رم - وصلت صحيفة الملاعب رسالة من أحد مشجعي الفريق الأوفياء وهو عضو في الهيئة العامة أيضاً فضل إبقاء اسمه في الخفاء في هذه الآونة على ما يبدو، حيث طرح رأيه بالأحداث الإدارية التي حصلت مؤخراً.
وتقول الرسالة:
أولاً نبارك لجماهير الفيصلي الفوز على المنافس التقليدي الوحدات في مباراة الكلاسيكو والتي ستكون ذات فائدة معنوية كبيرة للجولات المتبقية بالإضافة لبطولة الكأس، ونبارك هنا للجماهير الوفية المحبة للفيصلي أولا وأخيراً.
آثرت على الانتظار حتى نهاية المزاد، فعلاً كان مزاداً بين شخصيات بعضها طارئ على الفيصلي وبعضها عاش تجارب فاشلة في وقت سابق ولم يقدم إضافة، ولكن يبدو أن المسألة كانت فرض نفوذ وسيطرة لا أكثر، والغريب أنها كلها أسماء سبق تجربتها وفشلت في الكثير من الأحيان ولا أدري لما يزكون أنفسهم ولا يقبلون بالواقع.
لم أتخيل أن يصل الفيصلي لهذه المرحلة فقد عاشرت الزعيم لثلاثة أجيال ولم أدرك في يوم أن جلسة "إفطار" قد تحسم اسم رئيس النادي الفيصلي، هذا الكيان العظيم -والعظمة لله- هذا الوطن لكل محبيه، لم أتوقع أن يصل تشكيل الإدارات والاتفاق على الرئيس في الفيصلي تحسمها صفقات ومزايدات، كنت مندهشاً كيف أصبح الأمر عرض وطلب بيع وشراء، عندما يقرر أحد الأعضاء - نائب الرئيس أحمد الوريكات - يعرض رئاسة الفيصلي للبيع مقابل 500 ألف دينار، لا يليق هذا بقلعة الزعيم ولا بعميد الأندية الأردنية بدوره الاجتماعي الثقافي السياسي الرياضي منذ تأسيسه.
أين هيبة الرئاسة التي فرضها لسنوات طويلة عقال مصطفى وسلطان العدوان، فلم يتعاملوا مع الفيصلي على أساس عشائري بل كانوا أدرى بطريقة إدارة النادي، فلم نكن نسمع صوتاً لمغرض، وكان الاستماع للناصحين والمحبين والمنتقدين من أجل أحل أغلب القضايا هو الطابع.
غاب الرئيس في الفيصلي، ولم يكن أكثر المتشائمين بنضال الحديد يتوقع أن يخرج بهذه الطريقة، حتى وإن كان العمل مفتعلاً من بعض أعضاء الإدارة، إلا أن هيبة الرئيس وقوته التي غابت لدرجة أن يحدث "الإنقلاب" ومحاولات تشكيل إدارة مؤقتة وهو لا يعلم شيء خارج البلاد، ولم يبدي أي ردة فعل إلا استقالة لا ندري هل تم تقديمها من الأساس أم سحبت أم ما مصيرها، فالرئيس يستمر بالغياب دون مبرر ودون أسباب حتى أصبح الغياب أمراً طبيعياً.
غياب الرئيس وعدد من الأعضاء عن المشهد ومنهم من لم يحضر اجتماعات عديدة، وحصر المشهد بنائب الرئيس أحمد وريكات وأمين الصندوق فراس حياصات، جعلهما في دائرة الضوء ولا ننكر أنهما قدما الكثير من حر مالهما في محاولات لتسيير الأمور، حتى أن بعض الحلول كانت استقطاب "ديانة ومقرضين" لصندوق النادي، في مساهمة واضحة لزيادة فاتورة الديون المتراكمة أصلا على النادي والتي وصلت لأرقام غير مسبوقة وتحتاج ألف إدارة لحل مشكلتها.
