رم - الدكتور محمود عواد الدباس.
خلال السنة الماضية كان هناك أحد عشر استقبالا شعبيا للملك في إحدى عشرة محافظة أردنية . احتفالا باليوبيل الفضي لحكم الملك عبدالله الثاني الذي بدأ من العام ١٩٩٩ م. اليوم الخميس خرج الأردنيون من إحدى عشرة محافظة إلى عمان العاصمة لاستقبال الملك عبدالله الثاني ولاء له و دعما له على موقفه الثابت في اللاءات الثلاثة التي أعلن عنها مرارا و تكرارا ( لا للتهجير. لا للتوطين .لا للوطن البديل ) والتي أكد عليها في المواجهة الصعبة جدا خلال الاجتماع المغلق مع الرئيس الأمريكي ترامب قبل يومين . ثم قوله ( سأفعل ما فيه مصلحة بلادي ) خلال المؤتمر الصحفي بينهما . عزز ذلك ما قالته المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الملك عبدالله الثاني رفض مشروع التهجير لأهالي غزة . نتيجة لذلك جاء الاستقبال الشعبي الحاشد الذي تم ظهيرة هذا اليوم و هو استقبال غير مسبوق للملك عبدالله على مدار الخمسة والعشرين سنة الماضية . في هذا الاستقبال كانت الحناجر تهتف ولاء له . والأيدي تلوح ترحيبا به . والوجوه تعلوها ابتسامات المحبة له . وحيث ان هذا الاستقبال قد أراح الملك وامده بطاقة إضافية فقد كتب الملك شكرا لشعبه الأردني أكد فيه استمرار المواقف الأردنية الثابتة و الراسخة وان مصلحة الأردن فوق أي اعتبار وأنه مستمر بعمل ما فيه مصلحة للأردن . في ذات الاتجاه قدم ولي العهد شكرا مماثلا خاصة وأنه قد رافق الملك في الزيارة الملكية إلى واشنطن كما أنه كان إلى جانب الملك خلال الاستقبال الشعبي غير المسبوق الذي تم لجلالة الملك .
في هذا المقام . ربما من الأهمية الإشارة إلى حقيقة المزاح الاردني. الأردنيون في الأزمات السياسية هم غير الأردنيين في الظروف الاقتصادية . الأردنيون في الأزمات السياسية التي قد تهدد أمنهم وهويتهم ينحازون مباشرة إلى الملك حيث يجدون فيه رمزهم المعبر عنهم والحريص على أمنهم و هويتهم واستقرارهم .لكن في الجوانب الاقتصادية فإن الأردنيين يصبون جام غضبهم على الحكومات التي تضيق عليهم حياتهم الاقتصادية والاجتماعية ولا تجد إلا جيوبهم كمصدر للإيرادات المالية . اذهب الآن الى الرسائل التي يراد إيصالها من هذه التظاهرة الوطنية و الشعبية غير المسبوقة . فهي بكل تأكيد لم تأتي عبثا . أو أنها بدون أهداف . في اعتقادي هي رسالة إلى بعض الدول العربية و بعض الدول الإقليمية وبعض الدول الأجنبية مفادها أن مواقفي السياسية هي مواقف مدعومة من شعبي الأردني الواعي للمخاطر التي تحدق به . و بالتالي فلا تحاولو مرة أخرى العمل على إحداث فجوة بيني و بينهم .ولعل تظاهرة اليوم خير دليل على ذلك.
ختاما . تؤكد كل مجريات الأحداث عبر الخمسة و العشرين سنة الماضية . ان هنالك معادلة متبادلة ما بين الملك عبدالله و ما بين الشعب الاردني . هذه المعاملة تقول ( الولاء لك . و الشعبية لك. مقابل الحفاظ على أمن الأردن و هوية الأردنيين ). في التجربة العملية فقد صدق الملك مع شعبه في الدفاع عن هويتهم و آمنهم .فحصد ما زرع . وجد اليوم استقبالا كبيرا جدد له الولاء و البيعة وفوقها شعبية غير مسبوقة . مع ضرورة التأكيد هنا على ضرورة استمرار العلاقة بينهما وفقا لهذه المعادلة فهي التي تحمي الطرفين . حمى الله الأردن. حمى الله الملك.