رغدة كيومجيان تقدم "قطعة دفا" هدية من العالم إلى غزة


رم - لما يتجاوز عقد من الزمن، صارت منصات ومواقع التواصل الاجتماعي تحتل مساحة كبيرة من يومنا لمختلف الأسباب، وصارت هي البوابة الأكثر استخدامًا للتعرف على الأخبار، الصيحات والأحداث الهامة العالمية، انتهاء إلى الـ"ترند" الكوميدي أو "التحدي" الطريف الأحدث، وصارت متداولة بين أيدي جميع الأعمار.

وإدراكًا منها لأهمية وتغلغل تلك المنصات والمواقع في تفاصيل الحياة اليومية، قررت رغدة كيومجيان، المؤثرة المشهورة باسم "رغدة كاي Raghda K"، أردنية الأصل والمقيمة حاليًا في دبي، أن تستغل تأثير منصات التواصل الاجتماعي، ومتابعي حساباتها عليها، إذ يصل عدد متابعي حسابها الشخصي على إنستغرام وتيك توك لما يزيد على 6 مليون متابع لكل منهما، وقناتها على يوتيوب يتابعها أكثر من ثلاثة مليون متابع، في أن تطلق مبادرة إنسانية بالغة التأثير في وقت شديد الحساسية.

"قطعة دفا" هو اسم المبادرة التي أطلقتها رغدة، والمستمرة لعامين متواليين، والتي تمكنت عن طريقها من تجميع أكثر من 73 ألف قطعة ملابس في العام الأول، لتوصلها للعائلات المنكوبة في غزة، وللعائلات الأقل حظًا في الأردن. وهذا العام، تسعى رغدة لجمع تبرعات تصل إلى 100 ألف قطعة ملابس، ليصل الدفء والمحبة لعدد أكبر من الأشخاص والعائلات من كل العالم.

نلتقي اليوم برغدة كيومجيان لنتعرف على مبادرتها عن قرب أكثر، لما تحققه لنا وللكثيرين من دعم وإلهام.
1. في البداية، نحب أن نعرف ما الذي شجعك على الانطلاق في عالم منصات التواصل الاجتماعي في العام 2017 – ما الذي رأيته في هذا المجال فشجعك على الانطلاق فيه؟
بدأت رحلتي على منصات التواصل الاجتماعي في عام 2017 بدافع مشاركة شغفي بالمحتوى الإبداعي والمواضيع التي تهم الشباب. رأيت أن هذه المنصات توفر مساحة فريدة للتعبير والتأثير، ولمست فيها قوة التواصل مع الناس من مختلف الخلفيات والثقافات. رغبت في بناء مجتمع يشارك الأفكار، يلهم الآخرين، ويقدم محتوى ذا قيمة.

2. ما هو أهم العناصر في مفهوم التواصل الاجتماعي الذي عزز من تأثير مبادرة "قطعة دفا" في رأيك؟ هل هو عدد المتابعين الكبير، أم امتداد تأثير هذه المنصات، أم ماذا؟
أعتقد أن أهم عنصر ساعد في نجاح المبادرة هو التفاعل الجماهيري والمصداقية. صحيح أن عدد المتابعين الكبير ساعد في الوصول إلى شريحة أوسع، لكن الأهم كان التأثير الحقيقي الذي أحدثته الرسالة الإنسانية وراء المبادرة. منصات التواصل الاجتماعي سمحت لي بنشر القصة وإشراك الناس في هذه الرحلة الخيرية، مما جعلهم يشعرون أنهم جزء من التغيير.
3. ما الذي حرك داخلك تبني مبادرة "قطعة دفا" وكان ركيزة إيمانك بإمكانية تحقيق هدف المبادرة؟
لطالما شعرت بمسؤولية تجاه المحتوى الذي أقدمه، وأردت أن أستغل منصتي لشيء يخدم المجتمع بشكل أعمق. عندما رأيت الحاجة الملحة للدفء لدى العائلات الأقل حظًا، شعرت أنني أستطيع استخدام منصتي لتكون وسيلة لمساعدة الآخرين. كنت مؤمنة أن العمل الجماعي والتبرع، حتى لو كان بسيطًا، يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا.
4. هل كنت تتوقعين الوصول لعدد يتجاوز 70 ألف قطعة ملابس وصلت للمبادرة العام الماضي؟ وهل كان تحقيق ذلك الرقم
دافعك لرفعه إلى 100 ألف قطعة هذا العام؟
بصراحة، لم أتوقع هذا النجاح الهائل منذ البداية، لكن عندما بدأ الناس بالتجاوب، ورأيت مدى استعدادهم للمساعدة، أيقنت أن الحملة يمكن أن تصل إلى أهداف أكبر. تحقيق 70 ألف قطعة في السنة الأولى كان حافزًا قويًا لي لرفع التحدي والوصول إلى 100 ألف قطعة هذا العام، لأننا نستطيع دائمًا أن نقدم المزيد.
5. حدثينا عن الأصداء التي حققتها مبادرة "قطعة دفا" لدى المتبرعين؟ كيف استقبلوها وشجعوها؟
الأصداء كانت رائعة جدًا! العديد من المتبرعين عبروا عن سعادتهم بالمشاركة، وقالوا إنهم شعروا بأنهم جزء من شيء أكبر من مجرد تبرع. كانت هناك رسائل دعم وتحفيز، حتى أن بعض الأشخاص قاموا بتنظيم حملات لجمع التبرعات داخل مجتمعاتهم لدعم المبادرة.
6. لا شك أنك قابلت مواقفًا ملهمة أو تلقيت رسائل سواء أكانت من المتبرعين أم المستقبلين لـ"قطع الدفا" التي كنت سببًا في مشاركتها بين العالم.. حدثينا عن أقربها لقلبك..
أحد أكثر المواقف التي أثرت بي كانت رسالة من أم في غزة أرسلت لي صورة لطفلها مرتديًا معطفًا وصل إليه من خلال المبادرة. كتبت لي أن هذا المعطف هو أول شيء جديد يحصل عليه طفلها منذ فترة طويلة، وكانت ممتنة جدًا. هذا النوع من الرسائل يجعل كل الجهد يستحق العناء.
7. كيف أثرت تلك التجربة في حضورك وتأثيرك على السوشيال ميديا والعكس؟
هذه التجربة جعلتني أرى منصات التواصل الاجتماعي بشكل مختلف. لم يعد الأمر مجرد مشاركة محتوى، بل أصبح لدي إحساس أكبر بالمسؤولية تجاه متابعيني والمجتمع. وفي المقابل، ساعدتني منصاتي في الوصول إلى المزيد من الأشخاص لدعم المبادرة.
8. في رأيك، هل حققت مبادرة "قطعة دفا" تأثيرًا متتاليًا في المجتمع المحلي، من حيث مشاركة متطوعين أو موردين محليين مثلًا، محققة بذلك مفاهيم أساسية في ثقافة دبي المحلية مثل الاستدامة؟
نعم، لقد ساهمت المبادرة في تعزيز روح التطوع، وبدأت ألاحظ أن الكثير من الأفراد وحتى بعض المتاجر المحلية أصبحوا يرغبون في المشاركة ودعم الفكرة، سواء أكان من خلال التبرع أم نشر التوعية حول أهمية إعادة التدوير والاستدامة في عالم الموضة.
9. كيف ترين تأثير إقامتك في دبي على نجاح وانتشار المبادرة وتحقيق أهدافًا بهذا الحجم؟
الإقامة في دبي ساعدتني كثيرًا، حيث أن المدينة تدعم المبادرات الإنسانية بشكل كبير وتوفر بيئة مشجعة لرواد الأعمال والمؤثرين للمشاركة في الأعمال الخيرية.

10. هل ساعدت السوشيال ميديا على زيادة نسبة تمكين المرأة، سواء أكان في ريادة الأعمال أم في المبادرات المجتمعية؟ أم أن هناك تحديات ما زالت تواجه المرأة رغم كل هذا الانفتاح والتطور التكنولوجي؟
بكل تأكيد! السوشيال ميديا أعطت المرأة منصة قوية لإيصال صوتها، سواء أكان في مجال ريادة الأعمال أم في المبادرات المجتمعية. ولكن لا تزال هناك تحديات، مثل الحاجة إلى التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية والقدرة على الاستمرار في بيئة تنافسية.
11. ما هي أصعب التحديات التي واجهتك في تنفيذ وإطلاق مبادرتك؟ وما هي الحلول التي أوجدتها أو تسعين لتحقيقها للتغلب عليها؟
من أكبر التحديات كانت اللوجستيات:—كيف يمكن جمع وتخزين الملابس، وكيفية التأكد من وصولها للمحتاجين بشكل منظم وفعال. لكن مع الوقت، استطعنا تطوير نظام أفضل بالشراكة مع مؤسسات داعمة.
12. ما هي أهم العناصر التي شجعت وعززت من إمكانية نجاح مبادرة "قطعة دفا"؟
التواصل المستمر مع الجمهور، الشفافية في توضيح الأهداف، والاعتماد على فريق قوي من المتطوعين والداعمين.
13. ما هي أهم أحلامك التي تسعين لتحقيقها مستغلة تأثيرك كأيقونة سوشيال ميديا؟
أطمح إلى توسيع المبادرة لتشمل المزيد من الدول، وربما حتى إطلاق منظمة غير ربحية تهدف لدعم الفئات المحتاجة بطرق مختلفة.
14. هل ترين في الأفق القريب أو البعيد تأثيرًا أوسع للسوشيال ميديا في مبادرات مجتمعية؟ وفي أي من المجالات ترينها أكثر تأثيرًا؟
نعم، أعتقد أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة للمزيد من المبادرات المجتمعية عبر السوشيال ميديا، خاصة في مجالات مثل التعليم، الصحة، وتمكين الفئات المهمشة.
15. كيف أثرت البيئة المحيطة بك في دبي في تشجيعك على إطلاق المبادرة/تحقيق هذا الانتشار على منصات التواصل؟
دبي مدينة تدعم الابتكار والمسؤولية الاجتماعية، وهذا جعلني أشعر أن لدي فرصة حقيقية لإحداث فرق.

16. شاركينا أهم الدروس والنصائح التي استفدتها من تجربتك كمؤثرة سوشيال ميديا منذ 2017 حتى الآن..

● المصداقية أولًا:—كن دائمًا شفافًا وصادقًا مع جمهورك.
● استغلال المنصة بشكل إيجابي:—لا تجعل السوشيال ميديا مجرد وسيلة للترفيه، بل استخدمها لنشر الخير.
● الاستمرارية مهمة:—لا تتوقف عن العمل على تطوير نفسك وأفكارك.

أتمنى أن تكون إجاباتي قد أوضحت الفكرة وراء "قطعة دفا" وألهمت المزيد من الناس للقيام بمثل هذه المبادرات!



عدد المشاهدات : (4325)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :