رم - سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على مخططات الاحتلال الهادفة لتوسيع مستوطنة "معاليه ادوميم" وضمها لمدينة القدس، وتقطيع أوصال الضفة الغربية.
ووفقا لتقرير البرنامج المعد في القدس، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى يوما بعد يوم إلى تشديد الخناق على المقدسيين بشتى الوسائل، حيث قررت سلطات الاحتلال أخيرا ضم مستوطنة (معاليه أدوميم) إحدى أكبر مستوطنات الضفة الغربية إلى مدينة القدس، بعد أن وافقت بلدية الاحتلال على استكمال الطريق الهادف إلى تحويل مسار مركبات الفلسطينيين من المنطقة الواقعة بين المستوطنة والقدس المحتلة، عبر رصف طريق منفصل للفلسطينيين في صحراء الضفة الغربية المسمى بنسيج الحياة، بحيث تصبح الطريق الواصلة بين بلدة العيزرية والقدس متاحة للمستوطنين فقط، تحت مسمى (شارع السيادة).
وأشار التقرير إلى أن بلدية الاحتلال خصصت لهذا المشروع ميزانية تقدر بـ 335 مليون شيكل، تم اقتطاعها من الضرائب التي يدفعها الفلسطينيون في غزة للسلطة الفلسطينية.
وأضاف التقرير أن هذا المشروع يسعى إلى فصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها وتقطيع أوصال الفلسطينيين من خلال تقييد حركة تنقلهم وحصرها في شارع واحد يمكن إغلاقه في أي لحظة من قبل سلطات الاحتلال.
ولفت التقرير إلى أن هذا المخطط يهدف كذلك إلى طرد الفلسطينيين البدو من تجمع "الخان الأحمر" شرقي مدينة القدس، لأنهم سيحاصرون في منطقة معزولة، ما سيخلق لهم واقعا مستحيلا، في ظل عدم وجود أي مكان يذهبون إليه.
كما سيتم حرمانهم من جميع الخدمات التعليمية والصحية نظرا لأنهم يحصلون على هذه الخدمات من المناطق المحيطة بهم كالعيزرية وأبو ديس.
وأوضح التقرير أن الاحتلال شرع بالتزامن مع ضم مستوطنة معاليه أدوميم الى مدينة القدس، إلى توسيع شارع الـ (60) شمالي الضفة الغربية، بعد إعلانه عن مصادرة مئات الدونمات التابعة للفلسطينيين بذريعة توسيع طرق لخدمة المستوطنين، كجزء من ضم الضفة الغربية وتوسيع حدود القدس المحتلة.
وقال الخبير في شؤون القدس والاستيطان، خليل توفكجي، إن سلطات الاحتلال طرحت مشروع شارع "السيادة" في عام 2020، ويبدأ من قرية العيزرية باتجاه قرية الزعيم إلى شمال شرق مدينة القدس إلى عناتا ثم إلى رام الله، وبالتالي إزالة حاجز "الزعيم" العسكري الموجود حاليا، ما يعني أن القدس لن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية، باعتبار أنها أصبحت بمثابة الرأس والقلب للشعب اليهودي، كما أن توسيع المستوطنة لن يترك مجالا لعاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن في القدس هو عملية "إذابة القدس الشرقة في القدس الغربية ضمن نموذج معين يهدف لإحداث تغيير جذري في جفرافية وديموغرافية المدينة".
بدوره، وزير شؤون القدس سابقا، زياد أبو زياد، قال إن هذا أخطر قرار استيطاني تم في الضفة الغربية منذ عام 1967، لأن المخطط يهدف إلى أن يمتد جيب من القدس شرقا ليبتلع منطقة "إيوان" ومستوطنة "معاليه أدوميم"، ليصل إلى مشارف أريحا، لافتا إلى أن كل هذا الجيب الاستيطاني سيتم ضمه إلى دولة الاحتلال، وسيتم منع الفلسطينيين من التنقل في هذه المنطقة، كما سيتم عمل نفق تحت الأرض يصل بين شمال وجنوب الضة الغربية.
من جهته، قال مخطط المدن والاستاذ المشارك في جامعة لندن كولج، الدكتور رامي نصرالله، إن هذا المخطط جاء تحضيرا لقرار تم المصادقة عليه سابقا بشكل نهائي لإنشاء 3515 وحدة سكنية استيطانية.
وأضاف أن مستوطنة معاليه أدوميم تشكل 3 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، وبالتالي فإن إعلان السيادة الإسرائيلية على هذه المستوطنة يعني ضم مساحتها قانونيا (بحسب وجهة نظر الاحتلال) إلى إسرائيل.
واشار إلى أن التركيز على هذه المنطقة تحديدا له عدة اعتبارات، حيث أن التقاء ثلاثة كتل استيطانية سيعزز ما يسميه الصهاينة بـ (الميتروبولين اليهودي) او القدس الكبرى، وفقا لمخططات الاحتلال منذ السبعينات.
وقال نصرالله إن سموتريتش أعلن سابقا أنه بانتخاب ترمب فإن سنة 2025 ستكون سنة السيادة الفعلية لإسرائيل على ما يسمى "يهودا والسامرة"، مشيرا إلى أنه منذ بداية العام وحتى الثاني من نيسان الحالي، تم المصادقة على بناء 14335 وحدة سكنية، سواء من خلال المصادقة على إيداعها أو المصادقة النهائية على تنفيذها.
وأكد أن القاعدة الانتخابية لليمين المتطرف الإسرائيلي تعتمد على تنفيذ مشاريع الضم والسيادة والتهجير، والتي هي في الأصل مخططات استعمارية قديمة وموجودة بالفعل.
--(بترا)