الملك في مواجهة العالم بين الحفاظ على الثبات أمام الضغوط الخارجية


رم -

بقلم المحامية شروق فيصل البطاينة

كبرنا وترعرعنا على فكرة أن الأردن لن يكون وطنا بديلا وان هذا لن يكون خيارا في قاموسنا كأردنيين، وكان جزء من هويتنا ان الاردن للاردنيين ولن يكون جزء من أي مشروع،وأن فلسطين هي حق لشعبها الشقيق الذي لطالما سانده الأردن بكل ما يملك من قوى قيادة وشعبا، حيث كان الأردن ملاذا لاخواننا الفلسطينيين منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، لكننا اليوم بتنا أمام مفترق طرق يجمع بين حفاظنا على بلادنا وثوابتنا وبين الضغوطات السياسية التي تعصف بالأردن من كل جانب.
ولكننا ولأول مره كأردنيين لم نكن ننظر إلى القضية كقضية تهجير او أردن أو فلسطين، نظرنا إليها وكأننا ننظر فقط إلى "الملك عبدالله الثاني" الذي يقف بكل قوة وغضب أمام تلك التحديات ولا توجد أمامه العديد من الخيارات أمام سياسات دولية مفروضه،كنا نشعر بك سيدنا وأنت تحاول أن تحافظ على أردننا وكرامتنا كأردنيين وسيادة وطننا الغالي وبين سياسات خارجية ودول عظمى تريد فقط إثبات نفسها و فرض سيطرتها،

نحن نعلم تماما أن جلالتك، مثقلا ما ببن حبك لشعبك والولاء العميق لأردننا، وما بين مسؤولياتك كقائد لدولة لا تملك العديد من الامكانيات، في مواجهة قوى دولية عالمية ذات مصالح متباينة، نعم، شعرنا ان جلالتك أمام العديد من الضغوط التي من الممكن أن تؤثر على استقرار أمننا وبلادنا.

ولكن، مهما حصل سيدنا، انت لست ملكا للأردنيين فقط، جلالتك تمثل رمزاً للأردن وثباته، ونحن كشعب ملتف حولك نشعر بما تمر به من صراعات . ونحن واثقون بك وماضون معك ونحن نعلم أنه مهما كانت النتائج أنك بذلت قصارى جهدك وستبقى الصخرة التي نستند إليها في مواجهة التحديات.
وهنا نستذكر مقولة الراحل الملك الحسين طيب الله ثراه
(نحـن اﻷردنيين نبني ﻻ نهـدم نجمـع ﻻ نتفـرق" احـذروا الفتنـة) .
الأردن في هذه الأيام العصيبة تتطلب منا الوقوف صفا واحدا خلف قيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، صامدين في وجه الرياح والتحديات مستعدين للتضحية من أجل الحفاظ على استقرار وأمن وطننا وحتى لو كانت التحديات أكبر منا ورضخنا لما قاله ترمب، فأثناء دراستي للقوانين الدولية خارج الأردن تطرقنا إلى أن هناك دول كبيرة و متقدمة ومنظمات عالمية لا تستطيع الوقوف أمام قرارات مفروضه من دول عظمى،فعندما قررت أمريكا تعطيل جهاز الاستئناف في منظمة التجارة العالمية لم تستطع الصين او حتى الاتحاد الأوروبي الوقوف في وجه قرار ترمب عام 2019 !! فماذا تنتظرون من دولة نامية بالأخص اذا كان اقتصادها ضعيف ومواردها قليلة!! نحن نعلم انه في حال تحقيق قرارات ترمب (لا سمح الله) مدى تأثير هذا القرار على التركيبة السكانية في أردننا الغالي وهو ما سيؤثر على ملامح المجتمع الأردني وما يحمله من تبعات، ومع ذلك ومهما بلغت التحديات سنبقى خلف قائدنا لأننا نعلم انه لم يدخر جهدا للحفاظ على سيادة الأردن وكرامة الأردنيين.



عدد المشاهدات : (4539)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :