام وإننا أمام تحد كبير لا رفاهية في الوقت لدينا فكل دقيقة نحتاجها للبناء حتى تتعزز قدرة البلاد بحيث في النهاية تعزيز الانتماء الوطني وهذا بالتالي يؤدي إلى ظهور موقف موحد من كافة أطياف المجتمع مدعوما برؤية سياسية واضحة تظهر الدور الأردني كما هو لا كما يرسم كما هي الشمس عندما تذيب الكريمة الملونة والتي تتداخل عندما تسقط أشعة الشمس ليتشكل لون هجين نحن لا نريده ولكن نريد وطن له لون واستراتيجية وأهداف واضحة المعالم ترسمها الأيادي الأردنية بكل قوة واقتدار وهذا لا يعني أبدا ومطلقا الوقوف مكتوفي الأيدي وعدم دعم القضية الفلسطينية لكننا سنكون دوما وبعون الله لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني مؤيدين حقوقه لكننا لن نكون حلا بديلا للقضية الفلسطينية بأي شكل من الأشكال فالخطوة الأولى لخسارة القضية الفلسطينية هي القبول بمبدأ التهجير والوطن البديل وهذا موقف واضح يتبناه الأردنيون كل الأردنيون نعم نقف مع القضية ودعمها ومساندة جرحاها بكل شكل من الأشكال المتاحة لأننا نعيش معهم ولهم فهم إخواننا نشعر بألمهم وبصدق معاناتهم ولأن لديهم قضية عادلة واضحة وضوح الشمس ونحن لا نكتب شعارات ولكن نؤكد على مواقف واضحة للمرحلة القادمة حتى نخرج من مصطلح التهجير والوطن البديل وكثير من الأحاديث التي لا تليق بالأردن يضرب بها المغردون والذين لا يريدون الأردن ولا السلام ولكننا نخاطب صوت العقل بأن القضية الفلسطينية هي قضية حية ومصيرية تعيش في أعماق كل إنسان حي وبناء عليه لابد من العدالة بالتعامل مع هذا الموضوع الحساس بما يحقق قيام الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران وكذلك حق الشعب الفلسطيني بالحياة.
أما على المستوى العربي فيجب أن يكون الخطاب موحد واضحا غير قابل للتأويل يعطي الأولوية الأردنية بكافة أبعادها بحيث ترسم الملامح القادمة أن الأردن أولا بكل التفاصيل مما يعني وجود أشخاص قادرين على تحمل المسؤولية وبيوت خبرة تحيط بصانع القرار وتقدم له المشورة واضعة نصب عينيها الوطن أولا ولا بد أن لنا في الأيام القادمة من حديث وإن الأيام حبلى بالأحداث.



عدد المشاهدات : (4400)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :