أجواء الصدام السياسي .. تخيم علينا من جديد؟


رم - الدكتور محمود عواد الدباس.

1/4

واضح بكل تأكيد أن مؤشرات الانقسام السياسي داخل البلاد في تزايد مستمر. من يقرأ ما يكتب على منصة (اكس) ومن يتابع هتافات وشعارات المسيرات السياسية في قلب العاصمة عمان، يدرك أننا نسير خطوات متقدمة نحو الصدام السياسي بعمقه الاجتماعي. اليمين الديني، ممثلاً بجماعة الإخوان المسلمين، مستمر في التصعيد السياسي إلا قليلاً. فالتصريحات التي تصدر من نواب الإخوان في مجلس النواب تشعل أزمات مستمرة. فيما تكون الهتافات التي يتم تكرارها في المسيرات التي يشرفون عليها في درجات أعلى وأعلى مما يقال في البرلمان. في مقابل كل هذا، يصعد اليمين الوطني الأردني ردوده، وهو يقصف الجميع بلا رحمة أو تردد من إسلاميين إلى يساريين.

2/4

السؤال الرئيسي اليوم: هل نحن سائرون نحو الصدام السياسي ما بين التيارات الدينية واليسارية من جهة مع الدولة في الإطار الرسمي ومع اليمين الوطني الأردني من جهة أخرى ؟. بحيث يتم تكرار نموذج الخمسينيات من القرن الماضي، أو نموذج السبعينيات، أو تكرار التجربة المصرية. في الخمسينيات من القرن الماضي كانت التيارات السياسية القومية بشقيها الناصري والبعثي، ومعها التيارات اليسارية وعلى رأسها الحزب الشيوعي، كانت هذه التيارات في أعلى درجات التشكيك السياسي بالنظام السياسي مع تقديم مصلحة الخارج لأسباب سياسية على التوجهات الرسمية. خلال نهاية ستينيات القرن الماضي وبداية عقد السبعينيات من ذات القرن كان التشكيك السياسي بالدولة في أعلى درجاته من قبل المنظمات الفدائية الفلسطينية. عربياً، فهناك التجربة المصرية مع جماعة الإخوان المسلمين وتداعياتها إلى الآن.

3/4

من واقع المؤلفات الكثيرة التي اطلعت عليها، والتي تخص تاريخ الأردن السياسي، فأن الدولة كانت تتبع أسلوب مد الحبل تجاه كل التجارب السياسية المعارضة لها. لكن عندما تضمن أن الرأي العام بات يضج منها، فهي تذهب إلى الخصم وتضرب ضربتها. من هنا، فإن على جميع القوى السياسية المعارضة من إسلامية أو يسارية أن تدرك أن سقف التشكيك السياسي أو التحريض السياسي على الدولة والنظام أنه سيكون لاحقًا الحبل الذي يتم خنقهم به.

4/4

ختاماً، هي نصيحة صادقة للتيارات المعارضة من دينية أو يسارية أن لا تحاول تكرار تجارب ماضية سواء من التي حدثت في الأردن مسبقا أو تجارب حدثت في دول عربية أخرى، وهي تجارب كانت نتيجتها الفشل السياسي. تفادياً لذلك، فإن المطلوب منكم هو تخفيف حدة خطابكم السياسي كي يكون أقل تشكيكاً.



عدد المشاهدات : (7758)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :