عبدالهادي راجي المجالي ... قبل عام كان يأتيني ياسر ولدي الأصغر في الصباح، كي يخبرني بأشياء يعتقد أنها تهمني.. مثلا كان يقول لي: (بابا نزلتلك فيلم الإرهاب والكباب ع اللاب توب)... كان أيضا يخبرني بآخر أخبار ليفربول.. وهل سينتقل صلاح أم سيبقى... كان يخبرني أيضا بعروض مطاعم الوجبات السريعة، والتنزيلات على الملابس والمطاعم التي افتتحت مؤخرا.
اليوم لحظة كتابتي هذا المقال، فتح باب الغرفة وقال لي بصوت مستنفر وقوي: (بابا كتلوا ثلاثة.. من الشرطة الإسرائيلية).. وذهب للتلفاز، ثم رفع الصوت وبدأ يشرح لي ما فاتني من تفاصيل العملية... حلل لي الحدث بالتفصيل وأعطاني خيارات للجهات التي نفذت..
منذ عام وياسر لم يعد ذاك الطفل، لم يعد يهتم بحفلة (عمرو ذياب) في العقبة.. لم يعد يهتم بالذهاب إلى المول والكسدرة فيه، لم يعد يهتم بـ(الشاورما) التي تنتج على عجل، ولا بالهواتف التي تتسع لتطبيقات جديدة ولا حتى بالحقائب المدرسية التي تحمل أسماء ماركات فاخرة...
فلسطين غيرت في تفكير أولادنا، وفلسطين صارت لديهم أهم من (الموبايلات).. وأهم من رحلات مدرسية للعقبة، ومن احتفالات تقام على شواطئ البحر الميت... فلسطين اختصرت طفولتهم وصاروا رجالا يتابعون نشرات الأخبار ويستمعون لتحليلات الدويري.. ويقرأون عن غزة وتاريخها.
ياسر ظل يتابع أمس أحداث جنين، وهذا الصباح شعرت بأنه حضر لي مدججا بالنصر... كأنه هو من خاض المعركة وكأنه هو من شهد الحدث.
هذا الجيل لم يعد يهتم بـ(نطنطة) عمرو ذياب على (الستيج)... لم يعد يكترث بـ(المياصة) التي تمارس في إذاعات الصباح الرديء، ولا بالأعطاب المصنعية للسياسة ومن يمارسونها.. هذا الجيل لم يعد يهتم بما أنتجت نانسي من أغان... وبما قدم راغب علامة من دلع على مسارح العالم العربي، صار يتابع ما يحدث في فلسطين ويحدد الجهة التي نفذت.. ويقرأ الداخل الإسرائيلي ويعرف أزمات نتنياهو.
لنعترف بأن إسرائيل بسلوكها (النذل) غيرت في شخصية الجيل الجديد تماما.... كانت أغلى أمنيات ابني في الصباح هي: أن أعطيه مبلغا محترما من المال.. أو أن أقوم بشراء هاتف جديد له وبالأقساط المتعبة، أو شراء حقيبة للمدرسة... لم تعد تلك الأمور تعنيه، وضع تطبيقات الأخبار على هاتفه وصار الفرح لديه مرتبطا بقصة بطولية في فلسطين أو بعملية استشهادية أو بانتصار في الضفة...
الفرق بيني وبين ابني أني كبرت في العمر واعترف أني من جيل الهزيمة.. هو بالرغم من عمره الذي لم يتجاوز الـ (15) عاما إلا أنه كبر كثيرا، وصار من الجيل الذي يؤمن بالنصر...
لو شاهدتم فرحه هذا الصباح، وهو يشرح لي عن تفاصيل العملية... لأدركتم كم هي فلسطين عظيمة، وكم هي قادرة على صياغة شخصية عربية جديدة لا تقبل الهزيمة.
عبدالهادي راجي المجالي ... قبل عام كان يأتيني ياسر ولدي الأصغر في الصباح، كي يخبرني بأشياء يعتقد أنها تهمني.. مثلا كان يقول لي: (بابا نزلتلك فيلم الإرهاب والكباب ع اللاب توب)... كان أيضا يخبرني بآخر أخبار ليفربول.. وهل سينتقل صلاح أم سيبقى... كان يخبرني أيضا بعروض مطاعم الوجبات السريعة، والتنزيلات على الملابس والمطاعم التي افتتحت مؤخرا.
اليوم لحظة كتابتي هذا المقال، فتح باب الغرفة وقال لي بصوت مستنفر وقوي: (بابا كتلوا ثلاثة.. من الشرطة الإسرائيلية).. وذهب للتلفاز، ثم رفع الصوت وبدأ يشرح لي ما فاتني من تفاصيل العملية... حلل لي الحدث بالتفصيل وأعطاني خيارات للجهات التي نفذت..
منذ عام وياسر لم يعد ذاك الطفل، لم يعد يهتم بحفلة (عمرو ذياب) في العقبة.. لم يعد يهتم بالذهاب إلى المول والكسدرة فيه، لم يعد يهتم بـ(الشاورما) التي تنتج على عجل، ولا بالهواتف التي تتسع لتطبيقات جديدة ولا حتى بالحقائب المدرسية التي تحمل أسماء ماركات فاخرة...
فلسطين غيرت في تفكير أولادنا، وفلسطين صارت لديهم أهم من (الموبايلات).. وأهم من رحلات مدرسية للعقبة، ومن احتفالات تقام على شواطئ البحر الميت... فلسطين اختصرت طفولتهم وصاروا رجالا يتابعون نشرات الأخبار ويستمعون لتحليلات الدويري.. ويقرأون عن غزة وتاريخها.
ياسر ظل يتابع أمس أحداث جنين، وهذا الصباح شعرت بأنه حضر لي مدججا بالنصر... كأنه هو من خاض المعركة وكأنه هو من شهد الحدث.
هذا الجيل لم يعد يهتم بـ(نطنطة) عمرو ذياب على (الستيج)... لم يعد يكترث بـ(المياصة) التي تمارس في إذاعات الصباح الرديء، ولا بالأعطاب المصنعية للسياسة ومن يمارسونها.. هذا الجيل لم يعد يهتم بما أنتجت نانسي من أغان... وبما قدم راغب علامة من دلع على مسارح العالم العربي، صار يتابع ما يحدث في فلسطين ويحدد الجهة التي نفذت.. ويقرأ الداخل الإسرائيلي ويعرف أزمات نتنياهو.
لنعترف بأن إسرائيل بسلوكها (النذل) غيرت في شخصية الجيل الجديد تماما.... كانت أغلى أمنيات ابني في الصباح هي: أن أعطيه مبلغا محترما من المال.. أو أن أقوم بشراء هاتف جديد له وبالأقساط المتعبة، أو شراء حقيبة للمدرسة... لم تعد تلك الأمور تعنيه، وضع تطبيقات الأخبار على هاتفه وصار الفرح لديه مرتبطا بقصة بطولية في فلسطين أو بعملية استشهادية أو بانتصار في الضفة...
الفرق بيني وبين ابني أني كبرت في العمر واعترف أني من جيل الهزيمة.. هو بالرغم من عمره الذي لم يتجاوز الـ (15) عاما إلا أنه كبر كثيرا، وصار من الجيل الذي يؤمن بالنصر...
لو شاهدتم فرحه هذا الصباح، وهو يشرح لي عن تفاصيل العملية... لأدركتم كم هي فلسطين عظيمة، وكم هي قادرة على صياغة شخصية عربية جديدة لا تقبل الهزيمة.
عبدالهادي راجي المجالي ... قبل عام كان يأتيني ياسر ولدي الأصغر في الصباح، كي يخبرني بأشياء يعتقد أنها تهمني.. مثلا كان يقول لي: (بابا نزلتلك فيلم الإرهاب والكباب ع اللاب توب)... كان أيضا يخبرني بآخر أخبار ليفربول.. وهل سينتقل صلاح أم سيبقى... كان يخبرني أيضا بعروض مطاعم الوجبات السريعة، والتنزيلات على الملابس والمطاعم التي افتتحت مؤخرا.
اليوم لحظة كتابتي هذا المقال، فتح باب الغرفة وقال لي بصوت مستنفر وقوي: (بابا كتلوا ثلاثة.. من الشرطة الإسرائيلية).. وذهب للتلفاز، ثم رفع الصوت وبدأ يشرح لي ما فاتني من تفاصيل العملية... حلل لي الحدث بالتفصيل وأعطاني خيارات للجهات التي نفذت..
منذ عام وياسر لم يعد ذاك الطفل، لم يعد يهتم بحفلة (عمرو ذياب) في العقبة.. لم يعد يهتم بالذهاب إلى المول والكسدرة فيه، لم يعد يهتم بـ(الشاورما) التي تنتج على عجل، ولا بالهواتف التي تتسع لتطبيقات جديدة ولا حتى بالحقائب المدرسية التي تحمل أسماء ماركات فاخرة...
فلسطين غيرت في تفكير أولادنا، وفلسطين صارت لديهم أهم من (الموبايلات).. وأهم من رحلات مدرسية للعقبة، ومن احتفالات تقام على شواطئ البحر الميت... فلسطين اختصرت طفولتهم وصاروا رجالا يتابعون نشرات الأخبار ويستمعون لتحليلات الدويري.. ويقرأون عن غزة وتاريخها.
ياسر ظل يتابع أمس أحداث جنين، وهذا الصباح شعرت بأنه حضر لي مدججا بالنصر... كأنه هو من خاض المعركة وكأنه هو من شهد الحدث.
هذا الجيل لم يعد يهتم بـ(نطنطة) عمرو ذياب على (الستيج)... لم يعد يكترث بـ(المياصة) التي تمارس في إذاعات الصباح الرديء، ولا بالأعطاب المصنعية للسياسة ومن يمارسونها.. هذا الجيل لم يعد يهتم بما أنتجت نانسي من أغان... وبما قدم راغب علامة من دلع على مسارح العالم العربي، صار يتابع ما يحدث في فلسطين ويحدد الجهة التي نفذت.. ويقرأ الداخل الإسرائيلي ويعرف أزمات نتنياهو.
لنعترف بأن إسرائيل بسلوكها (النذل) غيرت في شخصية الجيل الجديد تماما.... كانت أغلى أمنيات ابني في الصباح هي: أن أعطيه مبلغا محترما من المال.. أو أن أقوم بشراء هاتف جديد له وبالأقساط المتعبة، أو شراء حقيبة للمدرسة... لم تعد تلك الأمور تعنيه، وضع تطبيقات الأخبار على هاتفه وصار الفرح لديه مرتبطا بقصة بطولية في فلسطين أو بعملية استشهادية أو بانتصار في الضفة...
الفرق بيني وبين ابني أني كبرت في العمر واعترف أني من جيل الهزيمة.. هو بالرغم من عمره الذي لم يتجاوز الـ (15) عاما إلا أنه كبر كثيرا، وصار من الجيل الذي يؤمن بالنصر...
لو شاهدتم فرحه هذا الصباح، وهو يشرح لي عن تفاصيل العملية... لأدركتم كم هي فلسطين عظيمة، وكم هي قادرة على صياغة شخصية عربية جديدة لا تقبل الهزيمة.
التعليقات