بعد اقالة رأفت .. هل استغلت إدارة الوحدات تصريح "زمزم" للابتعاد عن عاصفة الجماهير؟


رم -
محمد نبيل

ـ لا شك أن الأجواء في نادي الوحدات لم تكن مستقرة حتى قبل تصريح المدير الفني رأفت علي الذي أثار جدلا واسعا وانتشر كالنار بالهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، فالنادي رغم نتائجه الجيدة نسبيا، لم يكن يعيش أفضل حالاته على صعيد العلاقة بين الإدارة والجماهير، خاصةً مع تصاعد الانتقادات حول الأداء والإدارة الفنية للفريق.

ولكن هل كان تصريح رأفت علي الشهير حول "ماء زمزم" مجرد خطأ فردي استحق الإقالة، أم أن الإدارة وجدت فيه فرصة سانحة لتحويل الأنظار عن مشاكل أخرى تخصها بالدرجة الأولى؟

وهل شرب ماء زمزم يعتبر إساءة من الأساس ؟؟؟ "الله أكبر"

رأفت علي، أحد رموز نادي الوحدات، خرج بعد خسارة الفريق أمام الفيصلي في "ديربي عمان" بتصريح اعتبرته الجماهير إهانة مباشرة لها، حيث قال: "اللي مش عاجبه يروح يشرب من مية زمزم"، ولسوء حظ رأفت جاء تصريحه في وقت كانت به الجماهير غاضبة بالفعل من أداء الفريق وبعض الخيارات الفنية التي اتخذها المدير الفني.

لكن فعلياً "وعلى بلاطة"، هل كان هذا التصريح وحده كافيا لحل الجهاز الفني؟

الحقيقة أن هذا القرار لم يكن مفاجئا تماما، فالدارة كانت تحت ضغط جماهيري متزايد خلال الفترة الماضية بسبب أداء الفريق وتذبذب النتائج, وبمجرد أن صدر التصريح، تحول غضب الجماهير بالكامل تجاه رأفت علي، ما وفر للإدارة فرصة ذهبية لاتخاذ إجراء يبدو حاسماً، لكنه في الواقع قد يكون مجرد محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري، والقاء المسؤولية على شخص واحد بدلاً من مواجهة المشكلات الأكبر التي يعاني منها النادي.

قرار إقالة الجهاز الفني بالكامل جاء سريعا، وكأن الإدارة كانت تبحث عن سبب مقنع لاتخاذ هذه الخطوة دون أن تتحمل مسؤولية الإخفاقات الأخرى، فمنذ بداية الموسم، لم يكن هناك إجماع على أداء الفريق، وكانت الجماهير تطالب بتحسين المستوى والتخطيط بشكل أفضل للمنافسات المحلية والآسيوية، والتي ودعها الوحدات بسيناريو محزن.

لكن بدلا من مواجهة الانتقادات المتعلقة بالإدارة المالية والتخطيط الرياضي، وجدت الإدارة في تصريح رأفت علي فرصة لإلقاء كل اللوم عليه، وبالتالي تجنب أي مساءلة عن قراراتها الخاصة بسوق الانتقالات مثلاً، أو حتى عن التراجع الفني للفريق في بعض المباريات.


ومن الطبيعي جداً، أن يكون المدرب هو الضحية الأولى عند تدهور الأوضاع، لكن في حالة رأفت علي، لم يكن القرار متعلقاً بالأداء الفني فقط، بل بدا وكأنه رد فعل سياسي أكثر منه رياضي، فالجماهير كانت بحاجة إلى "كبش فداء"، والإدارة قدمت لها رأفت علي على طبق من ذهب، متجنبة أي نقاش حول أخطائها في إدارة الفريق.

وبالنهاية، على جماهير الوحدات أن تسأل نفسها سؤالاً هاماً... هل سيؤدي تغيير الجهاز الفني فعلياً إلى تحسين أوضاع الفريق، أم أن المشاكل الحقيقية ستبقى قائمة؟... ليكتشف الجمهور فيما بعد أن التصريح الشهير كان مجرد غطاء لقرارات إدارية كانت خاطئة ربما.....



عدد المشاهدات : (5761)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :