احمد عبدالباسط الرجوب
طوفان الاقصى يَجُرُ ' دولة المشروع الصهيوني ' الى محكمة لاهاي .. المقاومة في غزة لا تزال صامدة ومقتدرة..
المقاومة الفلسطينية بصمودها في الميدان حققت الانتصار بعد 100 يوم من الحرب الصهيونية على قطاع غزة ، في حين أن ' دولة المشروع البريطاني الصهيوني ' – سوف استعمل هذا الاسم في مقالاتي من الآن فصاعدًا - لم يحقق أيا من الأهداف التي وضعها، والأكثر من ذلك أنه يُجرّ اليوم إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي بسبب جرائمه والابادة الجماعية في قطاع غزة.
بعد 100 يوم من الحرب الصهيونية على قطاع غزة وظهور أبوعبيدة الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام يوم امس الاحد 14 يناير / كانون الثاني 2024، الجناح العسكري لحركة حماس، ، وتاكيدة بأنّ معركة «طوفان الأقصى» مفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة، قائلًا إنّها «صرخةٌ دوّت لتحرر كل الأمم والشعوب المستعمرة، وأعطت نموذجًا كيف للكف أن تناطح المخرز» ، وأشار أبوعبيدة إلى أنّ المقاومة في قطاع غزّة كبّدت العدو، وما زالت تكبّده، خسائر باهظة تفوق كلفتها ما تكبّده في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مُضيفاً أنّ «الملاحم التي سطرها مجاهدونا، مما أعلنا عنه ومما لم نعلن، ستُسطّر في واحدةٍ من أعظم وأقدس المعارك في تاريخ أمتنا».
وفي لاهاي بهولندا بدأت المحكمة الدولية يوم الخميس 11 يناير /كانون ثاني 2023، النظر في طلب الدعوى التي تقدمت بها جمهورية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بتاريخ 29 ديسمبر/كانون الأول 2023 والتي تتهم فيه دولة دولة المشروع البريطاني الصهيوني بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وقد جاء في الدعوى المؤلفة من 84 صفحة إن أفعال دولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين وقتل الفلسطينيين 'تعتبر ذات طابع إبادة جماعية لأنها ترتكب بالقصد المحدد المطلوب' لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من القومية الفلسطينية الأوسع والمجموعة العرقية والإثنية ، كما وتشير الدعوى إلى أن سلوك إسرائيل -'من خلال أجهزة الدولة ووكلاء الدولة وغيرهم من الأشخاص والكيانات التي تعمل بناء على تعليماتها أو تحت توجيهها أو سيطرتها أو نفوذها'- يشكل انتهاكا لالتزاماتها تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية ، وذكرت الدعوى أيضا أن دولة المشروع البريطاني الصهيوني 'فشلت في منع الإبادة الجماعية، وفشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية'.
سَجَلَ الخبراء القانونيون الذين واكبوا من أنحاء العالم مشهد محكمة العدل الدولية في لاهاي، ثبات وتفوق المرافعة الاتهامية التي قدمتها جنوب أفريقيا بحق « دولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين»، حيث قدم الفريق الصهيوني مرافعته يوم الجمعة 12 يناير 2024، رداً على مرافعة جنوب أفريقيا التي تتهم جيش الاحتلال الصهيوني بجرائم إبادة عن سابق تصور وتصميم. وأجمع الخبراء على الطابع الإنشائي والانفعالي للمرافعة الصهيونية، مقابل النص القانوني المتين لمرافعة جنوب أفريقيا، وتوقعوا أن تخرج المحكمة بقرار يستجيب لدعوى جنوب أفريقيا. واذا تدخلت السياسة ونجحت بالتدخل، فسوف تسعى إلى تخفيض سقف الاستجابة، حيث لن يكون ممكناً الذهاب إلى أبعد من ذلك في التسييس.
ركزت وسائل إعلام المشروع البريطاني الصهيوني في نقاشاتها مع محللين وخبراء على التداعيات السلبية لتصريحات مسؤولين صهاينة بشأن الفلسطينيين في قطاع غزة على الدعوى المرفوعة ضد دولة المشروع البريطاني الصهيوني في محكمة العدل الدولية في لاهاي فقد أثارت تصريحات المسؤولين الصهاينة سواء العسكريين والمدنيين إلى إحراق غزة والتي اثارت جدلا كبيرا في تلك النقاشات، باعتبار أنها تضر بدولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين في ظل المرافعات الجارية في محكمة العدل الدولية.
لقد اقترنت مرافعة جنوب افريقيا الى مزج كلمتين، 'إسرائيل والإبادة' لمرات عديدة، وكذلك أن دولة المشروع الصهيوني تنفذ إبادة شعب'. كما اكد الفريق القانوني لجنوب افريقيا خلال المرافعة في محكمة العدل الدولية بان دولة المشروع الصهيوني في فلسطين تنفذ قتلا عشوائيا الآن بحق مواطنين أبرياء ، وهو ما عبر عنه الكثير من الصهاينة ' بالاعتراف أن مشاهدة ذلك كان صعبا جدا'. ومن بين هؤلاء الصهاينة وزير المالية بتسلئيل سموترتيش ووزير 'القنابل الذرية' - وزير التراث عميحاي إلياهو الذي طالب باستخدام قنبلة نووية حقيقية في غزة.
خلاصة القول:
بعد مرور 100 يوم من الحرب الصيونية على قطاع غزة، مُني جيش المشروع البريطاني الصهيوني بإخفاق متواصل، فقد تناولت وسائل إعلام صهيونية المواجهة والخلافات بين وزراء في حكومة دولة المشروع البريطاني الصهيوني على خلفية الحرب في قطاع غزة، ويطالبون بالبحث عن إعادة المحتجزين لدى المقاومة في غزة حتى بوقف الحرب، وتشير استطلاعات الرأي في ' دولة المشروع الصهيوني ' الى انخفاض ثقة الصهاينة بقدرة الجيش والحكومة على حسم المعركة في قطاع غزة، خاصة وأنه بعد مرور 100 يوم تبين أنها مكلفة بشريا، ولم تحقق أهدافها ودعوة بعضهم إلى إجراء انتخابات لتشكيل حكومة جديدة، لعدم أهلية حكومة دولة المشروع الصهيوني الحالية وذهب بعض الساسة والجنرلات المتقاعدين الى ضرورة إخضاع الوزراء بآلة فحص الكذب ، لا بل وذهبوا الى ابعد من ذلك من ان 'الارهابي نتنياهو يشكل خطرا على المشروع الصهيوني في فلسطين'.
لم تعد رسالة طوفان الأقصى مجرد استرداد حق مغتصب وأحقية شعب يعاني منذ ما يقارب القرن من الزمن، بل تعدّد محتواها لحقيقة واقعية ذات محور قيادي بدأ يقود المنطقة باتجاه كسر محور الغرب في جيوسياسية بعيدة عن مقراته، وهذا ما أوضحه الدعم اللامتناهي لدولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين واليمن وسورية والعراق ولبنان وغيرها، وبحيث أنّ تنامي محور المقاومة بدأ يغيّر خرائط السيطرة والنار برسائل واضحة وتتضح معالمها دراماتكياً في الشرق الأوسط ومجمل المنطقة فعلياً، وبدأ الترنح الغربي واضحاً وبدأ معه التصعيد الغير محسوب برغم الرسائل التي أرسلها محور المقاومة من غزة إلى جغرافيا بعيدة أصبحت تطال عمق ' دولة المشروع البريطاني الصهيوني' وكياناته المستمدة منه، حيث شكل الاعتداء الأميركي والبريطاني على اليمن مفترقاً مرحلياً ومتصاعداً حتى الآن في ما أرسله من رسائل تجاه مجمل محور المقاومة الذي بدأ يتخطى المائة يوم في الصمود والاستهداف والتغيير في ميزان القوة، وما يترتب عليه من ردود يمكن أن تصل إلى حرب إقليمية شاملة تجرّ المنطقة إلى دخول أطراف ما زالت تتروّى في دخول منطقة الصراع الفعلي، وهذا يدور في طريقة تعامل محور المقاومة مع تطورات الأحداث المتسارعة…
إن جلوس 'دولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين' على كرسي المتهم في محكمة العدل الدولية، يعني أنها تلقّت خسائر مؤلمة وموجعة على مستوى الصورة والوعي في العالم، حتى وإن كانت الحكومات الغربية لا تزال تناصرهم ، لكن دولة الكيان متوجسة ومرعوبة من قرار احترازي قد يدينها، أو يدعوها لوقف إطلاق النار في غزة لذا تبدو علامات القلق واضحة للغاية على الأوساط الصهيونية من احتمال إدانة تل أبيب خلال مداولات محكمة العدل الدولية، وما قد يترتب عليها من تداعيات دولية مُضرة.
باحث ومخطط استراتيجي
احمد عبدالباسط الرجوب
طوفان الاقصى يَجُرُ ' دولة المشروع الصهيوني ' الى محكمة لاهاي .. المقاومة في غزة لا تزال صامدة ومقتدرة..
المقاومة الفلسطينية بصمودها في الميدان حققت الانتصار بعد 100 يوم من الحرب الصهيونية على قطاع غزة ، في حين أن ' دولة المشروع البريطاني الصهيوني ' – سوف استعمل هذا الاسم في مقالاتي من الآن فصاعدًا - لم يحقق أيا من الأهداف التي وضعها، والأكثر من ذلك أنه يُجرّ اليوم إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي بسبب جرائمه والابادة الجماعية في قطاع غزة.
بعد 100 يوم من الحرب الصهيونية على قطاع غزة وظهور أبوعبيدة الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام يوم امس الاحد 14 يناير / كانون الثاني 2024، الجناح العسكري لحركة حماس، ، وتاكيدة بأنّ معركة «طوفان الأقصى» مفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة، قائلًا إنّها «صرخةٌ دوّت لتحرر كل الأمم والشعوب المستعمرة، وأعطت نموذجًا كيف للكف أن تناطح المخرز» ، وأشار أبوعبيدة إلى أنّ المقاومة في قطاع غزّة كبّدت العدو، وما زالت تكبّده، خسائر باهظة تفوق كلفتها ما تكبّده في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مُضيفاً أنّ «الملاحم التي سطرها مجاهدونا، مما أعلنا عنه ومما لم نعلن، ستُسطّر في واحدةٍ من أعظم وأقدس المعارك في تاريخ أمتنا».
وفي لاهاي بهولندا بدأت المحكمة الدولية يوم الخميس 11 يناير /كانون ثاني 2023، النظر في طلب الدعوى التي تقدمت بها جمهورية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بتاريخ 29 ديسمبر/كانون الأول 2023 والتي تتهم فيه دولة دولة المشروع البريطاني الصهيوني بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وقد جاء في الدعوى المؤلفة من 84 صفحة إن أفعال دولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين وقتل الفلسطينيين 'تعتبر ذات طابع إبادة جماعية لأنها ترتكب بالقصد المحدد المطلوب' لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من القومية الفلسطينية الأوسع والمجموعة العرقية والإثنية ، كما وتشير الدعوى إلى أن سلوك إسرائيل -'من خلال أجهزة الدولة ووكلاء الدولة وغيرهم من الأشخاص والكيانات التي تعمل بناء على تعليماتها أو تحت توجيهها أو سيطرتها أو نفوذها'- يشكل انتهاكا لالتزاماتها تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية ، وذكرت الدعوى أيضا أن دولة المشروع البريطاني الصهيوني 'فشلت في منع الإبادة الجماعية، وفشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية'.
سَجَلَ الخبراء القانونيون الذين واكبوا من أنحاء العالم مشهد محكمة العدل الدولية في لاهاي، ثبات وتفوق المرافعة الاتهامية التي قدمتها جنوب أفريقيا بحق « دولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين»، حيث قدم الفريق الصهيوني مرافعته يوم الجمعة 12 يناير 2024، رداً على مرافعة جنوب أفريقيا التي تتهم جيش الاحتلال الصهيوني بجرائم إبادة عن سابق تصور وتصميم. وأجمع الخبراء على الطابع الإنشائي والانفعالي للمرافعة الصهيونية، مقابل النص القانوني المتين لمرافعة جنوب أفريقيا، وتوقعوا أن تخرج المحكمة بقرار يستجيب لدعوى جنوب أفريقيا. واذا تدخلت السياسة ونجحت بالتدخل، فسوف تسعى إلى تخفيض سقف الاستجابة، حيث لن يكون ممكناً الذهاب إلى أبعد من ذلك في التسييس.
ركزت وسائل إعلام المشروع البريطاني الصهيوني في نقاشاتها مع محللين وخبراء على التداعيات السلبية لتصريحات مسؤولين صهاينة بشأن الفلسطينيين في قطاع غزة على الدعوى المرفوعة ضد دولة المشروع البريطاني الصهيوني في محكمة العدل الدولية في لاهاي فقد أثارت تصريحات المسؤولين الصهاينة سواء العسكريين والمدنيين إلى إحراق غزة والتي اثارت جدلا كبيرا في تلك النقاشات، باعتبار أنها تضر بدولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين في ظل المرافعات الجارية في محكمة العدل الدولية.
لقد اقترنت مرافعة جنوب افريقيا الى مزج كلمتين، 'إسرائيل والإبادة' لمرات عديدة، وكذلك أن دولة المشروع الصهيوني تنفذ إبادة شعب'. كما اكد الفريق القانوني لجنوب افريقيا خلال المرافعة في محكمة العدل الدولية بان دولة المشروع الصهيوني في فلسطين تنفذ قتلا عشوائيا الآن بحق مواطنين أبرياء ، وهو ما عبر عنه الكثير من الصهاينة ' بالاعتراف أن مشاهدة ذلك كان صعبا جدا'. ومن بين هؤلاء الصهاينة وزير المالية بتسلئيل سموترتيش ووزير 'القنابل الذرية' - وزير التراث عميحاي إلياهو الذي طالب باستخدام قنبلة نووية حقيقية في غزة.
خلاصة القول:
بعد مرور 100 يوم من الحرب الصيونية على قطاع غزة، مُني جيش المشروع البريطاني الصهيوني بإخفاق متواصل، فقد تناولت وسائل إعلام صهيونية المواجهة والخلافات بين وزراء في حكومة دولة المشروع البريطاني الصهيوني على خلفية الحرب في قطاع غزة، ويطالبون بالبحث عن إعادة المحتجزين لدى المقاومة في غزة حتى بوقف الحرب، وتشير استطلاعات الرأي في ' دولة المشروع الصهيوني ' الى انخفاض ثقة الصهاينة بقدرة الجيش والحكومة على حسم المعركة في قطاع غزة، خاصة وأنه بعد مرور 100 يوم تبين أنها مكلفة بشريا، ولم تحقق أهدافها ودعوة بعضهم إلى إجراء انتخابات لتشكيل حكومة جديدة، لعدم أهلية حكومة دولة المشروع الصهيوني الحالية وذهب بعض الساسة والجنرلات المتقاعدين الى ضرورة إخضاع الوزراء بآلة فحص الكذب ، لا بل وذهبوا الى ابعد من ذلك من ان 'الارهابي نتنياهو يشكل خطرا على المشروع الصهيوني في فلسطين'.
لم تعد رسالة طوفان الأقصى مجرد استرداد حق مغتصب وأحقية شعب يعاني منذ ما يقارب القرن من الزمن، بل تعدّد محتواها لحقيقة واقعية ذات محور قيادي بدأ يقود المنطقة باتجاه كسر محور الغرب في جيوسياسية بعيدة عن مقراته، وهذا ما أوضحه الدعم اللامتناهي لدولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين واليمن وسورية والعراق ولبنان وغيرها، وبحيث أنّ تنامي محور المقاومة بدأ يغيّر خرائط السيطرة والنار برسائل واضحة وتتضح معالمها دراماتكياً في الشرق الأوسط ومجمل المنطقة فعلياً، وبدأ الترنح الغربي واضحاً وبدأ معه التصعيد الغير محسوب برغم الرسائل التي أرسلها محور المقاومة من غزة إلى جغرافيا بعيدة أصبحت تطال عمق ' دولة المشروع البريطاني الصهيوني' وكياناته المستمدة منه، حيث شكل الاعتداء الأميركي والبريطاني على اليمن مفترقاً مرحلياً ومتصاعداً حتى الآن في ما أرسله من رسائل تجاه مجمل محور المقاومة الذي بدأ يتخطى المائة يوم في الصمود والاستهداف والتغيير في ميزان القوة، وما يترتب عليه من ردود يمكن أن تصل إلى حرب إقليمية شاملة تجرّ المنطقة إلى دخول أطراف ما زالت تتروّى في دخول منطقة الصراع الفعلي، وهذا يدور في طريقة تعامل محور المقاومة مع تطورات الأحداث المتسارعة…
إن جلوس 'دولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين' على كرسي المتهم في محكمة العدل الدولية، يعني أنها تلقّت خسائر مؤلمة وموجعة على مستوى الصورة والوعي في العالم، حتى وإن كانت الحكومات الغربية لا تزال تناصرهم ، لكن دولة الكيان متوجسة ومرعوبة من قرار احترازي قد يدينها، أو يدعوها لوقف إطلاق النار في غزة لذا تبدو علامات القلق واضحة للغاية على الأوساط الصهيونية من احتمال إدانة تل أبيب خلال مداولات محكمة العدل الدولية، وما قد يترتب عليها من تداعيات دولية مُضرة.
باحث ومخطط استراتيجي
احمد عبدالباسط الرجوب
طوفان الاقصى يَجُرُ ' دولة المشروع الصهيوني ' الى محكمة لاهاي .. المقاومة في غزة لا تزال صامدة ومقتدرة..
المقاومة الفلسطينية بصمودها في الميدان حققت الانتصار بعد 100 يوم من الحرب الصهيونية على قطاع غزة ، في حين أن ' دولة المشروع البريطاني الصهيوني ' – سوف استعمل هذا الاسم في مقالاتي من الآن فصاعدًا - لم يحقق أيا من الأهداف التي وضعها، والأكثر من ذلك أنه يُجرّ اليوم إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي بسبب جرائمه والابادة الجماعية في قطاع غزة.
بعد 100 يوم من الحرب الصهيونية على قطاع غزة وظهور أبوعبيدة الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام يوم امس الاحد 14 يناير / كانون الثاني 2024، الجناح العسكري لحركة حماس، ، وتاكيدة بأنّ معركة «طوفان الأقصى» مفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة، قائلًا إنّها «صرخةٌ دوّت لتحرر كل الأمم والشعوب المستعمرة، وأعطت نموذجًا كيف للكف أن تناطح المخرز» ، وأشار أبوعبيدة إلى أنّ المقاومة في قطاع غزّة كبّدت العدو، وما زالت تكبّده، خسائر باهظة تفوق كلفتها ما تكبّده في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مُضيفاً أنّ «الملاحم التي سطرها مجاهدونا، مما أعلنا عنه ومما لم نعلن، ستُسطّر في واحدةٍ من أعظم وأقدس المعارك في تاريخ أمتنا».
وفي لاهاي بهولندا بدأت المحكمة الدولية يوم الخميس 11 يناير /كانون ثاني 2023، النظر في طلب الدعوى التي تقدمت بها جمهورية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بتاريخ 29 ديسمبر/كانون الأول 2023 والتي تتهم فيه دولة دولة المشروع البريطاني الصهيوني بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وقد جاء في الدعوى المؤلفة من 84 صفحة إن أفعال دولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين وقتل الفلسطينيين 'تعتبر ذات طابع إبادة جماعية لأنها ترتكب بالقصد المحدد المطلوب' لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من القومية الفلسطينية الأوسع والمجموعة العرقية والإثنية ، كما وتشير الدعوى إلى أن سلوك إسرائيل -'من خلال أجهزة الدولة ووكلاء الدولة وغيرهم من الأشخاص والكيانات التي تعمل بناء على تعليماتها أو تحت توجيهها أو سيطرتها أو نفوذها'- يشكل انتهاكا لالتزاماتها تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية ، وذكرت الدعوى أيضا أن دولة المشروع البريطاني الصهيوني 'فشلت في منع الإبادة الجماعية، وفشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية'.
سَجَلَ الخبراء القانونيون الذين واكبوا من أنحاء العالم مشهد محكمة العدل الدولية في لاهاي، ثبات وتفوق المرافعة الاتهامية التي قدمتها جنوب أفريقيا بحق « دولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين»، حيث قدم الفريق الصهيوني مرافعته يوم الجمعة 12 يناير 2024، رداً على مرافعة جنوب أفريقيا التي تتهم جيش الاحتلال الصهيوني بجرائم إبادة عن سابق تصور وتصميم. وأجمع الخبراء على الطابع الإنشائي والانفعالي للمرافعة الصهيونية، مقابل النص القانوني المتين لمرافعة جنوب أفريقيا، وتوقعوا أن تخرج المحكمة بقرار يستجيب لدعوى جنوب أفريقيا. واذا تدخلت السياسة ونجحت بالتدخل، فسوف تسعى إلى تخفيض سقف الاستجابة، حيث لن يكون ممكناً الذهاب إلى أبعد من ذلك في التسييس.
ركزت وسائل إعلام المشروع البريطاني الصهيوني في نقاشاتها مع محللين وخبراء على التداعيات السلبية لتصريحات مسؤولين صهاينة بشأن الفلسطينيين في قطاع غزة على الدعوى المرفوعة ضد دولة المشروع البريطاني الصهيوني في محكمة العدل الدولية في لاهاي فقد أثارت تصريحات المسؤولين الصهاينة سواء العسكريين والمدنيين إلى إحراق غزة والتي اثارت جدلا كبيرا في تلك النقاشات، باعتبار أنها تضر بدولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين في ظل المرافعات الجارية في محكمة العدل الدولية.
لقد اقترنت مرافعة جنوب افريقيا الى مزج كلمتين، 'إسرائيل والإبادة' لمرات عديدة، وكذلك أن دولة المشروع الصهيوني تنفذ إبادة شعب'. كما اكد الفريق القانوني لجنوب افريقيا خلال المرافعة في محكمة العدل الدولية بان دولة المشروع الصهيوني في فلسطين تنفذ قتلا عشوائيا الآن بحق مواطنين أبرياء ، وهو ما عبر عنه الكثير من الصهاينة ' بالاعتراف أن مشاهدة ذلك كان صعبا جدا'. ومن بين هؤلاء الصهاينة وزير المالية بتسلئيل سموترتيش ووزير 'القنابل الذرية' - وزير التراث عميحاي إلياهو الذي طالب باستخدام قنبلة نووية حقيقية في غزة.
خلاصة القول:
بعد مرور 100 يوم من الحرب الصيونية على قطاع غزة، مُني جيش المشروع البريطاني الصهيوني بإخفاق متواصل، فقد تناولت وسائل إعلام صهيونية المواجهة والخلافات بين وزراء في حكومة دولة المشروع البريطاني الصهيوني على خلفية الحرب في قطاع غزة، ويطالبون بالبحث عن إعادة المحتجزين لدى المقاومة في غزة حتى بوقف الحرب، وتشير استطلاعات الرأي في ' دولة المشروع الصهيوني ' الى انخفاض ثقة الصهاينة بقدرة الجيش والحكومة على حسم المعركة في قطاع غزة، خاصة وأنه بعد مرور 100 يوم تبين أنها مكلفة بشريا، ولم تحقق أهدافها ودعوة بعضهم إلى إجراء انتخابات لتشكيل حكومة جديدة، لعدم أهلية حكومة دولة المشروع الصهيوني الحالية وذهب بعض الساسة والجنرلات المتقاعدين الى ضرورة إخضاع الوزراء بآلة فحص الكذب ، لا بل وذهبوا الى ابعد من ذلك من ان 'الارهابي نتنياهو يشكل خطرا على المشروع الصهيوني في فلسطين'.
لم تعد رسالة طوفان الأقصى مجرد استرداد حق مغتصب وأحقية شعب يعاني منذ ما يقارب القرن من الزمن، بل تعدّد محتواها لحقيقة واقعية ذات محور قيادي بدأ يقود المنطقة باتجاه كسر محور الغرب في جيوسياسية بعيدة عن مقراته، وهذا ما أوضحه الدعم اللامتناهي لدولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين واليمن وسورية والعراق ولبنان وغيرها، وبحيث أنّ تنامي محور المقاومة بدأ يغيّر خرائط السيطرة والنار برسائل واضحة وتتضح معالمها دراماتكياً في الشرق الأوسط ومجمل المنطقة فعلياً، وبدأ الترنح الغربي واضحاً وبدأ معه التصعيد الغير محسوب برغم الرسائل التي أرسلها محور المقاومة من غزة إلى جغرافيا بعيدة أصبحت تطال عمق ' دولة المشروع البريطاني الصهيوني' وكياناته المستمدة منه، حيث شكل الاعتداء الأميركي والبريطاني على اليمن مفترقاً مرحلياً ومتصاعداً حتى الآن في ما أرسله من رسائل تجاه مجمل محور المقاومة الذي بدأ يتخطى المائة يوم في الصمود والاستهداف والتغيير في ميزان القوة، وما يترتب عليه من ردود يمكن أن تصل إلى حرب إقليمية شاملة تجرّ المنطقة إلى دخول أطراف ما زالت تتروّى في دخول منطقة الصراع الفعلي، وهذا يدور في طريقة تعامل محور المقاومة مع تطورات الأحداث المتسارعة…
إن جلوس 'دولة المشروع البريطاني الصهيوني في فلسطين' على كرسي المتهم في محكمة العدل الدولية، يعني أنها تلقّت خسائر مؤلمة وموجعة على مستوى الصورة والوعي في العالم، حتى وإن كانت الحكومات الغربية لا تزال تناصرهم ، لكن دولة الكيان متوجسة ومرعوبة من قرار احترازي قد يدينها، أو يدعوها لوقف إطلاق النار في غزة لذا تبدو علامات القلق واضحة للغاية على الأوساط الصهيونية من احتمال إدانة تل أبيب خلال مداولات محكمة العدل الدولية، وما قد يترتب عليها من تداعيات دولية مُضرة.
باحث ومخطط استراتيجي
التعليقات