احمد عبدالباسط الرجوب
لا يجادل اثنان في كون هيبة الدولة مسألة ضرورية وحيوية ومن الأشياء الأساسية لأي مجتمع، وبذلك فلا يقبل التهاون حولها ولا يجب أن يكون الأمر موضع نقاش أو مزايدة من أحد، .. بلادنا فيها سقف حرية اعلى من غيرها في منطقتنا والاقليم ( رضى من رضا وابا من ابا ) ، ودولتنا الاردنية لا تبني 'هيبتها المفترضة' بزرع الخوف وبث الرعب في الناس وترويع المواطنين وهي ليست كمثل الدول التي يعرفها الجميع والتي هى أقرب لتشكيل تنظيم العصابات وشبكات الإجرام ، - فلا يحتاج الأمر إلى مقارنة مادام أنه لا قياس مع الفارق - وكم نحن بعيدين كل البعد عن شاكلة هذه الدول البوليسية التي تزج بالوف السياسين في غياهب السجون ومعتقلات الصحاري .. وهنا اتسائل وبتجرد مطلق :
هل الاساءة والتلفظ بكلمات بذيئة هابطة على نشامى ونشميات اجهزتنا الامنية تعلي من شأن الديمقراطية في بلادنا؟..
هل قطع الطرق امام حركة المرور وبخاصة الطرق الدولية وتخريب الممتلكات العامة والخاصة تدعم نضال اهلنا في فلسطين لمواجهة الاحتلال الصهيوني وتنهي محنة وابتلاء اهلنا في غزة العزة؟..
هل خروج المرأة ' المتظاهرة ' عن المالوف في تصرفها الغير مسؤول بالشتم والسباب على نشامى ونشميات الاجهزة الامنية تصرف مسؤول يعكس انوثتها واخلاق الحرائر الاردنيات؟..
مشكلتنا في بلادنا الاردنية أكثر تعقيدا من مجرد ميثاق أو إطار محدد لطبيعة العلاقة بين الشعب والدولة ، (فمشكلنا هو مشكل بنيوي للأسف)، إذ ليس رهين بأزمة اجتماعية أو سياسية عابرة فقط. لكن الشيء الأساسي على الأقل للبدء في تأسيس علاقة تشوبها ثقة واحترام بين المواطن والدولة هو أن على الساسة في البلد (خاصة اصحاب مشاريع الاحزاب) أن يفهموا جيدا أن كرامة وهيبة المواطن من كرامة الدولة وهيبتها والعكس صحيح ولا يمكن للاثنين أن يفترقا.. وبالتالي فغالبا ما يتم مبادلة ذلك الاحترام والتقدير بما هو أحسن منه، لذلك كثيرا ما نجد أشد وأشرس من يدافع عن تلك البلاد وأحرص من يسوق صورتها هم مواطنوها بالدرجة الأولى، وذلك ببساطة لأنهم يشعرون أنهم جزء منها وهي جزء منهم..
ان من مقتضيات الأمر أننا نعيش عطبا دائما في تصريف الامور الطارئة والتي يعتلي صهوتها سياسيون وحزبيون من اصحاب الشعبويات من فئة (زوبعة في فنجان) ، تجاه هذا الواقع التعيس :اذن فمن يتحمل المسؤولية؟ .. إذا كانت المسؤولية في جزئها الاكبر تقع على عاتق الاحزاب على اختلافها (انظروا الى هتيفة حلبة الكالوتي)، وايضا فإن المواطنين ،وبالذات غير الحزبيين ، يتحملون قسطا كبيرا من المسؤولية لجهة التغرير بهم وسحبهم الى حلبة وميادين التظاهر لشتم وسب رجال الامن والاضرار بالممتلكات العامة والخاصة. وفي هذا السياق اقول وبلا تأني أن الكثير من شبابنا والناشطين ، كما الأحزاب، تحتاج اليوم الى ثورة على ذاتها، لاعادة تهذيب فكرها، ونهجها، وسلوكها ومفاهيمها، وممارساتها من جديد ، بعيدا عن العصبية ، والجهل، والتعصب، والشعبوية، والتحجر والاستعلاء على الاخر..
لكن الصحيح أيضا أن هناك قدر أدنى من التعقل يملي على جميع الاطراف (الرسميين والمواطنين) للتفكير في عواقب الأمور، إذ من الغباء أن يتم المجازفة باستقرار الوطن وأمن المواطنين فيه لمجرد فكرة مغلوطة وغير سوية وغير عقلانية أصلا..
خصم الكلام ..
وفي سياق الجهد الاردني لاهلنا في فلسطين لا يغيب عن البال الجهد الأردني الإنساني في الضفة الغربية وقطاع غزة على صعيد المستشفيات الميدانية، إضافة إلى جهود الهيئة الخيرية الهاشمية، وغيرها من الجهود الأردنية ، فلا زال الاردن يلعب دورا محوريا في دعم القضية الفلسطينية وحشد العالم لوقف إطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية الى الاهل في قطاع غزة واستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين.
التيارات والقوى السياسية والانتخابية جاءت ردود أفعالها مرتبكة ومتأخرة، فى بيانات وتصريحات عامة وغامضة عن ضرورة «فعل كذا ومواجهة كذا»، تراجعت الأحزاب وتراجعت النخب السياسية وبقى منهم من يريد المزايدة فالأحزاب والسياسيون يفكرون بطريقة لم تعد تتناسب مع واقع جديد فرضته حادثة الكالوتي، وبانتهازية أصبحت مكشوفة وخالية من الحبكات الدرامية فقد بدت الأحزاب هى الأخرى خارج نطاق الخدمة، مكتفية بالظهور فقط على منصات التواصل والفضائيات عندما يكون وقت الكلام..
لقد آن الآوان لاجتثاث كل ظواهر الخروج على هيبة الدولة من جذورها ومحاسبة كل متورط فيها، وهذا العنوان العريض الذي ينادي به الأردنيون في سيادة القانون ونريد أن تصل الرسالة لكل من يفكر بالتعدي على حرمة الوطن سواءً الممتلكات او سب وشتم رجال الدولة من مدنيين وعسكريين.. وكلنا في أرجاء الوطن نقف خلف أجهزتنا الأمنية في حملتهم لتطهير المجتمع من كل مستقوٍ على الوطن خارجٍ عن القانون..
لنا في سلوك البعض من الشباب في حلبة تظاهر الكالوتي، قاموا بالاعتداء على رجال الشرطة .. وهذا مثال على الدور السلبي للفرد في عملية التفاعل الخاصة بإنتاج هيبة الدولة ، فقد كانت ردود الأفعال في الموقف انفعالية ومستوى الوعي متدنياً، والألفاظ عدائية، تؤشر مساً مباشراً لهيبة الدولة، وكان الاعتداء السافر والاهانة العمدية لضباط وجنود في الواجب تدمير لهيبة الدولة.
ختاما ..
علينا أن ندرك بأن بلدنا مستهدف مما يستدعي من الجميع تفويت الفرصة على كل المتربصين بأمن الأردن واستقراره، وذلك حتى يكون الأردن دائماً محط ثقة الجميع ويحظى بالمصداقية في التعامل مع كافة الدول والمنظمات الدولية وهو المكان الأنسب للاستثمار والسياحة والتعاون، وإن الظروف التي يمر بها الأردن ليست بمعزل عما يحصل في العالم خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشأن الاقتصادي..
إن الالتفاف حول قيادتنا الرشيدة هو الترياق الذي سيؤدي إلى إحباط مخططاتهم ، فجلالة الملك وبحكمته وبعلمه الواسع وحنكته السياسية وعلاقاته الوطيدة مع جميع بلدان العالم وبقدرته ولسانه القادر على إيصال صوتنا هو الذي نعول عليه في هذه المرحلة الدقيقة.
عاش الاردن قويا عزيزًا في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة المظفرة ..
كاتب اردني
احمد عبدالباسط الرجوب
لا يجادل اثنان في كون هيبة الدولة مسألة ضرورية وحيوية ومن الأشياء الأساسية لأي مجتمع، وبذلك فلا يقبل التهاون حولها ولا يجب أن يكون الأمر موضع نقاش أو مزايدة من أحد، .. بلادنا فيها سقف حرية اعلى من غيرها في منطقتنا والاقليم ( رضى من رضا وابا من ابا ) ، ودولتنا الاردنية لا تبني 'هيبتها المفترضة' بزرع الخوف وبث الرعب في الناس وترويع المواطنين وهي ليست كمثل الدول التي يعرفها الجميع والتي هى أقرب لتشكيل تنظيم العصابات وشبكات الإجرام ، - فلا يحتاج الأمر إلى مقارنة مادام أنه لا قياس مع الفارق - وكم نحن بعيدين كل البعد عن شاكلة هذه الدول البوليسية التي تزج بالوف السياسين في غياهب السجون ومعتقلات الصحاري .. وهنا اتسائل وبتجرد مطلق :
هل الاساءة والتلفظ بكلمات بذيئة هابطة على نشامى ونشميات اجهزتنا الامنية تعلي من شأن الديمقراطية في بلادنا؟..
هل قطع الطرق امام حركة المرور وبخاصة الطرق الدولية وتخريب الممتلكات العامة والخاصة تدعم نضال اهلنا في فلسطين لمواجهة الاحتلال الصهيوني وتنهي محنة وابتلاء اهلنا في غزة العزة؟..
هل خروج المرأة ' المتظاهرة ' عن المالوف في تصرفها الغير مسؤول بالشتم والسباب على نشامى ونشميات الاجهزة الامنية تصرف مسؤول يعكس انوثتها واخلاق الحرائر الاردنيات؟..
مشكلتنا في بلادنا الاردنية أكثر تعقيدا من مجرد ميثاق أو إطار محدد لطبيعة العلاقة بين الشعب والدولة ، (فمشكلنا هو مشكل بنيوي للأسف)، إذ ليس رهين بأزمة اجتماعية أو سياسية عابرة فقط. لكن الشيء الأساسي على الأقل للبدء في تأسيس علاقة تشوبها ثقة واحترام بين المواطن والدولة هو أن على الساسة في البلد (خاصة اصحاب مشاريع الاحزاب) أن يفهموا جيدا أن كرامة وهيبة المواطن من كرامة الدولة وهيبتها والعكس صحيح ولا يمكن للاثنين أن يفترقا.. وبالتالي فغالبا ما يتم مبادلة ذلك الاحترام والتقدير بما هو أحسن منه، لذلك كثيرا ما نجد أشد وأشرس من يدافع عن تلك البلاد وأحرص من يسوق صورتها هم مواطنوها بالدرجة الأولى، وذلك ببساطة لأنهم يشعرون أنهم جزء منها وهي جزء منهم..
ان من مقتضيات الأمر أننا نعيش عطبا دائما في تصريف الامور الطارئة والتي يعتلي صهوتها سياسيون وحزبيون من اصحاب الشعبويات من فئة (زوبعة في فنجان) ، تجاه هذا الواقع التعيس :اذن فمن يتحمل المسؤولية؟ .. إذا كانت المسؤولية في جزئها الاكبر تقع على عاتق الاحزاب على اختلافها (انظروا الى هتيفة حلبة الكالوتي)، وايضا فإن المواطنين ،وبالذات غير الحزبيين ، يتحملون قسطا كبيرا من المسؤولية لجهة التغرير بهم وسحبهم الى حلبة وميادين التظاهر لشتم وسب رجال الامن والاضرار بالممتلكات العامة والخاصة. وفي هذا السياق اقول وبلا تأني أن الكثير من شبابنا والناشطين ، كما الأحزاب، تحتاج اليوم الى ثورة على ذاتها، لاعادة تهذيب فكرها، ونهجها، وسلوكها ومفاهيمها، وممارساتها من جديد ، بعيدا عن العصبية ، والجهل، والتعصب، والشعبوية، والتحجر والاستعلاء على الاخر..
لكن الصحيح أيضا أن هناك قدر أدنى من التعقل يملي على جميع الاطراف (الرسميين والمواطنين) للتفكير في عواقب الأمور، إذ من الغباء أن يتم المجازفة باستقرار الوطن وأمن المواطنين فيه لمجرد فكرة مغلوطة وغير سوية وغير عقلانية أصلا..
خصم الكلام ..
وفي سياق الجهد الاردني لاهلنا في فلسطين لا يغيب عن البال الجهد الأردني الإنساني في الضفة الغربية وقطاع غزة على صعيد المستشفيات الميدانية، إضافة إلى جهود الهيئة الخيرية الهاشمية، وغيرها من الجهود الأردنية ، فلا زال الاردن يلعب دورا محوريا في دعم القضية الفلسطينية وحشد العالم لوقف إطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية الى الاهل في قطاع غزة واستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين.
التيارات والقوى السياسية والانتخابية جاءت ردود أفعالها مرتبكة ومتأخرة، فى بيانات وتصريحات عامة وغامضة عن ضرورة «فعل كذا ومواجهة كذا»، تراجعت الأحزاب وتراجعت النخب السياسية وبقى منهم من يريد المزايدة فالأحزاب والسياسيون يفكرون بطريقة لم تعد تتناسب مع واقع جديد فرضته حادثة الكالوتي، وبانتهازية أصبحت مكشوفة وخالية من الحبكات الدرامية فقد بدت الأحزاب هى الأخرى خارج نطاق الخدمة، مكتفية بالظهور فقط على منصات التواصل والفضائيات عندما يكون وقت الكلام..
لقد آن الآوان لاجتثاث كل ظواهر الخروج على هيبة الدولة من جذورها ومحاسبة كل متورط فيها، وهذا العنوان العريض الذي ينادي به الأردنيون في سيادة القانون ونريد أن تصل الرسالة لكل من يفكر بالتعدي على حرمة الوطن سواءً الممتلكات او سب وشتم رجال الدولة من مدنيين وعسكريين.. وكلنا في أرجاء الوطن نقف خلف أجهزتنا الأمنية في حملتهم لتطهير المجتمع من كل مستقوٍ على الوطن خارجٍ عن القانون..
لنا في سلوك البعض من الشباب في حلبة تظاهر الكالوتي، قاموا بالاعتداء على رجال الشرطة .. وهذا مثال على الدور السلبي للفرد في عملية التفاعل الخاصة بإنتاج هيبة الدولة ، فقد كانت ردود الأفعال في الموقف انفعالية ومستوى الوعي متدنياً، والألفاظ عدائية، تؤشر مساً مباشراً لهيبة الدولة، وكان الاعتداء السافر والاهانة العمدية لضباط وجنود في الواجب تدمير لهيبة الدولة.
ختاما ..
علينا أن ندرك بأن بلدنا مستهدف مما يستدعي من الجميع تفويت الفرصة على كل المتربصين بأمن الأردن واستقراره، وذلك حتى يكون الأردن دائماً محط ثقة الجميع ويحظى بالمصداقية في التعامل مع كافة الدول والمنظمات الدولية وهو المكان الأنسب للاستثمار والسياحة والتعاون، وإن الظروف التي يمر بها الأردن ليست بمعزل عما يحصل في العالم خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشأن الاقتصادي..
إن الالتفاف حول قيادتنا الرشيدة هو الترياق الذي سيؤدي إلى إحباط مخططاتهم ، فجلالة الملك وبحكمته وبعلمه الواسع وحنكته السياسية وعلاقاته الوطيدة مع جميع بلدان العالم وبقدرته ولسانه القادر على إيصال صوتنا هو الذي نعول عليه في هذه المرحلة الدقيقة.
عاش الاردن قويا عزيزًا في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة المظفرة ..
