منذ وجدت الحركة الصهيونية في فلسطين سبقتها الى هناك أفكار لا حصر لها عن الكيفية التي يمكن من خلالها جعل الفلسطينيين يغادرون المكان، لقد كان الشعار الأصل في هذه العملية هو (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وهو نفس الشعار الذي فسره الكثير من العرب على أنه اعتقاد من هؤلاء بأن فلسطين خالية من السكان، وهذا الكلام يفتقر إلى المعرفة التاريخية بالحركة الصهيونية والتي كانت تدرك أن فلسطين هي أرض الحضارة والديانات وأن هذه الحضارة متواصلة وأن الشعب والسكان موجودين، بالتالي كان المقصود الحقيقي وغير المفهوم للكثير من العرب أن المطلوب هو أن تُخلى فلسطين من السكان الأصليين ليحل محلهم القادمون الجدد في مشروع عُرّف بالأساس بأنه مشروع استيطاني إحلالي، لذلك كان ترحيل السكان هدفاً أساسياً يظهر عند كل مفترق رئيسي في هذا الصراع، وفكرة الترحيل والتهجير لم تغادر أذهان القادة الإسرائيليين في أي يوم.
والعدوان الأخير على غزة يثبت ذلك فمنذ اليوم الأول بدأت الفكرة تُطرح بكل جدية، وأعتقد البعض أنها عبارة عن شتت ذهني للوزيرين المتطرفين سموتريتش وبن غفير اللذين يجاهران بها صباح مساء وفي كل المحافل، لكن الواقع والمعطيات تشير إلى أن هذا تفكير عميق لدولة الاحتلال تم مناقشته وطرحه على العديد من دول المنطقة من قبل هيئات سيادية مثل الموساد والشاباك واللتين قامتا بطرح الفكرة حسب صحيفة إسرائيل هيوم على الأردن ومصر وقطر حيث رفضها الأردن قطعياً منذ اللحظة الأولى وكذلك مصر واستمر النقاش مع قطر التي رفضت في النهاية، لذلك فإن القول إن هذا الطرح ليس سوى مجموعة من الهيامات والتصورات غير الواقعية هو قفز جاهل على الواقع، وما يثبت ذلك هو النقاشات الدائرة الآن بين الأجهزة الإسرائيلية السرية ومجموعة من دول العالم ومنها تشاد ورواندا وغيرهما من الدول الأوروبية وكندا والنقاش يجري على أساس أن هذه الدول يجب أن تستقبل مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين الطوعيين من خلال تسهيل إجراءات هجرتهم.
قد يحاجج البعض إن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك وسيرفضونه، لكن دعونا نجعل الأرقام تتحدث لقد هاجر من غزة حسب مصادر صحفية خلال الـ15 سنة الماضية وهي سنوات الحصار ما بين 250 إلى 300 ألف نسمة أي حوالي 18 ألفا سنوياً وهذه تبلغ ما نسبته 11 ٪ وهذه نسبة ليست بقليلة، حدثت بسبب الحصار والحروب السابقة، أما الآن فالواقع مؤلم ويبدو أن إسرائيل خططت له بدقة من خلال عملية تدمير ممنهجة ادعت أنها لاجتثاث حماس والقضاء على قادتها، لكن هذا الكلام ليس مبرراً صحيحاً وما يثبت ذلك أنها عندما قررت اغتيال واحد من أهم قادة حماس وهو الشيخ صالح العاروري فعلت ذلك بمنتهى الدقة دون أن تتسبب فعلتها حتى في تدمير البناية التي حصلت فيها الجريمة وهذا يثبت أن إسرائيل تمتلك الأدوات الجراحية للقيام بعملياتها ضد حماس بمنتهى الدقة لكنها لم تفعل عن قصد وسابق إصرار بغاية وحيدة هي تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين وتدمير أي إمكانية لعيشهم في القطاع، بالإضافة إلى أنها تتحدث عن طول أمد الحرب لمدة عام كامل للقضاء على حماس، والواضح أن لهذه المدة الطويلة غاية أخرى غير القضاء على حماس وهي بقناعتي منع أي جهد دولي وإقليمي لإعادة إعمار القطاع لتمكين النازحين من العودة إلى بيوتهم بحجة أن الحرب لا تزال قائمة، وهذا الوضع المأساوي سيجعل الناس يفكرون حكماً بالبحث عن مكان أكثر أمنًا لأبنائهم وعائلاتهم حينها سيجدون الفرصة مهيأة على طبق من ذهب.
لنتوقف عن التنظير وعن اعتبار أهل غزة يمتلكون ما هو فوق طاقة البشر، صحيح أنهم أذهلوا الدنيا بقدرتهم على مواجهة أقصى أشكال الوجع والمعاناة، لكن لكل طاقة مداها التي تتوقف عنده، لذلك يجب السعي فوراً لإيقاف الحرب والتواصل مع الدول التي قبلت التهجير ومنعه بسرعة لأن نجاح إسرائيل فيما تفكر به يعني تصفية للقضية الفلسطينية وجعلها في مصاف الصراعات المنسية، صحيح أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يرفضان ذلك لكنهما عودانا على ازدواجية وانتقائية ملفتة للمعايير عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، باعتقادي يجب أن نتوقف عن التفكير الرغائبي للواقع ونبحث عن حل بجدية وبسرعة، لأن المماطلة في ذلك يبقي المنطقة أسيرة الصراعات لمدة طويلة من الزمن تتيح لإسرائيل اغتيال غزة بالإجهاز على المدينة وتهجير أهلها قبل أي أحد آخر.
منذ وجدت الحركة الصهيونية في فلسطين سبقتها الى هناك أفكار لا حصر لها عن الكيفية التي يمكن من خلالها جعل الفلسطينيين يغادرون المكان، لقد كان الشعار الأصل في هذه العملية هو (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وهو نفس الشعار الذي فسره الكثير من العرب على أنه اعتقاد من هؤلاء بأن فلسطين خالية من السكان، وهذا الكلام يفتقر إلى المعرفة التاريخية بالحركة الصهيونية والتي كانت تدرك أن فلسطين هي أرض الحضارة والديانات وأن هذه الحضارة متواصلة وأن الشعب والسكان موجودين، بالتالي كان المقصود الحقيقي وغير المفهوم للكثير من العرب أن المطلوب هو أن تُخلى فلسطين من السكان الأصليين ليحل محلهم القادمون الجدد في مشروع عُرّف بالأساس بأنه مشروع استيطاني إحلالي، لذلك كان ترحيل السكان هدفاً أساسياً يظهر عند كل مفترق رئيسي في هذا الصراع، وفكرة الترحيل والتهجير لم تغادر أذهان القادة الإسرائيليين في أي يوم.
والعدوان الأخير على غزة يثبت ذلك فمنذ اليوم الأول بدأت الفكرة تُطرح بكل جدية، وأعتقد البعض أنها عبارة عن شتت ذهني للوزيرين المتطرفين سموتريتش وبن غفير اللذين يجاهران بها صباح مساء وفي كل المحافل، لكن الواقع والمعطيات تشير إلى أن هذا تفكير عميق لدولة الاحتلال تم مناقشته وطرحه على العديد من دول المنطقة من قبل هيئات سيادية مثل الموساد والشاباك واللتين قامتا بطرح الفكرة حسب صحيفة إسرائيل هيوم على الأردن ومصر وقطر حيث رفضها الأردن قطعياً منذ اللحظة الأولى وكذلك مصر واستمر النقاش مع قطر التي رفضت في النهاية، لذلك فإن القول إن هذا الطرح ليس سوى مجموعة من الهيامات والتصورات غير الواقعية هو قفز جاهل على الواقع، وما يثبت ذلك هو النقاشات الدائرة الآن بين الأجهزة الإسرائيلية السرية ومجموعة من دول العالم ومنها تشاد ورواندا وغيرهما من الدول الأوروبية وكندا والنقاش يجري على أساس أن هذه الدول يجب أن تستقبل مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين الطوعيين من خلال تسهيل إجراءات هجرتهم.
قد يحاجج البعض إن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك وسيرفضونه، لكن دعونا نجعل الأرقام تتحدث لقد هاجر من غزة حسب مصادر صحفية خلال الـ15 سنة الماضية وهي سنوات الحصار ما بين 250 إلى 300 ألف نسمة أي حوالي 18 ألفا سنوياً وهذه تبلغ ما نسبته 11 ٪ وهذه نسبة ليست بقليلة، حدثت بسبب الحصار والحروب السابقة، أما الآن فالواقع مؤلم ويبدو أن إسرائيل خططت له بدقة من خلال عملية تدمير ممنهجة ادعت أنها لاجتثاث حماس والقضاء على قادتها، لكن هذا الكلام ليس مبرراً صحيحاً وما يثبت ذلك أنها عندما قررت اغتيال واحد من أهم قادة حماس وهو الشيخ صالح العاروري فعلت ذلك بمنتهى الدقة دون أن تتسبب فعلتها حتى في تدمير البناية التي حصلت فيها الجريمة وهذا يثبت أن إسرائيل تمتلك الأدوات الجراحية للقيام بعملياتها ضد حماس بمنتهى الدقة لكنها لم تفعل عن قصد وسابق إصرار بغاية وحيدة هي تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين وتدمير أي إمكانية لعيشهم في القطاع، بالإضافة إلى أنها تتحدث عن طول أمد الحرب لمدة عام كامل للقضاء على حماس، والواضح أن لهذه المدة الطويلة غاية أخرى غير القضاء على حماس وهي بقناعتي منع أي جهد دولي وإقليمي لإعادة إعمار القطاع لتمكين النازحين من العودة إلى بيوتهم بحجة أن الحرب لا تزال قائمة، وهذا الوضع المأساوي سيجعل الناس يفكرون حكماً بالبحث عن مكان أكثر أمنًا لأبنائهم وعائلاتهم حينها سيجدون الفرصة مهيأة على طبق من ذهب.
لنتوقف عن التنظير وعن اعتبار أهل غزة يمتلكون ما هو فوق طاقة البشر، صحيح أنهم أذهلوا الدنيا بقدرتهم على مواجهة أقصى أشكال الوجع والمعاناة، لكن لكل طاقة مداها التي تتوقف عنده، لذلك يجب السعي فوراً لإيقاف الحرب والتواصل مع الدول التي قبلت التهجير ومنعه بسرعة لأن نجاح إسرائيل فيما تفكر به يعني تصفية للقضية الفلسطينية وجعلها في مصاف الصراعات المنسية، صحيح أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يرفضان ذلك لكنهما عودانا على ازدواجية وانتقائية ملفتة للمعايير عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، باعتقادي يجب أن نتوقف عن التفكير الرغائبي للواقع ونبحث عن حل بجدية وبسرعة، لأن المماطلة في ذلك يبقي المنطقة أسيرة الصراعات لمدة طويلة من الزمن تتيح لإسرائيل اغتيال غزة بالإجهاز على المدينة وتهجير أهلها قبل أي أحد آخر.
منذ وجدت الحركة الصهيونية في فلسطين سبقتها الى هناك أفكار لا حصر لها عن الكيفية التي يمكن من خلالها جعل الفلسطينيين يغادرون المكان، لقد كان الشعار الأصل في هذه العملية هو (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وهو نفس الشعار الذي فسره الكثير من العرب على أنه اعتقاد من هؤلاء بأن فلسطين خالية من السكان، وهذا الكلام يفتقر إلى المعرفة التاريخية بالحركة الصهيونية والتي كانت تدرك أن فلسطين هي أرض الحضارة والديانات وأن هذه الحضارة متواصلة وأن الشعب والسكان موجودين، بالتالي كان المقصود الحقيقي وغير المفهوم للكثير من العرب أن المطلوب هو أن تُخلى فلسطين من السكان الأصليين ليحل محلهم القادمون الجدد في مشروع عُرّف بالأساس بأنه مشروع استيطاني إحلالي، لذلك كان ترحيل السكان هدفاً أساسياً يظهر عند كل مفترق رئيسي في هذا الصراع، وفكرة الترحيل والتهجير لم تغادر أذهان القادة الإسرائيليين في أي يوم.
والعدوان الأخير على غزة يثبت ذلك فمنذ اليوم الأول بدأت الفكرة تُطرح بكل جدية، وأعتقد البعض أنها عبارة عن شتت ذهني للوزيرين المتطرفين سموتريتش وبن غفير اللذين يجاهران بها صباح مساء وفي كل المحافل، لكن الواقع والمعطيات تشير إلى أن هذا تفكير عميق لدولة الاحتلال تم مناقشته وطرحه على العديد من دول المنطقة من قبل هيئات سيادية مثل الموساد والشاباك واللتين قامتا بطرح الفكرة حسب صحيفة إسرائيل هيوم على الأردن ومصر وقطر حيث رفضها الأردن قطعياً منذ اللحظة الأولى وكذلك مصر واستمر النقاش مع قطر التي رفضت في النهاية، لذلك فإن القول إن هذا الطرح ليس سوى مجموعة من الهيامات والتصورات غير الواقعية هو قفز جاهل على الواقع، وما يثبت ذلك هو النقاشات الدائرة الآن بين الأجهزة الإسرائيلية السرية ومجموعة من دول العالم ومنها تشاد ورواندا وغيرهما من الدول الأوروبية وكندا والنقاش يجري على أساس أن هذه الدول يجب أن تستقبل مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين الطوعيين من خلال تسهيل إجراءات هجرتهم.
قد يحاجج البعض إن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك وسيرفضونه، لكن دعونا نجعل الأرقام تتحدث لقد هاجر من غزة حسب مصادر صحفية خلال الـ15 سنة الماضية وهي سنوات الحصار ما بين 250 إلى 300 ألف نسمة أي حوالي 18 ألفا سنوياً وهذه تبلغ ما نسبته 11 ٪ وهذه نسبة ليست بقليلة، حدثت بسبب الحصار والحروب السابقة، أما الآن فالواقع مؤلم ويبدو أن إسرائيل خططت له بدقة من خلال عملية تدمير ممنهجة ادعت أنها لاجتثاث حماس والقضاء على قادتها، لكن هذا الكلام ليس مبرراً صحيحاً وما يثبت ذلك أنها عندما قررت اغتيال واحد من أهم قادة حماس وهو الشيخ صالح العاروري فعلت ذلك بمنتهى الدقة دون أن تتسبب فعلتها حتى في تدمير البناية التي حصلت فيها الجريمة وهذا يثبت أن إسرائيل تمتلك الأدوات الجراحية للقيام بعملياتها ضد حماس بمنتهى الدقة لكنها لم تفعل عن قصد وسابق إصرار بغاية وحيدة هي تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين وتدمير أي إمكانية لعيشهم في القطاع، بالإضافة إلى أنها تتحدث عن طول أمد الحرب لمدة عام كامل للقضاء على حماس، والواضح أن لهذه المدة الطويلة غاية أخرى غير القضاء على حماس وهي بقناعتي منع أي جهد دولي وإقليمي لإعادة إعمار القطاع لتمكين النازحين من العودة إلى بيوتهم بحجة أن الحرب لا تزال قائمة، وهذا الوضع المأساوي سيجعل الناس يفكرون حكماً بالبحث عن مكان أكثر أمنًا لأبنائهم وعائلاتهم حينها سيجدون الفرصة مهيأة على طبق من ذهب.
لنتوقف عن التنظير وعن اعتبار أهل غزة يمتلكون ما هو فوق طاقة البشر، صحيح أنهم أذهلوا الدنيا بقدرتهم على مواجهة أقصى أشكال الوجع والمعاناة، لكن لكل طاقة مداها التي تتوقف عنده، لذلك يجب السعي فوراً لإيقاف الحرب والتواصل مع الدول التي قبلت التهجير ومنعه بسرعة لأن نجاح إسرائيل فيما تفكر به يعني تصفية للقضية الفلسطينية وجعلها في مصاف الصراعات المنسية، صحيح أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يرفضان ذلك لكنهما عودانا على ازدواجية وانتقائية ملفتة للمعايير عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، باعتقادي يجب أن نتوقف عن التفكير الرغائبي للواقع ونبحث عن حل بجدية وبسرعة، لأن المماطلة في ذلك يبقي المنطقة أسيرة الصراعات لمدة طويلة من الزمن تتيح لإسرائيل اغتيال غزة بالإجهاز على المدينة وتهجير أهلها قبل أي أحد آخر.
التعليقات