قد نتسأل بعد مرور 290 يوماً منذ بداية الحرب العالمية على قطاع غزة؛ ألم يكتفِ الصهاينة بحجم الدمار الذي أحدثوه في قطاع غزة؟ ألم يكفهم سقوط أربعين ألفاً من الشهداء، وقرابة المئة ألف جريح؟ هل ما زال العدو الصهيوني يتطلع إلى المزيد من القتل والدمار متجاهلاً جميع النداءات الدولية الخادعة بضرورة وقف القتال؟
في الحقيقية إن الحرب التي نشهدها اليوم، والتي يقودها الاحتلال الصهيوني مدعوماً من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية لا تهدف إلى قتل الأبرياء، أو حتى هدم المنازل، أو ترحيل المدنيين خارج فلسطين، بل لها هدف اكبر من ذلك بكثير، إلا وهو تغيير الهوية.
نعم؛ إن العدو يهدف اليوم إلى تغيير هوية الفلسطينيين، من خلال الحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بهم، لينزع منهم هوية المقاومة المتجذرة في نفوسهم وقلوبهم، ويريد أن يحكم شعباً فاقداً للهوية، هاجراً للمقاومة، لا يطالب بنزع الاحتلال، أو حتى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية كما نصت المواثيق الدولية.
كما يهدف الاحتلال أيضاً إلى التأثير على الهوية العربية والإسلامية، من خلال الرد العنيف على أي اعتداء عليه، وشاهدنا كيف كان الرد الصهيوني على الهجوم الإيراني قبل ثلاثة أشهر، وتابعنا بالأمس كيف كان الرد على عدوان بطائرة مسيّرة واحدة، فكان الرد قاسياً جداً بتدمير ميناء الحديدة اليمني، وقصف البنية التحتية المدنية، والحاق المقدار الكبير من الأذى بالبلاد والعباد.
نعم هذا ما يسعى اليه الاحتلال، يريد أمة لا تحمل تفكير المقاومة، أمة لا تحمل السلاح بوجهه، لأنه يعلم جيداً أنه لا قِبَل له بمواجهة الأبطال حين ينوون رفع السلاح، والمقاومة المشروعة، والتحرك نحو تحرير البلاد بالقوة.
يذكرنا التاريخ بكلمات الكاتب الألباني التي ذكرها في كتاب 'الحصار' قبل خمسة عقود حين قال: 'يعتقدون أن حرباً أو مذبحة تكفي لإبادة أمة، لكن هذا غير ممكن، لنفترض أننا قتلنا عشرين ألفاً، هل سيعد ذلك نصراً مؤزراً؟ لا، أنت بذلك قد تقضي على معدل نمو السكان لعام واحد فقط'.
ويستطرد الكاتب الكبير فيقول: 'ان تحديد النمو السكاني لعام أو أكثر عبر الغارات التأديبية والمذابح، وإشاعة الدمار بمدن بأكملها، وطرد السكان أو ترحيلهم، اننا بذلك نقلل رغبة السكان في التكاثر إلى حد ما، ولكن هذا لا يكفي، فالشعوب كالعشب، تنمو في كل مكان، لهذا لا بد من ابتكار وسائل أكثر كتماناً لهم'.
ويصف الكاتب حالنا اليوم في قطاع غزة بدقة فيقول: 'هل ينبغي علينا اضعاف هذه الأمم؟ ان ابادتها ليس إلا عملاً مضللاً، إن ما يتعين علينا عمله هو اضعافها، وجعلها بلا هوية'.
إن النصر الحقيقي لا يقاس بعد الشهداء وحجم الدمار، بل يقاس بمقدار تمسكنا بهويتنا، ونظرتنا إلى المقاومة الباسلة التي تقاتل دفاعاً عن شرف الأمة وهويتها، ولا تقاتل لعصبية قومية أو طائفية أو مذهبية.
إن الاحتلال يخشى من تفجر ثورة الغضب في أرجاء العالم العربي المسلم، يخشى أن تنتقل عدوى المقاومة والبطولة إلى بقية أفراد هذه الأمة وشعوبها، لأنه يعلم جيداً أنه إن حصل ذلك؛ فسيكون السطر الأخير في دولة الاحتلال الهشة.
م. أنس معابرة
قد نتسأل بعد مرور 290 يوماً منذ بداية الحرب العالمية على قطاع غزة؛ ألم يكتفِ الصهاينة بحجم الدمار الذي أحدثوه في قطاع غزة؟ ألم يكفهم سقوط أربعين ألفاً من الشهداء، وقرابة المئة ألف جريح؟ هل ما زال العدو الصهيوني يتطلع إلى المزيد من القتل والدمار متجاهلاً جميع النداءات الدولية الخادعة بضرورة وقف القتال؟
في الحقيقية إن الحرب التي نشهدها اليوم، والتي يقودها الاحتلال الصهيوني مدعوماً من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية لا تهدف إلى قتل الأبرياء، أو حتى هدم المنازل، أو ترحيل المدنيين خارج فلسطين، بل لها هدف اكبر من ذلك بكثير، إلا وهو تغيير الهوية.
نعم؛ إن العدو يهدف اليوم إلى تغيير هوية الفلسطينيين، من خلال الحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بهم، لينزع منهم هوية المقاومة المتجذرة في نفوسهم وقلوبهم، ويريد أن يحكم شعباً فاقداً للهوية، هاجراً للمقاومة، لا يطالب بنزع الاحتلال، أو حتى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية كما نصت المواثيق الدولية.
كما يهدف الاحتلال أيضاً إلى التأثير على الهوية العربية والإسلامية، من خلال الرد العنيف على أي اعتداء عليه، وشاهدنا كيف كان الرد الصهيوني على الهجوم الإيراني قبل ثلاثة أشهر، وتابعنا بالأمس كيف كان الرد على عدوان بطائرة مسيّرة واحدة، فكان الرد قاسياً جداً بتدمير ميناء الحديدة اليمني، وقصف البنية التحتية المدنية، والحاق المقدار الكبير من الأذى بالبلاد والعباد.
نعم هذا ما يسعى اليه الاحتلال، يريد أمة لا تحمل تفكير المقاومة، أمة لا تحمل السلاح بوجهه، لأنه يعلم جيداً أنه لا قِبَل له بمواجهة الأبطال حين ينوون رفع السلاح، والمقاومة المشروعة، والتحرك نحو تحرير البلاد بالقوة.
يذكرنا التاريخ بكلمات الكاتب الألباني التي ذكرها في كتاب 'الحصار' قبل خمسة عقود حين قال: 'يعتقدون أن حرباً أو مذبحة تكفي لإبادة أمة، لكن هذا غير ممكن، لنفترض أننا قتلنا عشرين ألفاً، هل سيعد ذلك نصراً مؤزراً؟ لا، أنت بذلك قد تقضي على معدل نمو السكان لعام واحد فقط'.
ويستطرد الكاتب الكبير فيقول: 'ان تحديد النمو السكاني لعام أو أكثر عبر الغارات التأديبية والمذابح، وإشاعة الدمار بمدن بأكملها، وطرد السكان أو ترحيلهم، اننا بذلك نقلل رغبة السكان في التكاثر إلى حد ما، ولكن هذا لا يكفي، فالشعوب كالعشب، تنمو في كل مكان، لهذا لا بد من ابتكار وسائل أكثر كتماناً لهم'.
ويصف الكاتب حالنا اليوم في قطاع غزة بدقة فيقول: 'هل ينبغي علينا اضعاف هذه الأمم؟ ان ابادتها ليس إلا عملاً مضللاً، إن ما يتعين علينا عمله هو اضعافها، وجعلها بلا هوية'.
إن النصر الحقيقي لا يقاس بعد الشهداء وحجم الدمار، بل يقاس بمقدار تمسكنا بهويتنا، ونظرتنا إلى المقاومة الباسلة التي تقاتل دفاعاً عن شرف الأمة وهويتها، ولا تقاتل لعصبية قومية أو طائفية أو مذهبية.
إن الاحتلال يخشى من تفجر ثورة الغضب في أرجاء العالم العربي المسلم، يخشى أن تنتقل عدوى المقاومة والبطولة إلى بقية أفراد هذه الأمة وشعوبها، لأنه يعلم جيداً أنه إن حصل ذلك؛ فسيكون السطر الأخير في دولة الاحتلال الهشة.
م. أنس معابرة
قد نتسأل بعد مرور 290 يوماً منذ بداية الحرب العالمية على قطاع غزة؛ ألم يكتفِ الصهاينة بحجم الدمار الذي أحدثوه في قطاع غزة؟ ألم يكفهم سقوط أربعين ألفاً من الشهداء، وقرابة المئة ألف جريح؟ هل ما زال العدو الصهيوني يتطلع إلى المزيد من القتل والدمار متجاهلاً جميع النداءات الدولية الخادعة بضرورة وقف القتال؟
في الحقيقية إن الحرب التي نشهدها اليوم، والتي يقودها الاحتلال الصهيوني مدعوماً من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية لا تهدف إلى قتل الأبرياء، أو حتى هدم المنازل، أو ترحيل المدنيين خارج فلسطين، بل لها هدف اكبر من ذلك بكثير، إلا وهو تغيير الهوية.
نعم؛ إن العدو يهدف اليوم إلى تغيير هوية الفلسطينيين، من خلال الحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بهم، لينزع منهم هوية المقاومة المتجذرة في نفوسهم وقلوبهم، ويريد أن يحكم شعباً فاقداً للهوية، هاجراً للمقاومة، لا يطالب بنزع الاحتلال، أو حتى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية كما نصت المواثيق الدولية.
كما يهدف الاحتلال أيضاً إلى التأثير على الهوية العربية والإسلامية، من خلال الرد العنيف على أي اعتداء عليه، وشاهدنا كيف كان الرد الصهيوني على الهجوم الإيراني قبل ثلاثة أشهر، وتابعنا بالأمس كيف كان الرد على عدوان بطائرة مسيّرة واحدة، فكان الرد قاسياً جداً بتدمير ميناء الحديدة اليمني، وقصف البنية التحتية المدنية، والحاق المقدار الكبير من الأذى بالبلاد والعباد.
نعم هذا ما يسعى اليه الاحتلال، يريد أمة لا تحمل تفكير المقاومة، أمة لا تحمل السلاح بوجهه، لأنه يعلم جيداً أنه لا قِبَل له بمواجهة الأبطال حين ينوون رفع السلاح، والمقاومة المشروعة، والتحرك نحو تحرير البلاد بالقوة.
يذكرنا التاريخ بكلمات الكاتب الألباني التي ذكرها في كتاب 'الحصار' قبل خمسة عقود حين قال: 'يعتقدون أن حرباً أو مذبحة تكفي لإبادة أمة، لكن هذا غير ممكن، لنفترض أننا قتلنا عشرين ألفاً، هل سيعد ذلك نصراً مؤزراً؟ لا، أنت بذلك قد تقضي على معدل نمو السكان لعام واحد فقط'.
ويستطرد الكاتب الكبير فيقول: 'ان تحديد النمو السكاني لعام أو أكثر عبر الغارات التأديبية والمذابح، وإشاعة الدمار بمدن بأكملها، وطرد السكان أو ترحيلهم، اننا بذلك نقلل رغبة السكان في التكاثر إلى حد ما، ولكن هذا لا يكفي، فالشعوب كالعشب، تنمو في كل مكان، لهذا لا بد من ابتكار وسائل أكثر كتماناً لهم'.
ويصف الكاتب حالنا اليوم في قطاع غزة بدقة فيقول: 'هل ينبغي علينا اضعاف هذه الأمم؟ ان ابادتها ليس إلا عملاً مضللاً، إن ما يتعين علينا عمله هو اضعافها، وجعلها بلا هوية'.
إن النصر الحقيقي لا يقاس بعد الشهداء وحجم الدمار، بل يقاس بمقدار تمسكنا بهويتنا، ونظرتنا إلى المقاومة الباسلة التي تقاتل دفاعاً عن شرف الأمة وهويتها، ولا تقاتل لعصبية قومية أو طائفية أو مذهبية.
إن الاحتلال يخشى من تفجر ثورة الغضب في أرجاء العالم العربي المسلم، يخشى أن تنتقل عدوى المقاومة والبطولة إلى بقية أفراد هذه الأمة وشعوبها، لأنه يعلم جيداً أنه إن حصل ذلك؛ فسيكون السطر الأخير في دولة الاحتلال الهشة.
التعليقات