تستمر المجزرة في غزة بحصد عشرات آلاف الجرحى والشهداء ومجاعة لم يُشهد لها مثيل، وآلة عسكرية مستمرة في انتهاكها لأبسط القواعد القانونية والأخلاقية الإنسانية والدولية، بينما العالم بكل مؤسساته غير قادر على إيقاف آلة الدمار هذه، فكلما لاحت بارقة أمل ولو هزيلة يطفئها تعنت دولة الاحتلال وإصرارها على تحقيق ما تدعي أنه أهداف الحرب، فقد علّق الفلسطينيون آمالهم على حماسة القوى الإقليمية والدولية لوقف العدوان قبل رمضان لكن كل تلك الآمال تبخرت فجأة، ورغم أن المفاوضات تُستأنف بين الحين والآخر إلا أنها ما زالت أسيرة لشروط معقدة لم تبرح مكانها المتعالي حتى الآن.
فكلا الطرفين حماس ودولة الاحتلال يريد الاستثمار الكامل لما لديه من أوراق لتحقيق أكبر قدر من المكاسب سواء على الصعيد العسكري أو السياسي أو الإنساني فبالنسبة لحماس والتي تمتلك الورقة الذهبية أو الجوكر كما يقال أي الرهائن والذي طالما تمنى نتنياهو أن يقتلوا في سياق الحرب، وهي لا تريد التفريط بهذه الورقة تحت أي ضغط دون الحصول على مكاسب تضمن لها موقعاً سياسياً في المستقبل وربما عسكري طالما أنها ما زالت قادرة على المقاومة، أما إسرائيل فتمتلك قوة عسكرية هائلة قادرة على استخدام كل أدوات التقنية بالإضافة إلى استحكامها على أجزاء مهمة من مساحة القطاع عدا عن تحكمها بمداخل ومخارج المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى حيازتها آلاف الأسرى من الفلسطينيين وإمساكها بورقة رفح تهدد بها العالم بطريقة مستفزة ولا ننسى تهديدها المستمر بتوسيع رقعة الحرب.
طبعاً على كل طرف ضغوط متعددة تجعله يذهب إلى طاولة المفاوضات على كره منه، فهي بالنسبة لحماس تبتدئ من الآلة العسكرية الإسرائيلية والتي تضرب بلا رحمة المدنيين في غزة وهؤلاء باتوا عنصراً مؤرقاً بسبب ارتفاع أعداد الضحايا والكارثة الإنسانية التي تحل بهم يضاف إليه الضغط الإقليمي والعربي والدولي، أيضا تواجد قوات الاحتلال على بعد خطوات من ارتكاب مجزرة جديدة في رفح والتي قد تؤدي إلى موجة من الهجرة الجماعية غير مسبوقة وهذه إن حصلت فسيوكل جزء من مسؤوليتها إلى حماس، أما بالنسبة لإسرائيل فهي حتى الآن لم تتعرض لضغوط جدية رغم تصاعد المعارضة الدولية والإقليمية بسبب هول ما يشاهده العالم من جرائم إسرائيلية لكن كل تلك لم تترجم إلى قرار دولي حقيقي يلزم إسرائيل بالقانون الدولي المستباح في غزة، وكل تلك الاعتراضات الدولية قابلة للاستيعاب إسرائيليا طالما لم تتوسع دائرة معارضة الحرب إلى الداخل الإسرائيلي حيث ما تزال الحرب هي الخيار المفضل للأغلبية الساحقة.
أما الشارع العربي فما يزال يستهلك مقولتين الأولى تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل والذي لا يتجاوزه حدود الكيفية وليس الجوهر، والثاني يتعلق بأن الحرب هي حرب نتنياهو وهذا كلام يجافي الواقع فهذه حرب إسرائيل الكيان فنجاح حماس في جولتها هذه سيؤدي إلى نتائج كارثية على مستقبل دولة الاحتلال وبالتالي يشترك الجميع إسرائيليا بضرورة القضاء على حماس وليس نتنياهو وحده، وهو طبعاً يستثمر الحرب لأجنداته الخاصة لكن ليس هذا كل الحكاية، عدم القضاء على حماس يعني تصاعد روح الاعتزاز لدى الشعب الفلسطيني وبالتالي تصاعد فرص المقاومة المستقبلية وهو الأمر الذي سعت إسرائيل لوأده في مهده منذ إنشائها وفق ما عُرف بمبدأ جابوتنسكي والذي دعا لإيجاد جدار حديدي نفسي بين الفلسطيني ومقاومة الاحتلال بواسطة القهر والاذلال، لذلك فإن القضاء على فكرة المقاومة هو هدف استراتيجي لدولة الاحتلال لايمكن تعليقه أو رهنه بنتنياهو أو غيره.
من هنا نجد أن المفاوضات وقبلها الحرب لا تتعلق بالرهائن فقط على أهميتهم بالنسبة لمواطني دولة الاحتلال وساستها ولا تتعلق بالمساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الاسرى وانسحاب إسرائيل من القطاع فقط بالنسبة لحماس، بل باتت تشكل لحظة للبقاء بالنسبة لكلا الطرفين لذلك فإن أي خسارة لأي ورقة من الأوراق التي يمتلكها أي طرف دون تحقيق نتائج بالنسبة لبقائه يعتبر انتحاراً مجانياً لذلك فإن صعوبة الموقف تكمن في أن غزة باتت عالقة بين هذين الانتحارين.
د.منذر الحوارات
تستمر المجزرة في غزة بحصد عشرات آلاف الجرحى والشهداء ومجاعة لم يُشهد لها مثيل، وآلة عسكرية مستمرة في انتهاكها لأبسط القواعد القانونية والأخلاقية الإنسانية والدولية، بينما العالم بكل مؤسساته غير قادر على إيقاف آلة الدمار هذه، فكلما لاحت بارقة أمل ولو هزيلة يطفئها تعنت دولة الاحتلال وإصرارها على تحقيق ما تدعي أنه أهداف الحرب، فقد علّق الفلسطينيون آمالهم على حماسة القوى الإقليمية والدولية لوقف العدوان قبل رمضان لكن كل تلك الآمال تبخرت فجأة، ورغم أن المفاوضات تُستأنف بين الحين والآخر إلا أنها ما زالت أسيرة لشروط معقدة لم تبرح مكانها المتعالي حتى الآن.
فكلا الطرفين حماس ودولة الاحتلال يريد الاستثمار الكامل لما لديه من أوراق لتحقيق أكبر قدر من المكاسب سواء على الصعيد العسكري أو السياسي أو الإنساني فبالنسبة لحماس والتي تمتلك الورقة الذهبية أو الجوكر كما يقال أي الرهائن والذي طالما تمنى نتنياهو أن يقتلوا في سياق الحرب، وهي لا تريد التفريط بهذه الورقة تحت أي ضغط دون الحصول على مكاسب تضمن لها موقعاً سياسياً في المستقبل وربما عسكري طالما أنها ما زالت قادرة على المقاومة، أما إسرائيل فتمتلك قوة عسكرية هائلة قادرة على استخدام كل أدوات التقنية بالإضافة إلى استحكامها على أجزاء مهمة من مساحة القطاع عدا عن تحكمها بمداخل ومخارج المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى حيازتها آلاف الأسرى من الفلسطينيين وإمساكها بورقة رفح تهدد بها العالم بطريقة مستفزة ولا ننسى تهديدها المستمر بتوسيع رقعة الحرب.
طبعاً على كل طرف ضغوط متعددة تجعله يذهب إلى طاولة المفاوضات على كره منه، فهي بالنسبة لحماس تبتدئ من الآلة العسكرية الإسرائيلية والتي تضرب بلا رحمة المدنيين في غزة وهؤلاء باتوا عنصراً مؤرقاً بسبب ارتفاع أعداد الضحايا والكارثة الإنسانية التي تحل بهم يضاف إليه الضغط الإقليمي والعربي والدولي، أيضا تواجد قوات الاحتلال على بعد خطوات من ارتكاب مجزرة جديدة في رفح والتي قد تؤدي إلى موجة من الهجرة الجماعية غير مسبوقة وهذه إن حصلت فسيوكل جزء من مسؤوليتها إلى حماس، أما بالنسبة لإسرائيل فهي حتى الآن لم تتعرض لضغوط جدية رغم تصاعد المعارضة الدولية والإقليمية بسبب هول ما يشاهده العالم من جرائم إسرائيلية لكن كل تلك لم تترجم إلى قرار دولي حقيقي يلزم إسرائيل بالقانون الدولي المستباح في غزة، وكل تلك الاعتراضات الدولية قابلة للاستيعاب إسرائيليا طالما لم تتوسع دائرة معارضة الحرب إلى الداخل الإسرائيلي حيث ما تزال الحرب هي الخيار المفضل للأغلبية الساحقة.
أما الشارع العربي فما يزال يستهلك مقولتين الأولى تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل والذي لا يتجاوزه حدود الكيفية وليس الجوهر، والثاني يتعلق بأن الحرب هي حرب نتنياهو وهذا كلام يجافي الواقع فهذه حرب إسرائيل الكيان فنجاح حماس في جولتها هذه سيؤدي إلى نتائج كارثية على مستقبل دولة الاحتلال وبالتالي يشترك الجميع إسرائيليا بضرورة القضاء على حماس وليس نتنياهو وحده، وهو طبعاً يستثمر الحرب لأجنداته الخاصة لكن ليس هذا كل الحكاية، عدم القضاء على حماس يعني تصاعد روح الاعتزاز لدى الشعب الفلسطيني وبالتالي تصاعد فرص المقاومة المستقبلية وهو الأمر الذي سعت إسرائيل لوأده في مهده منذ إنشائها وفق ما عُرف بمبدأ جابوتنسكي والذي دعا لإيجاد جدار حديدي نفسي بين الفلسطيني ومقاومة الاحتلال بواسطة القهر والاذلال، لذلك فإن القضاء على فكرة المقاومة هو هدف استراتيجي لدولة الاحتلال لايمكن تعليقه أو رهنه بنتنياهو أو غيره.
من هنا نجد أن المفاوضات وقبلها الحرب لا تتعلق بالرهائن فقط على أهميتهم بالنسبة لمواطني دولة الاحتلال وساستها ولا تتعلق بالمساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الاسرى وانسحاب إسرائيل من القطاع فقط بالنسبة لحماس، بل باتت تشكل لحظة للبقاء بالنسبة لكلا الطرفين لذلك فإن أي خسارة لأي ورقة من الأوراق التي يمتلكها أي طرف دون تحقيق نتائج بالنسبة لبقائه يعتبر انتحاراً مجانياً لذلك فإن صعوبة الموقف تكمن في أن غزة باتت عالقة بين هذين الانتحارين.
د.منذر الحوارات
تستمر المجزرة في غزة بحصد عشرات آلاف الجرحى والشهداء ومجاعة لم يُشهد لها مثيل، وآلة عسكرية مستمرة في انتهاكها لأبسط القواعد القانونية والأخلاقية الإنسانية والدولية، بينما العالم بكل مؤسساته غير قادر على إيقاف آلة الدمار هذه، فكلما لاحت بارقة أمل ولو هزيلة يطفئها تعنت دولة الاحتلال وإصرارها على تحقيق ما تدعي أنه أهداف الحرب، فقد علّق الفلسطينيون آمالهم على حماسة القوى الإقليمية والدولية لوقف العدوان قبل رمضان لكن كل تلك الآمال تبخرت فجأة، ورغم أن المفاوضات تُستأنف بين الحين والآخر إلا أنها ما زالت أسيرة لشروط معقدة لم تبرح مكانها المتعالي حتى الآن.
فكلا الطرفين حماس ودولة الاحتلال يريد الاستثمار الكامل لما لديه من أوراق لتحقيق أكبر قدر من المكاسب سواء على الصعيد العسكري أو السياسي أو الإنساني فبالنسبة لحماس والتي تمتلك الورقة الذهبية أو الجوكر كما يقال أي الرهائن والذي طالما تمنى نتنياهو أن يقتلوا في سياق الحرب، وهي لا تريد التفريط بهذه الورقة تحت أي ضغط دون الحصول على مكاسب تضمن لها موقعاً سياسياً في المستقبل وربما عسكري طالما أنها ما زالت قادرة على المقاومة، أما إسرائيل فتمتلك قوة عسكرية هائلة قادرة على استخدام كل أدوات التقنية بالإضافة إلى استحكامها على أجزاء مهمة من مساحة القطاع عدا عن تحكمها بمداخل ومخارج المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى حيازتها آلاف الأسرى من الفلسطينيين وإمساكها بورقة رفح تهدد بها العالم بطريقة مستفزة ولا ننسى تهديدها المستمر بتوسيع رقعة الحرب.
طبعاً على كل طرف ضغوط متعددة تجعله يذهب إلى طاولة المفاوضات على كره منه، فهي بالنسبة لحماس تبتدئ من الآلة العسكرية الإسرائيلية والتي تضرب بلا رحمة المدنيين في غزة وهؤلاء باتوا عنصراً مؤرقاً بسبب ارتفاع أعداد الضحايا والكارثة الإنسانية التي تحل بهم يضاف إليه الضغط الإقليمي والعربي والدولي، أيضا تواجد قوات الاحتلال على بعد خطوات من ارتكاب مجزرة جديدة في رفح والتي قد تؤدي إلى موجة من الهجرة الجماعية غير مسبوقة وهذه إن حصلت فسيوكل جزء من مسؤوليتها إلى حماس، أما بالنسبة لإسرائيل فهي حتى الآن لم تتعرض لضغوط جدية رغم تصاعد المعارضة الدولية والإقليمية بسبب هول ما يشاهده العالم من جرائم إسرائيلية لكن كل تلك لم تترجم إلى قرار دولي حقيقي يلزم إسرائيل بالقانون الدولي المستباح في غزة، وكل تلك الاعتراضات الدولية قابلة للاستيعاب إسرائيليا طالما لم تتوسع دائرة معارضة الحرب إلى الداخل الإسرائيلي حيث ما تزال الحرب هي الخيار المفضل للأغلبية الساحقة.
أما الشارع العربي فما يزال يستهلك مقولتين الأولى تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل والذي لا يتجاوزه حدود الكيفية وليس الجوهر، والثاني يتعلق بأن الحرب هي حرب نتنياهو وهذا كلام يجافي الواقع فهذه حرب إسرائيل الكيان فنجاح حماس في جولتها هذه سيؤدي إلى نتائج كارثية على مستقبل دولة الاحتلال وبالتالي يشترك الجميع إسرائيليا بضرورة القضاء على حماس وليس نتنياهو وحده، وهو طبعاً يستثمر الحرب لأجنداته الخاصة لكن ليس هذا كل الحكاية، عدم القضاء على حماس يعني تصاعد روح الاعتزاز لدى الشعب الفلسطيني وبالتالي تصاعد فرص المقاومة المستقبلية وهو الأمر الذي سعت إسرائيل لوأده في مهده منذ إنشائها وفق ما عُرف بمبدأ جابوتنسكي والذي دعا لإيجاد جدار حديدي نفسي بين الفلسطيني ومقاومة الاحتلال بواسطة القهر والاذلال، لذلك فإن القضاء على فكرة المقاومة هو هدف استراتيجي لدولة الاحتلال لايمكن تعليقه أو رهنه بنتنياهو أو غيره.
من هنا نجد أن المفاوضات وقبلها الحرب لا تتعلق بالرهائن فقط على أهميتهم بالنسبة لمواطني دولة الاحتلال وساستها ولا تتعلق بالمساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الاسرى وانسحاب إسرائيل من القطاع فقط بالنسبة لحماس، بل باتت تشكل لحظة للبقاء بالنسبة لكلا الطرفين لذلك فإن أي خسارة لأي ورقة من الأوراق التي يمتلكها أي طرف دون تحقيق نتائج بالنسبة لبقائه يعتبر انتحاراً مجانياً لذلك فإن صعوبة الموقف تكمن في أن غزة باتت عالقة بين هذين الانتحارين.
التعليقات