رم - د.سامي علي العموش
لم ولن يكون الأردن ضعيفا في يوم من الأيام حتى في أسوأ ظروفه والأردن قوي بأبنائه وصدق انتمائهم وولائهم وإخلاصهم، وقد شهد التاريخ عبر التجارب المختلفة بأن الأردنيين يزدادون صلابة في مواجهة التحديات وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق في أمن واستقرار البلد، وكل بيت أردني لديه قصة مع مؤسسات الدولة فإما أن يكون يعمل أو أن أحد أبنائه يعمل فتجد في المضافة الواحدة الأردنيين يتشكلون بلون واحد، وإن من اختبر ذلك فيجد بأن كلامي عين الصواب فالأردن قوي بمؤسساته وأبنائه وصدق ولائهم وانتمائهم؛ فهم يبذلون الأرواح والغالي والنفيس في سبيل أمن واستقرار الأردن، هذا الحديث أتطرق إليه من باب مختلف فهم لا يعرفون بأن الأردنيين على مدار عقود قد أخذوا جرعات قوية عملت إليهم المناعة الكافية ضد الاختراقات والتاريخ يثبت ذلك، وفي حديث جلالة الملك الأخير تجد الأردنيين من شتى مواقعهم يتدافعون غيرة ومحبة لثرى الأردن والدفاع عنه، كيف لا؟ وهو المكتسب الحقيقي لديهم وقد بناه الآباء والأجداد وعلينا أن نحافظ عليه بالمقل والعيون.
إن من يتصفح التاريخ الأردني يجد فيه عبر المراحل المختلفة تحديات جسام تتعلق بأمنه واستقراره وكان دائما الأقوى لأنه يحمل رسالة الحق والتسامح وعدم الاعتداء والتدخل في الشؤون الداخلية لأي كان، هذه بعض الأسس التي تعلمناها في هذه المدرسة لكننا في المقابل نحفظ كرامتنا ومياه وجوهنا التي هي طموحنا وكرامتنا وعليه كثيرًا ما ترسم السياسة الأردنية بكل أبعادها وأطيافها المختلفة وإن تنوعت، لكن ثابتها الوحيد هو كرامة الأردني أينما كان، والحمد لله الشواهد كثيرة التي نعرفها وعشناها عبر هذه المسيرة وكان الأردن دائما هو الأقرب إلى النبض والحياة ونفاخر كثيرًا من دول الجوار في أمننا واستقرارنا وحريتنا التي لا نعتدي بها على أحد ولكننا نتناول بعض الأخطاء التي تحدث من هنا وهناك ونرى فيها الطريق الفضلى لتصويب الأمور، أما ما يتعلق بأن نتحول إلى أشخاص نباع ونشترى من قبل فئة قليلة فهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلًا، وإن كان هناك بعض من يتلقى الدعم من جهات معينة فهذه فئة قليلة ولا تمثل الأردنيين وإن ثبت ذلك فهذا يغرد خارج السرب ومن يغرد خارج السرب لا بد أن ينال العقوبة والتي تتناسب مع حجم الخطأ وخصوصا في هذه الفترة الحرجة التي تتطلب التماسك والتعاضد، فكلنا أمام هم واحد وقضية واحدة ونواجه تحديًا واضحًا وضوح العيان والتشكيك في المواقف يدل على عدم الثقة ونحن نرفض ذلك جملة وتفصيلًا فهناك تطابق ما بين الرأي الشعبي ورأي الدولة وسيد البلاد فكلنا على قناعة تامة بأننا نرفض التوطين والتهجير والوطن البديل من باب الحفاظ على القضية الفلسطينية وأنهم أصحاب حق وتضحية ولا يجوز أن يكون الأردن حلًا بديلًا للقضية، أما المشككون والذين اعتادوا الطعن والكذب في مسيرة الأردن فنقول لهم انظروا حولكم ثم حاسبونا فما حولكم ملتهب والعالم يحسدكم على ما أنتم فيه من نعمة أمن واستقرار في حين نجد المحيط عبارة عن جرح نازف من كل الجهات، فنحن أولى أن نحافظ على أمننا واستقرارنا وأن تكون عيوننا وقلوبنا متجهة إلى أردننا أردن الغد وأقول لصانع القرار بأن علينا الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار الأردن بأي شكل من الأشكال فنحن لا نملك إلا أردننا واستقرارنا وقيادتنا وستثبت الأيام لهؤلاء المارقين بأننا دعاة حق وأصحاب رسالة ومفاتيح خير ومغاليق شر وإن ما يثار هنا وهناك ما هو إلا ضباب سرعان ما تأتي الحقيقة لترى الصورة بطريقة أوضح.