*عبد الله توفيق كنعان
تمثل الرسالة الانسانية والأصالة التاريخية بما فيها من التمسك بالشرعية الدولية والاخلاقية والدينية ثوابت هاشمية راسخة، الأمر الذي عزز احترام وثقة العالم وقياداته وشعوبه تجاه المواقف والخطابات والرسائل التي يوجهها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين 'صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس' للعالم ومنظماته الحقوقية والقانونية، منبهاً جلالته في خطابه إلى زعماء وقيادات العالم اثناء انعقاد اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً من تداعيات ما يجري من أحداث مقلقة قد تتطور لمجابهة اقليمية واسعة النطاق، حيث بين جلالته في خطابه التاريخي وبكل موضوعية وشفافية حقيقة ما يجري اليوم من مآسي يعاني منها الشعب الفلسطيني، تتمثل بالقتل والجوع والتهجير والدمار في غزة والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية، منبهاً جلالته الى ضرورة التفات العالم لما يجري في مدن الضفة الغربية بما فيها القدس، حيث يتعرض فيها المدنيين للقتل الذي طال حتى الاطفال والنساء، اضافة لتهجير اسرائيل لالاف الفلسطينيين، وسط عجز الامم المتحدة عن حماية كوادرها ومؤسساتها، وفي حرب تتعمد فيها اسرائيل استهداف الشعب الفلسطيني وتنتهك فيها الوضع التاريخي القائم وبحماية ومشاركة من أعضاء الحكومة الاسرائيلية نفسها.
إن خطاب جلالة الملك في الجمعية العامة بابعاده ورسائله العميقة، بما في ذلك التاكيد على صلابة الموقف الاردني التاريخي وتمسكه بالمبادىء والركائز الاساسية بما فيها رفض فكرة الوطن البديل ورفض تهجير الشعب الفلسطيني من ارضه التاريخية العربية، كذلك جميع اللقاءات التي يجريها جلالة الملك عبد الله الثاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وفي ظل ما يجري من تطورات متسارعة من العدوان الاسرائيلي على غزة ومدن الضفة الغربية وجنوب لبنان، تأتي في سياق سياسي انساني هاشمي في سبيل ترجيح كفة العدالة والحقوق لصالح الشعوب المظلومة، ودعوة عالمية بايقاف الظلم والاحتلال.
والخطاب يضع العالم الحر الراغب فعلاً بالسلام أمام مسؤوليته ، وذلك بضرورة تبني مسار السلام العادل كما يرى جلالة الملك وليس سلام القوة الذي تحاول اسرائيل فرضه على العالم كله بتجاهلها لكل قرارات ومبادرات واتفاقيات السلام، سلام ينطلق من قرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية بحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد آن الاوان كما يرى جلالته أن ينظر العالم بعيون ضحايا اسرائيل، وبعيون الأجيال الراغبة العيش بسلام، وهي دعوة هاشمية أصيلة استذكر جلالته في مضامينها موقف الراحل المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي قاتل لاجل السلام وطالب الضمائر الحيّة أن تسعى نحوه بكل جرأة وحزم، وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند والداعم لاهلنا في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
وفي ذات السياق الهاشمي الداعم لفلسطين باعتبارها قضية وطنية وقومية وانسانية عادلة، حرصت جلالة الملكة رانيا في اللقاءات الدولية التي تشارك فيها على شرح وايصال معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة للعالم الحر، وهذا جزء من السياسة والدبلوماسية الأردنية تجاه القضية المركزية بوصفها قضية وطنية وقومية يجب الدفاع عنها، ومن ذلك ما جاء مؤخراً في كلمة جلالتها في مؤتمر منتدى أمبروسيتي سيرنوبيو، المنعقد في إيطاليا بتاريخ 7 أيلول 2024م، خاطبت فيه العالم محذرة جلالتها من الخطورة المتأتية من تطبيق القانون الدولي بشكل انتقائي، وبشكل يعكس الاستخفاف بالمحاكم الدولية، الأمر الذي سيقود إلى ما اسمته جلالتها 'حقبة جديدة من الاختلال العالمي'، وهو ما نستشعره اليوم في سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الواضح لاسرائيل، ولاشك أن جلالتها تؤكد على أهمية الوعي بالمصطلحات المعنية بالقضية الفلسطينية وما يترتب عليها من واجب اخلاقي وقانوني عالمي، ومن ذلك تأكيد جلالتها على أن ' الانتقاص من قيمة حياة الإنسان الفلسطيني لا بد أن يُسمى بمُسماه: عنصرية'، وهي سياسة للاسف نلمح نتائجها الخطيرة فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ابادة جماعية وتطهير عرقي وحشي وأمام نظر العالم وصمته المخجل وغير المبرر .
وفي السياق نفسه المدافع عن عدالة القضية الفلسطينية وحقوق جميع فئات الشعب الفلسطيني بمن فيهم الأطفال، جاءت كلمة جلالة الملكة في فعالية لمنظمة إنقاذ الطفل تحت عنوان 'مستقبل مُشتت في الأراضي الفلسطينية المحتلة - من وجهة نظر الأطفال'، والمنعقدة في نيويورك، الولايات المتحدة بتاريخ 23 أيلول 2024م، لخصت فيها جلالتها وبشكل واقعي معاناة اكثر من مليون طفل فلسطيني يعاني الحصار والمجاعة في غزة، اضافة لالاف الشهداء والمفقودين والايتام والنازحين منهم، مؤكدة جلالتها أن عدم الاهتمام بصرخة معاناة الطفل في فلسطين هي ' ليس أمراً غير أخلاقي فقط، بل غير طبيعي أيضاً'، وأن المطلوب واللازم اليوم وبشكل عاجل هو 'كل طفل يستحق أن يحظى بالحماية'.
وضمن هذه الرؤية الملكية الهاشمية الحكيمة تأتي كلمات ومشاركات جلالة الملكة رانيا العبد الله في الفعالية الدولية، كذلك الجهود الانسانية والرسائل الفكرية الداعية للسلام التي يوجهها للرأي العام العالمي صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير الحسين الذي عبر عن مأساة ومعاناة الشعوب بسبب الظلم، قائلاً سموه عن ذلك ' من غير المعقول أن العالم أجمع ليس قادرا على وقف المأساة التي تحدث. إن الشعوب في منطقتنا فقدت ثقتها بالمجتمع الدولي ومصداقيته وهم على حق'، وفي نفس السياق كان موقف صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال مشيراً سموه الى خطورة ما يجري من احتلال واستيطان على السلام العالمي ومخاطباً الضمائر بقوله :' لا يمكن للمرء تجاهل المعاناة الإنسانية الكارثية التي لا تزال أبعادها تتكشف في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة'، وكل ذلك التأكيد الهاشمي الاردني برهان أكيد أن السلام ثقافة هاشمية ورسالة أممية.
*أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس
*عبد الله توفيق كنعان
تمثل الرسالة الانسانية والأصالة التاريخية بما فيها من التمسك بالشرعية الدولية والاخلاقية والدينية ثوابت هاشمية راسخة، الأمر الذي عزز احترام وثقة العالم وقياداته وشعوبه تجاه المواقف والخطابات والرسائل التي يوجهها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين 'صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس' للعالم ومنظماته الحقوقية والقانونية، منبهاً جلالته في خطابه إلى زعماء وقيادات العالم اثناء انعقاد اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً من تداعيات ما يجري من أحداث مقلقة قد تتطور لمجابهة اقليمية واسعة النطاق، حيث بين جلالته في خطابه التاريخي وبكل موضوعية وشفافية حقيقة ما يجري اليوم من مآسي يعاني منها الشعب الفلسطيني، تتمثل بالقتل والجوع والتهجير والدمار في غزة والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية، منبهاً جلالته الى ضرورة التفات العالم لما يجري في مدن الضفة الغربية بما فيها القدس، حيث يتعرض فيها المدنيين للقتل الذي طال حتى الاطفال والنساء، اضافة لتهجير اسرائيل لالاف الفلسطينيين، وسط عجز الامم المتحدة عن حماية كوادرها ومؤسساتها، وفي حرب تتعمد فيها اسرائيل استهداف الشعب الفلسطيني وتنتهك فيها الوضع التاريخي القائم وبحماية ومشاركة من أعضاء الحكومة الاسرائيلية نفسها.
