في جميع الحوارات التي تتحول إلى نقاشات حادة أو خلافات؛ عادة ما يكون لدينا قصتان مختلفتان، كل طرف لديه القصة الخاصة به، ويروي تسلسل الأحداث حسب منظوره هو. الطرفان في الحوار لديهما تقريباً المعلومات والمعطيات ذاتها، ولكن كل طرف منهما جمع مجموعة من الملاحظات الخاصة به، ثم قام ببعض التفسيرات، ووصل إلى بعض النتائج، وهذه عمليه تعتمد بشكل كبير على خلفية المرء التعليمية، ومدى قدرته العلمية والعملية على معالجة الأمور. قد يصبح الحوار أصماً إن حاول كل من الطرفين فرض قصته على الطرف الآخر، واعتقد قبل بداية الحوار أن قصته هي الصحيحة، وأن الطرف الآخر غير محق بتاتاً، ولو حصل ذلك؛ يمكن القول بأن الحوار قد وصل إلى طريق مسدود. ولكن ما الحل في مثل هذه الحالات التي نواجها يومياً في العمل والمنزل، بل وفي السوق أحياناً؟ كيف يمكن لي أن أصل إلى حل مع طرف يرى جانباً غير الذي أراه من الحقيقة؟ يكمن الحل في تطبيق نظرية 'واو العطف'. في حال وجود رواية مختلفة عن روايتنا لدى الطرف الآخر، وقمنا بتصديق روايته، لا يعني ذلك أن روايتنا خاطئة تماماً، وعلينا التراجع عنها، بل يمكن القول بأن روايتنا ورواية الطرف الآخر مقبولتان، لأنهما تشيران إلى نفس الحقيقة، ولكن من جهتين مختلفتين. إن 'واو العطف' الذي جمع بين روايتنا ورواية الطرف الآخر هو الحل السحري لمحاولة تقبل آراء الآخرين، والبحث الجاد عن الحقيقة، وعدم الاختباء خلف ستار هش من الحقيقة الزائفة التي قد لا نصدقها نحن أحياناً، ولكننا نجد فيها المخرج من الأزمة التي نعيشها، أو للهرب من المسؤولية المناطة بنا. 'واو العطف' لا ترشدك إلى الحقيقة فقط؛ بل تساعدك على أن تفهم كيف يفكر الطرف الآخر، وكيف توصل إلى رؤيته وتصوره للقضية العالقة بينكما، كما أنها تقودك إلى إدراك أهمية شعور الطرف الآخر، وضرورة أخذه بالحسبان. لتوضيح ما تم ذكره، سأطرح مثالاً من واقعنا: لو أن لدينا زوجة تريد أن تذهب للمشاركة في مناسبة تخص اختها، وطلبت من زوجها الذهاب معها، ولكن الزوج رفض الخروج بسبب انشغاله في مشاهدة مبارة كرة القدم. غضبت الزوجة بشدة، لأنها تعتقد أن زوجها يتهرب من المسؤولية، ولا يقف إلى جانبها، كما أنه لا يحب مشاركة أسرتها في أفراحهم وأتراحهم، عكس ما تقوم به هي تجاه أسرته، كما أنها شككت في مدى جدية الارتباط بشخص يفضل مشاهدة مبارة على القيام بواجب المشاركة في مناسبة اجتماعية لأسرة زوجته. قبل أن تُخرج الزوجة ما بصدرها من ضيق أمام زوجها فكّرتْ ب “واو العطف' ونظرت إلى القضية من الجهة الأخرى التي يراها زوجها. الزوج لديه عمل ستة أيام في الأسبوع، يعود من العمل منهكاً متعباً، قد يلبي حاجات الاسرة في المساء، وقد يراجع دروس الأولاد معهم، في الصباح الباكر يوصلهم إلى المدرسة ويذهب إلى العمل، ولا يعود إلى قبل غروب الشمس بهنيهة، أي يمكن القول أنّ مباراة كرة القدم الأسبوعية التي يشاهدها؛ هي وقت الاستجمام الوحيد الذي يحظى به، وهو ما يبقيه قادراً على الاستمرار في الأيام التالية. عندما جمعت الزوجة بين روايتها ورواية زوجها وجدت له العذر في عدم مرافقتها، وقررت تأجيل الحضور إلى وقت آخر يتوافق مع مواعيد الزوج. إن نظرية 'واو العطف' لا تهمنا فقط في الحوار وحل المشاكل فقط، بل هي ضميرك الذي يدعوك إلى تقدير ظروف الناس، وأن تعفوا عن زلاتهم، وتتجاوز عن اخطائهم، وأن تبحث عن المبرر الذي قادهم إلى تصرف كهذا، لا أن تتصيد الأخطاء لهم.
م. أنس معابرة
في جميع الحوارات التي تتحول إلى نقاشات حادة أو خلافات؛ عادة ما يكون لدينا قصتان مختلفتان، كل طرف لديه القصة الخاصة به، ويروي تسلسل الأحداث حسب منظوره هو. الطرفان في الحوار لديهما تقريباً المعلومات والمعطيات ذاتها، ولكن كل طرف منهما جمع مجموعة من الملاحظات الخاصة به، ثم قام ببعض التفسيرات، ووصل إلى بعض النتائج، وهذه عمليه تعتمد بشكل كبير على خلفية المرء التعليمية، ومدى قدرته العلمية والعملية على معالجة الأمور. قد يصبح الحوار أصماً إن حاول كل من الطرفين فرض قصته على الطرف الآخر، واعتقد قبل بداية الحوار أن قصته هي الصحيحة، وأن الطرف الآخر غير محق بتاتاً، ولو حصل ذلك؛ يمكن القول بأن الحوار قد وصل إلى طريق مسدود. ولكن ما الحل في مثل هذه الحالات التي نواجها يومياً في العمل والمنزل، بل وفي السوق أحياناً؟ كيف يمكن لي أن أصل إلى حل مع طرف يرى جانباً غير الذي أراه من الحقيقة؟ يكمن الحل في تطبيق نظرية 'واو العطف'. في حال وجود رواية مختلفة عن روايتنا لدى الطرف الآخر، وقمنا بتصديق روايته، لا يعني ذلك أن روايتنا خاطئة تماماً، وعلينا التراجع عنها، بل يمكن القول بأن روايتنا ورواية الطرف الآخر مقبولتان، لأنهما تشيران إلى نفس الحقيقة، ولكن من جهتين مختلفتين. إن 'واو العطف' الذي جمع بين روايتنا ورواية الطرف الآخر هو الحل السحري لمحاولة تقبل آراء الآخرين، والبحث الجاد عن الحقيقة، وعدم الاختباء خلف ستار هش من الحقيقة الزائفة التي قد لا نصدقها نحن أحياناً، ولكننا نجد فيها المخرج من الأزمة التي نعيشها، أو للهرب من المسؤولية المناطة بنا. 'واو العطف' لا ترشدك إلى الحقيقة فقط؛ بل تساعدك على أن تفهم كيف يفكر الطرف الآخر، وكيف توصل إلى رؤيته وتصوره للقضية العالقة بينكما، كما أنها تقودك إلى إدراك أهمية شعور الطرف الآخر، وضرورة أخذه بالحسبان. لتوضيح ما تم ذكره، سأطرح مثالاً من واقعنا: لو أن لدينا زوجة تريد أن تذهب للمشاركة في مناسبة تخص اختها، وطلبت من زوجها الذهاب معها، ولكن الزوج رفض الخروج بسبب انشغاله في مشاهدة مبارة كرة القدم. غضبت الزوجة بشدة، لأنها تعتقد أن زوجها يتهرب من المسؤولية، ولا يقف إلى جانبها، كما أنه لا يحب مشاركة أسرتها في أفراحهم وأتراحهم، عكس ما تقوم به هي تجاه أسرته، كما أنها شككت في مدى جدية الارتباط بشخص يفضل مشاهدة مبارة على القيام بواجب المشاركة في مناسبة اجتماعية لأسرة زوجته. قبل أن تُخرج الزوجة ما بصدرها من ضيق أمام زوجها فكّرتْ ب “واو العطف' ونظرت إلى القضية من الجهة الأخرى التي يراها زوجها. الزوج لديه عمل ستة أيام في الأسبوع، يعود من العمل منهكاً متعباً، قد يلبي حاجات الاسرة في المساء، وقد يراجع دروس الأولاد معهم، في الصباح الباكر يوصلهم إلى المدرسة ويذهب إلى العمل، ولا يعود إلى قبل غروب الشمس بهنيهة، أي يمكن القول أنّ مباراة كرة القدم الأسبوعية التي يشاهدها؛ هي وقت الاستجمام الوحيد الذي يحظى به، وهو ما يبقيه قادراً على الاستمرار في الأيام التالية. عندما جمعت الزوجة بين روايتها ورواية زوجها وجدت له العذر في عدم مرافقتها، وقررت تأجيل الحضور إلى وقت آخر يتوافق مع مواعيد الزوج. إن نظرية 'واو العطف' لا تهمنا فقط في الحوار وحل المشاكل فقط، بل هي ضميرك الذي يدعوك إلى تقدير ظروف الناس، وأن تعفوا عن زلاتهم، وتتجاوز عن اخطائهم، وأن تبحث عن المبرر الذي قادهم إلى تصرف كهذا، لا أن تتصيد الأخطاء لهم.
م. أنس معابرة
في جميع الحوارات التي تتحول إلى نقاشات حادة أو خلافات؛ عادة ما يكون لدينا قصتان مختلفتان، كل طرف لديه القصة الخاصة به، ويروي تسلسل الأحداث حسب منظوره هو. الطرفان في الحوار لديهما تقريباً المعلومات والمعطيات ذاتها، ولكن كل طرف منهما جمع مجموعة من الملاحظات الخاصة به، ثم قام ببعض التفسيرات، ووصل إلى بعض النتائج، وهذه عمليه تعتمد بشكل كبير على خلفية المرء التعليمية، ومدى قدرته العلمية والعملية على معالجة الأمور. قد يصبح الحوار أصماً إن حاول كل من الطرفين فرض قصته على الطرف الآخر، واعتقد قبل بداية الحوار أن قصته هي الصحيحة، وأن الطرف الآخر غير محق بتاتاً، ولو حصل ذلك؛ يمكن القول بأن الحوار قد وصل إلى طريق مسدود. ولكن ما الحل في مثل هذه الحالات التي نواجها يومياً في العمل والمنزل، بل وفي السوق أحياناً؟ كيف يمكن لي أن أصل إلى حل مع طرف يرى جانباً غير الذي أراه من الحقيقة؟ يكمن الحل في تطبيق نظرية 'واو العطف'. في حال وجود رواية مختلفة عن روايتنا لدى الطرف الآخر، وقمنا بتصديق روايته، لا يعني ذلك أن روايتنا خاطئة تماماً، وعلينا التراجع عنها، بل يمكن القول بأن روايتنا ورواية الطرف الآخر مقبولتان، لأنهما تشيران إلى نفس الحقيقة، ولكن من جهتين مختلفتين. إن 'واو العطف' الذي جمع بين روايتنا ورواية الطرف الآخر هو الحل السحري لمحاولة تقبل آراء الآخرين، والبحث الجاد عن الحقيقة، وعدم الاختباء خلف ستار هش من الحقيقة الزائفة التي قد لا نصدقها نحن أحياناً، ولكننا نجد فيها المخرج من الأزمة التي نعيشها، أو للهرب من المسؤولية المناطة بنا. 'واو العطف' لا ترشدك إلى الحقيقة فقط؛ بل تساعدك على أن تفهم كيف يفكر الطرف الآخر، وكيف توصل إلى رؤيته وتصوره للقضية العالقة بينكما، كما أنها تقودك إلى إدراك أهمية شعور الطرف الآخر، وضرورة أخذه بالحسبان. لتوضيح ما تم ذكره، سأطرح مثالاً من واقعنا: لو أن لدينا زوجة تريد أن تذهب للمشاركة في مناسبة تخص اختها، وطلبت من زوجها الذهاب معها، ولكن الزوج رفض الخروج بسبب انشغاله في مشاهدة مبارة كرة القدم. غضبت الزوجة بشدة، لأنها تعتقد أن زوجها يتهرب من المسؤولية، ولا يقف إلى جانبها، كما أنه لا يحب مشاركة أسرتها في أفراحهم وأتراحهم، عكس ما تقوم به هي تجاه أسرته، كما أنها شككت في مدى جدية الارتباط بشخص يفضل مشاهدة مبارة على القيام بواجب المشاركة في مناسبة اجتماعية لأسرة زوجته. قبل أن تُخرج الزوجة ما بصدرها من ضيق أمام زوجها فكّرتْ ب “واو العطف' ونظرت إلى القضية من الجهة الأخرى التي يراها زوجها. الزوج لديه عمل ستة أيام في الأسبوع، يعود من العمل منهكاً متعباً، قد يلبي حاجات الاسرة في المساء، وقد يراجع دروس الأولاد معهم، في الصباح الباكر يوصلهم إلى المدرسة ويذهب إلى العمل، ولا يعود إلى قبل غروب الشمس بهنيهة، أي يمكن القول أنّ مباراة كرة القدم الأسبوعية التي يشاهدها؛ هي وقت الاستجمام الوحيد الذي يحظى به، وهو ما يبقيه قادراً على الاستمرار في الأيام التالية. عندما جمعت الزوجة بين روايتها ورواية زوجها وجدت له العذر في عدم مرافقتها، وقررت تأجيل الحضور إلى وقت آخر يتوافق مع مواعيد الزوج. إن نظرية 'واو العطف' لا تهمنا فقط في الحوار وحل المشاكل فقط، بل هي ضميرك الذي يدعوك إلى تقدير ظروف الناس، وأن تعفوا عن زلاتهم، وتتجاوز عن اخطائهم، وأن تبحث عن المبرر الذي قادهم إلى تصرف كهذا، لا أن تتصيد الأخطاء لهم.
التعليقات