رم - بلال حسن التل
كشفت الاحاديث حول انتخابات نقابة الصحفيين الاردنيين التي ستجري بعد ايام عن جملة من الاختلالات التي تعاني منها شريحة من الصحفيين الاردنيين، منها انهم في الوقت الذي اكثروا فيه من الحديث عن هيبة نقابة الصحفيين، كان الحديث قليلا وشبه معدم عن الاجسام الموازية التي اقامها التمويل الأجنبي وسطت على الكثير من ادوار النقابة واضعفتها، في نفس الوقت الذي عملت فيه هذه الاجسام الموازية تخريبا لمنظومة مفاهيم العمل الصحفي الوطني، وتشويها لصورة الاردن والاردنيين، ومع ذلك غاب الحديث عن ضرورة محاربة هذه الكيانات الموازية كجزء من عملية استعادة نقابة الصحفيين لادوارها او هيبتها كما يحلو للبعض ان يقول.
ومن الاختلالات التي كشفت عنها الاحاديث حول انتخابات نقابة الصحفيين الاردنيين ايضا، انه في الوقت الذي يشكوا فيه الجميع من الممارسات السلبية خاصة لبعض الصحف الإكترونيه والصفحات الإلكترونية التي يعرف اصحابها على انفسهم بانهم صحفيين و إعلاميين، وفي الوقت الذي يشكوا فيه الجسم الصحفي من إدعياء المهنة الذين يشوهون صورتها وصورة العاملين فيها، هناك اصوات تطالب بتخيفيف الشروط علي ممارسة المهنة، ومن ثم عضوية، وشروط العضوية لنقابة الصحفيين الاردنيين، وهي مطالبات ستؤدي في النهاية الى اضفاء الشرعية على الادعياء، وعلى من يمارسون الابتزاز بسم الصحافة والصحفيين.
ومن الاختلالات المهمة التي كشفت عنها الاحاديث التي رافقت الحملة الانتخابية لنقابة الصحفيين الاردنيين الخلل في المطالب بين الحقوق والواحبات، لصالح الحقوق، مع تركيز على المطالب المالية لتحسين اوضاع الصحفيين، مع تناسي حقيقة ان غالبية الاردنيين يعانون من هذه الحالة، وان الصحفيين ليسوا استثناء، مما يستدعي منهم تبني حملة للمطالبة بتحسين الاحوال المعيشة للاردنيين كلهم ومنهم الصحفيين، مع ضرورة ان يضغط الصحفيون لتحسين واقع مؤسساتهم الصحفية، وأدائها المهني، لتستعيد القها، ولتعود موسسات مكتفية ذاتيا، مما يعني استقلال ارادتها وموقفها.ومن ثم تحسين ظروف العاملين فيها ماديا ومعنويا.
هذه المطالبة بالحقوق رافقها تناسي شبه تام للحديث عن الواجبات المهنية، واولها المطالبة بكفالة حق الصحفيين بالتدريب والتعليم المستمر على اخر المستجدات في مهنتهم خاصة على الصعيدين التقني والتشريعي، وكذلك كفالة حق الصحفيين بالحصول على المعلومات من مصادرها وضروة تسهيل ممارسة هذا الحق.باعتبار ان المعلومة هي اهم اسلحة الصحفي.