إن خطاب جلالة الملك في الجمعية العامة بابعاده ورسائله العميقة، بما في ذلك التاكيد على صلابة الموقف الاردني التاريخي وتمسكه بالمبادىء والركائز الاساسية بما فيها رفض فكرة الوطن البديل ورفض تهجير الشعب الفلسطيني من ارضه التاريخية العربية، كذلك جميع اللقاءات التي يجريها جلالة الملك عبد الله الثاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وفي ظل ما يجري من تطورات متسارعة من العدوان الاسرائيلي على غزة ومدن الضفة الغربية وجنوب لبنان، تأتي في سياق سياسي انساني هاشمي في سبيل ترجيح كفة العدالة والحقوق لصالح الشعوب المظلومة، ودعوة عالمية بايقاف الظلم والاحتلال.
والخطاب يضع العالم الحر الراغب فعلاً بالسلام أمام مسؤوليته ، وذلك بضرورة تبني مسار السلام العادل كما يرى جلالة الملك وليس سلام القوة الذي تحاول اسرائيل فرضه على العالم كله بتجاهلها لكل قرارات ومبادرات واتفاقيات السلام، سلام ينطلق من قرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية بحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد آن الاوان كما يرى جلالته أن ينظر العالم بعيون ضحايا اسرائيل، وبعيون الأجيال الراغبة العيش بسلام، وهي دعوة هاشمية أصيلة استذكر جلالته في مضامينها موقف الراحل المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي قاتل لاجل السلام وطالب الضمائر الحيّة أن تسعى نحوه بكل جرأة وحزم، وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند والداعم لاهلنا في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
وفي ذات السياق الهاشمي الداعم لفلسطين باعتبارها قضية وطنية وقومية وانسانية عادلة، حرصت جلالة الملكة رانيا في اللقاءات الدولية التي تشارك فيها على شرح وايصال معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة للعالم الحر، وهذا جزء من السياسة والدبلوماسية الأردنية تجاه القضية المركزية بوصفها قضية وطنية وقومية يجب الدفاع عنها، ومن ذلك ما جاء مؤخراً في كلمة جلالتها في مؤتمر منتدى أمبروسيتي سيرنوبيو، المنعقد في إيطاليا بتاريخ 7 أيلول 2024م، خاطبت فيه العالم محذرة جلالتها من الخطورة المتأتية من تطبيق القانون الدولي بشكل انتقائي، وبشكل يعكس الاستخفاف بالمحاكم الدولية، الأمر الذي سيقود إلى ما اسمته جلالتها 'حقبة جديدة من الاختلال العالمي'، وهو ما نستشعره اليوم في سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الواضح لاسرائيل، ولاشك أن جلالتها تؤكد على أهمية الوعي بالمصطلحات المعنية بالقضية الفلسطينية وما يترتب عليها من واجب اخلاقي وقانوني عالمي، ومن ذلك تأكيد جلالتها على أن ' الانتقاص من قيمة حياة الإنسان الفلسطيني لا بد أن يُسمى بمُسماه: عنصرية'، وهي سياسة للاسف نلمح نتائجها الخطيرة فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ابادة جماعية وتطهير عرقي وحشي وأمام نظر العالم وصمته المخجل وغير المبرر .
وفي السياق نفسه المدافع عن عدالة القضية الفلسطينية وحقوق جميع فئات الشعب الفلسطيني بمن فيهم الأطفال، جاءت كلمة جلالة الملكة في فعالية لمنظمة إنقاذ الطفل تحت عنوان 'مستقبل مُشتت في الأراضي الفلسطينية المحتلة - من وجهة نظر الأطفال'، والمنعقدة في نيويورك، الولايات المتحدة بتاريخ 23 أيلول 2024م، لخصت فيها جلالتها وبشكل واقعي معاناة اكثر من مليون طفل فلسطيني يعاني الحصار والمجاعة في غزة، اضافة لالاف الشهداء والمفقودين والايتام والنازحين منهم، مؤكدة جلالتها أن عدم الاهتمام بصرخة معاناة الطفل في فلسطين هي ' ليس أمراً غير أخلاقي فقط، بل غير طبيعي أيضاً'، وأن المطلوب واللازم اليوم وبشكل عاجل هو 'كل طفل يستحق أن يحظى بالحماية'.
وضمن هذه الرؤية الملكية الهاشمية الحكيمة تأتي كلمات ومشاركات جلالة الملكة رانيا العبد الله في الفعالية الدولية، كذلك الجهود الانسانية والرسائل الفكرية الداعية للسلام التي يوجهها للرأي العام العالمي صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير الحسين الذي عبر عن مأساة ومعاناة الشعوب بسبب الظلم، قائلاً سموه عن ذلك ' من غير المعقول أن العالم أجمع ليس قادرا على وقف المأساة التي تحدث. إن الشعوب في منطقتنا فقدت ثقتها بالمجتمع الدولي ومصداقيته وهم على حق'، وفي نفس السياق كان موقف صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال مشيراً سموه الى خطورة ما يجري من احتلال واستيطان على السلام العالمي ومخاطباً الضمائر بقوله :' لا يمكن للمرء تجاهل المعاناة الإنسانية الكارثية التي لا تزال أبعادها تتكشف في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة'، وكل ذلك التأكيد الهاشمي الاردني برهان أكيد أن السلام ثقافة هاشمية ورسالة أممية.
*أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس
*عبد الله توفيق كنعان
تمثل الرسالة الانسانية والأصالة التاريخية بما فيها من التمسك بالشرعية الدولية والاخلاقية والدينية ثوابت هاشمية راسخة، الأمر الذي عزز احترام وثقة العالم وقياداته وشعوبه تجاه المواقف والخطابات والرسائل التي يوجهها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين 'صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس' للعالم ومنظماته الحقوقية والقانونية، منبهاً جلالته في خطابه إلى زعماء وقيادات العالم اثناء انعقاد اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً من تداعيات ما يجري من أحداث مقلقة قد تتطور لمجابهة اقليمية واسعة النطاق، حيث بين جلالته في خطابه التاريخي وبكل موضوعية وشفافية حقيقة ما يجري اليوم من مآسي يعاني منها الشعب الفلسطيني، تتمثل بالقتل والجوع والتهجير والدمار في غزة والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية، منبهاً جلالته الى ضرورة التفات العالم لما يجري في مدن الضفة الغربية بما فيها القدس، حيث يتعرض فيها المدنيين للقتل الذي طال حتى الاطفال والنساء، اضافة لتهجير اسرائيل لالاف الفلسطينيين، وسط عجز الامم المتحدة عن حماية كوادرها ومؤسساتها، وفي حرب تتعمد فيها اسرائيل استهداف الشعب الفلسطيني وتنتهك فيها الوضع التاريخي القائم وبحماية ومشاركة من أعضاء الحكومة الاسرائيلية نفسها.
إن خطاب جلالة الملك في الجمعية العامة بابعاده ورسائله العميقة، بما في ذلك التاكيد على صلابة الموقف الاردني التاريخي وتمسكه بالمبادىء والركائز الاساسية بما فيها رفض فكرة الوطن البديل ورفض تهجير الشعب الفلسطيني من ارضه التاريخية العربية، كذلك جميع اللقاءات التي يجريها جلالة الملك عبد الله الثاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وفي ظل ما يجري من تطورات متسارعة من العدوان الاسرائيلي على غزة ومدن الضفة الغربية وجنوب لبنان، تأتي في سياق سياسي انساني هاشمي في سبيل ترجيح كفة العدالة والحقوق لصالح الشعوب المظلومة، ودعوة عالمية بايقاف الظلم والاحتلال.
