من يوميّات "بابا سنفور" في الجامعة الأردنية "40"


رم - كامل النصيرات


هذا الفصل مُتعِب؛ أشعر بالإرهاق كلّ يوم .. فلأول مرّة لا أستطيع مواءمة ال 18 ساعة على كل أيّام الدراسة.. خمس محاضرات متتابعة في الثلاثة أيّام ومحاضرة واحدة في اليومين الباقيين.. ولأول مرّة يكون عندي محاضرات الساعة الثامنة والنصف صباحًا مما يعني اشتباكي مع أزمة الشوارع من الساعة السابعة والنصف ومما يعني الصحيان الساعة السادسة والنصف .. وأنا ابن ليل لا أنام قبل الثالثة أو الرابعة.. مما يعني أنني أذهب للجامعة وأنا كامل التثاؤب وكامل فرك العيون.. ولا أصل للمحاضرة الخامسة "دراسات استراتيجية" إلّا وأنا في قمّة الانهيار البدني والذهني.. وقد لا تصدِّقون إذا قلتُ لكم: كاد أن يُغمى عليّ بالفعل.. ليس بسبب السهر بل لأنّ " السكّري" عامل عمايلو معي.. حلقي ينشف بسرعة ومرارة مقيتة.. وإن زدتُ كمية الماء قليلًا فيصير لزمًا الذهاب للحمّام كل نصف ساعة على الأقل وهو أمر في غاية الإزعاج لشخص مثلي..! وها أنا أحاول جاهدًا أن أبيّض وجهي مع الدكتور محمد الخريشة الذي لا يستحق إلّا أكون عند حسن ظنّه.
جميع المحاضرات هذا الفصل في كليّة العلوم السياسية.. قاعات ذكيّة.. يعني فيها كاميرات شغّالة على مدار الثانية؛ وهنا يبرز السؤال الكبير لديّ: هل من المريح تعليميًّا أن تكون هناك كاميرات مراقبة داخل القاعة.. تراقب كل خصوصياتك وحركاتك العفويّة الخارجة عن إرادتك..؟ لا تذكروا لي فوائدها فأنا أعلمها.. ولكنّ إحساسك بأن العيون عليك كلّ الوقت أمرٌ مقرف ويحدّ من حريتك على كافة الصعد..! لذا فإنني أتوجّه لمعالي رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات بنداء شخصي على الأقل إن لم يكن عامًّا بتعطيل كاميرات المراقبة داخل قاعات المحاضرات إن كانت شغّالة بالفعل.. فلا أحد يقبل بتصويره أو مراقبه وهو ينكش مناخيره في السر في لحظة ملحّة ولا أن يمتنع طالب أو دكتور عن الكلام بعلمية تحتاج لحريّة رأي..!
ورغم كلّ ما سبق . إلّا أن طبيعة المواد في هذا الفصل ممتعة للغاية فهي تتقاطع مع تطوّرات الأحداث الجارية الآن عالميًّا؛ لذا فأنا مستمتع بطريقة سرد الدكتور وسام هزايمة وأسئلته العاصفة.. وأتماهى تمامًا مع النظريات السياسية والفكر السياسي بأسلوب الدكتورة شيرا محاسنة الذي يحثّك على البقاء "ستاند باي" مع محيطك والمحيط الذي يحيط بمحيطك.. وأتفاعل مع كل تجارب علم النفس السياسي الذي تبدع الدكتورة ولاء الحسبان في تبسيط تلك التجارب للطلاب..!
لا أعتقد أنني سأكتب جزءًا جديدًا من هذه اليوميات قبل امتحانات الميد.. انتظروني.




عدد المشاهدات : (6029)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :