الهوية الوطنية: درع الاستقرار وتعزيز الجبهة الداخلية في الأردن


رم -
بقلم: سالم أحمد الحوراني
الهوية الوطنية صمام الأمان الذي يحفظ استقرار الأوطان ويضمن تماسك مجتمعاتها خصوصًا في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الدول في الأردن تمثل الهوية الوطنية ركيزة أساسية في بناء الدولة الحديثة وتعزيز وحدة الشعب تحت مظلة القيادة الهاشمية مما يساهم في تقوية الجبهة الداخلية ويعزز مناعة الوطن ضد أي محاولات لزعزعة أمنه واستقراره
الهوية الوطنية الأردنية ليست مجرد شعارات أو كلمات تُقال، بل هي مزيج من القيم والمبادئ التي توارثها الأردنيون عبر الأجيال مستمدة من إرثهم التاريخي والحضاري العريق وهي تتجلى في الولاء للوطن والانتماء لقيادته الهاشمية واحترام القانون والعمل الجاد من أجل ازدهاره هذه الهوية تعزز روح التضامن والتكاتف بين أبناء المجتمع بغض النظر عن أصولهم أو منابتهم مما يجعل الأردن نموذجًا في الوحدة الوطنية
في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية تواجه المجتمعات تحديات كبرى قد تؤثر على تماسكها الداخلي إلا أن الأردن بفضل وعي مواطنيه وتمسكهم بهويتهم الوطنية استطاع أن يحافظ على استقراره رغم الأزمات التي عصفت بالمنطقة فالهوية الوطنية الراسخة تعمل على تعزيز الأمن المجتمعي حيث تُحد من النزاعات الداخلية وتُكرّس ثقافة الحوار والتفاهم بين مكونات المجتمع كما تساهم في مواجهة الأزمات بحكمة حيث توفر الهوية الوطنية مرجعية ثابتة تعزز مناعة الدولة ضد الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إضافة إلى ذلك فإنها تساعد في التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار من خلال إحباط أي محاولات لبث الفُرقة بين أبناء الوطن وتعزيز ثقافة الانتماء والولاء
لا يمكن الحديث عن الاستقرار دون الإشارة إلى قوة الجبهة الداخلية التي تعد الدرع الحصين أمام أي تهديدات داخلية أو خارجية ويعتمد تماسك هذه الجبهة على عدة عوامل أبرزها الثقة بين الشعب والقيادة حيث تسير القيادة الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بخطى ثابتة نحو تعزيز المشاركة الشعبية وتمكين الشباب مما يعزز العلاقة المتينة بين المواطن والدولة كما تعتمد الجبهة الداخلية على العدالة الاجتماعية والمساواة فكلما شعر المواطن بالعدالة والفرص المتكافئة زاد تمسكه بوطنه واستعداده للدفاع عنه إلى جانب ذلك يلعب الإعلام الواعي والمسؤول دورًا محوريًا في ترسيخ مفاهيم المواطنة وتعزيز الهوية الوطنية بعيدًا عن التفرقة أو التحريض
المسؤولية في الحفاظ على الهوية الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية لا تقع على عاتق الدولة وحدها، بل هي واجب على كل فرد في المجتمع ويمكن لكل مواطن المساهمة في ذلك من خلال تعزيز قيم التسامح والتعايش ونبذ كل أشكال التعصب والكراهية ودعم مؤسسات الدولة واحترام القوانين والأنظمة وتوعية الأجيال الشابة بأهمية الهوية الوطنية من خلال المؤسسات التعليمية والإعلامية إضافة إلى العمل على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتعزيز الاستقرار الداخلي

الهوية الوطنية في العالم الرقمي أصبحت جزءًا أساسيًا من ترسيخ الانتماء وتعزيز الولاء للوطن في ظل التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي فقد أصبح الفضاء الإلكتروني ساحة للتفاعل بين الأفراد والمؤسسات مما يفرض ضرورة الحفاظ على القيم والمبادئ الوطنية في هذا العالم الافتراضي إن تعزيز الهوية الوطنية في العالم الرقمي يتطلب استخدام المنصات الإلكترونية لنشر الوعي الوطني والتصدي للأخبار المضللة والشائعات التي قد تستهدف زعزعة الاستقرار كما أن المحتوى الرقمي الهادف والإعلام الإلكتروني المسؤول يلعبان دورًا مهمًا في غرس القيم الوطنية لدى الأجيال الشابة وتعزيز ثقافة المواطنة الرقمية التي تقوم على احترام الآخر والتعبير المسؤول عن الرأي والانخراط الإيجابي في قضايا الوطن إن بناء هوية وطنية رقمية قوية يسهم في توحيد الخطاب الوطني ويعزز من مكانة الأردن عالميًا في عصر يشهد تحولًا رقميًا متسارعًا


الهوية الوطنية ليست مجرد شعور، بل هي ممارسة يومية تنعكس في أفعالنا وسلوكياتنا تجاه الوطن والمجتمع ومن خلال تعزيزها نستطيع تحصين الأردن ضد أي تحديات وترسيخ الاستقرار كقيمة أساسية في مسيرتنا نحو المستقبل فالوطن الذي يتمسك أبناؤه بهويتهم ويحافظون على وحدتهم يبقى عصيًا على كل محاولات النيل منه



عدد المشاهدات : (5343)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :