رم - بلال حسن التل
ها نحن تعيش في ظلال شهر رمضان الكريم من جديد، فهل نفقه معانيه ودلالاته التربوية؟ ، فرمضان ليس شهر للامتناع عن الطعام والشراب من من اول خيط للفجر الى غروب الشمس فحسب، فهذا هو ظاهر العبادة، لكن لكل عبادة في الإسلام بالاضافة الى مظهرها المادي، اهداف تربوية على صعيد بناء الفرد، وعلى صعيد بناء المجتمع. واول الاهداف التربوية لصوم رمضان انه يؤكد على الانضباط في حياة الفرد، عندما يلزمة بالامتناع عن الطعام والشراب في لحظة محددة، ثم ياكل ويشرب في لحظة محددة اخرى. وهو انضباط يمتد الى المحتمع كله، ليضيف هدفا تربويا اخر لرمضان هو تعظيم روح الحماعة، عندما يمتنع كل افرادها عن الطعام والشراب في لحظة واحدة، ثم يعودون لهما في لحظة اخرى، يتساوى في ذلك الكبير والصغير، والغني والفقير، والوزيروالغفير
ليبرز هنا هدف تربوي اخر لرمضان هو تكريس مبدء المساواة بين الناس فلا تمايز بينهم الا بالتقوى، وهو مقياس بابه مفتوح للجميع بلا محاباة، واسطة الفرد فيه هي همته وعزيمته وتجرده. بالاضافه إلى هدف اخر وهو الاحساس بالاخر، لتبرز قاعدة فلينفق كل ذي سعة من سعته، وفي كتب السيرة ان رسول كان جوادا وانه كان اكثر ماكان جودا في رمضان.
ومثلما هو شهر الانضباط والنظام والمساوة، فان رمضان كذلك شهر ترويض الشهوات والانتصار عليها، واكثرالشهوات شراسة و سيطرة على الإنسان هما شهوتا البطن والفرج، اللتان جاء صوم رمضان ليدربنا على السيطرة عليهما، عندما حرم الطعام والمعاشرة الزوجية، من الخيط الاول للفجر حتى غروب الشمس، رعندما يستطيع الإنسان السيطرة على شهوتي الطعام والفرج، يسهل عليه السيطرة على سائر الشهوات، فيصعب الايقاع به في فخ او شرك، كأن يكون جاسوسا لاعداء وطنه.
بالإضافة الى ماتقدم من الابعاد التربوية لشهر رمضان، فأن هناك للشهر الفضيل بعدا تربويا اخر يكمن في التدريب على احترام الوقت والمواقيت والوعد والمواعيد، اي احترام نظام الحياة. فرمضان من خلال مواقيته المحددة، يؤكد على قيمة اسلامية مهمة هي قيمة حسن تنظيم الوقت واستثماره استثمارا مفيدا يحقق غاية رئيسيه من غايات الوجود البشري وهي اعمار الارض.
كثيرة هي الابعاد التربوية لشهر رمضان، وهي ابعاد نحتاج اليها في واقعنا الاردني، حيث صار هدر الوقت والطعام والفوضى في المواقيت وعدم احترام المواعيد، ناهيك عن سيطرة الفردية والأنانية وغياب روح الجماعة ومعها غياب روح الاحساس بالاخر، وسيطرة البخل الا في مناسبة النفاق الاجتماعي، وكلها افات تعالحها الابعاد التربوية للرمضان ان فقهناها.