التل يكتب : عن جلالة الملك


رم - بلال حسن التل

بالرغم من انني من اكتر الذين كتبوا عن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، بعد متابعة حثيثة لاعمال ومواقف جلالته وبعد اكثر من لقاء تشرفت بها مع جلالته، منها لقاء مطول خص به جلالته جماعة عمان لحوارات المستقبل، استمعنا خلالها الى الكثير من اراء جلالته وافكاره وتطلعاته وتوجيهاته.

وبالرغم من انني اصدرت كتابا بعتوان (ملك الانجاز) ، حاولت فيه تسليط الضؤ على انجازات جلالته المادية والمعنوية، التي حاولت وتحاول القوى المعادية إنكارها وتشويهها، في إطار مسلسل متواصل من الهجوم على الاردن وقيادته عبر جيوش الذباب الالكتروني، التي تقف وراء الكثير منها الوحدة8200 الإسرائيلية، والتي كانت اخر فصولها محاولة تزوير وتشوية موقف جلالته من قضية تهجير أبناء فلسطين اثناء لقاء جلالته يوم الثلاثاء الماضي مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، فجاء رد الشعب الاردني على هذه المحاولة الخبيثه مدويا مزلازلا، في موقف التفاف وتأييد لجلالته لا يخضع للنقاش والمساومة، اضطر معه الرئيس الامريكي نفسه الى بث رسالة متلفزة يعترف بها بعظمة عبدالله الثاني ابن الحسين، وبانسانيته، حيث يمتلك جلالته قلبا طيبا حنونا، تجعله ينظر الى الجانب الإنساني في كل مشكلة يريد جلالته حلها، كما اعترف ترامب بتميز الاردنيين، وهو اعتراف جاء من رجل يعرف العالم كله مدى نرجسيته، وصعوبة اعترافه بالحق والتراجع عن الخطاء. ومع ذلك فعلها أمام صلابة عبدالله الثاني ابن الحسين، والتفاف شعبه حوله التفاف السوار حول المعصم.
اقول انه بالرغم من ذلك كله، فقد احترت باي صفة من صفات الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اكمل عنوان هذا المقال، ذلك ان الخصال الحميدة لجلالته تتنافس في بنائه النفسي واداءجلالته القيادي تنافس الخيل الاصائل في ميدان السبق،فمثلما تظهر صلابة فرسان السبق في مضمار المنافسة، فان صلابة عبدالله الثاني ابن الحسين تظهر في الأزمات والمنعطفات التاريخية، كما ظهرت يوم الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض، وهي الصلابة التي اوصلت سفينة الاردن الى شواطئ الأمان، عندما اجتاز بها ربنها كل العواصف التي واجهتها، ومنها عاصفةالخريف العربي، الذي هدم اركان الكثير من دول المنطقة، وكعاصفة الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت باقوى الاقتصاديات عام 2008،وكعاصفة صفقة القرن في ولاية ترامب الاولى، سلاح جلالته في ذلك كله انه قائد سياسي يتصف بالهدؤ، ويتقن فن تجنب الوقوع في الافخاخ، مستندا الى خبرته كقائد عسكري يتقن فن تحنب حقول الالغام. كما ان جلالته يتسلح بفهم عميق للعقلية والنفسية الغربيتن، ويتقن فن مخاطبتهما واقناعهما بوجهة نظره، لذلك صار جلالته هو الزعيم العربي الوحيد الذي يدافع عن قضايا امته وفي مقدمتها قضية فلسطين، على كل المنابر وفي كل المحافل الدولية، محدثا تحولات كبرى في مواقفها لصالح قضية فلسطين.
وفي كل ما تقدم فان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يتسلح بثقة بالنفس مبنية على تجربة شخصية، وعلى ارث تاريخي للهواشم، الذين يتوراثون الحكم والسياسة وفن القيادة قرنا بعد قرن. تدعم جلالته في ذلك ثقة شعبه المطلقة بحكمته وبقدرته على الدفاع عن مصالح هذا الشعب وتقديمها على اي اعتبار اخر.لذلك كانت الابتسامة التي ترتسم على وجه جلالته وولي عهده أثناء استقبالهما من حشود الاردنيين تعكس فرحا حقيقيا، ينبع من قلب القائد ليعنق فرح قلوب أبناء شعبه بعودته اليهم مظفرا.



عدد المشاهدات : (5254)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :