صدر حديثًا الكتاب الإلكتروني: سجال ـ قصص قصيرة جدا، للدكتور حسين جداونه. وهي المجموعة القصصية الحادية عشرة ضمن مشروع المؤلف الإبداعي في السرد الوجيز: القصة القصيرة جدا. يضم الكتاب مئة نص، ويقع في مئة وإحدى عشرة صفحة من القطع المتوسط، الطبعة الإلكترونية الأولى 2024م. تشتغل المجموعة على العلاقة بين الرجل والمرأة، بمختلف تجلياتها، مركزة على طبيعة العلاقة الجدلية بينهما، إذ يسعى كل طرف بوصفه أحد ثنائية الأنا والآخر إلى إلغاء الطرف الآخر، عبر كشف زيف الآخر وإثبات حقيقة الأنا وصدقها. والمجموعة إذ ترسّخ جدلية العلاقة بين الطرفين عبر قصصها، فقد أتاحت الفرصة لكل منهما أن يقوم بالأحداث من تلقاء نفسه، وأن يرويها من وجهة نظره الخاصة. فإذا كان من حق الشخصية أن تتعصب لذاتها، فليس من حق المؤلف أن يتعصب لها أو عليها، وإن بدا كذلك، وإنما يدعها تتصرف بحرية، غير منتصر لطرف ضدّ طرف على مستوى الرؤية الشاملة للعلاقة بينهما. ينتمي شخوص 'سجال' إلى الواقع المعيش وفي الوقت نفسه يفارقونه بوصفهم شخوصًا فنيين في سردية تخييلية، كما أن الحبكة قد تكون واقعية وقد تلامس السريالية في بعض النصوص، كما أنها قد تبدو ظاهرة وقد تتوارى خلف عناصر السرد الأخرى. فثمة اختلاف بين الأحداث في الواقع وبين الأحداث في القصص، وهذا الاختلاف هو ما يحقق للقصة فنيتها. والكاتب إذ يرصد تفاصيل إنسانية دقيقة في عوالم الرجل والمرأة والعلاقات المتنوعة بينهما، فإنه يقدم أفكاره التي تستحيل إلى شخوص عبر بناء قصصي درامي يعتمد على الحكاية التي قد تتوارى خلف اللقطة المشهدية أو اللوحة أو الحوار، وهو بناء قصصي قائم على السرد الوجيز المكثف، وعلى السخرية والمفارقة. والكاتب عبر مجموعة 'سجال' يعيد إنتاج الواقع إنتاجًا فنّيًّا، وفق رؤاه الإبداعيّة، وتصوره لذاته وللعالم الذي يعاينه ويتخيله، ساعيًا إلى إدراك معنى الحياة العميق وقيمتها السامية. والكاتب إذ يتناول الموجود فإنه يتناوله من زاوية مختلفة، فالإبداع الأصيل أبدًا لا يكرّس الواقع ولا يلمّعه، لكنه يعرّيه كاشفًا عيوبه وتشوهاته؛ لمعالجتها وليس لفضحها أو التشهير بها. في القصة القصيرة جدا، نحن نقرأ ما أرادت أن تقوله القصص عبر ما قالته. فرهان القصة القصيرة جدا مؤجّل للحظة الكشف عمّا أرادت أن تقوله. من هنا ينبغي أن نقرأ هذه النصوص بوصفها نصوصًا غير مكتملة، وكأنها مبتورة من سياقاتها: سابقاتها، ولاحقاتها، وعلى القارئ أن يستدعي هذه السياقات ليسهم في بناء النص واكتماله. نقرأ من فضاء المجموعة هذه النصوص: تسامح شمخت بكبرياء، زهت بلونها الورديّ، تألّقت بنعومتها المخمليّة، عبّقت الفضاء بأريجها الفوّاح.. صدره تلظّى غيظًا، أرداها صريعة، ثمّ داسها بقوّة. رائحتها الزّكيّة عطّرت قدميه... ***** اختبار وضعتْ مخرزَها في عينه الصّحيحة. صرخ من شدّة الألم. جفلتْ باكيةً: أرأيتَ؟ لقد كشفتُ حقيقتَك.. إنّك تحبُها أكثرَ منّي! ***** سيّدة بعد منتصف الليل، صفعته بقوّة وطردته إلى الخارج.. تمالك نفسه، تلفّت حوله، مسح بطرف كمّه دمعة جالت في عينيه، قبع أمام بيتها الأبيض، باسطًا ذراعيه... ***** كاتب من الأردن
صدر حديثًا الكتاب الإلكتروني: سجال ـ قصص قصيرة جدا، للدكتور حسين جداونه. وهي المجموعة القصصية الحادية عشرة ضمن مشروع المؤلف الإبداعي في السرد الوجيز: القصة القصيرة جدا. يضم الكتاب مئة نص، ويقع في مئة وإحدى عشرة صفحة من القطع المتوسط، الطبعة الإلكترونية الأولى 2024م. تشتغل المجموعة على العلاقة بين الرجل والمرأة، بمختلف تجلياتها، مركزة على طبيعة العلاقة الجدلية بينهما، إذ يسعى كل طرف بوصفه أحد ثنائية الأنا والآخر إلى إلغاء الطرف الآخر، عبر كشف زيف الآخر وإثبات حقيقة الأنا وصدقها. والمجموعة إذ ترسّخ جدلية العلاقة بين الطرفين عبر قصصها، فقد أتاحت الفرصة لكل منهما أن يقوم بالأحداث من تلقاء نفسه، وأن يرويها من وجهة نظره الخاصة. فإذا كان من حق الشخصية أن تتعصب لذاتها، فليس من حق المؤلف أن يتعصب لها أو عليها، وإن بدا كذلك، وإنما يدعها تتصرف بحرية، غير منتصر لطرف ضدّ طرف على مستوى الرؤية الشاملة للعلاقة بينهما. ينتمي شخوص 'سجال' إلى الواقع المعيش وفي الوقت نفسه يفارقونه بوصفهم شخوصًا فنيين في سردية تخييلية، كما أن الحبكة قد تكون واقعية وقد تلامس السريالية في بعض النصوص، كما أنها قد تبدو ظاهرة وقد تتوارى خلف عناصر السرد الأخرى. فثمة اختلاف بين الأحداث في الواقع وبين الأحداث في القصص، وهذا الاختلاف هو ما يحقق للقصة فنيتها. والكاتب إذ يرصد تفاصيل إنسانية دقيقة في عوالم الرجل والمرأة والعلاقات المتنوعة بينهما، فإنه يقدم أفكاره التي تستحيل إلى شخوص عبر بناء قصصي درامي يعتمد على الحكاية التي قد تتوارى خلف اللقطة المشهدية أو اللوحة أو الحوار، وهو بناء قصصي قائم على السرد الوجيز المكثف، وعلى السخرية والمفارقة. والكاتب عبر مجموعة 'سجال' يعيد إنتاج الواقع إنتاجًا فنّيًّا، وفق رؤاه الإبداعيّة، وتصوره لذاته وللعالم الذي يعاينه ويتخيله، ساعيًا إلى إدراك معنى الحياة العميق وقيمتها السامية. والكاتب إذ يتناول الموجود فإنه يتناوله من زاوية مختلفة، فالإبداع الأصيل أبدًا لا يكرّس الواقع ولا يلمّعه، لكنه يعرّيه كاشفًا عيوبه وتشوهاته؛ لمعالجتها وليس لفضحها أو التشهير بها. في القصة القصيرة جدا، نحن نقرأ ما أرادت أن تقوله القصص عبر ما قالته. فرهان القصة القصيرة جدا مؤجّل للحظة الكشف عمّا أرادت أن تقوله. من هنا ينبغي أن نقرأ هذه النصوص بوصفها نصوصًا غير مكتملة، وكأنها مبتورة من سياقاتها: سابقاتها، ولاحقاتها، وعلى القارئ أن يستدعي هذه السياقات ليسهم في بناء النص واكتماله. نقرأ من فضاء المجموعة هذه النصوص: تسامح شمخت بكبرياء، زهت بلونها الورديّ، تألّقت بنعومتها المخمليّة، عبّقت الفضاء بأريجها الفوّاح.. صدره تلظّى غيظًا، أرداها صريعة، ثمّ داسها بقوّة. رائحتها الزّكيّة عطّرت قدميه... ***** اختبار وضعتْ مخرزَها في عينه الصّحيحة. صرخ من شدّة الألم. جفلتْ باكيةً: أرأيتَ؟ لقد كشفتُ حقيقتَك.. إنّك تحبُها أكثرَ منّي! ***** سيّدة بعد منتصف الليل، صفعته بقوّة وطردته إلى الخارج.. تمالك نفسه، تلفّت حوله، مسح بطرف كمّه دمعة جالت في عينيه، قبع أمام بيتها الأبيض، باسطًا ذراعيه... ***** كاتب من الأردن
صدر حديثًا الكتاب الإلكتروني: سجال ـ قصص قصيرة جدا، للدكتور حسين جداونه. وهي المجموعة القصصية الحادية عشرة ضمن مشروع المؤلف الإبداعي في السرد الوجيز: القصة القصيرة جدا. يضم الكتاب مئة نص، ويقع في مئة وإحدى عشرة صفحة من القطع المتوسط، الطبعة الإلكترونية الأولى 2024م. تشتغل المجموعة على العلاقة بين الرجل والمرأة، بمختلف تجلياتها، مركزة على طبيعة العلاقة الجدلية بينهما، إذ يسعى كل طرف بوصفه أحد ثنائية الأنا والآخر إلى إلغاء الطرف الآخر، عبر كشف زيف الآخر وإثبات حقيقة الأنا وصدقها. والمجموعة إذ ترسّخ جدلية العلاقة بين الطرفين عبر قصصها، فقد أتاحت الفرصة لكل منهما أن يقوم بالأحداث من تلقاء نفسه، وأن يرويها من وجهة نظره الخاصة. فإذا كان من حق الشخصية أن تتعصب لذاتها، فليس من حق المؤلف أن يتعصب لها أو عليها، وإن بدا كذلك، وإنما يدعها تتصرف بحرية، غير منتصر لطرف ضدّ طرف على مستوى الرؤية الشاملة للعلاقة بينهما. ينتمي شخوص 'سجال' إلى الواقع المعيش وفي الوقت نفسه يفارقونه بوصفهم شخوصًا فنيين في سردية تخييلية، كما أن الحبكة قد تكون واقعية وقد تلامس السريالية في بعض النصوص، كما أنها قد تبدو ظاهرة وقد تتوارى خلف عناصر السرد الأخرى. فثمة اختلاف بين الأحداث في الواقع وبين الأحداث في القصص، وهذا الاختلاف هو ما يحقق للقصة فنيتها. والكاتب إذ يرصد تفاصيل إنسانية دقيقة في عوالم الرجل والمرأة والعلاقات المتنوعة بينهما، فإنه يقدم أفكاره التي تستحيل إلى شخوص عبر بناء قصصي درامي يعتمد على الحكاية التي قد تتوارى خلف اللقطة المشهدية أو اللوحة أو الحوار، وهو بناء قصصي قائم على السرد الوجيز المكثف، وعلى السخرية والمفارقة. والكاتب عبر مجموعة 'سجال' يعيد إنتاج الواقع إنتاجًا فنّيًّا، وفق رؤاه الإبداعيّة، وتصوره لذاته وللعالم الذي يعاينه ويتخيله، ساعيًا إلى إدراك معنى الحياة العميق وقيمتها السامية. والكاتب إذ يتناول الموجود فإنه يتناوله من زاوية مختلفة، فالإبداع الأصيل أبدًا لا يكرّس الواقع ولا يلمّعه، لكنه يعرّيه كاشفًا عيوبه وتشوهاته؛ لمعالجتها وليس لفضحها أو التشهير بها. في القصة القصيرة جدا، نحن نقرأ ما أرادت أن تقوله القصص عبر ما قالته. فرهان القصة القصيرة جدا مؤجّل للحظة الكشف عمّا أرادت أن تقوله. من هنا ينبغي أن نقرأ هذه النصوص بوصفها نصوصًا غير مكتملة، وكأنها مبتورة من سياقاتها: سابقاتها، ولاحقاتها، وعلى القارئ أن يستدعي هذه السياقات ليسهم في بناء النص واكتماله. نقرأ من فضاء المجموعة هذه النصوص: تسامح شمخت بكبرياء، زهت بلونها الورديّ، تألّقت بنعومتها المخمليّة، عبّقت الفضاء بأريجها الفوّاح.. صدره تلظّى غيظًا، أرداها صريعة، ثمّ داسها بقوّة. رائحتها الزّكيّة عطّرت قدميه... ***** اختبار وضعتْ مخرزَها في عينه الصّحيحة. صرخ من شدّة الألم. جفلتْ باكيةً: أرأيتَ؟ لقد كشفتُ حقيقتَك.. إنّك تحبُها أكثرَ منّي! ***** سيّدة بعد منتصف الليل، صفعته بقوّة وطردته إلى الخارج.. تمالك نفسه، تلفّت حوله، مسح بطرف كمّه دمعة جالت في عينيه، قبع أمام بيتها الأبيض، باسطًا ذراعيه... ***** كاتب من الأردن
التعليقات