والخطاب يضع العالم الحر الراغب فعلاً بالسلام أمام مسؤوليته ، وذلك بضرورة تبني مسار السلام العادل كما يرى جلالة الملك وليس سلام القوة الذي تحاول اسرائيل فرضه على العالم كله بتجاهلها لكل قرارات ومبادرات واتفاقيات السلام، سلام ينطلق من قرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية بحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد آن الاوان كما يرى جلالته أن ينظر العالم بعيون ضحايا اسرائيل، وبعيون الأجيال الراغبة العيش بسلام، وهي دعوة هاشمية أصيلة استذكر جلالته في مضامينها موقف الراحل المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي قاتل لاجل السلام وطالب الضمائر الحيّة أن تسعى نحوه بكل جرأة وحزم، وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند والداعم لاهلنا في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
وفي ذات السياق الهاشمي الداعم لفلسطين باعتبارها قضية وطنية وقومية وانسانية عادلة، حرصت جلالة الملكة رانيا في اللقاءات الدولية التي تشارك فيها على شرح وايصال معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة للعالم الحر، وهذا جزء من السياسة والدبلوماسية الأردنية تجاه القضية المركزية بوصفها قضية وطنية وقومية يجب الدفاع عنها، ومن ذلك ما جاء مؤخراً في كلمة جلالتها في مؤتمر منتدى أمبروسيتي سيرنوبيو، المنعقد في إيطاليا بتاريخ 7 أيلول 2024م، خاطبت فيه العالم محذرة جلالتها من الخطورة المتأتية من تطبيق القانون الدولي بشكل انتقائي، وبشكل يعكس الاستخفاف بالمحاكم الدولية، الأمر الذي سيقود إلى ما اسمته جلالتها 'حقبة جديدة من الاختلال العالمي'، وهو ما نستشعره اليوم في سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الواضح لاسرائيل، ولاشك أن جلالتها تؤكد على أهمية الوعي بالمصطلحات المعنية بالقضية الفلسطينية وما يترتب عليها من واجب اخلاقي وقانوني عالمي، ومن ذلك تأكيد جلالتها على أن ' الانتقاص من قيمة حياة الإنسان الفلسطيني لا بد أن يُسمى بمُسماه: عنصرية'، وهي سياسة للاسف نلمح نتائجها الخطيرة فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ابادة جماعية وتطهير عرقي وحشي وأمام نظر العالم وصمته المخجل وغير المبرر .
وفي السياق نفسه المدافع عن عدالة القضية الفلسطينية وحقوق جميع فئات الشعب الفلسطيني بمن فيهم الأطفال، جاءت كلمة جلالة الملكة في فعالية لمنظمة إنقاذ الطفل تحت عنوان 'مستقبل مُشتت في الأراضي الفلسطينية المحتلة - من وجهة نظر الأطفال'، والمنعقدة في نيويورك، الولايات المتحدة بتاريخ 23 أيلول 2024م، لخصت فيها جلالتها وبشكل واقعي معاناة اكثر من مليون طفل فلسطيني يعاني الحصار والمجاعة في غزة، اضافة لالاف الشهداء والمفقودين والايتام والنازحين منهم، مؤكدة جلالتها أن عدم الاهتمام بصرخة معاناة الطفل في فلسطين هي ' ليس أمراً غير أخلاقي فقط، بل غير طبيعي أيضاً'، وأن المطلوب واللازم اليوم وبشكل عاجل هو 'كل طفل يستحق أن يحظى بالحماية'.
وضمن هذه الرؤية الملكية الهاشمية الحكيمة تأتي كلمات ومشاركات جلالة الملكة رانيا العبد الله في الفعالية الدولية، كذلك الجهود الانسانية والرسائل الفكرية الداعية للسلام التي يوجهها للرأي العام العالمي صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير الحسين الذي عبر عن مأساة ومعاناة الشعوب بسبب الظلم، قائلاً سموه عن ذلك ' من غير المعقول أن العالم أجمع ليس قادرا على وقف المأساة التي تحدث. إن الشعوب في منطقتنا فقدت ثقتها بالمجتمع الدولي ومصداقيته وهم على حق'، وفي نفس السياق كان موقف صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال مشيراً سموه الى خطورة ما يجري من احتلال واستيطان على السلام العالمي ومخاطباً الضمائر بقوله :' لا يمكن للمرء تجاهل المعاناة الإنسانية الكارثية التي لا تزال أبعادها تتكشف في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة'، وكل ذلك التأكيد الهاشمي الاردني برهان أكيد أن السلام ثقافة هاشمية ورسالة أممية.
*أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس
التعليقات