الاخوان .. درجة كبيرة من الإحتراف !!


رم - شاهدت امس مناوشة بين الإسلامي المهندس مراد العضايلة وأحد المارة ، الذي كال الإتهامات للإخوان ...
الناس في بلادنا انقسمت ، بين من يؤيد الرجل وبين من يناصر العضايلة ..
كل ذلك لا بهمني ، وللعلم انا في حياتي كلها لم أكن صديقا للإخوان .. ولا قريبا منهم ، هم يصنفونني من كتاب التدخل السريع ..
الغريب في القصة أنه بعد ساعات من الحادثة ، عرف الرجل الذي هاجم العضايلة ، ونبش تاريخه وأخرجت له صور وأخبار تؤكد قيامه بدعوة طاقم السفارة الأمريكية في الأردن إلى منزله.

بالطبع من قام بذلك هم نشطاء الإخوان وكوادرهم الإلكترونية ، وخلاياهم (الفيسبوكية ) ... استطاعوا على الفور ، تغيير وجهة نظر الشارع ، وانتاج هجوم مضاد ، والأهم أنهم اختطفوا البطولة من الرجل ، وقاموا بتهميش صورته .
ماذا يعني هذا الأمر ؟
هذا الأمر ببساطة يعني أن لديهم قاعدة بيانات شخصية ، وهذا يعني أنهم تنظيم بدرجة كبيرة من الإحتراف ويجيد اللعب بمزاج الشارع ، هذا يعني أيضا أنهم انتقلوا من تنظيم إلى مؤسسات .. مالية ، اجتماعية ، إعلامية .. إلخ .
الإخوان مباشرة انتفضوا لحماية أحد رموزهم ، ونجحوا في قلب مزاج الشارع ..
وهنا أسأل هل تدرك الدولة الأردنية ما حدث ، وتقرأ ما خلف الحدث وليس الحدث ذاته .
جزء من قوة التنظيم في الشارع ، تكمن في أن هذا التنظيم يحمي رموزه ، ويحمي الأعضاء فيه .. ماليا وإعلاميا واجتماعيا ، وهذا يعني أنه انتقل إلى مرحلة أقوى مما كانت ، الإنتخابات الأخيرة كانت دليلا على ما أقول.

بالمقابل أنا كما قلت في البداية ، محسوب على خط ( كتاب التدخل السريع) كما تصنفني المعارضة ، هل ستحميني الدولة ..لو خضت معركة إعلامية مع أحدهم ؟ .. بالطبع لا ..
فأول شخص سيطالب بتوقيفي هو وزير الإعلام محمد المومني ، وسيقترح تحويلي إلى أمن الدولة ، والداخلية ستزكي سجن ام اللولو كمقر مؤقت لي ، ولا شك .. أن نقابة الصحفيين ستقول : ( ما إلي دخل ) ....

تلك رسالة للرئيس الحالي د. جعفر حسان ... يجب أن نعود إلى زمن تقوم فيه الحكومات ببناء رجال للدولة ...
يدافعون عن مشروعها وروايتها ، ويحظون باحترام الشارع إن وقفوا في وجه الإخوان .
دولة الرئيس :
لو أن من وقف في وجه مراد العضايلة نايف القاضي ، أو فهد الريماوي ، أو هاني الخصاونة ، أو مازن الساكت ... فهل سيجرؤ إعلام الإخوان على مهاجمة هؤلاء حتما لا .. لأنهم رجال صاغوا رواية الدولة ومشروعها ، ولم يدخلوا مؤسساتها من اجل شقة في عبدون ، او عضوية مجلس إدارة ...ولأنهم أكبر من أن يستقبلوا موظفا لسفارة ما في منازلهم ..
ولأنهم لم يكونوا إخوانا ، ثم انقلبوا رسميين أكثر منا ... هاني الخصاونة كان بعثيا ودخل الحكومات بعثيا وغادرها مؤمنا بالمعتقد ، فهد الريماوي سجن وحوكم واتهم وشوه ولم يخلع الناصرية من قلبه ، ونايف القاضي كان سفيرا في أهم عواصم اوروبا ولم يتحرر من بداوته ، ظل الأصيل الذي خيط الصحراء من دمه ، ومازن الساكت دخل السلطة وظل في عين المعارضة رمزا وكبيرا .. ومرجعا .
دولة الرئيس ..
إن بناء سياسي او إعلامي يحظى بمصداقية في الشارع ، ويجيد الدفاع عن دولتنا هو أهم في نظري من جلب مستثمر او فتح بنك جديد ...
أعيدوا النظر في مشهد من تستضيفونهم على قنوات الدولة ، فهؤلاء ينتجون حقدا أكثر من التحليل ، أعيدوا النظر فيمن انقلبوا من اقصى اليمين إلى اقصى الإنبطاح ، أعيدوا النظر في إعلامنا .... الأردن عظيم به رجالات والأرحام فيه نبيلة ... لكنه يحتاج لمن يفهم قلوب الناس ، وليس مصالح المؤسسات ..
كم يوجع قلبي المشهد .

عبدالهادي راجي



عدد المشاهدات : (11211)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :