رم - تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، بين يدي القارئ، في خامس أيام الشهر الفضيل، نصائح وإرشادات صحية مهمة تضمن صيامًا آمنا للأطفال دون التأثير على صحتهم.
يُعد شهر رمضان المبارك فرصةً عظيمةً لتعزيز القيم الروحية والاجتماعية، كما أنه مناسبةٌ لتعليم الأطفال مبادئ دينهم وتنمية قدرتهم على الصبر والانضباط. ومع ذلك، يثير صيام الأطفال تساؤلات عديدة حول مدى أمانه وتأثيره على صحتهم، خاصةً إذا كانوا في مرحلة النمو. لذا، من الضروري اتباع إرشادات صحية تضمن صيامًا آمنًا وسليمًا للأطفال دون التأثير على صحتهم ونشاطهم.
متى يكون الصيام مناسبًا للأطفال؟
غالبًا ما يبدأ الأطفال بتجربة الصيام تدريجيًا في سن السابعة أو الثامنة لساعاتٍ قليلة في اليوم، قبل أن يتمكنوا من صيام اليوم كاملًا عند اقترابهم من سن البلوغ. من الضروري أن يكون قرار صيام الطفل مدروسًا، ويُفضَّل استشارة طبيب الأطفال للتأكد من عدم وجود أي مشكلات صحية تمنع الصيام. كما يجب مراقبة الطفل أثناء الصيام لملاحظة أي علامات تعبٍ شديد أو جفاف، مثل الدوخة أو الصداع أو الهبوط الحاد في النشاط.
نصائح لضمان صيام صحي وآمن للأطفال:
1 - التأكد من الحالة الصحية للطفل:
قبل السماح للطفل بالصيام، يجب التأكد من عدم معاناته من أي أمراض مزمنة أو حالات صحية قد تتأثر بالصيام، مثل السكري أو فقر الدم. يُنصح بإجراء فحوصات طبية واستشارة الطبيب للتأكد من جاهزية الطفل للصيام.
2 - تحضير الطفل نفسيًا وجسديًا للصيام:
- يجب توضيح مفهوم الصيام للأطفال بطريقة مبسطة تربط بينه وبين القيم الدينية والصحية.
- التأكد من أن الطفل يحصل على تغذيةٍ كافية ومتوازنة قبل رمضان لمساعدته على التأقلم مع التغيرات في نظام الأكل.
- التدرج في الصيام:
يُفضل البدء بتعويد الطفل على الصيام بشكل تدريجي، خاصة إذا كانت هذه تجربته الأولى. يمكن البدء بصيام نصف اليوم أو بضع ساعات، ثم زيادة المدة تدريجيًا حتى يتمكن الطفل من صيام اليوم الكامل.
4 - وجبة السحور: الأساس لصيام صحي:
ننصح الأمهات خاصة اللاتي يصوم أطفالهن لأول مرة بضرورة تأخير السحور إلى ما قبل أذان الفجر حتى لا تطول ساعات صيام الطفل، مما قد يتسبب في إجهاده وتأثر صحته بسبب تعريضه للجفاف أو نقص حاد في مستوى السكر.
- يُفضَّل أن تكون وجبة السحور متأخرة قدر الإمكان لضمان توفير الطاقة لأطول فترة ممكنة.
- يجب أن تحتوي الوجبة على الكربوهيدرات المعقدة مثل الخبز الأسمر والشوفان، لأنها تمد الجسم بالطاقة لفترة طويلة.
- يُنصح بتناول البروتينات مثل البيض، واللبن، والجبن، إذ تساعد على الشعور بالشبع.
- الفواكه والخضروات الغنية بالألياف والماء تُعد خيارًا مثاليًا للحفاظ على الترطيب ومنع العطش.
- تجنب الأطعمة المالحة أو الغنية بالسكر، لأنها قد تسبب العطش أو انخفاض الطاقة بسرعة.
5 - أهمية الترطيب خلال ساعات الإفطار:
- يحتاج الطفل إلى تناول كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتعويض السوائل التي يفقدها خلال النهار.
- يُفضل تقديم المشروبات الطبيعية مثل العصائر الطازجة بدلًا من المشروبات الغازية أو المحلاة، التي قد تسبب الجفاف.
- يمكن تشجيع الطفل على تناول الشوربة، مثل شوربة العدس أو الخضار، لتعويض السوائل المفقودة.
6 - الإفطار المتوازن والمغذي:
أما الطريقة المثلى لتناول طعام الإفطار بالنسبة للطفل الصائم فتكون عبر التدرج في تقديم الأطباق له، يجب عدم ترك الطفل يتناول الوجبة دفعة واحدة حتى لا يصاب بالاضطرابات المعوية، على أن تراعي الأم التنوع في طريقة طهي الوجبات حتى لا يشعر الطفل بالملل.
- يُنصح ببدء الإفطار بتناول التمر والماء كما هو متبع في السنة النبوية، لتزويد الجسم بالسكريات الطبيعية سريعًا.
- يجب أن تكون وجبة الإفطار متوازنة وتحتوي على البروتينات، الكربوهيدرات، والدهون الصحية، مثل الدجاج المشوي، الأرز البني، والخضروات.
- من الأفضل تجنب الأطعمة المقلية والدهنية، لأنها قد تسبب عسر الهضم والخمول.
7 - تنظيم النوم والنشاط البدني:
- من المهم تنظيم وقت نوم الطفل حتى لا يشعر بالإرهاق أثناء النهار. يمكن تعويض قلة النوم بالقيلولة القصيرة بعد المدرسة أو بعد الظهر.
- يجب تشجيع الطفل على ممارسة أنشطة خفيفة مثل القراءة أو اللعب الهادئ، وتجنب المجهود البدني الكبير خلال النهار.
8 - متابعة صحة الطفل أثناء الصيام:
من الضروري متابعة حالة الطفل الصحية خلال الصيام، ومراقبة اي علامات قد تدل على انخفاض مستوى السكر بشكل كبير لدى الطفل، أو أي علامات تؤشر على إصابته بالجفاف، وفي هذه الحالة يجب توجيه الطفل للإفطار الطفل قبل تعرضه لمخاطر صحية. في حال ملاحظة أي علامات جفاف أو انخفاض طاقة، يمكن السماح له بكسر الصيام حفاظًا على صحته.
9 - يجب مراجعة الطبيب في حال كان الطفل يعاني من أي أمراض مزمنة مثل السكري أو فقر الدم، قبل السماح له بالصيام. أما الأطفال المصابون بالسكري فيجب استشارة الطبيب المختص واختصاصي التغذية قبل السماح لهم بالصيام، وإذا سمح لهم الطبيب بالصيام فيجب أن يكونوا تحت إشرافه خلال شهر رمضان، ففي بعض الأحيان قد ينخفض تركيز السكر لديهم إلى مستويات خطيرة، أما الأطفال المصابون بالسمنة أو ممن يعانون من زيادة في الوزن فقد يعتبر الصيام فرصة لهم لضبط نظامهم الغذائي.
متى يجب أن يُفطر الطفل؟
على الرغم من أن تشجيع الأطفال على الصيام أمر مستحب، إلا أن هناك حالات يجب فيها السماح لهم بالإفطار فورًا، مثل:
الشعور بدوخة شديدة أو دوار مستمر.
التعرق البارد أو فقدان التركيز.
الشعور بالغثيان أو آلام في المعدة.
الإرهاق الشديد وعدم القدرة على الحركة أو الكلام.