كيف تحرر النساء أنفسهن من نموذج "سندريلا"؟


رم - لم يعد نجاح المرأة في عالم الأعمال مرتبطاً بالانتظار أو البحث عن التقدير من الآخرين، بل أصبح يتعلق بالجرأة في اتخاذ القرار، والاستقلالية، والقدرة على بناء طريق خاص نحو القمة. رولا دياب، المستشارة القيادية، المتحدثة، والمدربة المتخصصة في تحقيق النتائج، تجسد هذه الفلسفة في كل جانب من جوانب حياتها المهنية.

حصلت رولا عام على جائزة "النجمة الصاعدة للعام" من جوائز المرأة العربية لعام 2024، تكريماً لمسيرتها القيادية التي شملت إدارة شركات بقيمة ملايين الدولارات، وتأسيس Alor Solutions، التي قدمت استشارات مؤثرة لشركات Fortune 500 وكبار التنفيذيين حول العالم.

من خلال برنامجها Breaking Cinderella، تسعى رولا إلى تغيير المفاهيم التقليدية حول النجاح، وتساعد رائدات الأعمال على تحقيق قفزات نوعية في مشاريعهن، ومضاعفة إيراداتهن خلال عام واحد فقط. بالنسبة لها، لم يعد هناك مكان للانتظار أو البحث عن إذن للنجاح—بل حان الوقت للنساء لأخذ زمام المبادرة، وكتابة قصصهن الخاصة دون قيود.

في هذا اللقاء الخاص مع "هي"، تشارك رولا دياب رؤيتها حول كسر الحواجز، وامتلاك القوة الذاتية، وبناء عقلية النجاح التي تمكن المرأة من قيادة مستقبلها بثقة.

كيف يتخطى مفهوم "تحرير المرأة من نموذج سندريلا" (Breaking Cinderella) الصورة النمطية للقصص الخيالية، ولماذا يعد هذا التحول ضرورياً لتمكين النساء في عالم الأعمال؟

إن القصص الخيالية تعلّم النساء الانتظار ليتم اختيارهن أو إنقاذهن أو تخليصهن، لكن مفهوم " تحرير المرأة من نموذج سندريلا" يحطم هذا الوهم. إنه يعيد تشكيل هذه الرواية، ليعلّم النساء كيفية بناء وتعزيز قوتهن الداخلية حتى لا يضطررن إلى الاعتماد على أحد. في عالم الأعمال يعد الانتظار خسارةً. فيجب على النساء أن يتولين زمام الأمور ويتخلين عن طلب الإذن ويبدأن في بناء مستقبلهن بأنفسهن.

يتم تعليم العديد من النساء انتظار الإذن قبل اتخاذ خطوات جريئة. ما هي أكثر الطرق فعالية للتحرر من هذه العقلية وتولي زمام النجاح بثقة؟

يجب علينا تحمّل المسؤولية والتحكم المطلق في حياتنا ومصيرنا. بدلاً من طلب الموافقة، اسألي نفسك: ماذا لو لم أكن بحاجة لإذن أحد؟ ابدئي باتخاذ قرارات صغيرة يومياً تعزز ثقتك بنفسك. عبّري عن رأيك في الاجتماعات، تفاوضي، ورشّحي نفسك للأدوار القيادية. الثقة تُبنى من خلال المبادرة، وليس التأمل.

كيف يساعد مفهوم "تحرير المرأة من نموذج سندريلا" رائدات الأعمال على تولي مسؤولية استقلالهن المالي وتوسيع نطاق أعمالهن بثقة؟

يهدف هذا المفهوم لدفعهن إلى تغيير مفهومهن للمال. فغالباً ما يتم تعويد النساء على الاكتفاء بدخل محدود بدلاً من السعي لخلق ثروة حقيقية. يزيل مفهوم "تحرير المرأة من نموذج سندريلا" هذه الحواجز العقلية ويغرس قناعة راسخة بأن الثروة تبنى بوعي وجهد، لا بمجرد التمني.

غالباً ما تعاني النساء من شعورهن بأنهن دخلاء. ما هي الاستراتيجيات التي توصي بها لتجاوز الشك الذاتي والدخول إلى عالم القيادة بثقة وقوة؟

حوّلي الشعور بعدم الانتماء إلى دافع للنمو، فكلما راودكِ هذا الدافع، كان ذلك دليلاً على تطوركِ وتقدّمكِ. اجعلي إنجازاتكِ رصيداً ثابتاً تستمدين منه القوة، وراجعيها قبل اللحظات الحاسمة لتعزيز ثقتكِ. تحكمي في جسدكِ، قفي شامخة، تنفسي بعمق، وتحدثي بثقة. فالجسد هو من يقود، والعقل يتبع.

أنتِ تركزين على قوة جذب النجاح، فكيف توازنين بين هذا المبدأ وبين الاستراتيجيات العملية التي تضمن تحقيق نتائج ملموسة في عالم الأعمال؟

يمكن تفسير هذا المفهوم من خلال علم الأعصاب، بدءاً من دور نظام "التنشيط الشبكي" (RAS) وصولاً إلى المرونة العصبية. أنا أدمج الفهم العلمي في منهجي، مما يعزز التزامي بهذا النهج لتحقيق النجاح.

لقد قدتِ شركات تقدّر قيمتها بملايين الدولارات وتعاونتِ مع كبار التنفيذيين في "فورتشن 500" (Fortune 500). برأيك، ما هي المهارات القيادية التي تحتاجها النساء لكسر الحواجز في عالم الاعمال؟

تعد القدرة على اتخاذ القرار جوهر القيادة، فالتردد يعطل التقدم ويبدد الفرص. اتخذي قراراتك بثقة، وكوني دائماً مستعدة لتعديل مساركِ حسب الحاجة. عليكِ إتقان علم التأثير وإجادة التواصل غير الشفهي، فهما مفتاح التأثير الفعّال. كما أن المرونة لا غنى عنها، فهي سمة أساسية لكل قائد ناجح. التحديات والعوائق جزء لا يتجزأ من رحلة النجاح، والنجاح لا يتجسد في تجنبها، بل في القدرة على التغلب عليها والتعامل معها بفعالية.

كيف تبرز القائدات قوتهن مع الحفاظ على أسلوبهن القيادي؟

القوة تنبع من الإيمان بالذات. كوني واثقةً في آرائك، وتحدثي بحزم، وضعي حدودك بثقة. الناس يتبعون من يظهرون ثباتاً ووضوحاً في مواقفهم.

ما النصيحة التي تقدّمينها للنساء المترددات في اتخاذ قرارات جريئة في عالم الأعمال؟ وكيف يمكنهن التحرر والقيادة بثقة؟

غالباً ما يكون الأمان مجرد وهم نعيش فيه، بينما الخطر الحقيقي يكمن في الجمود والتوقف عن التقدم. إن طرح الأسئلة الصحيحة على نفسك وفهم الدوافع النفسية وراء مخاوفك سيمنحك الوعي ويشجعك على اتخاذ خطوات جريئة نحو التغيير.

ما مدى أهمية التوجيه والدعم المجتمعي في تمكين النساء في عالم الأعمال؟ وكيف يمكننا بناء شبكات دعم أقوى؟

إن النجاح لا يقتصر على السعي الفردي فحسب، بل يجب على النساء إنشاء "دوائر قوة"، ومجموعات حيث يتم تبادل الاستراتيجيات والعلاقات والفرص بكل حرية. كيف تبنين شبكة قوية؟ قدمي القيمة أولاً قبل أن تطلبي المقابل. عندما تقدمين للآخرين قيمة حقيقية، ستجدين أن الأشخاص المناسبين يقتربون منك بشكل تلقائي.

حين تمتلك المرأة القوة، تلهم من حولها ليحققوا ذاتهم. كيف يمكن لمنصتك أن تساهم في تمكين الجيل القادم من النساء الرائدات؟

أؤمن بأن أفضل طريقة للتأثير هي أن أكون مثالاً حياً، لذا أشارك رحلتي بكل ما فيها من تحديات وإنجازات، بانفتاح. وأدرك أن لكل فرد مساره الخاص، وأن البعض قد يحتاج إلى التجارب والخبرة قبل أن يكون مستعداً للانتقال إلى المرحلة التالية من رحلته.

ما هي العادات اليومية أو التغييرات الفكرية التي كان لها دور أساسي في نجاحك، وكيف يمكن للنساء الأخريات تبنيها في حياتهن؟

أؤمن بأن بداية يومك تحدد مسار نجاحك. أبدأ صباحي بالتأمل وتدوين أفكاري والتعلم المستمر. عندما يكون ذهني موجه نحو المسار الصحيح، أسعى لتحقيق التوازن بين العقل والجسد لتعزيز أدائي، وأحرص على مراجعة تقدمي بانتظام. إدراكك الواضح لذاتك وأهدافك هو مفتاحك للمضي بثبات وثقة نحو النجاح.

حصلتِ على لقب "النجمة الصاعدة للعام" من "جوائز المرأة العربية 2024" (Arab Woman Awards 2024). كيف يعكس هذا التكريم التحول في دور المرأة القيادي؟

إنه يعكس تحوّلاً ثقافياً يعزز تمكين المرأة لبناء قوتها الداخلية وتنميتها. لم يعد النجاح مرهوناً بالتنازلات، بل بامتلاك الجرأة على اتخاذ القرار. لم تعد النساء ينتظرن الفرص، بل يصنعنها ويمضين قدماً في مسارهن المهني بثقة.

ما هو أكبر مفهوم خاطئ عن المرأة في عالم الأعمال اليوم، وكيف يمكننا تغييره؟

الاعتقاد بأن على المرأة الاختيار بين السلطة والتقبل. فالقيادة الحقيقية لا تُقاس بإرضاء الآخرين، بل بالثقة والوضوح في الرؤية. الاحترام لا يُطلب بل يُكتسب بالكفاءة والإنجازات والإيمان الراسخ بالذات.

لو أتيح لكِ إعادة رسم مسار المرأة في عالم الأعمال، كيف ستبدو القصة الجديدة؟

لم تكن نماذج القيادة التقليدية مصممة لاحتواء المرأة، فابتكرت النساء مساراتها الخاصة وبنت نماذج قيادية ترتكز على التمكين، حيث تنسجم القوة مع الرؤية وتتحول القناعة إلى قوة دافعة تُلهم التغيير.



عدد المشاهدات : (4370)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :