رم - د. ذوقان عبيدات
يبادر الأردني وغير الأردني حين يلتقي بشخص يعرفه أو لا يعرفه إلى سؤال كيف حالك؟ويجيب الآخر مهما كانت أحواله : الحمد لله، بمعنى أنه يطمئن الآخر أنه بحالة جيدة!
ربما تعكس هذه الإجابة حالة من"السعادة" التي يعيشها، أو لا يريد كشف حالة"عدم السعادة التي يعانيها!
(١)
السعادة! ما هي؟
ليس من السهل تقديم إجابة شاملة، فالمسألة ثقافية إلى حد كبير، ففي الأدب العربي تجد المرأة الصالحة سعادة، وغير الصالحة شقاء، وكأن السعادة هي للرجال فقط!! بينما تجد في ثقافات أخرى معايير موضوعية للسعادة تتمثل بِ:
الاعتزاز، الإثارة، الفرح، المرح والفكاهة، التفاؤل، الامتنان، الحب، الرضا. فالحب والرضا هما أعلى درجات السعادة!
(٢)
يوم عالمي للسعادة!
خصصت الأمم المتحدة يوم العشرين من آذار يومًا عالميّا للسعادة، والهدف من ذلك هو
السعي العالمي للتنمية المستدامة، ومحاربة الفقر والفساد، وحماية البيئة، وصيانة حقوق الإنسان، وغير ذلك من الأهداف الإنسانية النبيلة. وعادة
ما يصدر تقرير عالمي سنوي عن
مدى سعادة الحياة التي يعيشها
الفرد في مختلف دول العالم!
كان من الواضح أن الأردني لم يسمع بهذا اليوم ليس لأنه يعيش في فرط من السعادة، بل ربما لأنه
لم يعرفها!! هذه ليست تهمة مني!
بل هذه أدلتي:
(٣)
تقريرالسعادة الدولي
هذا تقرير سنوي يصدر عن أحد أجهزة الأمم المتحدة، يرتب دول العالم حسب معايير معتمدة للسعادة، شمل هذا التقرير حوالي ١٤٥ دولة.
كانت معايير السعادة المعتمدة هي:
الدخل ونصيب الفرد.
الدعم الاجتماعي للفرد.
متوسط العمر الصحي.
الحرية.
الكرم والامتنان والعطاء.
الفساد.
كان من الطبيعي أن تحتل الدول الإسكندنافية : فنلندا، الدنمارك . إيسلندا،السويد المراتب الأولى،. وكان من الطبيعي أن تحتل دول الخليج العربي المراتب الأولى عربيًا.
وكان ترتيب الأردن ١٢٨، وهو يعادل تقريبًا ترتيب طلبتنا دوليًا.
(٤)
المنافق السعيد
على ضوء ما سبق، لماذا مرّ هذا اليوم دون أن يتوقف عنده أحد: لا من الحكومة، ولا من النخبة؟
لماذا لا نتصدى لوضع معايير
المدرسة السعيدة؟ الطالب السعيد؟ المعلم السعيد؟
المواطن السعيد؟ لماذا نكتفي
بمعايير المنافق السعيد؟
فهمت على جنابك؟