رم - بلال حسن التل
كان لي يوم الاربعاء من الاسبوع الماضي لقاء آخر مع دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، في اطار سياسة الانفتاح التي يمارسها دولته، ليستمع الى كل الاراء، مما يساعده على تكوين صورة أعمق واشمل لحالة البلاد.
صادف موعد لقائي مع دولته، يوم جولتة الميدانية في لوائي سحاب والموقر، شملت المدينة الصناعية في سحاب، فهو لايكتف بالتقارير المكتوبة، بل يفضل الاطلاع الميداني على اوضاع الخدمات التي تقدم للمواطنين، مما يجعل قدرته على ترتيب الأولويات واتخاذ القرارات اكثر موضوعية و دقة . يومهاكان فريقه في رئاسة الوزراء في حالة نشاط كبير، للتأكد اولا من صحة بعض الارقام التي استمع إليها الرئيس اثناء تلك الجولة، ولجدولة مواعيد ومواقيت متابعة تنفيذ توجيهاته، لصيانة المدارس والمراكز الصحية. وغيرها من المرافق التي زارها دولته، وآليات وسبل تقديم التسهيلات والحوافز للاستثمارات خاصة المصانع في منطقة الجنوب، لتوفير فرص العمل لأهل هذه المناطق، علما بان الإجراءات التي يأمر بها الرئيس في كل جولة ميدانية تنقسم إلى قسمين:الاول مايتم تنفيذه فورا، والثاني مايحتاج الى دراسة، ولكنه يظل قيد المتابعة من فريق متخصص في رئاسة الوزراء، يقدم تقريرا دوريا للرئيس عن ما أنجز، كما يجري نشر تقرير مفصل عن المراحل التي وصل اليها تنفيذ توجيهات رئيس الوزراء اثناء جولاته الميدانية، وهي عادة ماتكون في الأطراف والمناطق التي كانت تحظى باهتمام اقل بكثير من قبل حكومات سابقة.
لقداستمعت من دولته الى حديت شكل لي جولة افق اقتصادية سياسية اعلامية، فعند حديث دولته عن الاقتصاد كان حديثه يفيض بالتفاؤل بالمستقبل الاقتصادي، مؤكدا ان السنوات الاربع القادمة ستشهد تطورا ملموسا في الاستثمارات خاصة الاجنبية في الاردن. وعندما يتحدث رجل مثل الدكتور جعفر حسان عن الاقتصاد، فان لحديثه طعما مختلفا، هو طعم المصداقية، فالرجل خبير اقتصادي جمع بين البعدين الفكري الذي كانت ثمرته كتاب مهم عن الاقتصاد الاردني حمل عنوان "الاقتصاد السياسي الاردني.. بناء في رحم الازمات" كما ان الرجل كان القوة المحركة للجان التحديث خاصة لجنة التحديث الاقتصادي. وقدجمع الى البعد الفكري في عالم الاقتصاد، البعد العملي من خلال المواقع التي تولاها، وهي ذات العلاقة المباشرة بالاقتصاد الاردني وتحريكه، ومنها نائبا لرئيس الوزراء وزير دولة للشؤون الإقتصادية، ووزيرا للتخطيط والتعاون الدولي.
على صعيد السياسية الداخلية، فان الرئيس ليس متشائما من الحياة الحزبية، .ويتطلع الى تطوير القطاع الاعلامي ليكون على مستوى المرحلة.
اما خارجيا فان الأولوية الاولى للسياسية الاردنية، هي القيام بكل ما من شأنه تثبيت أبناء فلسطين على ارضهم، والاصرار على حصولهم على حقوقهم المشروعة، وصولا الى دولتهم الحرة المستقلة، وعاصمتها القدس. مع التأكيد على تحصين الاردن من كل محاولات المس بامنه واستقراره، وافشال مخططات اليمين المتطرف.
ولم تغب سوريا واوضاعها عن حديت الرئيس، فوحدة سوريا واستقرارها مصلحة وطنية اردنية، وفي سبيل تحقيقها نحن في الاردن مستعدون لتقديم كل مانستطيعه،وقد بدانا بتزويدها بالكثير مما تحتاجه كالغاز الطبيعي، والغاز المسال، والطاقة... الخ،ونحن جاهزون للمساهمة في الاعمار، وتقديم الخبرة الفنية لإعادة بناء مؤسسات الدولة السورية.
غادرت مكتب الرئيس جعفر حسان وفي صدري الكثير من التفاؤل، وفي عقلي الكثير من الأفكار.