د.بشير أبو حمور الربو أو الأزمة التنفسية (Asthma)، هو مرضٌ يرتبطُ بالتهابِ الشعبِ الهوائيَّةِ التي تحمل الهواء مِن وإلى الرِّئتين. والشعبُ الهوائيَّة هي عبارة عن مجاري التَّنفسِ الداخليةِ في الرِّئتين والمسؤولةُ عن عمليَّةِ استبدالِ ثاني أكسيدِ الكربونِ الموجودِ في الدَّم في الأكسجين الموجودِ في الهواءِ الدَّاخلِ أثناءِ عمليَّةِ الشَّهيق. ومع أنَّ آليةَ الإصابةِ بالربو غيرُ واضحةٍ تماما، فإنَّه يُعتقدُ أنَّه مزيج مِن دورٍ تلعبه الوراثةُ والجِيناتُ ودور تضطلعُ به العوامل البيئيَّةُ مثل الغبارِ أو أبخرةِ الَموادِ الكيماويَّة. كما يعتقد أنّ الحساسيةَ قد تلعب دَورا كبيرا في الرَّبو، إذ يُلاحظُ أنَّ العديدَ مِمَّن لديهم تاريخٌ مرضيٌّ للإصابةِ بأحدِ أمراضِ الحساسيَّةِ يُعانون أيضاً من الرَّبو.
وتُعد الأزمةُ التَّنفُّسيَّة من الأمراضِ الأكثرِ انتشاراً بين طلبةِ المدراس، حيث يُقدرُ أنَّ من بينِ كلِّ 20 طالباً، هنالك واحدٌ منهم يُعاني من الرَّبو. مع العِلمِ أنَّ الأزمةَ التَّنفُّسيَّةِ ليست مُعديةٍ ولا يُمكنُ أنْ تنتقِلَ من طالبٍ إلى آخر، ولكنَّها–وللأسف–تُؤَدِّي إلى الغِياب المتَكرِّرِ للطَّالبِ عن المدرسة, وخصوصاً في الحالات الشَّديدةِ منها. حيثُ تشيرُ الدراساتُ العلميةُ إلى أن الأطفالَ الذين يعانونَ مِن الأزمةِ التنفُّسيَّةِ يغيبون ثلاثَ مرَّاتٍ أكثرَ من زُملائهم الذين لا يُعانون من هذا المرض. بالإضافةِ إلى ذلك فإنَّ زياراتَهم المُتكرِّرةِ للطَّبيبِ تَحُدُّ من الوقتِ المُخصَّصِ للدِّراسةِ في المدرسة والبيت، وتجعلهم يَجِدون صُعوبةً في التَّركيزِ على الدُّروسِ الصَّفيَّةِ نظراً للأحساسِ المُزعجِ المُرتبطِ بصعوبةِ التَّنفُّسِ التي يُعانون منها. حيثُ يصحُبُ–غالبا–الأزمةَ التَّنفُّسيَّةَ القلقُ الذي يؤدِّي إلى صعوبةِ التركيزِ على الواجباتِ المَدرسية، ومشكلاتِ النومِ الذي يُؤدي إلى النُّعاسِ في الوقتِ المُخصصِ للدِّراسة، ومشكلاتٍ في تحديدِ الاتِّجاهات، ومُواكبةِ العملِ الصفيِّ.
ومنَ الممكنِ أيضاً أنْ تؤدِّي الأزمةُ التنفُّسيَّةِ إلى المعاناةِ من صُعوباتٍ انفعاليَّة، ويمكنُ للأطفالِ أنْ يُصبحوا محبطينَ من الحاجاتِ الطبيَّةِ المُتكرِّرةِ لهذا المرض، السُّعالُ المُتكرِّر، عدمُ الرَّاحةِ الجَسديَّة، والمَللُ من الغيابِ المُتكرِّرِ عن المدرسةِ. وقد يشعرون أنهم مختلِّفون عن أقرانِهم مِما يُؤدِّي إلى الانطوائيةِ أو التَّأثيرِ السلبيِّ على مفهومِهم لذواتِهم. وللتَّعامُلِ مع الأزمةِ التنفُّسيَّةِ بشكلٍ فعالٍ فعلى الأهلِ والمُعلمينَ أنْ يُقدموا الدعم المطلوبَ للطلبةِ الذين يُعانونَ من هذه المشكلة. مع مُراعاةِ عدمِ المُبالغةِ في تقديمِ الدعم، حيثُ أن الطِّفل الذي يحصلُ على الدَّواءِ اللازمِ للتَّعاملِ مع الأزمةِ يستطيعُ أنْ يُشاركَ تقريباً في كُلِّ النشاطات المدرسية. ولحسنِ الحَظِّ يستطيع الوالدانُ و المعلمونَ استخدامَ مجموعةٍ من الاستراتيجياتِ الفعالة لمُساعدةِ الأطفالِ الذين يُعانونَ من الأزمةِ في تخطِّي مُعظم المشكلات المُصاحبةِ لها وأهمُّها هو التَّالي:
1- تحدثْ مع إدارةِ المدرسةِ وتعرّفْ على سياستِهم في التعاملِ مع الطلبةِ الذين يُعانون من الأزمةِ. فقد يحتاج الطَّلبةُ إلى مساعدةٍ للحصولِ على الدّطواءِ في المرحلةِ الابتدائيَّة، ثمّ يكونون قادرينَ على حَملِ وتنظيمِ تعاطي الأدويةِ الخاصَّةِ بِهم في المرحلةِ المتوسِّطةِ والثَّانويَّة. مع العِلم أنَّ القانونَ الأردنِيِّ يَنُصُّ–وبصراحةٍ تامَّةٍ–على أنَّ من حَقِّ الطلبةِ ذوي الاحتياجاتِ الخَاصَّة، ومنها الحاجاتُ الصِّحيَّة، الحُصولُ على التَّكييفاتِ المُناسبةِ للبيئةِ المدرسيَّةِ لتلبيةِ حاجاتِهم (مثال: الحصولُ على إجازاتٍ مُتكرِّرةٍ لمراجعةِ الطَّبيبِ، الخروجُ من الصَّفِّ في مواعيدٍ مُحدَّدةٍ لتناولِ الدَّواء).
2- تحدثْ مع الوالدين. من المُفضَّلِ أنْ يتواصلَ المُعلِّمُ وممرِّضةُ المدرسة (في المدارسِ الخاصَّة) في بدايةِ العام الدِّراسيِّ مع الوالدين لمعرفةِ كيفيَّةَ التَّعاملِ مع الأزمةِ التَّنفُّسيَّة التي يُعاني منها طفلُهم، فالأزماتُ التَّنفُّسيَّة مُختلفةٌ، وتأثُّرُ الأطفالُ بها مُختلفٌ أيضاً، ولا يصلحُ أنْ تُعممَ خِبرةُ التَّعاملِ مع أحدِ الأطفالِ الذين يُعانونَ من الأزمةِ على الأطفالِ الآخرين. ولهذا يجبُ الاستفسارُ عن نوعِ الدواءِ، الجُرعاتِ الموصوفةِ، مُحفِّزاتِ ظهورِ الأزمة، والاستراتيجيَّاتِ المُستخدمةِ للسَّيطرةِ على السُّعال.
3- ضَعْ خطةً مُتخصِّصةً مكتوبةً للتَّعاملِ مع الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ للطَّلبة. حيث يجبُ أنْ تحتويَ هذه الخُطَّةُ على معلوماتٍ للاتِّصالِ في الحالاتِ الطَّارئةِ، معلوماتٍ عن الدَّواءِ، والتَّكييفاتِ الأكاديميَّةِ اللازمةِ لدعمِ الطِّفل.
4- تحدَّثْ مع الطَّالبِ بشكلٍ فرديٍّ. اجعلِ الطالبَ الذي يُعاني من الأزمةِ يَعلمِ أنَّكُ تعرفُ عن مرضِه ومُعاناتِه وحاجاتِه. واتفقْ معه على إشارةٍ يستطيعُ أنْ يستخدمَها عند الحاجةِ لمُغادرةِ الغُرفةِ الصَّفيَّةِ حتى لا يشعرَ بالحرجِ من زملائِه.
5- ثَقفْ طلبتَكَ حول الأزمة ِالتنفُّسيِّةِ. من المُفيدِ أيضاً للطَّلبةِ الذين لا يُعانون من الأزمةِ أنْ يتعرَّفوا على أعراضِ الرَّبو وخصائصِ الطَّلبةِ الذين يُعانون من الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ من خِلالِ المُعلِّمِ أو الضُّيوفِ الزائرين. هذا بدَوره يُساعدُ على تقبُّلِ الأطفالِ الذين يُعانون من الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ وتَفَهُّمِ مشكلاتِهم المَرضيَّةِ أيضاً.
6- راقبْ تقدمَ الطالبِ في فَهمِه لدروسه وللواجباتِ الموكولةِ له. فقد تتَسببِ أعراضُ الرَّبو بصعوبةٍ في إيلاءِ الاهتمامِ للدُّروسِ، والذي يؤدي إلى صعوبة في مُتابعةِ التسلسل الدِّراسيِّ وإكمالِ الواجباتِ الصَّفِّيِّة. ولهذا يجبُ التحقق من مُستوى فهم الطَّالب بشكلٍ مُستمر، أو حتى مراعاةِ جلوس أحدُ الطَّلبةِ المُتميِّزين بجانبِ الطَّالبِ الذي يُعاني من الرَّبو لمساعدته في البقاء ِعلى المسارِ الصَّحيحِ من الدِّراسة.
7- وفِّر فُرصا كافيةً لكي يُعوِّضَ الطالبُ عن العملِ الضائع. حيثُ يحتاجُ المُعلِّم إلى التَّنسيقِ مع الوالدين أو زملاء الطَّالبِ لترتيبِ إرسالِ الواجباتِ المنزليَّةِ في حالِ غيابِ الطَّالبِ عن المدرسة، أو حتَّى إرسالِ المادَّة التَّعليميَّةِ المطلوبةِ عبرَ الإيميل للتَّعويضِ عن غيابه.
8- وأخيراً، حاول أنْ تُخفيَ مُحفِّزات الرَّبو من الغرفةِ الصَّفيَّة أو حتَّى تبعدَ الطِّفلَ عنها. حاول أنْ تأخذ الطَّالب الذي يُعاني من الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ ووالديه في جولةٍ في الفصولِ الدِّراسيَّةِ في بدايةِ العام الدِّراسيِّ لتحديدِ مُحفِّزاتِ ظهورِ الأزمة (مثال: الحيواناتُ الأليفةُ، طبشورُ الحائطِ، السِّجاد، بعضُ الزُّهور والنباتات، أو حتى طلاء الحائط الجديد)، ومن ثم التعامل معها بحيث لا تؤثر سلبياً على الطالب.
مستشار تربوي / الراي
د.بشير أبو حمور الربو أو الأزمة التنفسية (Asthma)، هو مرضٌ يرتبطُ بالتهابِ الشعبِ الهوائيَّةِ التي تحمل الهواء مِن وإلى الرِّئتين. والشعبُ الهوائيَّة هي عبارة عن مجاري التَّنفسِ الداخليةِ في الرِّئتين والمسؤولةُ عن عمليَّةِ استبدالِ ثاني أكسيدِ الكربونِ الموجودِ في الدَّم في الأكسجين الموجودِ في الهواءِ الدَّاخلِ أثناءِ عمليَّةِ الشَّهيق. ومع أنَّ آليةَ الإصابةِ بالربو غيرُ واضحةٍ تماما، فإنَّه يُعتقدُ أنَّه مزيج مِن دورٍ تلعبه الوراثةُ والجِيناتُ ودور تضطلعُ به العوامل البيئيَّةُ مثل الغبارِ أو أبخرةِ الَموادِ الكيماويَّة. كما يعتقد أنّ الحساسيةَ قد تلعب دَورا كبيرا في الرَّبو، إذ يُلاحظُ أنَّ العديدَ مِمَّن لديهم تاريخٌ مرضيٌّ للإصابةِ بأحدِ أمراضِ الحساسيَّةِ يُعانون أيضاً من الرَّبو.
وتُعد الأزمةُ التَّنفُّسيَّة من الأمراضِ الأكثرِ انتشاراً بين طلبةِ المدراس، حيث يُقدرُ أنَّ من بينِ كلِّ 20 طالباً، هنالك واحدٌ منهم يُعاني من الرَّبو. مع العِلمِ أنَّ الأزمةَ التَّنفُّسيَّةِ ليست مُعديةٍ ولا يُمكنُ أنْ تنتقِلَ من طالبٍ إلى آخر، ولكنَّها–وللأسف–تُؤَدِّي إلى الغِياب المتَكرِّرِ للطَّالبِ عن المدرسة, وخصوصاً في الحالات الشَّديدةِ منها. حيثُ تشيرُ الدراساتُ العلميةُ إلى أن الأطفالَ الذين يعانونَ مِن الأزمةِ التنفُّسيَّةِ يغيبون ثلاثَ مرَّاتٍ أكثرَ من زُملائهم الذين لا يُعانون من هذا المرض. بالإضافةِ إلى ذلك فإنَّ زياراتَهم المُتكرِّرةِ للطَّبيبِ تَحُدُّ من الوقتِ المُخصَّصِ للدِّراسةِ في المدرسة والبيت، وتجعلهم يَجِدون صُعوبةً في التَّركيزِ على الدُّروسِ الصَّفيَّةِ نظراً للأحساسِ المُزعجِ المُرتبطِ بصعوبةِ التَّنفُّسِ التي يُعانون منها. حيثُ يصحُبُ–غالبا–الأزمةَ التَّنفُّسيَّةَ القلقُ الذي يؤدِّي إلى صعوبةِ التركيزِ على الواجباتِ المَدرسية، ومشكلاتِ النومِ الذي يُؤدي إلى النُّعاسِ في الوقتِ المُخصصِ للدِّراسة، ومشكلاتٍ في تحديدِ الاتِّجاهات، ومُواكبةِ العملِ الصفيِّ.
ومنَ الممكنِ أيضاً أنْ تؤدِّي الأزمةُ التنفُّسيَّةِ إلى المعاناةِ من صُعوباتٍ انفعاليَّة، ويمكنُ للأطفالِ أنْ يُصبحوا محبطينَ من الحاجاتِ الطبيَّةِ المُتكرِّرةِ لهذا المرض، السُّعالُ المُتكرِّر، عدمُ الرَّاحةِ الجَسديَّة، والمَللُ من الغيابِ المُتكرِّرِ عن المدرسةِ. وقد يشعرون أنهم مختلِّفون عن أقرانِهم مِما يُؤدِّي إلى الانطوائيةِ أو التَّأثيرِ السلبيِّ على مفهومِهم لذواتِهم. وللتَّعامُلِ مع الأزمةِ التنفُّسيَّةِ بشكلٍ فعالٍ فعلى الأهلِ والمُعلمينَ أنْ يُقدموا الدعم المطلوبَ للطلبةِ الذين يُعانونَ من هذه المشكلة. مع مُراعاةِ عدمِ المُبالغةِ في تقديمِ الدعم، حيثُ أن الطِّفل الذي يحصلُ على الدَّواءِ اللازمِ للتَّعاملِ مع الأزمةِ يستطيعُ أنْ يُشاركَ تقريباً في كُلِّ النشاطات المدرسية. ولحسنِ الحَظِّ يستطيع الوالدانُ و المعلمونَ استخدامَ مجموعةٍ من الاستراتيجياتِ الفعالة لمُساعدةِ الأطفالِ الذين يُعانونَ من الأزمةِ في تخطِّي مُعظم المشكلات المُصاحبةِ لها وأهمُّها هو التَّالي:
1- تحدثْ مع إدارةِ المدرسةِ وتعرّفْ على سياستِهم في التعاملِ مع الطلبةِ الذين يُعانون من الأزمةِ. فقد يحتاج الطَّلبةُ إلى مساعدةٍ للحصولِ على الدّطواءِ في المرحلةِ الابتدائيَّة، ثمّ يكونون قادرينَ على حَملِ وتنظيمِ تعاطي الأدويةِ الخاصَّةِ بِهم في المرحلةِ المتوسِّطةِ والثَّانويَّة. مع العِلم أنَّ القانونَ الأردنِيِّ يَنُصُّ–وبصراحةٍ تامَّةٍ–على أنَّ من حَقِّ الطلبةِ ذوي الاحتياجاتِ الخَاصَّة، ومنها الحاجاتُ الصِّحيَّة، الحُصولُ على التَّكييفاتِ المُناسبةِ للبيئةِ المدرسيَّةِ لتلبيةِ حاجاتِهم (مثال: الحصولُ على إجازاتٍ مُتكرِّرةٍ لمراجعةِ الطَّبيبِ، الخروجُ من الصَّفِّ في مواعيدٍ مُحدَّدةٍ لتناولِ الدَّواء).
2- تحدثْ مع الوالدين. من المُفضَّلِ أنْ يتواصلَ المُعلِّمُ وممرِّضةُ المدرسة (في المدارسِ الخاصَّة) في بدايةِ العام الدِّراسيِّ مع الوالدين لمعرفةِ كيفيَّةَ التَّعاملِ مع الأزمةِ التَّنفُّسيَّة التي يُعاني منها طفلُهم، فالأزماتُ التَّنفُّسيَّة مُختلفةٌ، وتأثُّرُ الأطفالُ بها مُختلفٌ أيضاً، ولا يصلحُ أنْ تُعممَ خِبرةُ التَّعاملِ مع أحدِ الأطفالِ الذين يُعانونَ من الأزمةِ على الأطفالِ الآخرين. ولهذا يجبُ الاستفسارُ عن نوعِ الدواءِ، الجُرعاتِ الموصوفةِ، مُحفِّزاتِ ظهورِ الأزمة، والاستراتيجيَّاتِ المُستخدمةِ للسَّيطرةِ على السُّعال.
3- ضَعْ خطةً مُتخصِّصةً مكتوبةً للتَّعاملِ مع الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ للطَّلبة. حيث يجبُ أنْ تحتويَ هذه الخُطَّةُ على معلوماتٍ للاتِّصالِ في الحالاتِ الطَّارئةِ، معلوماتٍ عن الدَّواءِ، والتَّكييفاتِ الأكاديميَّةِ اللازمةِ لدعمِ الطِّفل.
4- تحدَّثْ مع الطَّالبِ بشكلٍ فرديٍّ. اجعلِ الطالبَ الذي يُعاني من الأزمةِ يَعلمِ أنَّكُ تعرفُ عن مرضِه ومُعاناتِه وحاجاتِه. واتفقْ معه على إشارةٍ يستطيعُ أنْ يستخدمَها عند الحاجةِ لمُغادرةِ الغُرفةِ الصَّفيَّةِ حتى لا يشعرَ بالحرجِ من زملائِه.
5- ثَقفْ طلبتَكَ حول الأزمة ِالتنفُّسيِّةِ. من المُفيدِ أيضاً للطَّلبةِ الذين لا يُعانون من الأزمةِ أنْ يتعرَّفوا على أعراضِ الرَّبو وخصائصِ الطَّلبةِ الذين يُعانون من الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ من خِلالِ المُعلِّمِ أو الضُّيوفِ الزائرين. هذا بدَوره يُساعدُ على تقبُّلِ الأطفالِ الذين يُعانون من الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ وتَفَهُّمِ مشكلاتِهم المَرضيَّةِ أيضاً.
6- راقبْ تقدمَ الطالبِ في فَهمِه لدروسه وللواجباتِ الموكولةِ له. فقد تتَسببِ أعراضُ الرَّبو بصعوبةٍ في إيلاءِ الاهتمامِ للدُّروسِ، والذي يؤدي إلى صعوبة في مُتابعةِ التسلسل الدِّراسيِّ وإكمالِ الواجباتِ الصَّفِّيِّة. ولهذا يجبُ التحقق من مُستوى فهم الطَّالب بشكلٍ مُستمر، أو حتى مراعاةِ جلوس أحدُ الطَّلبةِ المُتميِّزين بجانبِ الطَّالبِ الذي يُعاني من الرَّبو لمساعدته في البقاء ِعلى المسارِ الصَّحيحِ من الدِّراسة.
7- وفِّر فُرصا كافيةً لكي يُعوِّضَ الطالبُ عن العملِ الضائع. حيثُ يحتاجُ المُعلِّم إلى التَّنسيقِ مع الوالدين أو زملاء الطَّالبِ لترتيبِ إرسالِ الواجباتِ المنزليَّةِ في حالِ غيابِ الطَّالبِ عن المدرسة، أو حتَّى إرسالِ المادَّة التَّعليميَّةِ المطلوبةِ عبرَ الإيميل للتَّعويضِ عن غيابه.
8- وأخيراً، حاول أنْ تُخفيَ مُحفِّزات الرَّبو من الغرفةِ الصَّفيَّة أو حتَّى تبعدَ الطِّفلَ عنها. حاول أنْ تأخذ الطَّالب الذي يُعاني من الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ ووالديه في جولةٍ في الفصولِ الدِّراسيَّةِ في بدايةِ العام الدِّراسيِّ لتحديدِ مُحفِّزاتِ ظهورِ الأزمة (مثال: الحيواناتُ الأليفةُ، طبشورُ الحائطِ، السِّجاد، بعضُ الزُّهور والنباتات، أو حتى طلاء الحائط الجديد)، ومن ثم التعامل معها بحيث لا تؤثر سلبياً على الطالب.
مستشار تربوي / الراي
د.بشير أبو حمور الربو أو الأزمة التنفسية (Asthma)، هو مرضٌ يرتبطُ بالتهابِ الشعبِ الهوائيَّةِ التي تحمل الهواء مِن وإلى الرِّئتين. والشعبُ الهوائيَّة هي عبارة عن مجاري التَّنفسِ الداخليةِ في الرِّئتين والمسؤولةُ عن عمليَّةِ استبدالِ ثاني أكسيدِ الكربونِ الموجودِ في الدَّم في الأكسجين الموجودِ في الهواءِ الدَّاخلِ أثناءِ عمليَّةِ الشَّهيق. ومع أنَّ آليةَ الإصابةِ بالربو غيرُ واضحةٍ تماما، فإنَّه يُعتقدُ أنَّه مزيج مِن دورٍ تلعبه الوراثةُ والجِيناتُ ودور تضطلعُ به العوامل البيئيَّةُ مثل الغبارِ أو أبخرةِ الَموادِ الكيماويَّة. كما يعتقد أنّ الحساسيةَ قد تلعب دَورا كبيرا في الرَّبو، إذ يُلاحظُ أنَّ العديدَ مِمَّن لديهم تاريخٌ مرضيٌّ للإصابةِ بأحدِ أمراضِ الحساسيَّةِ يُعانون أيضاً من الرَّبو.
وتُعد الأزمةُ التَّنفُّسيَّة من الأمراضِ الأكثرِ انتشاراً بين طلبةِ المدراس، حيث يُقدرُ أنَّ من بينِ كلِّ 20 طالباً، هنالك واحدٌ منهم يُعاني من الرَّبو. مع العِلمِ أنَّ الأزمةَ التَّنفُّسيَّةِ ليست مُعديةٍ ولا يُمكنُ أنْ تنتقِلَ من طالبٍ إلى آخر، ولكنَّها–وللأسف–تُؤَدِّي إلى الغِياب المتَكرِّرِ للطَّالبِ عن المدرسة, وخصوصاً في الحالات الشَّديدةِ منها. حيثُ تشيرُ الدراساتُ العلميةُ إلى أن الأطفالَ الذين يعانونَ مِن الأزمةِ التنفُّسيَّةِ يغيبون ثلاثَ مرَّاتٍ أكثرَ من زُملائهم الذين لا يُعانون من هذا المرض. بالإضافةِ إلى ذلك فإنَّ زياراتَهم المُتكرِّرةِ للطَّبيبِ تَحُدُّ من الوقتِ المُخصَّصِ للدِّراسةِ في المدرسة والبيت، وتجعلهم يَجِدون صُعوبةً في التَّركيزِ على الدُّروسِ الصَّفيَّةِ نظراً للأحساسِ المُزعجِ المُرتبطِ بصعوبةِ التَّنفُّسِ التي يُعانون منها. حيثُ يصحُبُ–غالبا–الأزمةَ التَّنفُّسيَّةَ القلقُ الذي يؤدِّي إلى صعوبةِ التركيزِ على الواجباتِ المَدرسية، ومشكلاتِ النومِ الذي يُؤدي إلى النُّعاسِ في الوقتِ المُخصصِ للدِّراسة، ومشكلاتٍ في تحديدِ الاتِّجاهات، ومُواكبةِ العملِ الصفيِّ.
ومنَ الممكنِ أيضاً أنْ تؤدِّي الأزمةُ التنفُّسيَّةِ إلى المعاناةِ من صُعوباتٍ انفعاليَّة، ويمكنُ للأطفالِ أنْ يُصبحوا محبطينَ من الحاجاتِ الطبيَّةِ المُتكرِّرةِ لهذا المرض، السُّعالُ المُتكرِّر، عدمُ الرَّاحةِ الجَسديَّة، والمَللُ من الغيابِ المُتكرِّرِ عن المدرسةِ. وقد يشعرون أنهم مختلِّفون عن أقرانِهم مِما يُؤدِّي إلى الانطوائيةِ أو التَّأثيرِ السلبيِّ على مفهومِهم لذواتِهم. وللتَّعامُلِ مع الأزمةِ التنفُّسيَّةِ بشكلٍ فعالٍ فعلى الأهلِ والمُعلمينَ أنْ يُقدموا الدعم المطلوبَ للطلبةِ الذين يُعانونَ من هذه المشكلة. مع مُراعاةِ عدمِ المُبالغةِ في تقديمِ الدعم، حيثُ أن الطِّفل الذي يحصلُ على الدَّواءِ اللازمِ للتَّعاملِ مع الأزمةِ يستطيعُ أنْ يُشاركَ تقريباً في كُلِّ النشاطات المدرسية. ولحسنِ الحَظِّ يستطيع الوالدانُ و المعلمونَ استخدامَ مجموعةٍ من الاستراتيجياتِ الفعالة لمُساعدةِ الأطفالِ الذين يُعانونَ من الأزمةِ في تخطِّي مُعظم المشكلات المُصاحبةِ لها وأهمُّها هو التَّالي:
1- تحدثْ مع إدارةِ المدرسةِ وتعرّفْ على سياستِهم في التعاملِ مع الطلبةِ الذين يُعانون من الأزمةِ. فقد يحتاج الطَّلبةُ إلى مساعدةٍ للحصولِ على الدّطواءِ في المرحلةِ الابتدائيَّة، ثمّ يكونون قادرينَ على حَملِ وتنظيمِ تعاطي الأدويةِ الخاصَّةِ بِهم في المرحلةِ المتوسِّطةِ والثَّانويَّة. مع العِلم أنَّ القانونَ الأردنِيِّ يَنُصُّ–وبصراحةٍ تامَّةٍ–على أنَّ من حَقِّ الطلبةِ ذوي الاحتياجاتِ الخَاصَّة، ومنها الحاجاتُ الصِّحيَّة، الحُصولُ على التَّكييفاتِ المُناسبةِ للبيئةِ المدرسيَّةِ لتلبيةِ حاجاتِهم (مثال: الحصولُ على إجازاتٍ مُتكرِّرةٍ لمراجعةِ الطَّبيبِ، الخروجُ من الصَّفِّ في مواعيدٍ مُحدَّدةٍ لتناولِ الدَّواء).
2- تحدثْ مع الوالدين. من المُفضَّلِ أنْ يتواصلَ المُعلِّمُ وممرِّضةُ المدرسة (في المدارسِ الخاصَّة) في بدايةِ العام الدِّراسيِّ مع الوالدين لمعرفةِ كيفيَّةَ التَّعاملِ مع الأزمةِ التَّنفُّسيَّة التي يُعاني منها طفلُهم، فالأزماتُ التَّنفُّسيَّة مُختلفةٌ، وتأثُّرُ الأطفالُ بها مُختلفٌ أيضاً، ولا يصلحُ أنْ تُعممَ خِبرةُ التَّعاملِ مع أحدِ الأطفالِ الذين يُعانونَ من الأزمةِ على الأطفالِ الآخرين. ولهذا يجبُ الاستفسارُ عن نوعِ الدواءِ، الجُرعاتِ الموصوفةِ، مُحفِّزاتِ ظهورِ الأزمة، والاستراتيجيَّاتِ المُستخدمةِ للسَّيطرةِ على السُّعال.
3- ضَعْ خطةً مُتخصِّصةً مكتوبةً للتَّعاملِ مع الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ للطَّلبة. حيث يجبُ أنْ تحتويَ هذه الخُطَّةُ على معلوماتٍ للاتِّصالِ في الحالاتِ الطَّارئةِ، معلوماتٍ عن الدَّواءِ، والتَّكييفاتِ الأكاديميَّةِ اللازمةِ لدعمِ الطِّفل.
4- تحدَّثْ مع الطَّالبِ بشكلٍ فرديٍّ. اجعلِ الطالبَ الذي يُعاني من الأزمةِ يَعلمِ أنَّكُ تعرفُ عن مرضِه ومُعاناتِه وحاجاتِه. واتفقْ معه على إشارةٍ يستطيعُ أنْ يستخدمَها عند الحاجةِ لمُغادرةِ الغُرفةِ الصَّفيَّةِ حتى لا يشعرَ بالحرجِ من زملائِه.
5- ثَقفْ طلبتَكَ حول الأزمة ِالتنفُّسيِّةِ. من المُفيدِ أيضاً للطَّلبةِ الذين لا يُعانون من الأزمةِ أنْ يتعرَّفوا على أعراضِ الرَّبو وخصائصِ الطَّلبةِ الذين يُعانون من الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ من خِلالِ المُعلِّمِ أو الضُّيوفِ الزائرين. هذا بدَوره يُساعدُ على تقبُّلِ الأطفالِ الذين يُعانون من الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ وتَفَهُّمِ مشكلاتِهم المَرضيَّةِ أيضاً.
6- راقبْ تقدمَ الطالبِ في فَهمِه لدروسه وللواجباتِ الموكولةِ له. فقد تتَسببِ أعراضُ الرَّبو بصعوبةٍ في إيلاءِ الاهتمامِ للدُّروسِ، والذي يؤدي إلى صعوبة في مُتابعةِ التسلسل الدِّراسيِّ وإكمالِ الواجباتِ الصَّفِّيِّة. ولهذا يجبُ التحقق من مُستوى فهم الطَّالب بشكلٍ مُستمر، أو حتى مراعاةِ جلوس أحدُ الطَّلبةِ المُتميِّزين بجانبِ الطَّالبِ الذي يُعاني من الرَّبو لمساعدته في البقاء ِعلى المسارِ الصَّحيحِ من الدِّراسة.
7- وفِّر فُرصا كافيةً لكي يُعوِّضَ الطالبُ عن العملِ الضائع. حيثُ يحتاجُ المُعلِّم إلى التَّنسيقِ مع الوالدين أو زملاء الطَّالبِ لترتيبِ إرسالِ الواجباتِ المنزليَّةِ في حالِ غيابِ الطَّالبِ عن المدرسة، أو حتَّى إرسالِ المادَّة التَّعليميَّةِ المطلوبةِ عبرَ الإيميل للتَّعويضِ عن غيابه.
8- وأخيراً، حاول أنْ تُخفيَ مُحفِّزات الرَّبو من الغرفةِ الصَّفيَّة أو حتَّى تبعدَ الطِّفلَ عنها. حاول أنْ تأخذ الطَّالب الذي يُعاني من الأزمةِ التَّنفُّسيَّةِ ووالديه في جولةٍ في الفصولِ الدِّراسيَّةِ في بدايةِ العام الدِّراسيِّ لتحديدِ مُحفِّزاتِ ظهورِ الأزمة (مثال: الحيواناتُ الأليفةُ، طبشورُ الحائطِ، السِّجاد، بعضُ الزُّهور والنباتات، أو حتى طلاء الحائط الجديد)، ومن ثم التعامل معها بحيث لا تؤثر سلبياً على الطالب.
التعليقات