من الشعائر التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، الأضحية من الانعام الوافية شروطها، وتذبح خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وتحمل الأضحية في مشروعيتها معاني عظيمة، فهي إحياءٌ لسنة نبينا إبراهيم عليه السلام.
ولكن ماذا عن الذين يقومون بهذه السنة
(الأضحية) وليس لهم قدرة مالية على دفع ثمنها وأن قيامهم بهذا الفعل سير مع عادة من عادات المجتمع الذي يقدم أفراد منه إلى ذبح ما تيسّر لهم من بهيمة الأنعام؟.
الحكم الشرعي في تأدية هذه السنّة وعدم تأديتها قال فيه عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية فضيلة ا. د. عبدالرحمن إبراهيم زيد الكيلاني.
وتحدث إلى جانب فضيلته، مواطنون من الذين اعتادوا على القيام بهذه الشعيرة المباركة، ومنهم من حالت ظروفهم المادية دون فعل ذلك.
كما بين ا. د.الكيلاني حكم من يضحّي ويوكل عنه من يقيم في غزة والسودان الذين يواجهون أشد الظروف وأصعب التحديات في الحرب الصهيونية عليهم منذ أكثر من ثمانية أشهر، لتوزع لحم الأضحية على الأهل هناك؟!
ا.د. الكيلاني: من الشعائر الإسلامية العظيمة شعيرة الأضحية التي دعا رسول الله إلى إحيائها وقام بإظهارها بين المسلمين، ليكون قدوة لهم في القيام بهذا العمل العظيم، حيث «ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر».
وإن من المقرر عند جمهور الفقهاء أن الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها فهي مندوب إليها وليست واجبة ولا يؤثم تاركها، لحديث أم سلمة رضي الله عنها: «إذا دخلت العشر الأول وأراد أحدكم أن يضحي..) وهذا يدل على أنها ليست واجبة، إذ الواجب لا يعلق بالإرادة، والتعليق بالإرادة ينافي الوجوب.
وإن الأضحية مشروعة ومندوب إليها بحق من كان قادراً عليها ويستطيع دفع ثمنها دون حرج ولا مشقة ولا تضييق على نفسه وأهله ودون إرهاق لنفسه بالديون التي لا يستطيع تحملها.
فإذا كان لا يستطيع دفع ثمن الأضحية إلا بحرج يدخله على نفسه أو أهله أو ولده، فهو غير مطالب بها، لأن الله تعالى قد بين في كتابه الكريم القواعد العظيمة التي تؤكد معاني التيسير على العباد والرفق بهم ورفع الحرج عنهم وذلك في قوله تعالى:» لا يكلف الله نفساً إلا وسعها » وقوله تعالى » وما جعل عليكم في الدين من حرج » وقوله تعالى » يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر «
وإن القصد الأعظم من الأضحية هو إحياء سنة أبينا إبراهيم عليه السلام في امتثاله لأمر الله وعزمه على تنفيذ الرؤيا بذبح ولده.
وإن المسلمين حين يضحون يتمثلون معاني الفداء والتضحية لهذا الدين، والاستسلام والانقياد لأمر الله، هذا فضلا عما فيها من الاتصال بين الحاج الذي يذبح الهدي في الحرم، وغير الحاج الذي يذبح الأضحية في الحل، فيتشاركان في القيم والمعاني والمشاعر والأفعال الوجدانية من شكر الله تعالى على نعمه وعطاياه، ومن التوسعة على الأنفس والجيران والفقراء والمحتاجين.
ويجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب القادحة في وفرة اللحم وجودته أو المنفرة من أكلها، كالعوراء والعرجاء والمريضة، وأن يقع الذبح في الوقت المحدد شرعاً، وأول وقتها بعد صلاة العيد يوم النحر العاشر من ذي الحجة، وينتهي وقتها بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، فوقت الذبح ممتد إلى أربعة أيام: يوم النحر وهو أول أيام العيد، وثلاثة أيام للتشريق بعده.
ومع بداية شهر ذي الحجة من كل عام، ينتشر في مواقع التواصل الاجتماعي تنبيه مفاده أنه بدخول ذي الحجة يحرم قص الشعر والأظافر لمن لديه نية الأضحية!!
والصواب: أنه يستحب لمن أراد أن يضحي أن لا يزيل شيئاً من شعره ومن أظفاره عشر ذي الحجة حتى يضحي، وذلك لما روته أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ)، فعدم قص الشعر والأظافر لمن أراد أن يضحي هو مستحب ومندوب إليه، ولا يحرم قص الشعر والأظافر لا سيما لمن كان محتاجاً إلى ذلك كأن تكون طبيعة عمله ومهنته التي يقوم بها تقتضي ذلك..
.فمن كانت له سعة ويقدر على الامتناع من الأخذ من شعره وظفره حتى يذبح أضحيته فليفعل ذلك، استحباباً وندباً، لا إيجاباً وحتماً..
ويجوز للمسلم أن يوكل غيره أن يضحي عنه في بلد غير البلد الذي يقيم فيه وأن توزع الأضحية على فقراء خارج بلده إذا كانوا في حاجة لذلك، كما هو الحال في اهل غزة او السودان الذين يعانون الحرب والمجاعة حيث يجوز أن يضحى في البلاد التي تكون فيها أثمان الأضاحي بأسعار مقدور عليها ثم توزع على فقراء البلاد الذين يحتاجون إلى إمدادهم بالطعام نظراً لحاجتهم الشديدة إلى ذلك. لكن يجب ان تتم التضحية في الوقت المحدد لها شرعًا، وهو من بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق الثلاثة، والعبرة بالوقت في مكان الذبح، وليس ببلد الموكل.
والحمد لله رب العالمين
أسباب موجبة
وأفصح كل من قاسم ابو علي(متقاعد مدني)، رائد صلاح (موظف)، أحمد راجي(يعمل في منشأة خاصة)، خلف عيد (متقاعد عسكري) وخالد مصطفى (سائق)، عن أسباب عدم استطاعتهم من تأدية ما اعتادوا عليه في سنوات ماضية، فقد حرصوا على شراء أضاحيهم وفي ظروف مالية كانت مواتية ومعظمها لم تكن على حساب أولويات الأسرة، وقالوا، كانت أسعار الأضاحي تساعدنا في تأدية هذه السنّة المباركة،ولأن الظروف المعيشية تزداد صعوبة عاماً بعد عام، فقد تقدمت اولوية الأسرة في احتياجاتها على حساب ما كنا نتطلع اليه من أجر وثواب في ما لو أقدمنا على شراء الأضحية، حيث ترتبت علينا التزا?ات مدرسية وجامعية، واحتياجات العيد، يضاف اليها واجبات اجتماعية، الكل يعرفها في حياتنا اليومية، وكلها حالت دون أن نضحي هذا العام على وجه التحديد.
( أم حسان).. عمل الإنسان بينه وبين الله الثمانينية أم حسان رفضت الكشف عن عدد السنوات التي ضحت فيها وقالت هذا عمل بينني وبين الله سبحانه وتعالى، وقد قمت به عن استطاعة، ولله الحمد على ما رزقني من مال حلال من المرحوم زوجي، وأبنائي أمد المولى بأعمارهم.
أضحيتي هذا فقد قررت أن تكون لمن هو بحاجة لها في بلد خارج الأردن وأسأله تعالى أن يتقبل هذا العمل الذي ما كان إلا لطاعته، واقتداء بسنة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
اللهم بارك لي بما رزقتني ووفقني لحسن عبادتك وارزق أبنائي وبارك لهم في أعمارهم وأموالهم وكل من اقتدى وعمل بهذه الشعيرة المباركة من عبادك الصالحين إلى يوم لقائك.
من الشعائر التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، الأضحية من الانعام الوافية شروطها، وتذبح خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وتحمل الأضحية في مشروعيتها معاني عظيمة، فهي إحياءٌ لسنة نبينا إبراهيم عليه السلام.
ولكن ماذا عن الذين يقومون بهذه السنة
(الأضحية) وليس لهم قدرة مالية على دفع ثمنها وأن قيامهم بهذا الفعل سير مع عادة من عادات المجتمع الذي يقدم أفراد منه إلى ذبح ما تيسّر لهم من بهيمة الأنعام؟.
الحكم الشرعي في تأدية هذه السنّة وعدم تأديتها قال فيه عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية فضيلة ا. د. عبدالرحمن إبراهيم زيد الكيلاني.
وتحدث إلى جانب فضيلته، مواطنون من الذين اعتادوا على القيام بهذه الشعيرة المباركة، ومنهم من حالت ظروفهم المادية دون فعل ذلك.
كما بين ا. د.الكيلاني حكم من يضحّي ويوكل عنه من يقيم في غزة والسودان الذين يواجهون أشد الظروف وأصعب التحديات في الحرب الصهيونية عليهم منذ أكثر من ثمانية أشهر، لتوزع لحم الأضحية على الأهل هناك؟!
ا.د. الكيلاني: من الشعائر الإسلامية العظيمة شعيرة الأضحية التي دعا رسول الله إلى إحيائها وقام بإظهارها بين المسلمين، ليكون قدوة لهم في القيام بهذا العمل العظيم، حيث «ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر».
وإن من المقرر عند جمهور الفقهاء أن الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها فهي مندوب إليها وليست واجبة ولا يؤثم تاركها، لحديث أم سلمة رضي الله عنها: «إذا دخلت العشر الأول وأراد أحدكم أن يضحي..) وهذا يدل على أنها ليست واجبة، إذ الواجب لا يعلق بالإرادة، والتعليق بالإرادة ينافي الوجوب.
وإن الأضحية مشروعة ومندوب إليها بحق من كان قادراً عليها ويستطيع دفع ثمنها دون حرج ولا مشقة ولا تضييق على نفسه وأهله ودون إرهاق لنفسه بالديون التي لا يستطيع تحملها.
فإذا كان لا يستطيع دفع ثمن الأضحية إلا بحرج يدخله على نفسه أو أهله أو ولده، فهو غير مطالب بها، لأن الله تعالى قد بين في كتابه الكريم القواعد العظيمة التي تؤكد معاني التيسير على العباد والرفق بهم ورفع الحرج عنهم وذلك في قوله تعالى:» لا يكلف الله نفساً إلا وسعها » وقوله تعالى » وما جعل عليكم في الدين من حرج » وقوله تعالى » يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر «
وإن القصد الأعظم من الأضحية هو إحياء سنة أبينا إبراهيم عليه السلام في امتثاله لأمر الله وعزمه على تنفيذ الرؤيا بذبح ولده.
وإن المسلمين حين يضحون يتمثلون معاني الفداء والتضحية لهذا الدين، والاستسلام والانقياد لأمر الله، هذا فضلا عما فيها من الاتصال بين الحاج الذي يذبح الهدي في الحرم، وغير الحاج الذي يذبح الأضحية في الحل، فيتشاركان في القيم والمعاني والمشاعر والأفعال الوجدانية من شكر الله تعالى على نعمه وعطاياه، ومن التوسعة على الأنفس والجيران والفقراء والمحتاجين.
ويجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب القادحة في وفرة اللحم وجودته أو المنفرة من أكلها، كالعوراء والعرجاء والمريضة، وأن يقع الذبح في الوقت المحدد شرعاً، وأول وقتها بعد صلاة العيد يوم النحر العاشر من ذي الحجة، وينتهي وقتها بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، فوقت الذبح ممتد إلى أربعة أيام: يوم النحر وهو أول أيام العيد، وثلاثة أيام للتشريق بعده.
ومع بداية شهر ذي الحجة من كل عام، ينتشر في مواقع التواصل الاجتماعي تنبيه مفاده أنه بدخول ذي الحجة يحرم قص الشعر والأظافر لمن لديه نية الأضحية!!
والصواب: أنه يستحب لمن أراد أن يضحي أن لا يزيل شيئاً من شعره ومن أظفاره عشر ذي الحجة حتى يضحي، وذلك لما روته أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ)، فعدم قص الشعر والأظافر لمن أراد أن يضحي هو مستحب ومندوب إليه، ولا يحرم قص الشعر والأظافر لا سيما لمن كان محتاجاً إلى ذلك كأن تكون طبيعة عمله ومهنته التي يقوم بها تقتضي ذلك..
.فمن كانت له سعة ويقدر على الامتناع من الأخذ من شعره وظفره حتى يذبح أضحيته فليفعل ذلك، استحباباً وندباً، لا إيجاباً وحتماً..
ويجوز للمسلم أن يوكل غيره أن يضحي عنه في بلد غير البلد الذي يقيم فيه وأن توزع الأضحية على فقراء خارج بلده إذا كانوا في حاجة لذلك، كما هو الحال في اهل غزة او السودان الذين يعانون الحرب والمجاعة حيث يجوز أن يضحى في البلاد التي تكون فيها أثمان الأضاحي بأسعار مقدور عليها ثم توزع على فقراء البلاد الذين يحتاجون إلى إمدادهم بالطعام نظراً لحاجتهم الشديدة إلى ذلك. لكن يجب ان تتم التضحية في الوقت المحدد لها شرعًا، وهو من بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق الثلاثة، والعبرة بالوقت في مكان الذبح، وليس ببلد الموكل.
والحمد لله رب العالمين
أسباب موجبة
وأفصح كل من قاسم ابو علي(متقاعد مدني)، رائد صلاح (موظف)، أحمد راجي(يعمل في منشأة خاصة)، خلف عيد (متقاعد عسكري) وخالد مصطفى (سائق)، عن أسباب عدم استطاعتهم من تأدية ما اعتادوا عليه في سنوات ماضية، فقد حرصوا على شراء أضاحيهم وفي ظروف مالية كانت مواتية ومعظمها لم تكن على حساب أولويات الأسرة، وقالوا، كانت أسعار الأضاحي تساعدنا في تأدية هذه السنّة المباركة،ولأن الظروف المعيشية تزداد صعوبة عاماً بعد عام، فقد تقدمت اولوية الأسرة في احتياجاتها على حساب ما كنا نتطلع اليه من أجر وثواب في ما لو أقدمنا على شراء الأضحية، حيث ترتبت علينا التزا?ات مدرسية وجامعية، واحتياجات العيد، يضاف اليها واجبات اجتماعية، الكل يعرفها في حياتنا اليومية، وكلها حالت دون أن نضحي هذا العام على وجه التحديد.
( أم حسان).. عمل الإنسان بينه وبين الله الثمانينية أم حسان رفضت الكشف عن عدد السنوات التي ضحت فيها وقالت هذا عمل بينني وبين الله سبحانه وتعالى، وقد قمت به عن استطاعة، ولله الحمد على ما رزقني من مال حلال من المرحوم زوجي، وأبنائي أمد المولى بأعمارهم.
أضحيتي هذا فقد قررت أن تكون لمن هو بحاجة لها في بلد خارج الأردن وأسأله تعالى أن يتقبل هذا العمل الذي ما كان إلا لطاعته، واقتداء بسنة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
اللهم بارك لي بما رزقتني ووفقني لحسن عبادتك وارزق أبنائي وبارك لهم في أعمارهم وأموالهم وكل من اقتدى وعمل بهذه الشعيرة المباركة من عبادك الصالحين إلى يوم لقائك.
من الشعائر التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، الأضحية من الانعام الوافية شروطها، وتذبح خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وتحمل الأضحية في مشروعيتها معاني عظيمة، فهي إحياءٌ لسنة نبينا إبراهيم عليه السلام.
ولكن ماذا عن الذين يقومون بهذه السنة
(الأضحية) وليس لهم قدرة مالية على دفع ثمنها وأن قيامهم بهذا الفعل سير مع عادة من عادات المجتمع الذي يقدم أفراد منه إلى ذبح ما تيسّر لهم من بهيمة الأنعام؟.
الحكم الشرعي في تأدية هذه السنّة وعدم تأديتها قال فيه عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية فضيلة ا. د. عبدالرحمن إبراهيم زيد الكيلاني.
وتحدث إلى جانب فضيلته، مواطنون من الذين اعتادوا على القيام بهذه الشعيرة المباركة، ومنهم من حالت ظروفهم المادية دون فعل ذلك.
كما بين ا. د.الكيلاني حكم من يضحّي ويوكل عنه من يقيم في غزة والسودان الذين يواجهون أشد الظروف وأصعب التحديات في الحرب الصهيونية عليهم منذ أكثر من ثمانية أشهر، لتوزع لحم الأضحية على الأهل هناك؟!
ا.د. الكيلاني: من الشعائر الإسلامية العظيمة شعيرة الأضحية التي دعا رسول الله إلى إحيائها وقام بإظهارها بين المسلمين، ليكون قدوة لهم في القيام بهذا العمل العظيم، حيث «ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر».
وإن من المقرر عند جمهور الفقهاء أن الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها فهي مندوب إليها وليست واجبة ولا يؤثم تاركها، لحديث أم سلمة رضي الله عنها: «إذا دخلت العشر الأول وأراد أحدكم أن يضحي..) وهذا يدل على أنها ليست واجبة، إذ الواجب لا يعلق بالإرادة، والتعليق بالإرادة ينافي الوجوب.
وإن الأضحية مشروعة ومندوب إليها بحق من كان قادراً عليها ويستطيع دفع ثمنها دون حرج ولا مشقة ولا تضييق على نفسه وأهله ودون إرهاق لنفسه بالديون التي لا يستطيع تحملها.
فإذا كان لا يستطيع دفع ثمن الأضحية إلا بحرج يدخله على نفسه أو أهله أو ولده، فهو غير مطالب بها، لأن الله تعالى قد بين في كتابه الكريم القواعد العظيمة التي تؤكد معاني التيسير على العباد والرفق بهم ورفع الحرج عنهم وذلك في قوله تعالى:» لا يكلف الله نفساً إلا وسعها » وقوله تعالى » وما جعل عليكم في الدين من حرج » وقوله تعالى » يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر «
وإن القصد الأعظم من الأضحية هو إحياء سنة أبينا إبراهيم عليه السلام في امتثاله لأمر الله وعزمه على تنفيذ الرؤيا بذبح ولده.
وإن المسلمين حين يضحون يتمثلون معاني الفداء والتضحية لهذا الدين، والاستسلام والانقياد لأمر الله، هذا فضلا عما فيها من الاتصال بين الحاج الذي يذبح الهدي في الحرم، وغير الحاج الذي يذبح الأضحية في الحل، فيتشاركان في القيم والمعاني والمشاعر والأفعال الوجدانية من شكر الله تعالى على نعمه وعطاياه، ومن التوسعة على الأنفس والجيران والفقراء والمحتاجين.
ويجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب القادحة في وفرة اللحم وجودته أو المنفرة من أكلها، كالعوراء والعرجاء والمريضة، وأن يقع الذبح في الوقت المحدد شرعاً، وأول وقتها بعد صلاة العيد يوم النحر العاشر من ذي الحجة، وينتهي وقتها بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، فوقت الذبح ممتد إلى أربعة أيام: يوم النحر وهو أول أيام العيد، وثلاثة أيام للتشريق بعده.
ومع بداية شهر ذي الحجة من كل عام، ينتشر في مواقع التواصل الاجتماعي تنبيه مفاده أنه بدخول ذي الحجة يحرم قص الشعر والأظافر لمن لديه نية الأضحية!!
والصواب: أنه يستحب لمن أراد أن يضحي أن لا يزيل شيئاً من شعره ومن أظفاره عشر ذي الحجة حتى يضحي، وذلك لما روته أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ)، فعدم قص الشعر والأظافر لمن أراد أن يضحي هو مستحب ومندوب إليه، ولا يحرم قص الشعر والأظافر لا سيما لمن كان محتاجاً إلى ذلك كأن تكون طبيعة عمله ومهنته التي يقوم بها تقتضي ذلك..
.فمن كانت له سعة ويقدر على الامتناع من الأخذ من شعره وظفره حتى يذبح أضحيته فليفعل ذلك، استحباباً وندباً، لا إيجاباً وحتماً..
ويجوز للمسلم أن يوكل غيره أن يضحي عنه في بلد غير البلد الذي يقيم فيه وأن توزع الأضحية على فقراء خارج بلده إذا كانوا في حاجة لذلك، كما هو الحال في اهل غزة او السودان الذين يعانون الحرب والمجاعة حيث يجوز أن يضحى في البلاد التي تكون فيها أثمان الأضاحي بأسعار مقدور عليها ثم توزع على فقراء البلاد الذين يحتاجون إلى إمدادهم بالطعام نظراً لحاجتهم الشديدة إلى ذلك. لكن يجب ان تتم التضحية في الوقت المحدد لها شرعًا، وهو من بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق الثلاثة، والعبرة بالوقت في مكان الذبح، وليس ببلد الموكل.
والحمد لله رب العالمين
أسباب موجبة
وأفصح كل من قاسم ابو علي(متقاعد مدني)، رائد صلاح (موظف)، أحمد راجي(يعمل في منشأة خاصة)، خلف عيد (متقاعد عسكري) وخالد مصطفى (سائق)، عن أسباب عدم استطاعتهم من تأدية ما اعتادوا عليه في سنوات ماضية، فقد حرصوا على شراء أضاحيهم وفي ظروف مالية كانت مواتية ومعظمها لم تكن على حساب أولويات الأسرة، وقالوا، كانت أسعار الأضاحي تساعدنا في تأدية هذه السنّة المباركة،ولأن الظروف المعيشية تزداد صعوبة عاماً بعد عام، فقد تقدمت اولوية الأسرة في احتياجاتها على حساب ما كنا نتطلع اليه من أجر وثواب في ما لو أقدمنا على شراء الأضحية، حيث ترتبت علينا التزا?ات مدرسية وجامعية، واحتياجات العيد، يضاف اليها واجبات اجتماعية، الكل يعرفها في حياتنا اليومية، وكلها حالت دون أن نضحي هذا العام على وجه التحديد.
( أم حسان).. عمل الإنسان بينه وبين الله الثمانينية أم حسان رفضت الكشف عن عدد السنوات التي ضحت فيها وقالت هذا عمل بينني وبين الله سبحانه وتعالى، وقد قمت به عن استطاعة، ولله الحمد على ما رزقني من مال حلال من المرحوم زوجي، وأبنائي أمد المولى بأعمارهم.
أضحيتي هذا فقد قررت أن تكون لمن هو بحاجة لها في بلد خارج الأردن وأسأله تعالى أن يتقبل هذا العمل الذي ما كان إلا لطاعته، واقتداء بسنة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
اللهم بارك لي بما رزقتني ووفقني لحسن عبادتك وارزق أبنائي وبارك لهم في أعمارهم وأموالهم وكل من اقتدى وعمل بهذه الشعيرة المباركة من عبادك الصالحين إلى يوم لقائك.
التعليقات