د.منذر الحوارات
إطلاق مسيرة لم يتم اعتراضها إسرائيلياً من قبل ميليشيات عراقية ممولة من إيران على قاعدة عسكرية بحرية إسرائيلية تسببت في أضرار في أحد مباني القاعدة، حيث ترسو العديد من السفن البحرية حسب الوكالات، وفي الحال ودون انتظار أو تأنّ تقوم طائرات إسرائيلية بالإغارة على حي المزة في دمشق واغتيال شخصية إيرانية على درجة عالية من الأهمية والخطورة، إنه حسن مهداوي المعروف باسم محمود رضا زاهدي وهو بمثابة المندوب السامي الإيراني في سورية والعراق ولبنان هو وسبعة من رفاقه، ويقول المراقبون ان هذا الاغتيال يأتي من حيث الأهمية بعد اغتيال قاسم سليماني الذي اغتالته الطائرات الأميركية قرب مطار بغداد، هذا هو الحدث أما تداعياته فهي من الخطورة بمكان ربما يؤدي إلى انزلاق المنطقة لفوضى غير محسوبة.
تبنت إيران فكرة الصبر الإستراتيجي وهذه تضمن لها أن تهندس ردودها بشكل متأنّ بحيث لا تنجرف إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل والقوى الدولية، وهي بهذه الاستراتيجية استطاعت أن تستوعب العديد من الضربات في الماضي وترد بالتنسيق مع الخصم وهذا ما كشفه الرئيس دونالد ترامب بعد مقتل قاسم سليماني حيث أكد أن ايران أبلغت الأميركان بموعد الضربة وقوتها، لكن هذه المرة مختلفة فهي تأتي مباشرة بواسطة طائرات إسرائيلية وعلى مكان يعتبر أرضاً إيرانية وأمام مرأى ومسمع من العالم، بالتالي إذا لم ترد فإن مصداقيتها أمام حلفائها ستتآكل وستبدو قدرتها على الردع كنمر من ورق، تأكيد الرد جاء في تغريدة على منصة اكس للمرشد الأعلى بخمس لغات منها العبرية بأن إسرائيل ستندم، وهو ما أكد عليه عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري (إن على إسرائيل أن تُعد نفسها لرد حازم من جانب إيران لأنها اعتدت على أراضينا) وهناك جدل وغضب في ايران على ضرورة أن ترد هي بذاتها وليس بواسطة أدواتها في المنطقة، بالتالي لم يعد من المقبول الاستمرار في نفس السياسة.
لكن ايران تخشى الحرب الشاملة وفي المقابل هي تخشى من أن تآكل قدرتها على الرد سيشجع إسرائيل على شن هجمات أوسع، لذلك هي تبحث عن هدف يوفر لها الرد دون أن يؤدي إلى حرب شاملة بعد أن حرمتها الولايات المتحدة من فكرة الرد على أهداف أميركية إثر تنصل الأخيرة من أي علاقة لها بالضربة، وإلا كانت قد هندست ضربة على هدف أميركي بالاتفاق معها ولانتهى الأمر كما حدث عندما قُتل سليماني لكن الوضع هذه المرة مختلف تماماً، بالتالي تبدوا ايران في مأزق فقد استفادت لعقود من ميزة استنزاف إسرائيل بواسطة الوكلاء دون أن تدفع ثمناً كبيراً بل كان العرب هم من يدفعون، لكن في رحلة بحثها عن استعادة قوة ردعها المهدورة في السابع من اكتوبر قررت إسرائيل أن الحرب بالواسطة قد انتهت وإلى الأبد، وأن كل من شارك في طوفان الأقصى حسب اعتقادها سيكون في سُلم المواجهة، وبالرغم من ذلك يعتقد بعض المراقبين أن ايران ستجد ضالتها في رد لا يثير حفيظة إسرائيل ويعتمدون في ذلك على حوادث مماثلة منها أنها لم تختر التصعيد بعد اغتيال قاسم سليماني في العام 2022 ولا بعد اغتيال مهندس برنامجها النووي محسن فخري زادة على ارضها لأنها رأت بأن لا الظروف ولا الوقت في صالحها، والثاني ان ايران ستتذرع بأنها لن تقدم لنتنياهو هدية مجانية بتوسيع الصراع.
هذا يجعل الكثيرين يعتقدون أن إيران ستستخدم أذرعها في الرد، مثلاً ضرب سفينة إسرائيلية في البحر، ضرب سفارة إسرائيلية في الخارج، ضربات متزامنة لأذرع إيران في المنطقة، أو تصعيد الاضطرابات في دول حليفة للولايات المتحدة وأقربها للتصعيد العراق، ويلاحظ مؤخراً بوضوح أن الأعين الإيرانية تتجه صوب الأردن والضفة الغربية، وربما تأخير الرد الإيراني إلى ما بعد عيد الفطر يعطي الانطباع بأن إيران تريد منح فرصة للأميركان للتدخل وإيجاد مخرج من هذا المأزق الإيراني، لكن الأكيد أن هذا المأزق الإيراني سيتفاقم لأن هناك قراراً إسرائيلياً بضرورة فتح الجبهة مع الممول الرئيسي بالتالي لم يعد الخيار إيرانياً صرفاً اللهم إلا إذا رضيت بتراجع دورها في المنطقة، ومثله تراجع ثقة حلفائها بها، أم أن صبرها سينفد وترد بأي طريقة مهما كانت.
هذا المقال كُتب قبل أسبوع من الضربات الإيرانية على دولة الاحتلال وآثرت أن أبقيه كما هو كبداية لمقالات قادمة.
د.منذر الحوارات
إطلاق مسيرة لم يتم اعتراضها إسرائيلياً من قبل ميليشيات عراقية ممولة من إيران على قاعدة عسكرية بحرية إسرائيلية تسببت في أضرار في أحد مباني القاعدة، حيث ترسو العديد من السفن البحرية حسب الوكالات، وفي الحال ودون انتظار أو تأنّ تقوم طائرات إسرائيلية بالإغارة على حي المزة في دمشق واغتيال شخصية إيرانية على درجة عالية من الأهمية والخطورة، إنه حسن مهداوي المعروف باسم محمود رضا زاهدي وهو بمثابة المندوب السامي الإيراني في سورية والعراق ولبنان هو وسبعة من رفاقه، ويقول المراقبون ان هذا الاغتيال يأتي من حيث الأهمية بعد اغتيال قاسم سليماني الذي اغتالته الطائرات الأميركية قرب مطار بغداد، هذا هو الحدث أما تداعياته فهي من الخطورة بمكان ربما يؤدي إلى انزلاق المنطقة لفوضى غير محسوبة.
تبنت إيران فكرة الصبر الإستراتيجي وهذه تضمن لها أن تهندس ردودها بشكل متأنّ بحيث لا تنجرف إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل والقوى الدولية، وهي بهذه الاستراتيجية استطاعت أن تستوعب العديد من الضربات في الماضي وترد بالتنسيق مع الخصم وهذا ما كشفه الرئيس دونالد ترامب بعد مقتل قاسم سليماني حيث أكد أن ايران أبلغت الأميركان بموعد الضربة وقوتها، لكن هذه المرة مختلفة فهي تأتي مباشرة بواسطة طائرات إسرائيلية وعلى مكان يعتبر أرضاً إيرانية وأمام مرأى ومسمع من العالم، بالتالي إذا لم ترد فإن مصداقيتها أمام حلفائها ستتآكل وستبدو قدرتها على الردع كنمر من ورق، تأكيد الرد جاء في تغريدة على منصة اكس للمرشد الأعلى بخمس لغات منها العبرية بأن إسرائيل ستندم، وهو ما أكد عليه عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري (إن على إسرائيل أن تُعد نفسها لرد حازم من جانب إيران لأنها اعتدت على أراضينا) وهناك جدل وغضب في ايران على ضرورة أن ترد هي بذاتها وليس بواسطة أدواتها في المنطقة، بالتالي لم يعد من المقبول الاستمرار في نفس السياسة.
لكن ايران تخشى الحرب الشاملة وفي المقابل هي تخشى من أن تآكل قدرتها على الرد سيشجع إسرائيل على شن هجمات أوسع، لذلك هي تبحث عن هدف يوفر لها الرد دون أن يؤدي إلى حرب شاملة بعد أن حرمتها الولايات المتحدة من فكرة الرد على أهداف أميركية إثر تنصل الأخيرة من أي علاقة لها بالضربة، وإلا كانت قد هندست ضربة على هدف أميركي بالاتفاق معها ولانتهى الأمر كما حدث عندما قُتل سليماني لكن الوضع هذه المرة مختلف تماماً، بالتالي تبدوا ايران في مأزق فقد استفادت لعقود من ميزة استنزاف إسرائيل بواسطة الوكلاء دون أن تدفع ثمناً كبيراً بل كان العرب هم من يدفعون، لكن في رحلة بحثها عن استعادة قوة ردعها المهدورة في السابع من اكتوبر قررت إسرائيل أن الحرب بالواسطة قد انتهت وإلى الأبد، وأن كل من شارك في طوفان الأقصى حسب اعتقادها سيكون في سُلم المواجهة، وبالرغم من ذلك يعتقد بعض المراقبين أن ايران ستجد ضالتها في رد لا يثير حفيظة إسرائيل ويعتمدون في ذلك على حوادث مماثلة منها أنها لم تختر التصعيد بعد اغتيال قاسم سليماني في العام 2022 ولا بعد اغتيال مهندس برنامجها النووي محسن فخري زادة على ارضها لأنها رأت بأن لا الظروف ولا الوقت في صالحها، والثاني ان ايران ستتذرع بأنها لن تقدم لنتنياهو هدية مجانية بتوسيع الصراع.
هذا يجعل الكثيرين يعتقدون أن إيران ستستخدم أذرعها في الرد، مثلاً ضرب سفينة إسرائيلية في البحر، ضرب سفارة إسرائيلية في الخارج، ضربات متزامنة لأذرع إيران في المنطقة، أو تصعيد الاضطرابات في دول حليفة للولايات المتحدة وأقربها للتصعيد العراق، ويلاحظ مؤخراً بوضوح أن الأعين الإيرانية تتجه صوب الأردن والضفة الغربية، وربما تأخير الرد الإيراني إلى ما بعد عيد الفطر يعطي الانطباع بأن إيران تريد منح فرصة للأميركان للتدخل وإيجاد مخرج من هذا المأزق الإيراني، لكن الأكيد أن هذا المأزق الإيراني سيتفاقم لأن هناك قراراً إسرائيلياً بضرورة فتح الجبهة مع الممول الرئيسي بالتالي لم يعد الخيار إيرانياً صرفاً اللهم إلا إذا رضيت بتراجع دورها في المنطقة، ومثله تراجع ثقة حلفائها بها، أم أن صبرها سينفد وترد بأي طريقة مهما كانت.
هذا المقال كُتب قبل أسبوع من الضربات الإيرانية على دولة الاحتلال وآثرت أن أبقيه كما هو كبداية لمقالات قادمة.
د.منذر الحوارات
إطلاق مسيرة لم يتم اعتراضها إسرائيلياً من قبل ميليشيات عراقية ممولة من إيران على قاعدة عسكرية بحرية إسرائيلية تسببت في أضرار في أحد مباني القاعدة، حيث ترسو العديد من السفن البحرية حسب الوكالات، وفي الحال ودون انتظار أو تأنّ تقوم طائرات إسرائيلية بالإغارة على حي المزة في دمشق واغتيال شخصية إيرانية على درجة عالية من الأهمية والخطورة، إنه حسن مهداوي المعروف باسم محمود رضا زاهدي وهو بمثابة المندوب السامي الإيراني في سورية والعراق ولبنان هو وسبعة من رفاقه، ويقول المراقبون ان هذا الاغتيال يأتي من حيث الأهمية بعد اغتيال قاسم سليماني الذي اغتالته الطائرات الأميركية قرب مطار بغداد، هذا هو الحدث أما تداعياته فهي من الخطورة بمكان ربما يؤدي إلى انزلاق المنطقة لفوضى غير محسوبة.
تبنت إيران فكرة الصبر الإستراتيجي وهذه تضمن لها أن تهندس ردودها بشكل متأنّ بحيث لا تنجرف إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل والقوى الدولية، وهي بهذه الاستراتيجية استطاعت أن تستوعب العديد من الضربات في الماضي وترد بالتنسيق مع الخصم وهذا ما كشفه الرئيس دونالد ترامب بعد مقتل قاسم سليماني حيث أكد أن ايران أبلغت الأميركان بموعد الضربة وقوتها، لكن هذه المرة مختلفة فهي تأتي مباشرة بواسطة طائرات إسرائيلية وعلى مكان يعتبر أرضاً إيرانية وأمام مرأى ومسمع من العالم، بالتالي إذا لم ترد فإن مصداقيتها أمام حلفائها ستتآكل وستبدو قدرتها على الردع كنمر من ورق، تأكيد الرد جاء في تغريدة على منصة اكس للمرشد الأعلى بخمس لغات منها العبرية بأن إسرائيل ستندم، وهو ما أكد عليه عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري (إن على إسرائيل أن تُعد نفسها لرد حازم من جانب إيران لأنها اعتدت على أراضينا) وهناك جدل وغضب في ايران على ضرورة أن ترد هي بذاتها وليس بواسطة أدواتها في المنطقة، بالتالي لم يعد من المقبول الاستمرار في نفس السياسة.
لكن ايران تخشى الحرب الشاملة وفي المقابل هي تخشى من أن تآكل قدرتها على الرد سيشجع إسرائيل على شن هجمات أوسع، لذلك هي تبحث عن هدف يوفر لها الرد دون أن يؤدي إلى حرب شاملة بعد أن حرمتها الولايات المتحدة من فكرة الرد على أهداف أميركية إثر تنصل الأخيرة من أي علاقة لها بالضربة، وإلا كانت قد هندست ضربة على هدف أميركي بالاتفاق معها ولانتهى الأمر كما حدث عندما قُتل سليماني لكن الوضع هذه المرة مختلف تماماً، بالتالي تبدوا ايران في مأزق فقد استفادت لعقود من ميزة استنزاف إسرائيل بواسطة الوكلاء دون أن تدفع ثمناً كبيراً بل كان العرب هم من يدفعون، لكن في رحلة بحثها عن استعادة قوة ردعها المهدورة في السابع من اكتوبر قررت إسرائيل أن الحرب بالواسطة قد انتهت وإلى الأبد، وأن كل من شارك في طوفان الأقصى حسب اعتقادها سيكون في سُلم المواجهة، وبالرغم من ذلك يعتقد بعض المراقبين أن ايران ستجد ضالتها في رد لا يثير حفيظة إسرائيل ويعتمدون في ذلك على حوادث مماثلة منها أنها لم تختر التصعيد بعد اغتيال قاسم سليماني في العام 2022 ولا بعد اغتيال مهندس برنامجها النووي محسن فخري زادة على ارضها لأنها رأت بأن لا الظروف ولا الوقت في صالحها، والثاني ان ايران ستتذرع بأنها لن تقدم لنتنياهو هدية مجانية بتوسيع الصراع.
هذا يجعل الكثيرين يعتقدون أن إيران ستستخدم أذرعها في الرد، مثلاً ضرب سفينة إسرائيلية في البحر، ضرب سفارة إسرائيلية في الخارج، ضربات متزامنة لأذرع إيران في المنطقة، أو تصعيد الاضطرابات في دول حليفة للولايات المتحدة وأقربها للتصعيد العراق، ويلاحظ مؤخراً بوضوح أن الأعين الإيرانية تتجه صوب الأردن والضفة الغربية، وربما تأخير الرد الإيراني إلى ما بعد عيد الفطر يعطي الانطباع بأن إيران تريد منح فرصة للأميركان للتدخل وإيجاد مخرج من هذا المأزق الإيراني، لكن الأكيد أن هذا المأزق الإيراني سيتفاقم لأن هناك قراراً إسرائيلياً بضرورة فتح الجبهة مع الممول الرئيسي بالتالي لم يعد الخيار إيرانياً صرفاً اللهم إلا إذا رضيت بتراجع دورها في المنطقة، ومثله تراجع ثقة حلفائها بها، أم أن صبرها سينفد وترد بأي طريقة مهما كانت.
هذا المقال كُتب قبل أسبوع من الضربات الإيرانية على دولة الاحتلال وآثرت أن أبقيه كما هو كبداية لمقالات قادمة.
التعليقات