فعلها الرئيس السيسي .. فهل تفعلها حكومتنا؟


رم -

بلال حسن التل

مافعله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اثناء افطار جمعه مع كبار ضباط القوات المسلحة المصرية، وعدد من المثقفين المصرين، يستحق عليه الشكر من كل مواطن عربي غيور على امته، فالرئيس السيسي بفتحه لملف الدراما المصرية ناقدا للمستوى الذي وصلت اليه من الهبوط والابتذال والهزل والغث،كما وصفها، انما يفتح ملفا يهم كل عربي، فلا احد يماري بأن الدراما المصرية هي رائدة الدراما العربية، وانها الاكثر انتشارا عربيا، وهي تدخل بصورة يومية الى معظم البيوت العربية، وبالتالي الى منظومة قيمنا و مفاهيمنا، ومن ثم سلوكنا، لاعبتا دورا مهما في التأثير عليها، وتوجيهها سلبا او ايجابا.
ولاغرابة في ان يختار الرئيس السيسي القوات المسلحة ليفتح بحضورها ملف السلاح الآخر، وهو سلاح الاعلام والداما الذي لايقل دوره خطرا عن دور الجيوش، لانه هو الذي يبني اويهدم الروح المعنوية، وهو الذي يحمي ظهر القوات المسلحة او يطعن هذا الظهر، وهو الذي يعزز اويضعف منظومة الولاء للوطن، وهو الذي يساهم مع الاسرة والمدرسة ودور العبادة والجامعة في تشكيل شخصية المواطن سلبا او ايجابا. هذه الادوار كلها شهدت الدراما العربية ومنها الدراما المصرية تراجعا حادا في مضامينها، فصارت تمجد سير الراقصات، وتنشر العري، وتروج للمسكرات والمخدرات وللعصابات وللجريمة وللخيانات، في أسطوانة مشروخة لكنها تتكرر سنويا بصوت صاخب مزعج، يؤدي الى مزيد من الصمم عن الاثار السلبية المدمرة لمعظم ماينتج من الدراما والإعلام، اللذان تحولا من صناعة الى تجارة تقوم على اثارةالغرائز. مع مسخ لواقع المجتمع وهويته الأخلاقية والحضارية.

لقد انتبه الرئيس السيسي لكل هذه المخاطر التي صارت تمثلها الدراما على المجتمع، فدق جرس الانذار، الذي تلقفته حكومته، فبادرت الى تشكيل لجنة متخصصة ضمت ممثلين عن أصحاب العلاقة في القطاعين العام والخاص والمثقفين،وعلماء الاجتماع وعلماءالنفس حدد رئيس الوزراء المصري مهمتها بالعمل على وضع صياغة ورؤية مستقبلية واضحة للاعلام والدراما تسهم في تعزيز الرسائل الايجابية اتجاه الفرد والمجتمع للخروج بتصور علمي واضح للإعلام والدراما يعبر عن الواقع ويعالج مشاكله ويكرس القيم والانتماء للدولة ويعكس الهوية الحضارية، مع ضمان حرية الإبداع والتفكير بدون اسفاف.

الخطوة المصرية التي تستحق الشكر لان اثارها ستنعكس علينا، توجب علينا ان نقوم بمراجعة واقع اعلامنا ومضامينه، بالاضافة الى أسباب تراجع الدراما الاردنية وسبل استرداها لعافيتها، ومع مراجعة مضامين النزر اليسير مما ينتج منها فيصورنا احيانا مجموعة اعراب يتقاتلون على التافه من الأمور، بينما يسخر بعضها الاخر من الشخصية الاردنية ، مما يستدعي تدخلا سريعا، لتصحيح ذلك كله فهل تغعلها حكومة الدكتور جعفر حسان؟.




عدد المشاهدات : (5372)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :