لم يبقَ إلّا هذا الوطن


رم - زمن الثورات الاعتباطيّة ولى؛ لأنها لم تكن إلّا فوضى استباحت وجداننا كي تستبيح معه الأوطان ولم تنجح إلّا في التخريب وتشتيت الشمل وصناعة الفُرقة المبنيّة على أكذوبة لمّ الشمل والوحدة..
آخر مخطط كشفته دائرة المخابرات العامة يشي بأن المخربين الذين يعيشون بين ظهرانينا لم يعوا للآن ما هو الوطن؟ وما هي الإنسانية؟ وما عساها تكون قيمة الانسان التي آخر ما يفكّرون فيها..؟ يعتقدون بأن الجنّة الموعودة لهم وحدهم لا تكون إلّا بتدمير الأوطان وقتل المئات والألوف من البشر بالمجّان من أجل خضار جنّتهم المزعومة..!
إنهم يشككوننا في إسلامنا.. يصنعون الفتنة في كل تفصيل حتى بتنا غرباء عن الإسلام الحقيقي.. الإسلام الذي انتصر بالرحمة ووصل إلى كلّ أزقّة العالم بالتجارة الرابحة في الدنيا والآخرة.. وها نحن نلهث كل يوم جرّاء ما يفعلون بنا بحثًا عن الإسلام..!
الأردن ملاذنا الأول والأخير.. لم يبقَ لنا إلّا هذا الوطن.. بفسيفسائه.. وبكل حلوه ومرّه.. لكنه وطن مكتمل الأركان.. تترك بابك مفتوحًا فيه وتعود إليه فتجده كما تركته.. إنه الذي تبكي على صدره وتشكو إليه ضيقك وقهرك.. حتى إنك تشتكي منه إليه.. وتلعب معه غميضة أطفالك وترسم معهم أحلامك في أحلامهم..! ليأتي العابثون في غفلة من ليل مظلمٍ يريدون أن ينقلوا إليه خراب بلدان أخرى نراها كلّ يوم تفطر وتتغدّى وتتعشى على الدم ومزابل التاريخ..!
إنها اللحظة الفارقة الآن.. إمّا أن نصطفّ جميعًا في صفّ آخر الملاذات الآمنة ونترك للمخابرات والأجهزة الأمنية إدارة المشهد الأمني كاملًا دون تغول أو مساس بحريّات الناس وحقوقهم أو أننا سنفقد حصننا المنيع ولو أغلقنا بيتنا بألف باب فلن ننجو من السرقة والتدمير والتخريب .. ونعود بعدها – لا سمح الله- إلى أطلاله نبكي كما تبكي النساء على وطن ما عرفنا كيف نحافظ عليه..
نعم للتكاتف.. نعم لحماية الوطن .. لا لما يجري على وسائل التواصل..

&&&&

كامل النصيرات



عدد المشاهدات : (5418)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :