رم - بقلم ريما المعايطه
الطالبة التي خرجت تشتم رجال الأمن… ليست قضية فردية، بل شرارة كادت أن تلامس برميل البارود.
هي أخطأت؟ نعم.
يجب أن تُحاسب؟ طبعًا.
لكننا لا نحاسب اليد فقط… دون أن نسأل: من وضع الحجر في طريقها؟
من الذي همس في أذنها بأن الشتيمة وجهة نظر؟
ومن قال لها إن حنجرتها، حين تُفرغ حقدًا على من يحرسون أمنها، تُسمّى حرية؟
من أعطاها هذا الدور... ولمصلحة من تؤديه؟
ففي المسرح، لا أحد يرتجل هذه الأدوار الثقيلة دون مخرج خفي.
يا سادة،
الأجهزة الأمنية لا تخشى صراخًا فرديًا، ولا تُربكها طالبة تائهة بين صفحات "الترند".
ما يُخيف فعلاً هو محاولة اللعب بالهوية...
أن تشاهد سمًّا يُضخ على شكل منشورات،
أن ترى من يريد أن يصنع من الأردني والفلسطيني خصمين في حلبة واحدة،
بينما هما في الحقيقة وجهان لنفس الخندق.
من يريد أن يُقسّم البيت من الداخل؟
من يحاول سحب ملف القضية من يد الملك، بخلق فوضى تُفقد الأردن صوته ومكانته؟
من يحلم بجعل هذا الوطن "وطنًا بديلاً"، وبتذويب هويته حتى لا تبقى له ملامح؟
ألا ترون كيف يُراد للأردن أن يبدو كنسخة مكررة من الساحة اللبنانية أو السورية؟
لكن الأردن ليس كذلك.
للأردن مفتاح واحد،
يمسك به جهاز مخابرات يعرف تمامًا أن حماية القرار السياسي لا تنفصل عن حماية الشعب.
والمخيف أن هناك من يحاول سرقة هذا المفتاح.
من يريد كسره،
أو تعطيله،
أو رميه في بحر الفوضى حتى لا نجد بابًا نعود منه إلى الاستقرار.
السؤال الصعب:
هل القوى الوطنية تُدرك خطورة ما يُحاك؟
هل تعرف من يُشعل الفتنة، ومن يمولها، ومن يجلس في الخارج منتظرًا خراب الداخل؟
الحروب الأهلية، يا سادة، لا تبدأ برصاصة... بل بشتيمة،
بمنشور،
بمقطع فيديو لطالبة لا تدرك أنها ليست إلا أداة.
فانتبهوا...
فالفتنة لا تأتي بصوت عالٍ دائمًا.
أحيانًا... تأتي كهمسة خبيثة في أذن وطن.
#ريماـالمعايطه