"الإعلام .. سلاحهم الأخطر ومعركتنا المؤجلة"


رم - د.بيتي السقرات/ الجامعة الأردنية

شيئان يسيطر عليهما الصهاينة: الإعلام وإدارة الأموال.

إن منظومة الإعلام قادرة على زرع الفتن، وما مكّن قنوات مثل الجزيرة والعربية وغيرها من المنصات غير المحايدة من تحقيق النجاح هو غياب إعلام وطني قوي في الدول العربية، إعلام يُعنى بطرح الحقيقة بدلًا من الاكتفاء بتمجيد الحاكم الأوحد.

خذ سوريا مثالًا؛ فالإعلام ذاته الذي صوّر الرئيس الجديد بطلًا قوميًا هو نفسه الذي شيطنه لاحقًا. إن وجود وزراء إعلام معروفين بولائهم للسفارات الأجنبية كان ولا يزال أحد الأسباب الرئيسية للفشل الإعلامي العربي، وهو فشل مرشح للاستمرار مستقبلاً.

لقد شهدت الدول العربية وزراء إعلام أقوياء تمكّنوا من إدارة مؤتمرات صحفية مليئة بالألغام السياسية التي زرعها الصحفيون بأسئلتهم، أمثال عمرو موسى، فاروق الشرع، وليد المعلم، وعادل الجبير.

كمواطن، أنت بحاجة إلى حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومة، وأولى واجبات الحكومات أن تضمن دقة المعلومات وصحتها، بحيث يثق المواطن بإعلامه، فلا يضطر إلى البحث عن مصدر آخر عبر الريموت. ففي كل قناة وصحيفة، دسٌّ للسم في الدسم، يخدم أجندة راعيها أو حكومتها.

إن الظرف الدقيق الذي يمر به الوطن يفرض علينا أن نكون أكثر حرصًا على رصّ الصفوف وإحباط محاولات الأفاعي والثعالب الساعية لتحقيق مآربها على حساب الأردن. وما جرى في المؤتمر الصحفي في واشنطن خير دليل على حاجتنا إلى قناة عالمية تكرّس رسالتها لخدمة قضيتنا الأردنية، وتدافع عن حقوقنا، وتحمي مقدساتنا، وتفضح جرائم الاحتلال من تطهير عرقي، وتعذيب في السجون، وتهجير قسري للشعب الفلسطيني الأعزل.

لقد آن الأوان لإنهاء عصر تغييب الحقيقة عن شاشاتنا، حتى لا يتشتت المواطن الأردني والعربي بين تحليلات مضللة، يروّج لها مأجورون في دكاكين الخبث التي لا غاية لها سوى ابتزاز الدول.

الأردن عصيٌّ على الانكسار، لكنه مطالب بأن يكون منارة للحق والحقيقة، كما كان دائمًا ملجأ لكل مظلوم في الوطن العربي.

لقد وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، في عام 2002، خطابًا إلى رئيس الوزراء آنذاك، تضمّن رؤيته للإعلام، حيث قال:

"إن رؤيتنا للنهوض بإعلامنا الوطني لا بد أن تستند إلى تطوير نموذج إعلامي أردني جديد، يأخذ بعين الاعتبار روح العصر، ويخدم أهداف الدولة الأردنية، ويعبّر عن ضمير الوطن وهويته، ويعكس إرادة الأردن أولًا وتطلعات أبنائه وبناته، ويتيح لوسائل الإعلام ممارسة دورها الرقابي إلى جانب قدرتها على التنافس في سوق الإعلام."

إلى متى سيظل إعلامنا دون الطموح، عاجزًا عن مجاراة متطلبات المرحلة، وغير قادر على عكس مواقفنا الوطنية والقومية؟!



عدد المشاهدات : (5533)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :