تسعى بكين كقوة عظمى صاعدة بقوة على الساحة الدولية للبحث عن فرص لتوسيع نفوذها العالمي وفقا لرؤيتها الاستراتيجية للشرق الأوسط في العقدين الاخيرين وتقدم الصين نفسها كلاعب محايد في صراعات الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية من خلال تكتيكات القوة الناعمة وتعزيز التبادل التجاري مع العالم العربي والتركيز على ضرورة ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .. وتقوم بكين في سياق التنافس مع الولايات المتحدة بنشاط دبلوماسي واقتصادي واسع لإيجاد الأرضية المناسبة كلاعب دولي وقطب لا يمكن تجاوزه في السلام العالمي وتوج ذلك منذ الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق في عام 2013
ونجاح الصين في التوسط في اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإيران .
وفي مواكبة ذلك عززت الصين من النفوذ الاقتصادي والسياسي الذي تمتلكه على المنطقة وزادت من فرص الاستثمار الأجنبي في الشرق الأوسط ولطالما سعت بكين سعيا حثيثا للاضطلاع بدور الوسيط الإقليمي واصبحت منافسا عتيدا للولايات المتحدة على الساحة الإقليمية لا سيما في عالم التجارة مما جعلها واحدة من أكبر الأسواق وأكثرها نموا وجاذبية في العالم.
وفي ملف الصراع العربي الإسرائيلي تنشط الصين لإيجاد تسوية سياسية كوسيط محايد ومقبول حيث طرح الرئيس الصيني خطة على القيادة الفلسطينية تتضمن بنودا اربعة و هي تطوير حل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967 وطرح مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاون وإنهاء بناء المستوطنات الإسرائيلية واتخاذ تدابير لمنع العنف ضد المدنيين من الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي والدعوة إلى استئناف مبكر لمحادثات السلام وكذلك تعزيز السلام من خلال التنمية والتعاون بين الفلسطينيين وإسرائيل.
واجرت الصين مشاورات سياسية مع العديد من الدول والمنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي ودول بريكس و الأمم المتحدة من اجل التوسط للسلام في الشرق الأوسط. اما على صعيد العدوان والحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة فان الصين تنتهج سياسة تنأى بنفسها عن الصراع الراهن في غزة والضفة مرحليا مع اشتداد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس وسط مخاوف من نشوب حرب إقليمية أوسع لذلك وقفت الصين كابرز المدافعين عن وقف فوري لاطلاق النار في جميع اجتماعات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة ودعمت جميع المبادرات الانسانية لوقف نزيف الدم ومنع توسع نطاق الحرب من خلال علاقتها الوثيقة بإيران التي تمول و تدعم حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان لتهدئة الوضع.
وترى الدوائر الامريكية ان الحكومة الصينية تتمتع بعلاقة متوازنة نسبيا مع جميع الأطراف الفاعلة في الصراع القائم في الإقليم والمنطقة و يمكن ان تكون وسيطا نزيها ومقبولا كونها تتمتع بعلاقات سياسية إيجابية مع الفلسطينيين والعرب وتركيا وإيران واذرعها في المنطقة.
من الجانب الاخر تجد الصين نفسها في عملية توازن صعبة لأنها تعتبر متعاطفة بشكل علني مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من أيام ماوتسي تونغ مؤسس الحزب الشيوعي الصيني الذي دعم الفلسطينيين بالسلاح ورغم انفتاح الصين اقتصاديا وسياسيا على إسرائيل الا انها لم تتخلى عن دعم الفلسطينيين لاقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وهذا يجعل اسرائيل متخوفة من الوسيط الصيني ولا تثق في أن الصين ممكن أن تلعب دورا متوازنا رغم الزيارات واللقاءات المتبادلة بين الجانبين. جاءت الحرب على غزة في الوقت الذي سعت فيه الصين لتسويق نفسها للعالم باعتبارها منافسا أفضل من الولايات المتحدة الامريكية لرؤية نظام عالمي تقوده الصين رغم امتناعها عن انتقاد الولايات المتحدة لدعمها الغير مشروط لإسرائيل .
تواجه الصين الان تحديات للموازنة بين موقفها الدبلوماسي وتاريخ الصين واظهار نفسها بانها تسعى إلى السلام في الشرق الأوسط ولا مصالح خاصة لها في القضية الفلسطينية.
الشاهد - كتب : حمزة مزهر
تسعى بكين كقوة عظمى صاعدة بقوة على الساحة الدولية للبحث عن فرص لتوسيع نفوذها العالمي وفقا لرؤيتها الاستراتيجية للشرق الأوسط في العقدين الاخيرين وتقدم الصين نفسها كلاعب محايد في صراعات الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية من خلال تكتيكات القوة الناعمة وتعزيز التبادل التجاري مع العالم العربي والتركيز على ضرورة ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .. وتقوم بكين في سياق التنافس مع الولايات المتحدة بنشاط دبلوماسي واقتصادي واسع لإيجاد الأرضية المناسبة كلاعب دولي وقطب لا يمكن تجاوزه في السلام العالمي وتوج ذلك منذ الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق في عام 2013
ونجاح الصين في التوسط في اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإيران .
وفي مواكبة ذلك عززت الصين من النفوذ الاقتصادي والسياسي الذي تمتلكه على المنطقة وزادت من فرص الاستثمار الأجنبي في الشرق الأوسط ولطالما سعت بكين سعيا حثيثا للاضطلاع بدور الوسيط الإقليمي واصبحت منافسا عتيدا للولايات المتحدة على الساحة الإقليمية لا سيما في عالم التجارة مما جعلها واحدة من أكبر الأسواق وأكثرها نموا وجاذبية في العالم.
وفي ملف الصراع العربي الإسرائيلي تنشط الصين لإيجاد تسوية سياسية كوسيط محايد ومقبول حيث طرح الرئيس الصيني خطة على القيادة الفلسطينية تتضمن بنودا اربعة و هي تطوير حل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967 وطرح مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاون وإنهاء بناء المستوطنات الإسرائيلية واتخاذ تدابير لمنع العنف ضد المدنيين من الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي والدعوة إلى استئناف مبكر لمحادثات السلام وكذلك تعزيز السلام من خلال التنمية والتعاون بين الفلسطينيين وإسرائيل.
واجرت الصين مشاورات سياسية مع العديد من الدول والمنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي ودول بريكس و الأمم المتحدة من اجل التوسط للسلام في الشرق الأوسط. اما على صعيد العدوان والحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة فان الصين تنتهج سياسة تنأى بنفسها عن الصراع الراهن في غزة والضفة مرحليا مع اشتداد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس وسط مخاوف من نشوب حرب إقليمية أوسع لذلك وقفت الصين كابرز المدافعين عن وقف فوري لاطلاق النار في جميع اجتماعات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة ودعمت جميع المبادرات الانسانية لوقف نزيف الدم ومنع توسع نطاق الحرب من خلال علاقتها الوثيقة بإيران التي تمول و تدعم حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان لتهدئة الوضع.
وترى الدوائر الامريكية ان الحكومة الصينية تتمتع بعلاقة متوازنة نسبيا مع جميع الأطراف الفاعلة في الصراع القائم في الإقليم والمنطقة و يمكن ان تكون وسيطا نزيها ومقبولا كونها تتمتع بعلاقات سياسية إيجابية مع الفلسطينيين والعرب وتركيا وإيران واذرعها في المنطقة.
من الجانب الاخر تجد الصين نفسها في عملية توازن صعبة لأنها تعتبر متعاطفة بشكل علني مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من أيام ماوتسي تونغ مؤسس الحزب الشيوعي الصيني الذي دعم الفلسطينيين بالسلاح ورغم انفتاح الصين اقتصاديا وسياسيا على إسرائيل الا انها لم تتخلى عن دعم الفلسطينيين لاقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وهذا يجعل اسرائيل متخوفة من الوسيط الصيني ولا تثق في أن الصين ممكن أن تلعب دورا متوازنا رغم الزيارات واللقاءات المتبادلة بين الجانبين. جاءت الحرب على غزة في الوقت الذي سعت فيه الصين لتسويق نفسها للعالم باعتبارها منافسا أفضل من الولايات المتحدة الامريكية لرؤية نظام عالمي تقوده الصين رغم امتناعها عن انتقاد الولايات المتحدة لدعمها الغير مشروط لإسرائيل .
تواجه الصين الان تحديات للموازنة بين موقفها الدبلوماسي وتاريخ الصين واظهار نفسها بانها تسعى إلى السلام في الشرق الأوسط ولا مصالح خاصة لها في القضية الفلسطينية.
الشاهد - كتب : حمزة مزهر
تسعى بكين كقوة عظمى صاعدة بقوة على الساحة الدولية للبحث عن فرص لتوسيع نفوذها العالمي وفقا لرؤيتها الاستراتيجية للشرق الأوسط في العقدين الاخيرين وتقدم الصين نفسها كلاعب محايد في صراعات الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية من خلال تكتيكات القوة الناعمة وتعزيز التبادل التجاري مع العالم العربي والتركيز على ضرورة ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .. وتقوم بكين في سياق التنافس مع الولايات المتحدة بنشاط دبلوماسي واقتصادي واسع لإيجاد الأرضية المناسبة كلاعب دولي وقطب لا يمكن تجاوزه في السلام العالمي وتوج ذلك منذ الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق في عام 2013
ونجاح الصين في التوسط في اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإيران .
وفي مواكبة ذلك عززت الصين من النفوذ الاقتصادي والسياسي الذي تمتلكه على المنطقة وزادت من فرص الاستثمار الأجنبي في الشرق الأوسط ولطالما سعت بكين سعيا حثيثا للاضطلاع بدور الوسيط الإقليمي واصبحت منافسا عتيدا للولايات المتحدة على الساحة الإقليمية لا سيما في عالم التجارة مما جعلها واحدة من أكبر الأسواق وأكثرها نموا وجاذبية في العالم.
وفي ملف الصراع العربي الإسرائيلي تنشط الصين لإيجاد تسوية سياسية كوسيط محايد ومقبول حيث طرح الرئيس الصيني خطة على القيادة الفلسطينية تتضمن بنودا اربعة و هي تطوير حل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967 وطرح مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاون وإنهاء بناء المستوطنات الإسرائيلية واتخاذ تدابير لمنع العنف ضد المدنيين من الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي والدعوة إلى استئناف مبكر لمحادثات السلام وكذلك تعزيز السلام من خلال التنمية والتعاون بين الفلسطينيين وإسرائيل.
واجرت الصين مشاورات سياسية مع العديد من الدول والمنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي ودول بريكس و الأمم المتحدة من اجل التوسط للسلام في الشرق الأوسط. اما على صعيد العدوان والحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة فان الصين تنتهج سياسة تنأى بنفسها عن الصراع الراهن في غزة والضفة مرحليا مع اشتداد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس وسط مخاوف من نشوب حرب إقليمية أوسع لذلك وقفت الصين كابرز المدافعين عن وقف فوري لاطلاق النار في جميع اجتماعات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة ودعمت جميع المبادرات الانسانية لوقف نزيف الدم ومنع توسع نطاق الحرب من خلال علاقتها الوثيقة بإيران التي تمول و تدعم حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان لتهدئة الوضع.
وترى الدوائر الامريكية ان الحكومة الصينية تتمتع بعلاقة متوازنة نسبيا مع جميع الأطراف الفاعلة في الصراع القائم في الإقليم والمنطقة و يمكن ان تكون وسيطا نزيها ومقبولا كونها تتمتع بعلاقات سياسية إيجابية مع الفلسطينيين والعرب وتركيا وإيران واذرعها في المنطقة.
من الجانب الاخر تجد الصين نفسها في عملية توازن صعبة لأنها تعتبر متعاطفة بشكل علني مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من أيام ماوتسي تونغ مؤسس الحزب الشيوعي الصيني الذي دعم الفلسطينيين بالسلاح ورغم انفتاح الصين اقتصاديا وسياسيا على إسرائيل الا انها لم تتخلى عن دعم الفلسطينيين لاقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وهذا يجعل اسرائيل متخوفة من الوسيط الصيني ولا تثق في أن الصين ممكن أن تلعب دورا متوازنا رغم الزيارات واللقاءات المتبادلة بين الجانبين. جاءت الحرب على غزة في الوقت الذي سعت فيه الصين لتسويق نفسها للعالم باعتبارها منافسا أفضل من الولايات المتحدة الامريكية لرؤية نظام عالمي تقوده الصين رغم امتناعها عن انتقاد الولايات المتحدة لدعمها الغير مشروط لإسرائيل .
تواجه الصين الان تحديات للموازنة بين موقفها الدبلوماسي وتاريخ الصين واظهار نفسها بانها تسعى إلى السلام في الشرق الأوسط ولا مصالح خاصة لها في القضية الفلسطينية.
التعليقات