رم - بلال حسن التل


لعل الكثيرين من الناس ومنهم اقتصاديون ومستثمرون ورجال اعمال يجهلون دور اللغة الأم، (وهي اللغة العربية في حالتنا الاردنية والعربية)، في النمو الاقتصادي، وارتفاع نسبة الدخل المحلي، ومن ثم ارتفاع نسبة دخل الفرد. بل ان علماء الاقتصاد يجعلون قيمة اللغة الأم مساوية لقيمة النقد في الاستثمار، ان لم تزد عليه، لأن اللغة من اهم عناصر اعداد القوى العاملة والمنتجة، التي تزيد قيمتها بالاستعمال والممارسة، بينما ينفذ راس المال المادي بالاستعمال، و تعتبر اللغة الأم من اهم وسائل أعداد القوى العاملة والمنتجة، خاصة في مجال ال?عرفة والتقنية، ويرجع الكثير من الدارسين وعلماء الاقتصاد النهوض الاقتصادي للكثير من الدول والمجتمعات، الى انها وحدت لغتها الرئيسية ومن تم وطنت العلوم والتقنية بترجمتها الى اللغة الأم لهذه الدول والمجتمعات، وهو مافعلته الصين التي يزيد عدد سكانها عن المليار وتتعدد عرقياتها، لكنها وحدت لغتها الأم، بلغة (المندرون) واعتمدتها في كل تعاملاتها ومعانلاتها، وكذلك فعلت هونغ كونغ، وسنغافورة وتنزانيا وماليزيا.

ومثلما ان اللغة الأم هي سبب رئيسي من أسباب النمو الاقتصادي، فانها سبب مركزي في قيام تكتلات اقتصادية كبرى، فاللغة الانجليزية هي اساس تكتل الكومنولولث، واللغة الفرنسية هي اساس تكتل الفرانكفونية، واللغة العربية تصلح لتكون اساسا لتكتل اقتصادي ضخم عربي اسلامي،لانها اللغة التي يتعبد بها أكثر من ملياري مسلم، لذلك يمكنها ان تكون قناتهم للتبادل الاقتصادي، فاللغة من اهم قنوات التواصل الاقتصادية ونموه،

لقد زادت الاهمية الاقتصادية للغة، بتزابد اتجاه الاقتصاد الى بناء مجتمعات المعلومات والمعارف التقنية، وبناء هذه المجتمعات في بلادنا العربية، لن يتم مالم يتم توطين المعارف والمعلومات العلمية والتقنية باللغة العربية، من خلال اعتماد الباحثين العرب للغة العربية في اعداد ونشر بحوثهم، ومن خلال ترجمة المعلومات التقنية الى اللغة العربية، وبغير هذه الخطوة فان جهود الاستثمار لن تكون مجدية في الدول العربية، علما بان اهتمام الدول المتقدمة يزداد يوما بعد يوم بالادوار الاقتصادية للغاتها الأم، لذلك صارت مراكز البحوث، خاصة?في جامعات هذه الدول تبذل جهدا كبيرا في هذا المجال، وعلينا ان نحذوا حذو هذه الدول، اذا اردنا تحقيق نمو اقتصادي، على المستوى الوطني او الإقليمي.

خلاصة القول في هذه القضية:ان اللغة تلعب ادوارا مهمة في أحداث النمو الاقتصادي، وتحقيق الارباح، فهل ننتبه لهذه الادوار في اللغة العربية ونحن نتحدث عن التحديث الاقتصادي، والتكامل الاقتصادي؟.

عدد المشاهدات : (4559)