رم - آرام المصري
أثار "تريند الخريس" أو "السلكة" المُنتشر مؤخرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي موجة من الاستياء والقلق بين المواطنين، حيث يتضمن التحدي إشعال السلكة وتحريكها بسرعة مما يجعلها تشبه الألعاب النارية. وعلى الرغم من مظهرها البراق، إلا أن هذا التحدي يحمل مخاطر جسيمة قد تفضي إلى حوادث خطيرة.
وقد تسبب هذا التريند في العديد من الحوادث، حيث تعرض عدد من المشاركين فيه لحروق في مختلف أنحاء أجسامهم، فضلاً عن احتراق سيارات وأشجار بسبب الأفعال المتهورة التي قام بها بعض الشباب.
كما انتشر مقطع فيديو لأطفال وهم يحاولون حرق أحد أصدقائهم في أحد الأحياء في المملكة، مما زاد من حجم القلق الذي عبر عنه المواطنون.
ورغم التحذيرات المتزايدة من مخاطر هذه الظاهرة، فقد اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات للحد من انتشارها في الأماكن العامة والشوارع، إذ قامت بمنع الممارسة في الشوارع والميادين، وبالرغم من ذلك، يبقى التساؤل قائماً: " كيف يمكن السيطرة على هذه الظاهرة في ظل انتشارها الواسع عبر منصات التواصل الاجتماعي؟"، إذ أن هذه المنصات تشهد انتشار الفيديوهات بشكل كبير، ما يجعل من الصعب محاصرتها، خصوصًا بين الأجيال الشابة التي قد تكون أكثر تأثرًا بهذه التحديات.
إضافة إلى الدور الذي تلعبه الأجهزة الأمنية، يجب أن يكون هناك دور فاعل للأسر في ضبط هذه الظواهر الخطيرة، في الوقت الذي تزداد فيه تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح من الضروري أن تتدخل الأسر بشكل فعال لمراقبة سلوك أبنائهم، والتحدث معهم حول مخاطر هذه التحديات، وأن يكونوا واعين للمحتوى الذي يتعرض له أطفالهم على الإنترنت.
وفي ذات السياق، عبّر العديد من المواطنين عن مخاوفهم من أن هذا التريند يشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة الأفراد، وخاصة الأطفال، جراء ما قد يترتب عليه من أضرار جسدية جسيمة مثل الحروق والإصابات الخطيرة، بالإضافة إلى الأضرار المادية التي قد تشمل احتراق الممتلكات العامة والخاص،. كما أشاروا إلى أن المواد القابلة للاشتعال التي يتم إشعالها في أماكن غير مخصصة لهذا الغرض تضر بالبيئة وتشكل خطرًا على المجتمع.
من جانبهم، دعا المواطنون إلى ضرورة تكثيف الحملات التوعوية التي تسلط الضوء على مخاطر هذه الظواهر الخطيرة، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق من يقومون بمثل هذه الأفعال المتهورة.
وشددوا على أهمية تفعيل دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في توعية الأجيال الصاعدة بالمخاطر المترتبة على التورط في تحديات مماثلة، وتحفيزهم على استخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول وآمن.