كاتب اردني
احمد عبدالباسط الرجوب
لا يجادل اثنان في كون هيبة الدولة مسألة ضرورية وحيوية ومن الأشياء الأساسية لأي مجتمع، وبذلك فلا يقبل التهاون حولها ولا يجب أن يكون الأمر موضع نقاش أو مزايدة من أحد، .. بلادنا فيها سقف حرية اعلى من غيرها في منطقتنا والاقليم ( رضى من رضا وابا من ابا ) ، ودولتنا الاردنية لا تبني 'هيبتها المفترضة' بزرع الخوف وبث الرعب في الناس وترويع المواطنين وهي ليست كمثل الدول التي يعرفها الجميع والتي هى أقرب لتشكيل تنظيم العصابات وشبكات الإجرام ، - فلا يحتاج الأمر إلى مقارنة مادام أنه لا قياس مع الفارق - وكم نحن بعيدين كل البعد عن شاكلة هذه الدول البوليسية التي تزج بالوف السياسين في غياهب السجون ومعتقلات الصحاري .. وهنا اتسائل وبتجرد مطلق :
هل الاساءة والتلفظ بكلمات بذيئة هابطة على نشامى ونشميات اجهزتنا الامنية تعلي من شأن الديمقراطية في بلادنا؟..
هل قطع الطرق امام حركة المرور وبخاصة الطرق الدولية وتخريب الممتلكات العامة والخاصة تدعم نضال اهلنا في فلسطين لمواجهة الاحتلال الصهيوني وتنهي محنة وابتلاء اهلنا في غزة العزة؟..
هل خروج المرأة ' المتظاهرة ' عن المالوف في تصرفها الغير مسؤول بالشتم والسباب على نشامى ونشميات الاجهزة الامنية تصرف مسؤول يعكس انوثتها واخلاق الحرائر الاردنيات؟..
مشكلتنا في بلادنا الاردنية أكثر تعقيدا من مجرد ميثاق أو إطار محدد لطبيعة العلاقة بين الشعب والدولة ، (فمشكلنا هو مشكل بنيوي للأسف)، إذ ليس رهين بأزمة اجتماعية أو سياسية عابرة فقط. لكن الشيء الأساسي على الأقل للبدء في تأسيس علاقة تشوبها ثقة واحترام بين المواطن والدولة هو أن على الساسة في البلد (خاصة اصحاب مشاريع الاحزاب) أن يفهموا جيدا أن كرامة وهيبة المواطن من كرامة الدولة وهيبتها والعكس صحيح ولا يمكن للاثنين أن يفترقا.. وبالتالي فغالبا ما يتم مبادلة ذلك الاحترام والتقدير بما هو أحسن منه، لذلك كثيرا ما نجد أشد وأشرس من يدافع عن تلك البلاد وأحرص من يسوق صورتها هم مواطنوها بالدرجة الأولى، وذلك ببساطة لأنهم يشعرون أنهم جزء منها وهي جزء منهم..
ان من مقتضيات الأمر أننا نعيش عطبا دائما في تصريف الامور الطارئة والتي يعتلي صهوتها سياسيون وحزبيون من اصحاب الشعبويات من فئة (زوبعة في فنجان) ، تجاه هذا الواقع التعيس :اذن فمن يتحمل المسؤولية؟ .. إذا كانت المسؤولية في جزئها الاكبر تقع على عاتق الاحزاب على اختلافها (انظروا الى هتيفة حلبة الكالوتي)، وايضا فإن المواطنين ،وبالذات غير الحزبيين ، يتحملون قسطا كبيرا من المسؤولية لجهة التغرير بهم وسحبهم الى حلبة وميادين التظاهر لشتم وسب رجال الامن والاضرار بالممتلكات العامة والخاصة. وفي هذا السياق اقول وبلا تأني أن الكثير من شبابنا والناشطين ، كما الأحزاب، تحتاج اليوم الى ثورة على ذاتها، لاعادة تهذيب فكرها، ونهجها، وسلوكها ومفاهيمها، وممارساتها من جديد ، بعيدا عن العصبية ، والجهل، والتعصب، والشعبوية، والتحجر والاستعلاء على الاخر..
لكن الصحيح أيضا أن هناك قدر أدنى من التعقل يملي على جميع الاطراف (الرسميين والمواطنين) للتفكير في عواقب الأمور، إذ من الغباء أن يتم المجازفة باستقرار الوطن وأمن المواطنين فيه لمجرد فكرة مغلوطة وغير سوية وغير عقلانية أصلا..
خصم الكلام ..
وفي سياق الجهد الاردني لاهلنا في فلسطين لا يغيب عن البال الجهد الأردني الإنساني في الضفة الغربية وقطاع غزة على صعيد المستشفيات الميدانية، إضافة إلى جهود الهيئة الخيرية الهاشمية، وغيرها من الجهود الأردنية ، فلا زال الاردن يلعب دورا محوريا في دعم القضية الفلسطينية وحشد العالم لوقف إطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية الى الاهل في قطاع غزة واستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين.
التيارات والقوى السياسية والانتخابية جاءت ردود أفعالها مرتبكة ومتأخرة، فى بيانات وتصريحات عامة وغامضة عن ضرورة «فعل كذا ومواجهة كذا»، تراجعت الأحزاب وتراجعت النخب السياسية وبقى منهم من يريد المزايدة فالأحزاب والسياسيون يفكرون بطريقة لم تعد تتناسب مع واقع جديد فرضته حادثة الكالوتي، وبانتهازية أصبحت مكشوفة وخالية من الحبكات الدرامية فقد بدت الأحزاب هى الأخرى خارج نطاق الخدمة، مكتفية بالظهور فقط على منصات التواصل والفضائيات عندما يكون وقت الكلام..
لقد آن الآوان لاجتثاث كل ظواهر الخروج على هيبة الدولة من جذورها ومحاسبة كل متورط فيها، وهذا العنوان العريض الذي ينادي به الأردنيون في سيادة القانون ونريد أن تصل الرسالة لكل من يفكر بالتعدي على حرمة الوطن سواءً الممتلكات او سب وشتم رجال الدولة من مدنيين وعسكريين.. وكلنا في أرجاء الوطن نقف خلف أجهزتنا الأمنية في حملتهم لتطهير المجتمع من كل مستقوٍ على الوطن خارجٍ عن القانون..
لنا في سلوك البعض من الشباب في حلبة تظاهر الكالوتي، قاموا بالاعتداء على رجال الشرطة .. وهذا مثال على الدور السلبي للفرد في عملية التفاعل الخاصة بإنتاج هيبة الدولة ، فقد كانت ردود الأفعال في الموقف انفعالية ومستوى الوعي متدنياً، والألفاظ عدائية، تؤشر مساً مباشراً لهيبة الدولة، وكان الاعتداء السافر والاهانة العمدية لضباط وجنود في الواجب تدمير لهيبة الدولة.
ختاما ..
علينا أن ندرك بأن بلدنا مستهدف مما يستدعي من الجميع تفويت الفرصة على كل المتربصين بأمن الأردن واستقراره، وذلك حتى يكون الأردن دائماً محط ثقة الجميع ويحظى بالمصداقية في التعامل مع كافة الدول والمنظمات الدولية وهو المكان الأنسب للاستثمار والسياحة والتعاون، وإن الظروف التي يمر بها الأردن ليست بمعزل عما يحصل في العالم خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشأن الاقتصادي..
إن الالتفاف حول قيادتنا الرشيدة هو الترياق الذي سيؤدي إلى إحباط مخططاتهم ، فجلالة الملك وبحكمته وبعلمه الواسع وحنكته السياسية وعلاقاته الوطيدة مع جميع بلدان العالم وبقدرته ولسانه القادر على إيصال صوتنا هو الذي نعول عليه في هذه المرحلة الدقيقة.
عاش الاردن قويا عزيزًا في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة المظفرة ..
كاتب اردني
التعليقات