رم - د.نسيم أبو خضير
يمثل الإعلام الوطني ركيزة أساسية في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز الهوية الوطنية ، وهو خط الدفاع الأول في مواجهة التحديات والمخاطر التي تستهدف الدولة والمجتمع . وفي ظل التطورات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي ، أصبح تحديث منظومة الإعلام الوطني ضرورة ملحة لمواكبة العصر وتعزيز قدرته على التأثير والمصداقية .
أسباب ضرورة تحديث الإعلام الوطني .
1 . مواكبة التطورات التكنولوجية
يعتمد الإعلام الحديث على الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي والتفاعل المباشر مع الجمهور ، ما يستدعي تطوير البنية التحتية الرقمية ورفع كفاءة المؤسسات الإعلامية .
2 . التصدي للحملات الإعلامية المغرضة .
تتعرض الدول لحملات تضليل وتشويه تستهدف إستقرارها ، وهنا يبرز دور الإعلام الوطني في تقديم خطاب متوازن وقائم على الحقائق لمواجهة الأخبار الكاذبة .
3 . تعزيز الهوية الوطنية والإنتماء ،
يعمل الإعلام الوطني على ترسيخ القيم الوطنية والثقافية وتعزيز الولاء للدولة من خلال تقديم محتوى يعكس تاريخ الوطن وإنجازاته ورؤيته المستقبلية .
4 . خلق إعلام منافس وجاذب للجمهور .
لم يعد الجمهور يعتمد فقط على القنوات التقليدية ، بل أصبح أكثر توجهًا إلى المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي ، ما يستلزم تطوير المحتوى والأساليب الإعلامية لتكون أكثر تفاعلية وجاذبية .
5 . تعزيز الشفافية والمصداقية
لا يمكن تحقيق إعلام وطني قوي دون ترسيخ قيم الشفافية والموضوعية ، مما يعزز ثقة المواطن بالمصادر الرسمية ويدحض الشائعات .
آليات تحديث منظومة الإعلام الوطني :
أ . تطوير الكوادر الإعلامية من خلال التدريب المستمر على تقنيات الإعلام الرقمي وأساليب الخطاب العصري .
ب . تعزيز استقلالية المؤسسات الإعلامية لتقديم محتوى موضوعي يخدم المصلحة العامة دون إنحياز .
ج . دعم الإعلام الإستقصائي لكشف الحقائق وتعزيز ثقافة المحاسبة والشفافية .
د . توظيف الذكاء الإصطناعي وتحليل البيانات لفهم إهتمامات الجمهور وتحسين إستراتيجيات النشر .
ه . التوسع في الإعلام الرقمي عبر إنتاج محتوى مرئي ومسموع مناسب لمنصات التواصل الحديثة .
إن تحديث الإعلام الوطني ليس رفاهية بل ضرورة لحماية المجتمع وتعزيز إستقراره ، وهو ركيزة من ركائز السيادة الوطنية ، إذ يسهم في تقديم صورة حقيقية عن الدولة ، ويعزز وعي المواطن ويجعله شريكًا في بناء المستقبل .