رم - بلال حسن التل
تحدثت في المقال السابق عن موائد هدر النعمة في بلدنا، ممثلة بولائم السفة والتكاذب، غير انه من حسن الحظ ان في بلدنا خيرون يعملون حتى على تحويل السلبيات الى ايجابيات، من هؤلأ الخيرين نفر من الطيبين على رأسهم العين والاقتصادي المعروف خليل الحاج توفيق، رئيس غرفتي تجارة عمان وتجارة الاردن، ونقيب تجار المواد الغذائية والتموينية.
وبالرغم من انني لا اعرف الرجل معرفة شخصية ولم يسبق لي ان التقيت به، غير انني اجد لزاما علي ان اشكره، لما اتابعه في وسائل الإعلام عن انشطته الخيرية، من ذلك الدعم المتواصل من غرفة تجارة عمان برئاسته لتكية ام علي بطرود الخير، التي تأخذ طريقها الى فقراء الاردن، غير ان جهده المميز هو قيادته لمبادرة (حفظ النعمة) التي تنفذها جمعية "بسمة الحياة"، وبالرغم ان الرجل رئيسا فخريا للجمعية لكنه يعمل بيده في تنفيذ مبادرة حفظ النعمة خاصة في شهر رمضان،فيساهم في جمع الطعام الزائد من الفنادق وفي شحنه الى السيارات التي تنقله ثم يساهم في توزيعه على شكل وجبات للاسر العفيفه التي تستفيد من مبادرة حفظ النعمة، وهي مبادرة تهدف الى تحويل الهدر الغذائي الذي يمارسه مجتمعنا الى نعمة للفقراء، وبالرغم من الرجل هونقيب تجار الاغذية والمواد التموينيه، وقد يكون هدر الطعام من مصلحته التجارية، لأن ذلك يعني ان البيع أكثر فتزدهر تجارة النواد الغذائية، الا انه فضل ان يكون له تجارة مع الله ونيل رضوانه سبحانه وتعالى ، حيث تقوم مبادرة حفظ النعمة منذ عام2022 بجمع الطعام الزائد الذي لم تمسه يد من ستة فنادق من فئة الخمس نجوم،و يتم تعبئة هذا الطعام في اواني خاصة ووفق مواصفات دائرة الغذاء والدواء، ثم يتم نقلها بسيارات مجهزة الى عدد من الجمعيات التي لديها قوائم لاسر عفيفية، للاستفادة من هذا الطعام الذي يتم عرضة على هذه الاسر على طريقة البوفية المفتوح لتختار كل اسرة مايناسبها وماتحتاج اليه بطريقة لائقة تحفظ كرامتها، حيث تم حتى الان توزيع مايقارب ال700 الف وجبة طعام، استفاد منها اكثر من 170 الف شخص من الاسر العفيفة، في بعض مناطق عمان، كل ذلك من زوائد ست فنادق من فئة الخمس نحوم علما بان في عمان وحدها 25 فندقا من هذه الفئة، حيث تتطلع المبادرة الى توسيع نشاطها في المستقبل، وعلى ضؤ تطور امكانياتها، مما يفرض على اهل الخير من المقتدرين، دعم هذه المبادرة بما تحتاج اليه للتوسع، فيكون بذلك مساهمة فعلية في محاربة الفقر والجوع، وسدا لباب من ابواب الجريمة التي يفتحها الفقر، مما يحفظ استقرار مجتمعنا ويحفظ تماسكنا الاجتماعي، الذي تساهم في حفظه مبادرة حفظ النعمة مما يجعلنا نصلي لله ان يكون حفظ النعمة سلوكا نلتزم به جميعا، وان يثبت الله خليل الحاج توفيق واخوانه واخواته في مبادرة حفظ النعمة، ويثيبهم خير ثواب ويجعلهم قدوة خير لغيرهم.