الدباس يكتب : نسبة النساء والمسيحيين في الحكومة الأردنية أعلى منهما في السورية .. !


رم - الدكتور محمود عواد الدباس.
1/4
تابعت مساء أمس السبت إعلان تشكيل الحكومة السورية الجديدة، حيث توقفت على طريقة إعلانها. كما توقفت على أسماء أعضائها من الجانبين الجندري والديني. في البداية، ربما يكون هناك سؤال مهم: لماذا أنا مهتم بالملف السوري الجديد؟ والجواب المباشر هو: وجود حالة تأييد لهذا النموذج داخل الأوساط الأردنية عمومًا لأسباب متعددة. من هنا، أتناول اليوم في هذه المقالة بعض الملاحظات على تشكيلة الحكومة السورية بما يخص مدى انعكاس وتقع التعددية الدينية والجندرية على تركيبة الحكومة السورية الجديدة.

2/4
في البداية، لا بد من الإشارة إلى أن عدد الوزراء في الحكومة السورية الجديدة هو عدد معقول( 23)وزيرا . أما فيما يتعلق بنسبة تمثيل النساء والمسيحيين فقد كان منخفضاً مقارنة مع تركيبة الحكومة الأردنية في هذين الجانبين. في الحكومة السورية الجديدة، هناك امرأة سورية واحدة (هند قبوات)، وهي في ذات الوقت المسيحية الوحيدة. مع الإشارة إلى أنني قد استمعت إلى حديثها قبل عدة أيام مع إحدى القنوات الفضائية. هي سيدة مثقفة وذات منطوق قوي. في المقارنة ما بين الحكومتين الأردنية والسورية، أقول إنه وعلى الرغم من ارتفاع نسبة المسيحيين في سوريا (10%) حسب إحصاءات( 2011 م ) مقارنة مع نسبتهم في الأردن، فهي هنا أقل من تلك النسبة. و على الرغم أيضا من تشابه نسبة النساء هنا وهناك (48%-52%)، لكن في الأردن فإن تمثيل المسيحيين في الحكومة الأردنية هو أعلى مما هو في سوريا. في ذات الاتجاه، فإن نسبة تمثيل النساء في الحكومة الأردنية هي أعلى بكثير منها في الحكومة السورية.

3/4
السؤال هو: لماذا نحن في الأردن أعلى في تمثيل النساء وفي تمثيل المسيحيين في الحكومة؟ مقارنة مع الحكومة السورية ؟ المؤكد أن هناك أسبابًا مختلفة في الحالتين. في تمثيل النساء، فإن الأردن وبشكل تدريجي يذهب نحو الانسجام مع المنظومة الدولية التي تعمل على زيادة تمثيل النساء في الحكومات. أما فيما يتعلق بزيادة تمثيل المسيحيين في الحكومة الأردنية، فإن الأسباب سياسية، منها تمكين الجبهة الداخلية الأردنية من أي ثغرة يمكن أن ينفذ منها الغرب في هذا الباب. اليوم، عندما تسمع إلى كبار الشخصيات الأردنية المسيحية، فإنهم يقولون في لقاءاتهم أنهم يعيشون في مجتمع متعدد. كما أنهم من الناحية السياسية في أفضل درجات التمثيل. في ذات الاتجاه، فإن الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس، فكما أنها تشمل المقدسات الإسلامية، فهي تشمل أيضا المقدسات المسيحية. علاوة على ذلك، فإن كبار الشخصيات المسيحية هنا في الأردن يقدمون أنفسهم بأنهم الأردنيون المسيحيون وليس المسيحيون الأردنيون، مما يعني تقديم الهوية الوطنية أولًا، ثم يذكرون صفتهم الدينية، وهذا حق لهم.

4/4
ختامًا، يوم بعد يوم نجد أن النظام السياسي الأردني هو نظام يؤمن بالتعددية الدينية والجندرية مع ضمان وجود انعكاس سياسي لها في تركيبة الحكومة المشكلة بنسب ذات دلالة. مما يفضي إلى حقيقة الرضا الشعبي عن تمثيل الحكومة من ناحية دينية وجندرية، وبما يضمن بالتالي مصلحة الأردن في تمتين الجبهة الداخلية من أي اختراق خارجي وبما يضمن كذلك تحسين صورة الأردن الإيجابية في المجتمع الدولي.



عدد المشاهدات : (7206)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :