اتفق خبراء ومسؤولون وشباب حول تأخر الشباب في مرحلة الاستقلال المادي وتكوين الأسر وما أظهرته دراسة أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، في أنه رغم تزايد تعليم الشباب في الأردن خلال عامي 2020 و2021، إلا أن واقع انتقالهم إلى مرحلة الرشد (الفترة العمرية بين 16– 30 عاماً) لا يلبي توقعاتهم بعامة.
وأصدرت اليونيسيف الدراسة الأسبوع الماضي بعنوان «التطلعات الاقتصادية والاجتماعية للشباب» في الأردن.
وقدّمت الدراسة، التي أجرتها جامعة سانت كاثرين، مجموعة توصيات قائمة على الأدلة للسياسات والبرامج، فبالإضافة إلى تعريف الشباب بمزايا تعدد الخيارات التعليمية لمساعدتهم على تحقيق تطلعاتهم، تؤكد الدراسة أهمية تحفيز الطلب على العمل، وخلق أماكن عمل صديقة للمرأة.
وزير الشباب محمد النابلسي يقول في حديث إلى «الرأي» إن «التمكين الاقتصادي أحد المحاور الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للشباب، حيث يترجم إلى برامج تدريبية وملتقيات شبابية تعنى بيادة الأعمال، وبرامج تثقيفية تعنى بتوجيههم نحو التعليم المهني التقني، إلى جانب ما تقوم به الوزارة من توطين للمبادرات الريادية في المراكز الشبابية».
ويلفت النابلسي إلى أن الوزارة تتطلع إلى دعم المشاركة الاقتصادية للشباب وتعزيز فرص إدماجهم، وتحويل التحديات التي يواجهونها فرصاً وصولا، إلى مشاركة شبابية اقتصادية واجتماعية فاعلة.
ويؤكد النابلسي أن دعم الشباب اقتصادياً أولوية وطنية تتطلب تضافر جهود جميع القطاعات؛ «فلا نمو ولا تطور اقتصادي بلا دعم وتضافر من مؤسسات الدولة لإنقاذهم من هذه الحالة.
ممثلة اليونيسف في الأردن، تانيا شابويزات أكدت أن هذه الدراسة تأتي في وقت يواجه الشباب في العالم «تهديدا ثلاثيا': فقدان الوظائف، وتعطيل التعليم، وصعوبة الحصول على عمل، مبينة الدور الذي يقع على عاتق الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وشددت شابويزات على ضرورة أن تجتمع المؤسسات كافة معا لتحدي الواقع الحالي والمضي قدما على نحو أفضل لإعادة تعريف وتعزيز فرص التعليم والمهارات وإعادة تصميم نظم تنظيمية محسنة وصديقة للشباب تتيح فرصا أفضل لدعمهم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
وبينت أن هذه الدراسة التمثيلية كشفت على المستوى الوطني تحديات كبيرة يواجهها شباب الأردن، ولكنها قدمت أيضا «فرصا غير محدودة يجب أن نغتنمها من خلال العمل بالتعاون مع جميع الجهات لتطوير واقع جديد للشباب في الأردن».
وأكدت أن هذه الدراسة ستكون حجر الأساس لبرنامج الشباب المستمر الذي تنفذه اليونيسف «التعلم من أجل الكسب»، الذي يلبي احتياجات الشباب في الأردن منذ عام 2017 من خلال دعم أكثر من 5000 شاب ضعيف من خلال انتقالهم المنتج إلى مرحلة البلوغ؛ من خلال المشورة المهنية، ومنحهم الفرص للمشاركة، وتزويدهم بمهارات القرن الحادي والعشرين، أو الطلب على التدريب التقني والمهني المطلوبة، انتهاءً بتوظيفهم أو تمكينهم من فتح أعمالهم الخاصة.
وتأمل شابويزات ان تستفيد المنظمات الأخرى وشريكتهم حكومة الأردن–من هذه الدراسة وأن تواصل تعزيز وتضخيم النتائج للشباب في الأردن.
الخبير الشبابي محمود السرحان أكد أن من أهم أسباب تأخر الشباب في الاستقلال المادي «الاعتبارات الذاتية والموضوعية»، ومن أبرزها الاستعداد النفسي لدخول مرحلة جديدة تبرز سماتها الاستقلالية والاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية الشخصية والأسرية.
وأشّر إلى الأسباب الموضوعية بتفعيل الفرص الاقتصادية التي تلبي طموح الشباب في حياة رغيدة في ظل ازدياد متطلبات الحياة وارتفاع تكاليف الزواج والتركيز من قبل الآخرين على المسائل الشكلية التي أدت إلى تراجع إقبال الشباب للزواج.
ويلفت إلى أن نسبة البطالة التي تزيد عاماً بعد عام هي محبطة بالنسبة للشباب؛ إذ بلغت هذا العام ٢٥٪ ومن شأنها أن تؤدي إلى الإحباط وعدم التفكير بالمستقبل وتكوين الأسرة.
ويعتقد السرحان أن تشجيع الشباب على العقلانية والمرونة والتكيف مع الواقع «يجب أن تساعدهم على التوجه إلى المهن والتدريب المهني والابتعاد عن التخصصات الأكاديمية الراكدة، حتى يستطيع الشاب الحصول على فرصة عمل بعمر أصغر وعدم انتظار ديوان الخدمة المدنية لتأمين وظيفة يمكن ألا تأتي أبداً.
الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة يؤكد أن هذه الدراسة تعرض واقع الشباب في الأردن لجهة الزيادة المستمرة بالبطالة والقطاعات المشبعة ودراسة الشباب للتخصصات الراكدة بشكل مستمر.
ولاحظ أن الأردن يعاني نقصا كبيرا بالعمالة التقنية والشباب المدربين والتركيز الدائم على الجانب الأكاديمي وإهمال الجانب المهني الذي يعتبر حالياً هو الأفضل والأسهل للحصول على فرصة عمل سريعة في الوقت الذي تلجأ البلاد للجنسيات الأخرى للعمل بهذه القطاعات.
كما كشفت الدراسة، الممثلة على المستوى الوطني، أن الوظائف التي يطمح إليها الشباب «غير متوافرة'؛ وهو ما زداد مدة وصعوبة التحوّل من الدراسة إلى العمل، وتأخر الانتقال إلى مرحلة الاستقلال المادي والزواج وتكوين الأسر.
المهندس زيد محادين (٣٠ عاما) عرض لواقع الحياة العملية في الأردن وعدم حصوله على فرصة عمل مناسبة إلى الآن.
ويقول أنه عمل في إحدى الشركات لمدة عام براتب قليل جداً لا يكفي لأدنى مستوى من المعيشة.
ويؤكد محادين انه لا يفكر بالزواج ابداً لانه غير قادر على تأمين وظيفة وراتب يكفيه لإعالة أسرة كما انه لا يستطيع ان يساعد أسرته في اي شيء.
محادين يقول:أتمنى ان يرجع بس الزمن إلى الوراء لما درست الهندسة وتوجهت لتعلم مهنة كي احصل على عمل بشكل أسرع.
حمزة الأحمد ٢٧ عام يتحدث عن واقع الشباب الأردني الاقتصادي السيء خاصة بعد ظهور جائحة كورونا وفقدان الكثير من الشباب لوظائفهم وعدم وجود فرص عمل جديدة.
ويؤكد الأحمد أن الحالة الاقتصادية السيئة للشباب الاردني لا تجعلهم يفكرون في تكوين أسرة لعدم قدرتهم على إعالتها.
كما يشير الى ان هناك الكثير من الشباب لا يجدون فرصة عمل بسبب تخصصاتهم الراكدة التي لا يوجد لها سوق عمل فيبقى الشاب عاطلا عن العمل لسنوات أو يعمل بوظيفة لا تلبي طموحه ويدخل مادي قليل ليوفر مصروفه الشخصي.
الشاب حسام حطاب يؤكد ضرورة تخلي الشباب عما توارثوه بضرورة الالتحاق بالجامعات ودراسة التخصصات الأكاديمية وان غير ذلك كأنه فشل.
ويتحدث عن تجربته بعد تخرجه من الثانوية العامة وحصوله على مقعد جامعي يؤهله لدراسة تخصص علمي، غير أنه فضل أن يلتحق بأكاديمية لتعلم فنون الطهي للحصول على وظيفة جيدة بشكل اسرع، وهو ما حدث.
ويحفز حطاب الشباب على التركيز على التدريب المهني والالتحاق بمؤسسات تساعد الشباب بالحصول على وظيفة والانتقال إلى سوق العمل بشكل أسرع بدلا من تلك التخصصات الراكدة التي تحقق نجاح اجتماعي بلا جدوى.الراي
اتفق خبراء ومسؤولون وشباب حول تأخر الشباب في مرحلة الاستقلال المادي وتكوين الأسر وما أظهرته دراسة أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، في أنه رغم تزايد تعليم الشباب في الأردن خلال عامي 2020 و2021، إلا أن واقع انتقالهم إلى مرحلة الرشد (الفترة العمرية بين 16– 30 عاماً) لا يلبي توقعاتهم بعامة.
وأصدرت اليونيسيف الدراسة الأسبوع الماضي بعنوان «التطلعات الاقتصادية والاجتماعية للشباب» في الأردن.
وقدّمت الدراسة، التي أجرتها جامعة سانت كاثرين، مجموعة توصيات قائمة على الأدلة للسياسات والبرامج، فبالإضافة إلى تعريف الشباب بمزايا تعدد الخيارات التعليمية لمساعدتهم على تحقيق تطلعاتهم، تؤكد الدراسة أهمية تحفيز الطلب على العمل، وخلق أماكن عمل صديقة للمرأة.
وزير الشباب محمد النابلسي يقول في حديث إلى «الرأي» إن «التمكين الاقتصادي أحد المحاور الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للشباب، حيث يترجم إلى برامج تدريبية وملتقيات شبابية تعنى بيادة الأعمال، وبرامج تثقيفية تعنى بتوجيههم نحو التعليم المهني التقني، إلى جانب ما تقوم به الوزارة من توطين للمبادرات الريادية في المراكز الشبابية».
ويلفت النابلسي إلى أن الوزارة تتطلع إلى دعم المشاركة الاقتصادية للشباب وتعزيز فرص إدماجهم، وتحويل التحديات التي يواجهونها فرصاً وصولا، إلى مشاركة شبابية اقتصادية واجتماعية فاعلة.
ويؤكد النابلسي أن دعم الشباب اقتصادياً أولوية وطنية تتطلب تضافر جهود جميع القطاعات؛ «فلا نمو ولا تطور اقتصادي بلا دعم وتضافر من مؤسسات الدولة لإنقاذهم من هذه الحالة.
ممثلة اليونيسف في الأردن، تانيا شابويزات أكدت أن هذه الدراسة تأتي في وقت يواجه الشباب في العالم «تهديدا ثلاثيا': فقدان الوظائف، وتعطيل التعليم، وصعوبة الحصول على عمل، مبينة الدور الذي يقع على عاتق الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وشددت شابويزات على ضرورة أن تجتمع المؤسسات كافة معا لتحدي الواقع الحالي والمضي قدما على نحو أفضل لإعادة تعريف وتعزيز فرص التعليم والمهارات وإعادة تصميم نظم تنظيمية محسنة وصديقة للشباب تتيح فرصا أفضل لدعمهم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
وبينت أن هذه الدراسة التمثيلية كشفت على المستوى الوطني تحديات كبيرة يواجهها شباب الأردن، ولكنها قدمت أيضا «فرصا غير محدودة يجب أن نغتنمها من خلال العمل بالتعاون مع جميع الجهات لتطوير واقع جديد للشباب في الأردن».
وأكدت أن هذه الدراسة ستكون حجر الأساس لبرنامج الشباب المستمر الذي تنفذه اليونيسف «التعلم من أجل الكسب»، الذي يلبي احتياجات الشباب في الأردن منذ عام 2017 من خلال دعم أكثر من 5000 شاب ضعيف من خلال انتقالهم المنتج إلى مرحلة البلوغ؛ من خلال المشورة المهنية، ومنحهم الفرص للمشاركة، وتزويدهم بمهارات القرن الحادي والعشرين، أو الطلب على التدريب التقني والمهني المطلوبة، انتهاءً بتوظيفهم أو تمكينهم من فتح أعمالهم الخاصة.
وتأمل شابويزات ان تستفيد المنظمات الأخرى وشريكتهم حكومة الأردن–من هذه الدراسة وأن تواصل تعزيز وتضخيم النتائج للشباب في الأردن.
الخبير الشبابي محمود السرحان أكد أن من أهم أسباب تأخر الشباب في الاستقلال المادي «الاعتبارات الذاتية والموضوعية»، ومن أبرزها الاستعداد النفسي لدخول مرحلة جديدة تبرز سماتها الاستقلالية والاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية الشخصية والأسرية.
وأشّر إلى الأسباب الموضوعية بتفعيل الفرص الاقتصادية التي تلبي طموح الشباب في حياة رغيدة في ظل ازدياد متطلبات الحياة وارتفاع تكاليف الزواج والتركيز من قبل الآخرين على المسائل الشكلية التي أدت إلى تراجع إقبال الشباب للزواج.
ويلفت إلى أن نسبة البطالة التي تزيد عاماً بعد عام هي محبطة بالنسبة للشباب؛ إذ بلغت هذا العام ٢٥٪ ومن شأنها أن تؤدي إلى الإحباط وعدم التفكير بالمستقبل وتكوين الأسرة.
ويعتقد السرحان أن تشجيع الشباب على العقلانية والمرونة والتكيف مع الواقع «يجب أن تساعدهم على التوجه إلى المهن والتدريب المهني والابتعاد عن التخصصات الأكاديمية الراكدة، حتى يستطيع الشاب الحصول على فرصة عمل بعمر أصغر وعدم انتظار ديوان الخدمة المدنية لتأمين وظيفة يمكن ألا تأتي أبداً.
الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة يؤكد أن هذه الدراسة تعرض واقع الشباب في الأردن لجهة الزيادة المستمرة بالبطالة والقطاعات المشبعة ودراسة الشباب للتخصصات الراكدة بشكل مستمر.
ولاحظ أن الأردن يعاني نقصا كبيرا بالعمالة التقنية والشباب المدربين والتركيز الدائم على الجانب الأكاديمي وإهمال الجانب المهني الذي يعتبر حالياً هو الأفضل والأسهل للحصول على فرصة عمل سريعة في الوقت الذي تلجأ البلاد للجنسيات الأخرى للعمل بهذه القطاعات.
كما كشفت الدراسة، الممثلة على المستوى الوطني، أن الوظائف التي يطمح إليها الشباب «غير متوافرة'؛ وهو ما زداد مدة وصعوبة التحوّل من الدراسة إلى العمل، وتأخر الانتقال إلى مرحلة الاستقلال المادي والزواج وتكوين الأسر.
المهندس زيد محادين (٣٠ عاما) عرض لواقع الحياة العملية في الأردن وعدم حصوله على فرصة عمل مناسبة إلى الآن.
ويقول أنه عمل في إحدى الشركات لمدة عام براتب قليل جداً لا يكفي لأدنى مستوى من المعيشة.
ويؤكد محادين انه لا يفكر بالزواج ابداً لانه غير قادر على تأمين وظيفة وراتب يكفيه لإعالة أسرة كما انه لا يستطيع ان يساعد أسرته في اي شيء.
محادين يقول:أتمنى ان يرجع بس الزمن إلى الوراء لما درست الهندسة وتوجهت لتعلم مهنة كي احصل على عمل بشكل أسرع.
حمزة الأحمد ٢٧ عام يتحدث عن واقع الشباب الأردني الاقتصادي السيء خاصة بعد ظهور جائحة كورونا وفقدان الكثير من الشباب لوظائفهم وعدم وجود فرص عمل جديدة.
ويؤكد الأحمد أن الحالة الاقتصادية السيئة للشباب الاردني لا تجعلهم يفكرون في تكوين أسرة لعدم قدرتهم على إعالتها.
كما يشير الى ان هناك الكثير من الشباب لا يجدون فرصة عمل بسبب تخصصاتهم الراكدة التي لا يوجد لها سوق عمل فيبقى الشاب عاطلا عن العمل لسنوات أو يعمل بوظيفة لا تلبي طموحه ويدخل مادي قليل ليوفر مصروفه الشخصي.
الشاب حسام حطاب يؤكد ضرورة تخلي الشباب عما توارثوه بضرورة الالتحاق بالجامعات ودراسة التخصصات الأكاديمية وان غير ذلك كأنه فشل.
ويتحدث عن تجربته بعد تخرجه من الثانوية العامة وحصوله على مقعد جامعي يؤهله لدراسة تخصص علمي، غير أنه فضل أن يلتحق بأكاديمية لتعلم فنون الطهي للحصول على وظيفة جيدة بشكل اسرع، وهو ما حدث.
ويحفز حطاب الشباب على التركيز على التدريب المهني والالتحاق بمؤسسات تساعد الشباب بالحصول على وظيفة والانتقال إلى سوق العمل بشكل أسرع بدلا من تلك التخصصات الراكدة التي تحقق نجاح اجتماعي بلا جدوى.الراي
اتفق خبراء ومسؤولون وشباب حول تأخر الشباب في مرحلة الاستقلال المادي وتكوين الأسر وما أظهرته دراسة أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، في أنه رغم تزايد تعليم الشباب في الأردن خلال عامي 2020 و2021، إلا أن واقع انتقالهم إلى مرحلة الرشد (الفترة العمرية بين 16– 30 عاماً) لا يلبي توقعاتهم بعامة.
وأصدرت اليونيسيف الدراسة الأسبوع الماضي بعنوان «التطلعات الاقتصادية والاجتماعية للشباب» في الأردن.
وقدّمت الدراسة، التي أجرتها جامعة سانت كاثرين، مجموعة توصيات قائمة على الأدلة للسياسات والبرامج، فبالإضافة إلى تعريف الشباب بمزايا تعدد الخيارات التعليمية لمساعدتهم على تحقيق تطلعاتهم، تؤكد الدراسة أهمية تحفيز الطلب على العمل، وخلق أماكن عمل صديقة للمرأة.
وزير الشباب محمد النابلسي يقول في حديث إلى «الرأي» إن «التمكين الاقتصادي أحد المحاور الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للشباب، حيث يترجم إلى برامج تدريبية وملتقيات شبابية تعنى بيادة الأعمال، وبرامج تثقيفية تعنى بتوجيههم نحو التعليم المهني التقني، إلى جانب ما تقوم به الوزارة من توطين للمبادرات الريادية في المراكز الشبابية».
ويلفت النابلسي إلى أن الوزارة تتطلع إلى دعم المشاركة الاقتصادية للشباب وتعزيز فرص إدماجهم، وتحويل التحديات التي يواجهونها فرصاً وصولا، إلى مشاركة شبابية اقتصادية واجتماعية فاعلة.
ويؤكد النابلسي أن دعم الشباب اقتصادياً أولوية وطنية تتطلب تضافر جهود جميع القطاعات؛ «فلا نمو ولا تطور اقتصادي بلا دعم وتضافر من مؤسسات الدولة لإنقاذهم من هذه الحالة.
ممثلة اليونيسف في الأردن، تانيا شابويزات أكدت أن هذه الدراسة تأتي في وقت يواجه الشباب في العالم «تهديدا ثلاثيا': فقدان الوظائف، وتعطيل التعليم، وصعوبة الحصول على عمل، مبينة الدور الذي يقع على عاتق الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وشددت شابويزات على ضرورة أن تجتمع المؤسسات كافة معا لتحدي الواقع الحالي والمضي قدما على نحو أفضل لإعادة تعريف وتعزيز فرص التعليم والمهارات وإعادة تصميم نظم تنظيمية محسنة وصديقة للشباب تتيح فرصا أفضل لدعمهم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
وبينت أن هذه الدراسة التمثيلية كشفت على المستوى الوطني تحديات كبيرة يواجهها شباب الأردن، ولكنها قدمت أيضا «فرصا غير محدودة يجب أن نغتنمها من خلال العمل بالتعاون مع جميع الجهات لتطوير واقع جديد للشباب في الأردن».
وأكدت أن هذه الدراسة ستكون حجر الأساس لبرنامج الشباب المستمر الذي تنفذه اليونيسف «التعلم من أجل الكسب»، الذي يلبي احتياجات الشباب في الأردن منذ عام 2017 من خلال دعم أكثر من 5000 شاب ضعيف من خلال انتقالهم المنتج إلى مرحلة البلوغ؛ من خلال المشورة المهنية، ومنحهم الفرص للمشاركة، وتزويدهم بمهارات القرن الحادي والعشرين، أو الطلب على التدريب التقني والمهني المطلوبة، انتهاءً بتوظيفهم أو تمكينهم من فتح أعمالهم الخاصة.
وتأمل شابويزات ان تستفيد المنظمات الأخرى وشريكتهم حكومة الأردن–من هذه الدراسة وأن تواصل تعزيز وتضخيم النتائج للشباب في الأردن.
الخبير الشبابي محمود السرحان أكد أن من أهم أسباب تأخر الشباب في الاستقلال المادي «الاعتبارات الذاتية والموضوعية»، ومن أبرزها الاستعداد النفسي لدخول مرحلة جديدة تبرز سماتها الاستقلالية والاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية الشخصية والأسرية.
وأشّر إلى الأسباب الموضوعية بتفعيل الفرص الاقتصادية التي تلبي طموح الشباب في حياة رغيدة في ظل ازدياد متطلبات الحياة وارتفاع تكاليف الزواج والتركيز من قبل الآخرين على المسائل الشكلية التي أدت إلى تراجع إقبال الشباب للزواج.
ويلفت إلى أن نسبة البطالة التي تزيد عاماً بعد عام هي محبطة بالنسبة للشباب؛ إذ بلغت هذا العام ٢٥٪ ومن شأنها أن تؤدي إلى الإحباط وعدم التفكير بالمستقبل وتكوين الأسرة.
ويعتقد السرحان أن تشجيع الشباب على العقلانية والمرونة والتكيف مع الواقع «يجب أن تساعدهم على التوجه إلى المهن والتدريب المهني والابتعاد عن التخصصات الأكاديمية الراكدة، حتى يستطيع الشاب الحصول على فرصة عمل بعمر أصغر وعدم انتظار ديوان الخدمة المدنية لتأمين وظيفة يمكن ألا تأتي أبداً.
الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة يؤكد أن هذه الدراسة تعرض واقع الشباب في الأردن لجهة الزيادة المستمرة بالبطالة والقطاعات المشبعة ودراسة الشباب للتخصصات الراكدة بشكل مستمر.
ولاحظ أن الأردن يعاني نقصا كبيرا بالعمالة التقنية والشباب المدربين والتركيز الدائم على الجانب الأكاديمي وإهمال الجانب المهني الذي يعتبر حالياً هو الأفضل والأسهل للحصول على فرصة عمل سريعة في الوقت الذي تلجأ البلاد للجنسيات الأخرى للعمل بهذه القطاعات.
كما كشفت الدراسة، الممثلة على المستوى الوطني، أن الوظائف التي يطمح إليها الشباب «غير متوافرة'؛ وهو ما زداد مدة وصعوبة التحوّل من الدراسة إلى العمل، وتأخر الانتقال إلى مرحلة الاستقلال المادي والزواج وتكوين الأسر.
المهندس زيد محادين (٣٠ عاما) عرض لواقع الحياة العملية في الأردن وعدم حصوله على فرصة عمل مناسبة إلى الآن.
ويقول أنه عمل في إحدى الشركات لمدة عام براتب قليل جداً لا يكفي لأدنى مستوى من المعيشة.
ويؤكد محادين انه لا يفكر بالزواج ابداً لانه غير قادر على تأمين وظيفة وراتب يكفيه لإعالة أسرة كما انه لا يستطيع ان يساعد أسرته في اي شيء.
محادين يقول:أتمنى ان يرجع بس الزمن إلى الوراء لما درست الهندسة وتوجهت لتعلم مهنة كي احصل على عمل بشكل أسرع.
حمزة الأحمد ٢٧ عام يتحدث عن واقع الشباب الأردني الاقتصادي السيء خاصة بعد ظهور جائحة كورونا وفقدان الكثير من الشباب لوظائفهم وعدم وجود فرص عمل جديدة.
ويؤكد الأحمد أن الحالة الاقتصادية السيئة للشباب الاردني لا تجعلهم يفكرون في تكوين أسرة لعدم قدرتهم على إعالتها.
كما يشير الى ان هناك الكثير من الشباب لا يجدون فرصة عمل بسبب تخصصاتهم الراكدة التي لا يوجد لها سوق عمل فيبقى الشاب عاطلا عن العمل لسنوات أو يعمل بوظيفة لا تلبي طموحه ويدخل مادي قليل ليوفر مصروفه الشخصي.
الشاب حسام حطاب يؤكد ضرورة تخلي الشباب عما توارثوه بضرورة الالتحاق بالجامعات ودراسة التخصصات الأكاديمية وان غير ذلك كأنه فشل.
ويتحدث عن تجربته بعد تخرجه من الثانوية العامة وحصوله على مقعد جامعي يؤهله لدراسة تخصص علمي، غير أنه فضل أن يلتحق بأكاديمية لتعلم فنون الطهي للحصول على وظيفة جيدة بشكل اسرع، وهو ما حدث.
ويحفز حطاب الشباب على التركيز على التدريب المهني والالتحاق بمؤسسات تساعد الشباب بالحصول على وظيفة والانتقال إلى سوق العمل بشكل أسرع بدلا من تلك التخصصات الراكدة التي تحقق نجاح اجتماعي بلا جدوى.الراي
التعليقات
أوضاع الشباب الاقتصادية والاجتماعية لا تلبي طموحاتهم
التعليقات