الدافعية وأهميتها في التعليم


رم -
د. عزت جرادات

*في البدء، أتمنى على الأسرة التربوية الأردنية والمهتمين بتنوير عملية تعلميّة- تعليمية أفضل لطلبتنا، أتمنى عليهم أن يدخلوا في حوار تربوي يتعلق بمختلف جوانب العلمية التربوية وعناصرها أو فعالياتها، بما يفيد المعلمين والمتعلمين ويسهم في تطوير العملية التربوية.
*ومن الفعاليات التي يمكن الاهتمام بها تبرز فعالية الدافعية في عملية التعلّم والتعليم، فهي كالشرارة التي تنطلق فيها عملية تربوية أكثر فاعلية، فهي محفِّز لشعور الطلبة وسلوكهم نحو اكتشاف حاجة تعليمية تبرز عند الطالب / الطالبة. ولا يمكن قياسها بشكل حسّي، ولكن يمكن ذلك بالملاحظة للسلوك الذي يظهر فجأة عند المتعلم، فجوهر العملية التربوية يكمن في كلمتيْن: الحاجات والاهتمامات لدى الطلبة وغالباً ما ترتبط الدافعية في التعليم بدوافع اجتماعية فردية تؤدي إلى إيجاد رغبة لدى المتعلم في اكتشاف حالة ما يشعر بها من خلال معايشته للبيئة الاجتماعية للمدرسة أو بيئتها الخارجية ومدى تأثره بتلك البيئة أو كليهما فيحصل التكامل ما بين العوامل الداخلية والخارجية للبيئة المدرسية والخارجية مثل رغبة المتعلم المفاجئة في التميّز أو التفوق أو الخروج بشيء جديد، فكرياً أو سلوكياً.
*أن حدوث مثل هذا الموقف في العملية التربوية من شأنه أن يُحدث تعبيراً أو تحوّلا في الموقف التعليمي- التعليمي يتطلب تحفيز المتعلّم على الاستمرار في محاولاته اكتشاف أو تفسير تلك الحالة، وثمة طرق عديدة لإثارة الدافعية لدى المتعلم، إضافة للتحفيز والتشجيع، مثل تنويع النشاط أو الأنشطة التعليمية - التعلمية عندما يكتشف المعلم اهتمام المتعلّم بمسألة معينة، ومثل أسلوب طرح المزيد من الأسئلة التي تتحدى الطالب ومهاراته والتأملية ومن ثم الإبداع في ابتكار الحل للمشكلة التي تطرأ في الموقف التعليمي- التعلمي.
*وثمة مشكلات أخرى تواجه فعالية الدافعية في المواقف التعليمية، ويمكن الاكتفاء بأمرين إثنين نتيجة لتطورات العلاقات الإنسانية نحو البيئة المدرسية، ونتيجة لتغوّل الأدوات التكنولوجية في الحياة.
فالعلاقات الإنسانية بين المعلم والمتعلم لم تعد كما كانت مألوفة تقليدياً، حيث الاحترام للمعلم والتقدير للتعلم، وهذا يتطلب عودة المعلم إلى التعّمق في العلاقات الإنسانية تقوم على الاحترام والتقدير المتبادليْن بين المعلم والمتعلم.
*وثمة آفة أخرى تتمثل في تغوّل التكنولوجيا في الحياة، وأدّت إلى إيجاد مجتمعيْن: مجتمع الوفرة، المادية والتكنولوجية، ومجتمع (الذي لا يملك)، فاتسعت الفجوة بين الطلبة، ولمعالجة ذلك، فإن المدرسة معينة بتوفير الحدّ الأدنى من الإمكانات التكنولوجية للمتعلمين، والتي تكون أساسية للمؤسسة التعليمية، أي المدرسة، في عصر التكنولوجيا.



عدد المشاهدات : (4753)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :