بينما يتنفس العالم الصعداء بعد جائحة كورونا يتنامى تهديد صامت في الخفاء ألا وهو الإنفلونزا، ذلك العدو اللدود الذي يقف على أعتاب تحد جديد للأمن الصحي العالمي، حيث يتنبأ كبار العلماء بأنها السبب الأكثر ترجيحا للجائحة القادمة.
ويأتي هذا التحذير الصارخ من خلال استطلاع رأي دولي شمل 187 من خبراء الأمراض، كشف أن 57٪ منهم يعتقدون أن سلالة جديدة من فيروس الإنفلونزا ستكون مسؤولة عن تفشي المرض التالي على مستوى العالم، وفق ما أكده عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي «للرأي».
وبين ان الإنفلونزا أشبه بحرباء، فهي تتحوّر باستمرار، مما يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة تتحدى مناعتنا، فكل موسم إنفلونزا هو بمثابة جائحة مصغرة، يتم السيطرة عليها من خلال انخفاض ضراوة السلالات المنتشرة نسبيا، ومع ذلك فإن هذا التوازن غير المستقر يمكن أن يتغير، وقد تظهر سلالة شديدة العدوى ومميتة في أي لحظة.
وأضاف بلعاوي أن قدرة الفيروس على إثارة المفاجآت حاليًا تتجلى من خلال الانتشار المثير للقلق لسلالة إنفلونزا الطيور H5N1، فمنذ عام 2020 أهلكت هذه السلالة شديدة العدوى أعدادا هائلة من الدواجن في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى نفوق أو إعدام عشرات الملايين من الطيور. ومما يثير القلق وفق بلعاوي، أن فيروس H5N1 انتقل الآن إلى الثدييات، حيث أصاب الماشية في 12 ولاية أمريكية، وقد أدى هذا التطور إلى زيادة المخاوف بشأن احتمالية انتقاله إلى البشر.
وحذر من إن كل نوع جديد من الكائنات الحية يصاب بفيروس H5N1، يزيد من خطر حدوث طفرات يمكن أن تسمح بانتقاله بين البشر، فهذا الفيروس يلعب لعبة الحظ مع صحتنا، والمخاطر كبيرة للغاية، مبينا إنّ شبح جائحة الإنفلونزا مقلق لكنه ليس منيعا.
وأشار بلعاوي إلى أنه في حين أن حالات إصابة البشر لا تزال نادرة، وترتبط معظمها بالاتصال المباشر بالطيور المصابة، فإن عواقبها وخيمة، حيث أن معدل الوفيات الناجمة عن فيروس H5N1 مرتفع بشكل مخيف لدى البشر، ويتجاوز 50٪ في بعض حالات التفشي، وذلك يرجع إلى افتقارنا للمناعة الموجودة مسبقا، مما يجعلنا عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
وبين ان اللقاحات التي تم تطويرها قبل الجائحة لسلالات مختلفة من الإنفلونزا، بما في ذلك H5N1 موجودة بالفعل، إذ يؤكد العلماء أنه على عكس كوفيد-19 الذي بدأ تطوير اللقاح من الصفر.
ونوه بلعاوي إلى ان توفر اللقاحات ليس سوى جزء من الحل، إذ تشكل حالة الاسترخاء العامة لدى الجمهور عقبةً كبيرة، فعلى الرغم من المخاطر المعروفة للإنفلونزا، لا تزال معدلات التطعيم في الأردن وأغلب دول العالم دون المستوى الأمثل.
وفيما يتعلق بالعوامل التي تساهم في التردد من أخذ المطاعيم، لفت إلى أن كثيرين يقللون من خطورة الإنفلونزا، معتبرين أنها مجرد نزلة برد شديدة، كما أن اخرين يخشون دون وجه حق من سلامة اللقاح، مدفوعين بالمعلومات الخاطئة المنتشرة على الإنترنت، حيث يعد هذا التجاهل للإجراءات الوقائية مدعاة لقلق بالغ.
وأكد بلعاوي على أن ما يبدو أن الناس نسوا الدروس التي تعلموها خلال جائحة كورونا، فارتداء الكمامات أصبح نادرا، كما أن ممارسات النظافة الأساسية مثل تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس يتم تجاهلها، والتوجه نحو التطعيم بلقاح الانفلونزا ضعيف، وقد يكون لهذه الفجوة الجماعية في الذاكرة ثمن باهظ إذا ظهرت سلالة شديدة العدوى من الإنفلونزا.
وشدد على ان خطر جائحة الإنفلونزا بمثابة تذكير قوي بأن معركتنا ضد الأمراض المعدية لم تنته بعد، إذ لا تزال اليقظة والتأهب والالتزام بإجراءات الصحة العامة، بما في ذلك التطعيم أقوى أسلحتنا.
واعتبر بلعاوي أنه بينما نواجه خطر الإنفلونزا الذي يلوح في الأفق، يجب علينا مرة أخرى حشد تلك الإرادة الجماعية، لأن صحتنا وسلامتنا في المستقبل تعتمد على ذلك.
بلعاوي: معدلات التطعيم متدنية واللقاحات متوفرة
بينما يتنفس العالم الصعداء بعد جائحة كورونا يتنامى تهديد صامت في الخفاء ألا وهو الإنفلونزا، ذلك العدو اللدود الذي يقف على أعتاب تحد جديد للأمن الصحي العالمي، حيث يتنبأ كبار العلماء بأنها السبب الأكثر ترجيحا للجائحة القادمة.
ويأتي هذا التحذير الصارخ من خلال استطلاع رأي دولي شمل 187 من خبراء الأمراض، كشف أن 57٪ منهم يعتقدون أن سلالة جديدة من فيروس الإنفلونزا ستكون مسؤولة عن تفشي المرض التالي على مستوى العالم، وفق ما أكده عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي «للرأي».
وبين ان الإنفلونزا أشبه بحرباء، فهي تتحوّر باستمرار، مما يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة تتحدى مناعتنا، فكل موسم إنفلونزا هو بمثابة جائحة مصغرة، يتم السيطرة عليها من خلال انخفاض ضراوة السلالات المنتشرة نسبيا، ومع ذلك فإن هذا التوازن غير المستقر يمكن أن يتغير، وقد تظهر سلالة شديدة العدوى ومميتة في أي لحظة.
وأضاف بلعاوي أن قدرة الفيروس على إثارة المفاجآت حاليًا تتجلى من خلال الانتشار المثير للقلق لسلالة إنفلونزا الطيور H5N1، فمنذ عام 2020 أهلكت هذه السلالة شديدة العدوى أعدادا هائلة من الدواجن في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى نفوق أو إعدام عشرات الملايين من الطيور. ومما يثير القلق وفق بلعاوي، أن فيروس H5N1 انتقل الآن إلى الثدييات، حيث أصاب الماشية في 12 ولاية أمريكية، وقد أدى هذا التطور إلى زيادة المخاوف بشأن احتمالية انتقاله إلى البشر.
وحذر من إن كل نوع جديد من الكائنات الحية يصاب بفيروس H5N1، يزيد من خطر حدوث طفرات يمكن أن تسمح بانتقاله بين البشر، فهذا الفيروس يلعب لعبة الحظ مع صحتنا، والمخاطر كبيرة للغاية، مبينا إنّ شبح جائحة الإنفلونزا مقلق لكنه ليس منيعا.
وأشار بلعاوي إلى أنه في حين أن حالات إصابة البشر لا تزال نادرة، وترتبط معظمها بالاتصال المباشر بالطيور المصابة، فإن عواقبها وخيمة، حيث أن معدل الوفيات الناجمة عن فيروس H5N1 مرتفع بشكل مخيف لدى البشر، ويتجاوز 50٪ في بعض حالات التفشي، وذلك يرجع إلى افتقارنا للمناعة الموجودة مسبقا، مما يجعلنا عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
وبين ان اللقاحات التي تم تطويرها قبل الجائحة لسلالات مختلفة من الإنفلونزا، بما في ذلك H5N1 موجودة بالفعل، إذ يؤكد العلماء أنه على عكس كوفيد-19 الذي بدأ تطوير اللقاح من الصفر.
ونوه بلعاوي إلى ان توفر اللقاحات ليس سوى جزء من الحل، إذ تشكل حالة الاسترخاء العامة لدى الجمهور عقبةً كبيرة، فعلى الرغم من المخاطر المعروفة للإنفلونزا، لا تزال معدلات التطعيم في الأردن وأغلب دول العالم دون المستوى الأمثل.
وفيما يتعلق بالعوامل التي تساهم في التردد من أخذ المطاعيم، لفت إلى أن كثيرين يقللون من خطورة الإنفلونزا، معتبرين أنها مجرد نزلة برد شديدة، كما أن اخرين يخشون دون وجه حق من سلامة اللقاح، مدفوعين بالمعلومات الخاطئة المنتشرة على الإنترنت، حيث يعد هذا التجاهل للإجراءات الوقائية مدعاة لقلق بالغ.
وأكد بلعاوي على أن ما يبدو أن الناس نسوا الدروس التي تعلموها خلال جائحة كورونا، فارتداء الكمامات أصبح نادرا، كما أن ممارسات النظافة الأساسية مثل تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس يتم تجاهلها، والتوجه نحو التطعيم بلقاح الانفلونزا ضعيف، وقد يكون لهذه الفجوة الجماعية في الذاكرة ثمن باهظ إذا ظهرت سلالة شديدة العدوى من الإنفلونزا.
وشدد على ان خطر جائحة الإنفلونزا بمثابة تذكير قوي بأن معركتنا ضد الأمراض المعدية لم تنته بعد، إذ لا تزال اليقظة والتأهب والالتزام بإجراءات الصحة العامة، بما في ذلك التطعيم أقوى أسلحتنا.
واعتبر بلعاوي أنه بينما نواجه خطر الإنفلونزا الذي يلوح في الأفق، يجب علينا مرة أخرى حشد تلك الإرادة الجماعية، لأن صحتنا وسلامتنا في المستقبل تعتمد على ذلك.
بلعاوي: معدلات التطعيم متدنية واللقاحات متوفرة
بينما يتنفس العالم الصعداء بعد جائحة كورونا يتنامى تهديد صامت في الخفاء ألا وهو الإنفلونزا، ذلك العدو اللدود الذي يقف على أعتاب تحد جديد للأمن الصحي العالمي، حيث يتنبأ كبار العلماء بأنها السبب الأكثر ترجيحا للجائحة القادمة.
ويأتي هذا التحذير الصارخ من خلال استطلاع رأي دولي شمل 187 من خبراء الأمراض، كشف أن 57٪ منهم يعتقدون أن سلالة جديدة من فيروس الإنفلونزا ستكون مسؤولة عن تفشي المرض التالي على مستوى العالم، وفق ما أكده عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي «للرأي».
وبين ان الإنفلونزا أشبه بحرباء، فهي تتحوّر باستمرار، مما يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة تتحدى مناعتنا، فكل موسم إنفلونزا هو بمثابة جائحة مصغرة، يتم السيطرة عليها من خلال انخفاض ضراوة السلالات المنتشرة نسبيا، ومع ذلك فإن هذا التوازن غير المستقر يمكن أن يتغير، وقد تظهر سلالة شديدة العدوى ومميتة في أي لحظة.
وأضاف بلعاوي أن قدرة الفيروس على إثارة المفاجآت حاليًا تتجلى من خلال الانتشار المثير للقلق لسلالة إنفلونزا الطيور H5N1، فمنذ عام 2020 أهلكت هذه السلالة شديدة العدوى أعدادا هائلة من الدواجن في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى نفوق أو إعدام عشرات الملايين من الطيور. ومما يثير القلق وفق بلعاوي، أن فيروس H5N1 انتقل الآن إلى الثدييات، حيث أصاب الماشية في 12 ولاية أمريكية، وقد أدى هذا التطور إلى زيادة المخاوف بشأن احتمالية انتقاله إلى البشر.
وحذر من إن كل نوع جديد من الكائنات الحية يصاب بفيروس H5N1، يزيد من خطر حدوث طفرات يمكن أن تسمح بانتقاله بين البشر، فهذا الفيروس يلعب لعبة الحظ مع صحتنا، والمخاطر كبيرة للغاية، مبينا إنّ شبح جائحة الإنفلونزا مقلق لكنه ليس منيعا.
وأشار بلعاوي إلى أنه في حين أن حالات إصابة البشر لا تزال نادرة، وترتبط معظمها بالاتصال المباشر بالطيور المصابة، فإن عواقبها وخيمة، حيث أن معدل الوفيات الناجمة عن فيروس H5N1 مرتفع بشكل مخيف لدى البشر، ويتجاوز 50٪ في بعض حالات التفشي، وذلك يرجع إلى افتقارنا للمناعة الموجودة مسبقا، مما يجعلنا عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
وبين ان اللقاحات التي تم تطويرها قبل الجائحة لسلالات مختلفة من الإنفلونزا، بما في ذلك H5N1 موجودة بالفعل، إذ يؤكد العلماء أنه على عكس كوفيد-19 الذي بدأ تطوير اللقاح من الصفر.
ونوه بلعاوي إلى ان توفر اللقاحات ليس سوى جزء من الحل، إذ تشكل حالة الاسترخاء العامة لدى الجمهور عقبةً كبيرة، فعلى الرغم من المخاطر المعروفة للإنفلونزا، لا تزال معدلات التطعيم في الأردن وأغلب دول العالم دون المستوى الأمثل.
وفيما يتعلق بالعوامل التي تساهم في التردد من أخذ المطاعيم، لفت إلى أن كثيرين يقللون من خطورة الإنفلونزا، معتبرين أنها مجرد نزلة برد شديدة، كما أن اخرين يخشون دون وجه حق من سلامة اللقاح، مدفوعين بالمعلومات الخاطئة المنتشرة على الإنترنت، حيث يعد هذا التجاهل للإجراءات الوقائية مدعاة لقلق بالغ.
وأكد بلعاوي على أن ما يبدو أن الناس نسوا الدروس التي تعلموها خلال جائحة كورونا، فارتداء الكمامات أصبح نادرا، كما أن ممارسات النظافة الأساسية مثل تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس يتم تجاهلها، والتوجه نحو التطعيم بلقاح الانفلونزا ضعيف، وقد يكون لهذه الفجوة الجماعية في الذاكرة ثمن باهظ إذا ظهرت سلالة شديدة العدوى من الإنفلونزا.
وشدد على ان خطر جائحة الإنفلونزا بمثابة تذكير قوي بأن معركتنا ضد الأمراض المعدية لم تنته بعد، إذ لا تزال اليقظة والتأهب والالتزام بإجراءات الصحة العامة، بما في ذلك التطعيم أقوى أسلحتنا.
واعتبر بلعاوي أنه بينما نواجه خطر الإنفلونزا الذي يلوح في الأفق، يجب علينا مرة أخرى حشد تلك الإرادة الجماعية، لأن صحتنا وسلامتنا في المستقبل تعتمد على ذلك.
التعليقات