لكن السؤال الأبرز يكمن في مساهمة هذا الثاني رغم جهودهما في المشكلة التي وصل إليها الفيصلي كجزء من مسؤولية الإدارة بأكملها، فبدأنا بالاستعراض على مواقع التواصل الاجتماعي وبصفقات عن جنب وطرف لمحترفين ولاعبين محليين، ثم عدنا لنقطة الصفر بفسخ عقود المحترفين بعد أن تبين فشلهم، ومن كان مسؤول عن ملف التعاقدات هو الثنائي نفسه، ولو راجعنا ملف التعاقدات لتبين أنه أثقل كاهل صندوق النادي، حتى وإن لم يتمكن الثنائي من المحافظة على أبرز الأسماء وخسر الفريق الكثير من قوته، وبالتالي فإنهما يتحملان الكثير من المسؤولية في هذا الملف.
والسؤال الأكبر، أين الوعود الاستثمارية والداعمين والبرنامج الانتخابي وسد المديونية التي وعدت بها الإدارة الحالية، ولماذا أصبح سد المديونية شعاراً مستهلكاً لكل من أراد خطف النور في المجتمع الفيصلاوي، ولماذا وصلنا لليوم الذي أصبح فيه الفيصلي ومديونيته وسيلة لكل من يحاول الترويج لنفسه ويريد ركوب الموجة عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي ومن أراد أن يعيش "الترند"، دون سؤال عن عاطفة المشجع الأصيل وشعوره وانتمائه ومحبته ومردود ذلك عليه بكل الطرق.
لا يليق بالفيصلي أن تتم محاولات لتشكيل لجنة مؤقتة وتوزيع مناصبها وكأنها "تركة" في ظل وجود مجلس إدارة قائم، أغلب استقالاته كانت "فيسبوكية" ولا ندري أين وصلت، فاستقالة الرئيس لا نعلم عنها شيء واستقالة نائب الرئيس لم يصدر بها بيان رسمي ولم تدرس ولا نعلم هل وصلت وزارة الشباب، واستقالة أمين الصندوق لم يخبرنا عنها أحد إلخ..، ولا يليق أن يعود أشخاص وشخصيات اختفت لسنوات طويلة ولم تقدم شيء وكل ما تقدمه هو استعراض على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يليق بالفيصلي أن يصل حاله لما هو عليه الآن، فمركز الفيصلي في الصدارة بكل بطولاته ولا يمكن القبول بما هو أقل من ذلك.
لا يليق بالفيصلي أن يقدر البعض ثمن رئاسته بـ500 ألف دينار، ولا يليق ربط حالته بالمال فالفيصلي مؤسسة أكبر من كونها فريق كرة قدم وتعاقدات، وكان الأجدر ببحث طرق وبرامج لإدامة تألقه ومنافسته على الألقاب.
الفيصلي أكبر منكم، وأكبر من جلسة إفطار لتحديد هوية رئيسه، وأكبر من أن يعرض البعض نفسه ويتنازل الآخر، الفيصلي وقف لا يورث، حتى وإن ثارت بعض الأقلام من المعروفين بـ"تسحيجهم" وترويجهم وأصحاب الولاءات المتلونين والعاجزين والباحثين عن جوائز الترضية وملمعي الشخصيات، ومع كامل الاحترام، كيف يجرؤ البعض على إقحام شخصيات من خارج النادي ومن مسؤولين ومشجعين لأندية أخرى في الشأن الفيصلاوي ومفاوضات التوافق على إدارة ورئيس جديد.
التجربة الانتخابية ومن أتى بها هم أول من ندم عليها، ولم ينجحوا في تحقيق أهدافهم، والآن غابوا عن المشهد وإن حاولوا العودة من جديد، وكل ما يدور تسبب بالأذى للنادي وللمسجع البسيط الذي يفرح لفوز الزعيم ويصبح يومه أسوداً لخسارته، ذلك المقهور الذي أمن تذكرة الحضور من مصروف جيبه أو قوت عياله ليركض خلف معشوقه.
نتمنى أن يكون هذا المزاد قد انفض وانتهى معه ... هذه الرسالة الأولى ولا زال هنالك فصول لتروى ..